هاري كين يشبّه وضع بايرن ميونيخ الحالي بتوتنهام في 2019

المهاجم الإنجليزي يرى أن ناديه الحالي سيصل إلى نهائي دوري الأبطال مثلما فعل فريقه السابق

كين وفرحة هز شباك آرسنال في ذهاب دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء (رويترز)
كين وفرحة هز شباك آرسنال في ذهاب دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء (رويترز)
TT

هاري كين يشبّه وضع بايرن ميونيخ الحالي بتوتنهام في 2019

كين وفرحة هز شباك آرسنال في ذهاب دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء (رويترز)
كين وفرحة هز شباك آرسنال في ذهاب دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء (رويترز)

خرج هاري كين من ملعب الإمارات بعد المباراة التي انتهت بالتعادل بين آرسنال وبايرن ميونيخ بهدفين لكل فريق، وعلامات الاستمتاع باللقاء تبدو على وجهه، وقال ضاحكاً: «أعتقد أن جمهور آرسنال يكن لي قليلاً من الاحترام»، في إشارة إلى صافرات الاستهجان التي كان جمهور آرسنال يطلقها في كل مرة يلمس فيها كين الكرة. وبلغت صافرات وصيحات الاستهجان ذروتها عندما تقدم كين لتسديد ركلة الجزاء، لكن المهاجم الإنجليزي تحلى بهدوء شديد ووضع الكرة داخل شباك ديفيد رايا ليمنح بايرن ميونيخ التقدم.

شعر لاعبو بايرن ميونيخ بأنهم قد حسموا المباراة لصالحهم، لكن لياندرو تروسارد سجل الهدف التعادل، وهو ما يعني أن الأمور لن تُحسم إلا في مباراة العودة في ميونيخ يوم الأربعاء المقبل. ويمكن تفسير سلوك كين بحقيقة أن بايرن ميونيخ لعب في هذه المباراة بشكل جيد، على عكس ما يقدمه في الآونة الأخيرة في الدوري الألماني الممتاز. ومن الواضح أن ذلك شجع قائد المنتخب الإنجليزي على أن يحلم بقيادة بايرن ميونيخ للوصول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا.

وقال كين: «لقد كانت هذه فرصة لإظهار بعض العمل الجماعي، وللدفاع كفريق واحد في بعض الأحيان. لقد عملنا بكل قوة وأغلقنا المساحات وأفسدنا الهجمات، ومنعنا التحولات الهجومية للمنافس. يتعين علينا أن نلعب بهذه الروح القتالية في كل المباريات، لأننا لم نفعل ذلك بما فيه الكفاية هذا العام». لقد نجح بايرن ميونيخ في إخماد حماس آرسنال، الذي بدا بعد الهدف الافتتاحي الذي أحرزه بوكايو ساكا، قادراً على سحق النادي الألماني. ونجح بايرن ميونيخ في البقاء في المباراة واستغل الأخطاء التي ارتكبها لاعبو آرسنال، وأعتقد أنه قادر على تحقيق الفوز قبل أن ينجح تروسارد في إحراز هدف التعادل وقيادة فريقه للحصول على نقطة مستحقة.

في الواقع، لا يزال بايرن ميونيخ يمتلك ما يمكن وصفه بـ«جينات البطل». وكان كين حريصاً على الاستفادة من درس تاريخي مختلف تعلمه خلال الفترة التي قضاها مع توتنهام. لقد أشار كين إلى موسم 2018-2019 عندما تراجع توتنهام إلى المركز الرابع بعد سبع هزائم في آخر 12 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن ذلك لم يؤثر عليه في مشواره في دوري أبطال أوروبا، ووصل إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه بعدما قدم مستويات رائعة، وخاصة في مباراة الدور نصف النهائي أمام أياكس. لم يشارك كين أمام النادي الهولندي، وكذلك في مباراة الإياب للدور ربع النهائي ضد مانشستر سيتي، بسبب الإصابة، لكن توتنهام تغلب على كل التحديات ووصل إلى المباراة النهائية للبطولة الأقوى في القارة العجوز.

