كوبارسي ركيزة دفاع برشلونة المتأهب يواجه سرعة مبابي

كوبارسي بدأ أساسيا في لقاء نابولي ليقود برشلونة للفوز 3-1 (أ.ف.ب)
كوبارسي بدأ أساسيا في لقاء نابولي ليقود برشلونة للفوز 3-1 (أ.ف.ب)
TT

كوبارسي ركيزة دفاع برشلونة المتأهب يواجه سرعة مبابي

كوبارسي بدأ أساسيا في لقاء نابولي ليقود برشلونة للفوز 3-1 (أ.ف.ب)
كوبارسي بدأ أساسيا في لقاء نابولي ليقود برشلونة للفوز 3-1 (أ.ف.ب)

يتسلّح برشلونة الإسباني بدفاعه المتجدّد عندما يواجه باريس سان جيرمان الفرنسي الأربعاء في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بقيادة المدافع الشاب باو كوبارسي.

وأصبح ابن الـ17 عاماً عنصراً أساسياً في تشكيلة المدرب تشافي هرنانديز، كما خاض ظهوره الدولي الأوّل مع المنتخب الإسباني في مارس (آذار)، مسلّطاً الضوء على صعوده الصاروخي.

وأظهر كوبارسي قدرة كبيرة على التعامل مع الضغط على المستوى الاحترافي، لكنه هذه المرة سيكون بمواجهة أحد أفضل المهاجمين في العالم، كيليان مبابي، في باريس.

وقد يكون ذلك شرارة انطلاق خصومة قوية في حال تمكّن الغريم التقليدي لبرشلونة، ريال مدريد، من الظفر بخدمات مبابي هذا الصيف.

وتُمثل مواجهة مبابي تحدياً كبيراً للمراهق الذي لعب دوراً حاسماً في إحياء خط دفاع برشلونة، بعدما كان في حالة يرثى لها لفترات طويلة من الموسم.

في الموسم الماضي، تلقت شباك الفريق الكاتالوني 20 هدفاً فقط خلال فوزه بلقب الدوري الإسباني، لكنه بلغ هذا الرقم مع حلول شهر يناير (كانون الثاني) فقط من الموسم الحالي.

وفي محاولة للبحث عن حلول، منح تشافي كوبارسي أول مباراة له في التشكيلة الأساسية «للبلاوغرانا» ضد ريال بيتيس في وقت لاحق من ذاك الشهر، وسرعان ما أثبت نفسه، وأظهر نضجاً يفوق عمره.

وساعد كوبارسي برشلونة في بلوغ دور الثمانية من المسابقة القارية المرموقة لأول مرة منذ أربعة مواسم.

تشافي الذي لم يكن قد أظهر اهتماماً بعد بكوبارسي عندما واجه برشلونة نابولي الإيطالي في ذهاب دور ثمن النهائي في فبراير (شباط)، اختار إينيغو مارتينيس بدلاً منه آنذاك.

إلا أنّ المدافع المخضرم ارتكب خطأ مكلفاً أتاح لنابولي إدراك التعادل 1 - 1، قبل أن يبدأ كوبارسي أساسياً في لقاء الإياب، وقدم أداء رائعاً ليقود برشلونة للفوز 3 - 1.

وقال كوبارسي بعد حصوله على جائزة أفضل لاعب في المباراة: «لقد كان أحد أفضل أيام حياتي. الفريق يستحق هذه الجائزة».

يتمتع كوبارسي بصفات المدافع الأنيق والواثق حتى رغم صغر سنه، كما تعد قدراته مع الكرة أمراً حاسماً لبرشلونة لبناء الهجمات من الخلف.

وقال تشافي في مارس الماضي «كوبارسي ذكي، يعرف متى يتدخل ومتى لا يفعل».

لكن في مواجهة مبابي السريع جداً، سيكون على كوبارسي شحن طاقته حتى أقصى حدود.

وسيحتاج كوبارسي إلى أن يكون زميله الأوروغوياني رونالد أراوخو في أفضل مستوياته بعد تراجعه في منتصف الموسم. يتمتع المدافع الأوروغوياني بالسرعة، وإذا كان بإمكان أي لاعب المساعدة في احتواء مبابي، فهو لديه أفضل فرصة.

