لماذا يريد برشلونة من تشافي الاستمرار في منصبه؟

هل يدرب تشافي برشلونة لمواسم أخرى؟ (أ.ف.ب)
هل يدرب تشافي برشلونة لمواسم أخرى؟ (أ.ف.ب)
TT

لماذا يريد برشلونة من تشافي الاستمرار في منصبه؟

هل يدرب تشافي برشلونة لمواسم أخرى؟ (أ.ف.ب)
هل يدرب تشافي برشلونة لمواسم أخرى؟ (أ.ف.ب)

على الرغم من أن الأمر قد يبدو غريباً، فإن الرجل الذي قال قبل بضعة أشهر فقط إنه سيتنحى عن منصبه مديراً فنياً لبرشلونة، يبدو الآن الخيار المفضل للنادي لقيادته الموسم المقبل.

في 27 يناير (كانون الثاني)، أعلن تشافي نيته الاستقالة في نهاية هذه الفترة، حيث وصف وظيفة برشلونة بأنها «قاسية». وأشار إلى مخاوف بشأن صحته العقلية، وقال: «في مرحلة ما، تدرك أنه لا فائدة من البقاء».

لكن منذ أسابيع، ومع عدم هزيمة الفريق منذ أن قال هذه الكلمات (في 11 مباراة شملت الوصول إلى رُبع نهائي دوري أبطال أوروبا) ازداد الدعم لفكرة الإبقاء على تشافي.

خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة الإسباني (الشرق الأوسط)

قال رئيس نادي برشلونة خوان لابورتا، قبل فترة الاستراحة الدولية، إنه سيحاول إقناع المدرب البالغ من العمر 44 عاماً بالبقاء، وواصل نائب الرئيس رافا يوستي يوم السبت النهج نفسه. وقال: «تشافي يعرف ما نريد». وأضاف: «إنه قراره الشخصي، وما سأفعله بقدر ما أستطيع هو محاولة إقناعه بالاستمرار».

إذاً، كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟ كيف أثر البحث الإداري في برشلونة في تفكير النادي؟ وما مدى أهمية لقاء الأربعاء المقبل مع باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا في تشكيل ما سيحدث بعد ذلك؟

بعد أن كشف لاعب خط الوسط الأسطوري السابق تشافي، عن قراره بالرحيل - بعد الهزيمة 3 - 5 على أرضه أمام فياريال، التي تركتهم في المركز الرابع في الدوري الإسباني - بدأ برشلونة بحثه عن خليفة، لكنهم لم يحرزوا كثيراً من التقدم.

وتقول مصادر رفيعة المستوى في النادي، تحدثت بشرط عدم الكشف عن هويتها لحماية مناصبها، إن عدم وجود مرشحين مناسبين هو السبب الرئيسي وراء تحقيق هذا التقدم الضئيل - في وقت يعاني فيه النادي من شح الأموال.

يصف عديد من المسؤولين التنفيذيين في برشلونة الذين تحدثنا إليهم في هذا المقال 3 أنواع من المدربين. أولاً، الأفراد على مستوى النخبة الذين يضعون علامة في كل خانة يبحثون عنها - بيب غوارديولا، أو لويس إنريكي، أو ميكيل أرتيتا - ولكنهم غير متاحين.

بعد ذلك، هناك مَن يصفونهم بأنهم «المدربون الذين يتفوقون في إدارة الانسجام في غرفة تبديل الملابس» أولئك الذين يحصلون على أفضل ما في المجموعة من خلال إيجاد أفضل توازن بين الشخصيات المتنوعة.

أخيراً، هناك أولئك الذين تكمن قوتهم الأكبر في تحسين اللاعبين: في الحصول على أفضل النتائج من كل فرد.

داخل برشلونة، هناك اعتقاد بأن النوع الأخير سيكون الأنسب لهم في الوقت الحالي. ولكن مرة أخرى، تقول مصادر النادي إنه لم يتم العثور على مرشح مناسب.