وقال كين: «هذا الموسم مشابه لأننا لم نقدم مستويات جيدة في الدوري، لكي أكون صادقا. لكننا وجدنا بعض الشغف والعمل الجماعي في دوري أبطال أوروبا وتمكنا من الوصول إلى المباراة النهائية. هذه التجربة تمنحني الأمل في أن نتمكن من تحقيق ذلك مرة أخرى. إننا نعلم أنه يمكننا تقديم أداء جيد في المباريات الكبيرة، وفي الدور ربع النهائي على ملعبنا الأسبوع المقبل، وسنعمل جاهدين على التأهل إلى المباراة النهائية مرة أخرى».

وسيواجه بايرن ميونيخ العديد من المشكلات فيما يتعلق باختيار التشكيلة الأساسية خلال مباراته القادمة أمام آرسنال، تعرض ألفونسو ديفيز للإيقاف بسبب حصوله على بطاقة صفراء بسبب تدخله في وقت مبكر من المباراة ضد ساكا، ومن المرجح أيضاً أن يغيب سيرج غنابري بسبب تعرضه لإصابة في الفخذ مع نهاية الشوط الأول. وعلى الرغم من الشعور بالرضا بعد التعادل مع آرسنال على ملعب الإمارات، فلن تكون مهمة بايرن ميونيخ سهلة على ملعبه الأسبوع المقبل، لكن كين يشعر بالتفاؤل وبأن فريقه قادر على العبور إلى الدور نصف النهائي.

وقال كين عن منع جماهير بايرن ميونيخ من حضور مباراة فريقها أمام آرسنال على ملعب الاتحاد، بسبب عقوبة فرضها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في فبراير (شباط) الماضي بمنع النادي البافاري من جماهيره في المباراة التالية خارج ملعبه في دوري أبطال أوروبا: «من الغريب أنه لم يكن هناك جمهور يشجعنا، لكنني أعتقد أننا تعاملنا مع الأمر بشكل جيد. أعتقد أنكم ستشاهدون جمهورنا أكثر حماساً الأسبوع المقبل بعد حرمانه من حضور هذه المباراة، وربما سيكون أكثر صخباً مما اعتدنا عليه. نأمل أن نتمكن من استغلال هذه الطاقة الكبيرة لصالحنا ونحاول وضع ضغوط كبيرة على المنافس».

في الواقع، سيكون هناك ضغط على الفريقين، نظراً لأن بايرن ميونيخ هو الآخر مطالب بأن ينقذ موسمه السيئ ويظهر أن هذه الإمبراطورية الكروية الكبرى لم تسقط بعد. ويعرف كين جيداً أن أي نجاح أو تعثر مع بايرن ميونيخ ينعكس بشكل مختلف على قراره بالانتقال من توتنهام إلى النادي الألماني الصيف الماضي.

لعب كين دوراً بارزاً في تأهل توتنهام إلى نهائي دوري الأبطال 2019 (غيتي)

وقال المهاجم الإنجليزي: «بالطبع لم تسر الأمور كما كنت أريد هذا الموسم، بسبب الطريقة التي انتهى بها الأمر في الدوري والطريقة التي خرجنا بها من الكأس في وقت مبكر من الموسم. والآن لدينا آمال في دوري أبطال أوروبا، وهو ما سيكون إنجازاً رائعاً. أحاول تقديم أداء جيد مع فريقي، وأنا واثق دائماً من قدرتي على تسجيل الأهداف. أنا أفعل ذلك هذا العام، وأبحث دائماً عن النقاط التي يمكنني التحسن فيها. ما زلت أعتقد أن هناك أموراً يمكنني أن أتحسن فيها».

لكن هل عودة كين للعب أمام آرسنال أمام 60 ألف متفرج جعلته يحن للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي رحل عنه؟ يقول كين رداً على ذلك: «لا، فأنا أستمتع حقاً بتجربتي في ألمانيا. لقد كانت خطوة كنت أحتاج إليها في مسيرتي الكروية للحصول على حافز جديد، وخوض تحدٍ جديد، واللعب في بيئة جديدة وملاعب جديدة، ومواجهة فرق جديدة، وأنا سعيد حقاً لأنني قمت بهذه الخطوة». ويضيف: «أعرف بالطبع مدى أهمية الدوري الإنجليزي الممتاز، فقد لعبت هناك لسنوات عديدة من قبل، لكن مستقبلي الآن مع بايرن ميونيخ. لدي عقد لمدة أربع سنوات، وأنا أستمتع بهذه التجربة حقاً، وآمل أن أتمكن من تحقيق شيء مميز هذا الموسم». وبعد نهاية مباراة آرسنال، استقل كين حافلة فريقه وهو يعلم أن فرص بايرن ميونيخ في التغلب على الاضطرابات التي يواجهها حالياً لا تزال قائمة، على الأقل في الوقت الحالي!