حافظ برشلونة على نظافة شباكه خمس مرات في آخر ست مباريات، وكان كوبارسي حاسماً في هذا المجال.

أتاح حصوله على مركز أساسي في التشكيلة لتشافي من أجل استخدام الدنماركي أندرياس كريستنسن في مركز الوسط الدفاعي، مما عالج مشكلة كبيرة في تركيبة الفريق.

وقع النادي الكاتالوني مع أوريول روميو بعد رحيل سيرجيو بوسكيتس، لكن لاعب الوسط الذي بدأ مسيرته الكروية من أكاديمية لاماسيا لم يلفت الأنظار في هذا الدور، فبدأ تشافي في إشراك الهولندي فرنكي دي يونغ مكانه.

أدى ذلك إلى حالة عدم توازن في خط وسط الفريق، نظراً لأن دي يونغ ليس لاعباً بنزعة دفاعية، مما أسهم في جعل الدفاع هشاً.

في المقابل، شغل الفرنسي جول كونديه مركز الظهير الأيمن، بدلاً من مركز قلب الدفاع حيث بدأ الموسم، مما أعطى برشلونة توازناً أفضل.

كذلك، أدت إصابة أليخاندرو بالدي إلى قيام تشافي بإشراك البرتغالي جواو كانسيلو في مركز الظهير الأيسر ومع وجود كونديه على اليمين، يبدو بطل إسبانيا أكثر صلابة مقارنة بوجود ظهيرين بنزعة هجومية.

كذلك، فإنّ عودة الحارس مارك أندريه تير شتيغن من إصابة في الظهر، بعد غيابه لأكثر من شهرين، تُشكل عامل ثقة.

وأدى أيضاً بروز الشاب الآخر لامين جمال في خط الهجوم دوراً في تعزيز الخط الهجومي، رغم التركيبة الدفاعية المعتمدة، فيما يعمل البرازيلي رافينيا على الجناح الآخر بطريقة دفاعية أيضاً.

وقال تشافي عن الشابَين كوبارسي وجمال، «أعتقد أننا ننظر إلى لاعبين يمكنهما إرساء حقبة في النادي، وحتى في كرة القدم العالمية».

تلقى برشلونة خمسة أهداف في المواجهتين السابقتين أمام سان جيرمان عندما واجهه في الأدوار الإقصائية.

تواجه الفريقان في ثمن النهائي عام 2021 وخرج حينها سان جيرمان منتصراً من كاتالونيا 4 - 1 قبل التعادل إياباً 1 - 1.

أما في العام 2017، فبعد أن فاز الفريق الفرنسي ذهاباً على أرضه 4 - 0 قلب النادي الكاتالوني الطاولة عليه إياباً بفوزه 6 - 1 بقيادة الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار اللذين انتقلا لاحقاً للعب في صفوف سان جيرمان.

مما لا شك فيه أنّ برشلونة سيكون سعيداً باستعادة خط دفاعه عافيته، وإلا كانت النتيجة لتكون صعبة أمام مبابي ورفاقه.


مقالات ذات صلة

من هي السيدة الفرنسية التي أصر هنري على أن توقد المرجل الأولمبي؟

رياضة عالمية جوزيه بيريك وتيدي رينر خلال إيقاد المرجل الأولمبي (رويترز)

من هي السيدة الفرنسية التي أصر هنري على أن توقد المرجل الأولمبي؟

أوقدت العداءة المعتزلة ماري-جوزيه بيريك وبطل الجودو تيدي رينر المرجل الأولمبي خلال حفل غير مسبوق لافتتاح الألعاب الاولمبية، الجمعة، في باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس )
رياضة عربية فرحة لاعبي الأهلي بهدف وسام أبو علي في مرمى المصري (الشرق الأوسط)

الأهلي يستغل تعثر بيراميدز ويقتنص صدارة الدوري المصري

اقتنص الأهلي صدارة ترتيب الدوري المصري لكرة القدم، وذلك عقب فوزه على مضيفه المصري 1/صفر، الجمعة، في  مباراة مؤجلة من الجولة 18 من المسابقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية ماكرون رئيس فرنسا خلال إعلانه افتتاح الألعاب الأولمبية باريس 2024 (أ.ف.ب)

