يرى المدرب الإسباني لآرسنال الإنجليزي ميكيل أرتيتا أن فريقه، الحالم بالثنائية الكبرى، جاهز لتحقيق ثأره من بايرن ميونيخ الألماني الذي يحل الثلاثاء ضيفاً على متصدر الـ«بريميرليغ» في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
ويتطلّع آرسنال إلى نقل الزخم الذي يتمتع به جراء تصدره للدوري الممتاز حيث يبحث عن لقب توج به للمرة الأخيرة عام 2004، إلى المسرح الأوروبي وتجاوز أول مشاركة له في ربع نهائي المسابقة منذ 2010.
استحق آرسنال الوجود على صدارة الدوري الممتاز وإن كان بفارق الأهداف عن ليفربول ونقطة عن مانشستر سيتي حامل اللقب قبل سبع مراحل على الختام، إذ فاز في 10 من أصل 11 مباراة خاضها في «بريميرليغ» في 2024.
لكن اهتمام أرتيتا سيتحوّل إلى دوري الأبطال هذا الأسبوع حيث يهدف آرسنال إلى تعويض قرابة عقدين من الصدمات أمام بايرن الذي أذله في آخر ثلاث مواجهات بينهما بالفوز عليه بنتيجة واحدة في كل منها 5-1.
خرج آرسنال من دوري أبطال أوروبا على يد النادي البافاري في ثمن النهائي أعوام 2017 و2014 و2013 و2005.
ولم يكن أرتيتا مسؤولاً عن أي من تلك الإخفاقات ضد العملاق البافاري، لكنه كان لاعباً مع آرسنال في هزيمتي 2013 و2014 أمام بطل أوروبا ست مرات.
يشير المستوى المحلي الجيد لآرسنال إلى أنه قادر على قلب الأمور لصالحه هذه المرة، لا سيما أن بايرن يحلّ على استاد الإمارات وهو ليس في أفضل حالاته، حيث يتخلّف في الدوري الألماني بفارق 16 نقطة عن باير ليفركوزن المتصدر بعد الهزيمة المحرجة السبت أمام هايدنهايم 2-3.
وحتى اعتماد بايرن على وجود الإنجليزي هاري كاين الذي سجّل 14 هدفاً في ديربي شمال لندن ضد آرسنال خلال فترة دفاعه عن ألوان الجار اللدود توتنهام، قد لا يكون كافياً لتجديد تفوقه على «المدفعجية».
الأجواء السيئة في «أليانز أرينا» تتناقض تماماً مع الإيجابية المحيطة بفريق أرتيتا الشاب النابض بالحياة.
وركّز أرتيتا في مهمته على منح لاعبيه حرية التعبير عن أنفسهم ضمن هيكله التكتيكي وكانت النتائج رائعة للنادي الذي كان في حالة سقوط قبل تعيين الإسباني عام 2019.
وقال أرتيتا بعد الفوز على برايتون السبت في الدوري: «نحن في لحظة جيدة حقاً. لدينا فريق يتمتع بصحة جيدة، مع طاقة جيدة حقاً والكثير من الثقة على المستويين الفردي والجماعي. إنهم يقدمون أداءً جيداً حقاً ونحن نفوز بالكثير من المباريات. علينا فقط مواصلة ما نقوم به».
لم يصل آرسنال إلى نهائي دوري أبطال أوروبا سوى مرة واحدة حين خسر أمام برشلونة الإسباني عام 2006.
وبعودته إلى المسابقة القارية الأم لأول مرة منذ 2017، يسعى آرسنال هذا الموسم إلى تعويض الوقت الضائع. تصدر النادي اللندني مجموعته في الدور الأول بتفوقه على لنس الفرنسي وآيندهوفن الهولندي وإشبيلية الإسباني، ثم نجا في ركلات الترجيح لتخطي بورتو البرتغالي في ثمن النهائي، حاجزاً مقعده في ربع النهائي لأول مرة منذ 2010 حين انتهى مشواره على يد برشلونة.
لم يصل آرسنال إلى الدور نصف النهائي منذ 2009 حين خرج على يد غريمه المحلي مانشستر يونايتد، لكن المزاج السائد لدى فريق أرتيتا يعزز حظوظ العودة إلى دور الأربعة على أقل تقدير.
ليس بإمكان أحد أن يلخص قدرة أرتيتا على تحسين لاعبيه أكثر من الألماني كاي هافيرتز الذي شق طريقه تدريجياً كي يصبح من الركائز التي لا غنى عنها في الفريق.
كانت ثقة هافيرتز في الحضيض عندما وقع من الجار اللدود تشيلسي العام الماضي بعد فترة مضطربة في «ستامفورد بريدج».
عانى الدولي الألماني من بداية بطيئة في مشواره مع آرسنال حيث سجل هدفاً واحداً فقط وتمريرة حاسمة واحدة في أول 19 مباراة له في جميع المسابقات.
لكن ابن الـ24 عاماً وجد نفسه أخيراً وسجل خمسة أهداف مع أربع تمريرات حاسمة في آخر سبع مباريات له في الدوري الممتاز، آخرها في عطلة نهاية الأسبوع ضد برايتون حين سجل الهدف الثاني في الفوز 3-0 ومرر كرة الهدف الثالث للبلجيكي لياندرو تروسار.
وتطرق أرتيتا إلى ذلك، قائلاً: «له بالتأكيد التأثير الكبير على الفريق. كان أداؤه بشكل عام جيداً جداً والآن أصبحت أرقامه فيما يتعلق بمساهماته في الأهداف مرتفعة حقاً»، مضيفاً: «كاي في الوقت الحالي يلعب بسلاسة ويشعر براحة حقيقية. يحتاج للحفاظ على هذا المستوى».
وتابع: «لقد منحناه الثقة ونأمل أن نكون قد منحناه الحب الذي هو بحاجة إليه. حظي بتقدير بقية اللاعبين والطواقم في النادي والآن يحصل على هذا الأمر من مشجعينا بالتأكيد».