وسيكون الضغط على فريق المدرب توماس توخيل لأن اللقب الأوروبي هو فرصته الوحيدة للخروج بشيء كبير من هذا الموسم بعدما خرج إلى حد كبير من السباق على لقب الدوري الألماني لصالح باير ليفركوزن المتصدر. وقال كين: «لعبنا بعزم وإصرار الليلة. كان علينا أن نظهر العمل الجماعي والقدرة على القتال. قطعنا الليلة خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح». ويتأخر بايرن بفارق 16 نقطة عن باير ليفركوزن، الذي قد يتوج باللقب مطلع الأسبوع المقبل، لكن بطل أوروبا ست مرات رفع مستواه في ملعب الإمارات ليعرقل آرسنال متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز الذي عانى للعب بطريقته السلسة المعتادة. وسيغادر توخيل بايرن في نهاية الموسم لكن من الواضح أن فريقه لا يزال منسجماً معه.

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

كين: سأواجه الانتقادات «في أرض الملعب»

رياضة عالمية الإنجليزي هاري كين مهاجم بايرن ميونيخ الألماني (د.ب.أ)

كين: سأواجه الانتقادات «في أرض الملعب»

ردّ الإنجليزي هاري كين، مهاجم بايرن ميونيخ الألماني، على الانتقادات الموجَّهة إليه، قائلاً إنه سيتحدَّث «في أرض الملعب».

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
ليون غوريتسكا (يمين) شارك أساسياً بعد غياب (أ.ب)

كومباني: غوريتسكا نموذج للاعبي بايرن

يرى فينسنت كومباني، المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ، أن ليون غوريتسكا قدوة لكل اللاعبين الذين لا يوجدون ضمن الخيارات الأساسية للفريق.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية أولي هونيس الرئيس الشرفي لنادي بايرن ميونيخ (د.ب.أ)

هونيس: بايرن حسم لقب البوندسليغا!

ألمح أولي هونيس، الرئيس الفخري لنادي بايرن ميونيخ، إلى أنه يرى أن لقب بطولة الدوري الألماني حسم بالفعل لصالح ناديه.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية يأمل بايرن ميونيخ في مواصلة صحوته عندما يستضيف جاره أوغسبورغ (أ.ف.ب)

«ديربي بافاري» لبايرن قبل 3 اختبارات نارية متتالية

يأمل بايرن ميونيخ في مواصلة صحوته عندما يستضيف جاره أوغسبورغ، الثالث عشر، الجمعة في افتتاح المرحلة الحادية عشرة من بطولة ألمانيا لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية فينسنت كومباني (د.ب.أ)

كومباني: مشاركة نوير أمام أوغسبورغ «غير مؤكدة»

أثار فينسنت كومباني المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم الشكوك حول مشاركة مانويل نوير في مباراة الفريق المقبلة بالدوري الألماني

«الشرق الأوسط» (برلين)

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
TT

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)

غوارديولا يعترف بأن فريقه في وضع لا يسمح له بالتفكير في اللقب... وإصلاح المسيرة الهدف الأهم ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟ هل هو نهاية لجيل فرض سيطرته على الساحة الإنجليزية لنحو 10 سنوات، أم أن جعبة المدير الفني الإسباني العبقري بيب غوارديولا أفلست من الأفكار؟

خسر مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا 5 مباريات متتالية للمرة الأولى في المسيرة التدريبية للمدير الفني الإسباني، وآخرها كانت هزيمة مذلة برباعية نظيفة في عقر داره على «ملعب الاتحاد» أمام توتنهام، السبت.

واعترف غوارديولا: «عندما تخسر برباعية نظيفة، فلا يمكنك أن تقول كثيراً. يتعين علينا أن نتقبل الأمر الواقع ونتغلب عليه». وقدَّم المدير الفني الكاتالوني التهنئةَ لتوتنهام على أكبر فوز حققه خارج ملعبه على مانشستر سيتي. ورغم تأكيد غوارديولا على أنه لو يوجد ما يقوله، فإنه عاد ليتحدث عن أن «التراجع» كان أمراً لا مفرَّ منه بعد كل هذه النجاحات على مدى فترة طويلة من الزمن، وكيف كانت «التفاصيل الصغيرة» سبباً في حدوث مشكلات كبيرة، تعود معظمها وليست كلها إلى الإصابات الكثيرة التي عصفت بعدد كبير من اللاعبين الأساسيين، وكيف لم تتزعزع ثقته في اللاعبين بسبب كل ما حققوه.