تحت الأمطار وأمام برج إيفل... ماكرون يعلن افتتاح ألعاب باريس 2024

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «افتتاح» دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الثالثة والثلاثين في باريس، الجمعة، خلال حفل افتتاح رائع وغير مسبوق على نهر السين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية جماهير غفيرة حضرت حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس (أ.ب)

مشجعون: الأمطار والتفتيش الأمني لم يؤثرا على أجواء حفل افتتاح الأولمبياد

رغم الإجراءات الأمنية المكثفة والأمطار الغزيرة التي انهمرت، اصطف المشجعون على ضفتي نهر السين في باريس، الجمعة، لمشاهدة حفل افتتاح الأولمبياد.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية ليني يورو آخر عنقود المواهب المنضمة من الدوري الفرنسي للبريميرليغ (نادي مانشستر يونايتد)

لماذا يحب الدوري الإنجليزي الممتاز فرنسا؟

غالباً ما يحصل الدوري الفرنسي على سمعة غير عادلة، ويُطلق عليه الكثيرون لقب «دوري المزارعين»، لكن يبدو أن الشعار الرسمي للدوري «دوري المواهب» أكثر ملاءمة.

ذا أتلتيك الرياضي (لندن)

أولمبياد باريس يبهر العالم ويتحدى «التخريب»

أولمبياد باريس يبهر العالم ويتحدى «التخريب»
TT

أولمبياد باريس يبهر العالم ويتحدى «التخريب»

أولمبياد باريس يبهر العالم ويتحدى «التخريب»

رغم الأعمال التخريبية التي ضربت شبكة القطارات الفرنسية، أمس، أبهرت باريس العالم بافتتاح أسطوري لدورة الألعاب الأولمبية 2024، وسط عرض غير مسبوق على نهر السين بمشاركة 6800 رياضي من 205 دول أمام معالم تاريخية في العاصمة الفرنسية.

وللمرّة الأولى في التاريخ، أقيم حفل الافتتاح خارج الملعب الرئيسي، وشاهده 320 ألف متفرّج من مدرّجات بُنيت خصيصاً على ضفاف النهر، ونحو 200 ألف من على شرفات المباني المجاورة.

وكما تجري التقاليد، ضمّ القارب الأوّل بعثة اليونان التي تعدّ مهد الألعاب الحديثة، وتبعته قوارب الوفود الأخرى في مستهل احتفال شاركت فيه نجمة البوب الأميركية الشهيرة ليدي غاغا، والتي أدت أغنية شهيرة من المسرح الاستعراضي الفرنسي.

البعثة السعودية لدى مرورها أمام المتفرجين وضيوف الحفل (أ.ف.ب)

وبدأ الحفل بمقطع فيديو للكوميدي جمال دبوز ولاعب كرة القدم السابق زين الدين زيدان يحملان الشعلة في ملعب استاد «دو فرانس»، قبل العرض غير المسبوق على نهر السين، أمام حضور تقدّمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبجانبه رئيس اللجنة الأولمبية توماس باخ.

وبدت المناطق المطلّة على نهر السين حصناً منيعاً، واقتصر عبور الحواجز الحديدية على الأشخاص المقيمين وأصحاب الحجوزات في الفنادق المزوّدين برمز تعريف خاص.

وجاء حفل الافتتاح المبهر لينهي يوماً شهد مفاجأة من العيار الثقيل؛ إذ ضربت أعمال تخريبية، صبيحة الجمعة، شبكة القطارات السريعة من خلال إشعال مجموعة حرائق استهدفت صناديق الإشارة التي تتحكم بسير القطارات. وسارع المسؤولون الرسميون وممثلو الأحزاب السياسية بمختلف مشاربها إلى التنديد بالعمل التخريبي، وعمدت النيابة العامة إلى فتح تحقيق قضائي. ووصف رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال الهجمات بأنها «أعمال تخريب منسقة».