ماديسون سجل هدفين من رباعية توتنهام في مرمى سيتي وأظهر ضعف دفاع منافسه (اب)

لكن لا يمكن لغوارديولا أيضاً أن يتجاهل حقيقة أن فريقه تعرَّض لـ5 هزائم متتالية، وهو أمر لم يحدث أبداً في تاريخ المدير الفني الإسباني، ولم يحدث لمانشستر سيتي منذ عام 2006، عندما كان ستيوارت بيرس هو مَن يقود الفريق. ولا يمكنه أيضاً تجاهل أن ليفربول بات يملك الفرصة للتغريد منفرداً بالصدارة، وهو مدعو لاستضافة مانشستر سيتي على ملعب «آنفيلد» بعد ذلك.

قال غوارديولا بعد المباراة: «لم نعش مثل هذه اللحظات أبداً خلال 8 سنوات. كنت أعلم أننا سنتراجع عاجلاً أم آجلاً. لم أتوقع أبداً أن نخسر 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكننا تمكّنا من تقديم مستويات ثابتة بشكل لا يصدق مراراً وتكراراً. والآن، لا يمكننا إنكار الواقع الذي يحدث أحياناً في كرة القدم وفي الحياة كلها».

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها مانشستر سيتي 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة غوارديولا، كما أن المدير الفني الكاتالوني لم يخسر طوال مسيرته التدريبية أي مباراة على ملعب فريقه في الدوري بفارق 4 أهداف. وتعد هذه هي أكبر هزيمة لغوارديولا بصفته مديراً فنياً، وهي النتيجة نفسها التي تكررت 3 مرات في مسيرته التدريبية، عندما خسر برباعية نظيفة أمام إيفرتون في عام 2017، ومع برشلونة في دوري أبطال أوروبا في عام 2016، ومع بايرن ميونيخ أمام ريال مدريد في عام 2014.

وعلاوة على ذلك، تعدّ الخسارة برباعية نظيفة أمام توتنهام أثقل هزيمة لمانشستر سيتي على «ملعب الاتحاد». كما أصبح مانشستر سيتي أول حامل للقب الدوري الإنجليزي الممتاز يخسر 5 مباريات متتالية في جميع المسابقات منذ تشيلسي في مارس (آذار) 1956. وتعدّ هذه أسوأ هزيمة لمانشستر سيتي على ملعبه في الدوري منذ خسارته بـ5 أهداف مقابل هدف وحيد أمام آرسنال في عام 2003. وأصبح توتنهام أكثر فريق يحقق الفوز على غوارديولا، بـ9 انتصارات. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي سدَّد 23 تسديدة في هذه المباراة دون أن يحرز أي هدف، وهو أكبر عدد من التسديدات للفريق في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز فشل في التسجيل منها منذ خسارته بهدفين دون رد أمام مانشستر يونايتد في مارس (آذار) 2021.

وتُظهر الإحصاءات أيضاً أن تراجع مانشستر سيتي لم يقتصر على النتائج فقط، حيث أصبح الفريق يتعرَّض للهجمات المرتدة أكثر بكثير من أي موسم آخر تحت قيادة غوارديولا. واستقبل الفريق 1.17 تسديدة من الهجمات المرتدة في المباراة الواحدة في المتوسط هذا الموسم، في حين كانت أعلى نسبة سابقة هي 0.66 قبل موسمين. وجاءت 4 من الفرص الـ5 التي أُتيحت لتوتنهام في الشوط الثاني ممّا أطلقت عليه شركة «أوبتا» للإحصاءات اسم «هجمة مرتدة خاطفة»، بما في ذلك هدفا بيدرو بورو وبرينان جونسون.

هالاند هداف سيتي أهدر أكثر من فرصة وخرج مطأطأ الرأس (د ب ا)cut out

وخلال هذا الموسم، باستثناء ركلات الجزاء، تهتز شباك مانشستر سيتي بمعدل 1.25 هدف في المباراة الواحدة، مقارنة بـ0.79 في الموسم الماضي. ربما يكون عدد التسديدات على مرمى الفريق قريباً مما كان عليه في الموسم الماضي (7.8 الآن مقارنة بـ7.7 في الموسم الماضي)، لكن جودة هذه التسديدات أفضل بكثير، حيث ارتفعت نسبة الأهداف المتوقعة المستقبلة إلى 1.26 مقابل 0.8 في الموسم السابق.

وعلاوة على ذلك، يجد مانشستر سيتي صعوبةً كبيرةً في التعامل مع غياب رودري، أفضل لاعب خط وسط مدافع في العالم، والفائز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام. وتشير الإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي فاز بـ78 في المائة من المباريات التي لعبها في الدوري الإنجليزي الممتاز في ظل مشاركة رودري، في حين تراجعت هذه النسبة إلى 50 في المائة دون نجم خط الوسط الإسباني. أما فيما يتعلق بالهزائم، فكان الأمر أكثر وضوحاً، حيث لم يخسر مانشستر سيتي أي مباراة شارك فيها رودري، في حين خسر 43 في المائة من المباريات التي لم يشارك فيها.

بالإضافة إلى ذلك، من الواضح للغاية أن الفريق تأثر كثيراً بتقدم عدد من لاعبيه في السن، فنحو 52 في المائة من الدقائق التي لعبها الفريق في الدوري كانت بلاعبين تبلغ أعمارهم 29 عاماً أو أكثر، وهو أكبر متوسط أعمار لأي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. كما تراجع مستوى اللاعبين بشكل واضح خلال الموسم أيضاً، حيث انخفض متوسط تسديداتهم على المرمى من 7.3 تسديدة في أول 14 مباراة في جميع المسابقات إلى 4.8 تسديدة في المباريات الـ5 التي خسرها الفريق، في حين ارتفعت تسديدات المنافسين على المرمى من 2.4 إلى 6 تسديدات.

وعلى الرغم من البداية الجيدة لمانشستر سيتي في المباراة الأخيرة، فإن توتنهام فاز عن جدارة واستحقاق، وكان الفريق الأفضل بفارق كبير. وقال غوارديولا: «من الواضح أننا ضعفاء بعض الشيء الآن. لقد وجدنا صعوبةً في تسجيل الأهداف، لكنهم سجَّلوا في المرات التي وصلوا فيها إلى المرمى. إننا نلعب ولدينا بعض السلبية في أفكارنا، لكن هذا أمر طبيعي، فكرة القدم هي انعكاس للحالة المزاجية. لقد كنّا دائماً فريقاً قوياً يقدِّم مستويات ثابتة، ويستقبل قليلاً من الفرص، وكنّا نعتمد على الاستحواذ على الكرة. هذا ليس فريقاً تم بناؤه للقيام بـ40 هجمة بدءاً من منطقة جزائه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس في المباراة، فنحن لا نجيد ذلك. كنّا دائماً فريقاً يستقبل قليلاً من الأهداف، لكننا الآن نستقبل أهدافاً كثيرة. أود أن يكون هناك سبب واحد فقط وراء ذلك، لكن الحقيقة هي أن هناك أسباباً كثيرة».

وقال مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق آلان شيرار في برنامج «مباراة اليوم» على شاشة «بي بي سي»: «هناك كثير من الأشياء الخاطئة ظهرت في سيتي. الأمر لا يتعلق فقط بعدم وجود رودري، لكن المدافعين لا يقومون بواجباتهم بشكل صحيح، ولا يضغطون في جميع أنحاء الملعب كما كانوا يفعلون من قبل. هناك كثير من الأشياء التي يجب العمل عليها، حيث لم تكن هناك حماية من خط الوسط لخط الدفاع، وكانت دفاعات الفريق مفتوحةً للغاية. ستكون مواجهة ليفربول، الأسبوع المقبل، اختباراً قوياً للغاية لمانشستر سيتي. لأول مرة الجميع يشعر بمخاوف حقيقية على سيتي في هذه المباراة. هناك كثير من العلامات المقلقة. إذا فاز ليفربول الأسبوع المقبل، أعتقد بأن الأمور ستكون صعبةً للغاية على سيتي للحاق به».

غوارديولا إعترف بأن سيتي يمر بأسوأ فتراته (ا ب ا)cut out

ووصف مدافع مانشستر يونايتد السابق، غاري نيفيل، ما حدث أمام توتنهام بأنه «يوم صادم» لحامل اللقب، بينما قال لاعب خط وسط توتنهام السابق، جيمي ريدناب، إن مانشستر سيتي «من السهل جداً اللعب ضده». وقال مدافع مانشستر سيتي السابق، ميكا ريتشاردز، لشبكة «سكاي سبورتس»: «أنا مذهول تماماً. لقد أظهر توتنهام جودةً رائعةً، لكن مانشستر سيتي كان سيئاً للغاية. لقد تمت السيطرة على خط وسط سيتي تماماً، وبدا الأمر وكأن لاعبي الفريق يفتقرون إلى الطاقة والإقناع. كنت أعتقد بأن توقيع غوارديولا على عقد جديد سوف يعطي الفريق دفعةً كبيرةً للأمام، لكن ما حدث أمام توتنهام يجعل الأمر يبدو وكأنه ليس مجرد تعثر عابر».

لكن السؤال الذي يطرحه البعض الآن هو: هل لا يزال سيتي قادراً على المنافسة على اللقب؟ سيلعب الفريق ضد فريق فينورد الهولندي في دوري أبطال أوروبا غداً (الثلاثاء)، في حين ستكون مباراته التالية في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام ليفربول الأحد المقبل. ونظراً لأن ليفربول يحتل الصدارة فإن فوزه على سيتي قد يضعه أمام فرصة لم يكن يتوقعها للمضي قدماً وإحراز اللقب.

وفقاً للكومبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات، فإن فرصة فوز مانشستر سيتي باللقب هذا الموسم لا تزيد على 25.3 في المائة. وعندما سُئل غوارديولا عمّا إذا نجح ليفربول في توسيع الفارق إلى 11 نقطة، وهل في هذه الحالة سيكون فريقه خارج المنافسة، ردّ قائلاً: «نعم، هذا صحيح. لكننا لا نفكر في الفوز باللقب أو خسارته، فلسنا في وضع يسمح لنا بالتفكير فيما سيحدث في نهاية الموسم. إذا لم نفز باللقب في النهاية فلأننا لا نستحق ذلك».

خلال فترة تدريبه بايرن ميونيخ الألماني عانى غوارديولا من هزائم متتالية في مايو (أيار) 2015 أمام باير ليفركوزن وأوغسبورغ، وناديه السابق برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا، وقد سبق ذلك الخسارة بركلات الترجيح أمام الغريم التقليدي بوروسيا دورتموند، في قبل نهائي كأس ألمانيا، وهي النتيجة التي تم تسجيلها رسمياً على أنها تعادل، ولكنها توفر السابقة الوحيدة لغوارديولا، الذي هُزم 4 مرات متتالية.

وفي أبريل (نيسان) 2018 خسر غوارديولا مرتين في 3 مباريات متتالية مع مانشستر سيتي، الأولى 2 - 3 أمام الغريم والجار مانشستر يونايتد بقيادة نجمه آنذاك الفرنسي بول بوغبا، والتي جاءت بين هزيمتَي الفريق أمام ليفربول في مباراتَي الذهاب والإياب بدور الـ8 بدوري أبطال أوروبا.

أما المرة الثانية التي يخسر فيها في 3 مباريات متتالية، فقد امتدت لموسمين وعبر 3 بطولات، حين سقط سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2020 - 2021 أمام تشيلسي، قبل أن يخسر أيضاً أمام ليستر سيتي في مباراة الدرع الخيرية في افتتاح موسم 2021 - 2022، وأعقبتها الهزيمة في مباراته الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام توتنهام صفر - 1.

ولم يخسر غوارديولا أكثر من مباراتين متتاليتين مع برشلونة، حيث انهزم أمام فيسلا كراكوف البولندي، ونومانسيا في مباراتيه الثانية والثالثة في منصبه عام 2008، وأمام مايوركا وأوساسونا بالدوري الإسباني عام 2009، وكذلك أمام تشيلسي الإنجليزي والمنافس اللدود ريال مدريد الإسباني في أبريل 2012.

ويعلق غوارديولا بعد تعرضه لأسوأ سلسلة من الخسائر مع سيتي: «الآن بدأتم تدركون مدى صعوبة ما فعلناه خلال السنوات الماضية بالبقاء على القمة».