كما ذكرت شبكة «ذا أتليتك» بالفعل، تم التواصل مع المدير الفني السابق لبايرن ميونيخ، وألمانيا هانسي فليك (تم عرضه على النادي من خلال وكيله الجديد بيني زاهافي). ومع ذلك، فإن افتقاره إلى اللغة الإنجليزية أو الإسبانية بطلاقة يُنظر إليه على أنه عائق.

فيما يتعلق بتوماس توخيل، فإن الطريقة التي ترك بها منصبه في باريس سان جيرمان وتشيلسي والآن بايرن (الذي سيغادره هذا الصيف) لا تترك نظرة رائعة. كما تمت مناقشة مدرب برايتون، روبرتو دي زيربي، لكنه لا يزال يُنظر إليه على أنه غير مثبت على مستوى النخبة.

بغض النظر عمّا إذا كان برشلونة قادراً على دفع أي تعويض لبرايتون مقابل دي زيربي، فقد يكون لدى الإيطالي عروضاً أكثر إغراءً على الطاولة. ويبحث ليفربول وبايرن أيضاً عن مدرب جديد، وسيبقى تشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن، المرشح الأوفر حظاً لكليهما.

هذا هو المكان الذي نصل فيه إلى الموارد المالية لبرشلونة، التي تعدّ عاملاً كبيراً.

يساعد اسم رافائيل ماركيز في توضيح السبب. تم ذكره أيضاً في الأشهر الأخيرة خياراً طارئاً لتغطية بقية هذا الموسم عندما كانت هناك بعض التكهنات بأن الأداء الضعيف قد يؤدي إلى إقالة تشافي قبل يونيو (حزيران).

يتناسب المكسيكي مع هذه الفاتورة لأن أجره بوصفه مدرباً لبرشلونة أتليتيك (الفريق الرديف للنادي الذي يلعب في الدرجة الثالثة في إسبانيا) محسوب بالفعل في الحد الأقصى للرواتب في الدوري الإسباني.

في فبراير (شباط)، خفّض الدوري الإسباني الحد الأقصى المسموح به للرواتب في برشلونة (الذي يتم حسابه وفقاً لإيرادات النادي)، من 648 مليون يورو العام الماضي إلى رقم جديد قدره 204 ملايين يورو. تبلغ التكلفة الحقيقية لفريق برشلونة للفترة من 2023 - 2024 (إجمالي الرواتب وإطفاءات الانتقالات) رسمياً 492 مليون يورو.

ونظراً لأن برشلونة يفرط في الإنفاق، فإن قواعد المنافسة تنص على أنه يجب عليه إجراء تخفيضات قبل التعاقد مع أي لاعبين آخرين أو تعيين طاقم تدريبي. لذا، من وجهة نظر المدير الفني الجديد المحتمل، من الصعب تصور أي شخص خارجي يرغب في الالتزام عندما لا يمكن تقديم ضمانات بشأن الأموال المتاحة للتعاقدات الجديدة، أو ضمانات بعدم بيع اللاعبين الرئيسيين.

رافاييل ماركيز مرشح لتدريب برشلونة (غيتي)

على الرغم من أن ماركيز البالغ من العمر 45 عاماً، وهو لاعب سابق مشهور آخر في برشلونة، يقوم بعمل جيد مع برشلونة أتليتيك (يضغطون من أجل الترقية هذا الموسم)، فإنه لا يزال غير مثبت على المستوى الأعلى، وكان من الممكن اعتباره مجرد خيار محتمل. إذا كان فريق تشافي قد عانى من الإحراج أمام نابولي في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.

ولم يتمكّن أي من المرشحين الذين تم بحثهم من خلق إجماع لا جدال فيه بين صناع القرار في برشلونة، الذين يدركون تماماً أهمية الحصول على أي تعيين بشكل صحيح.

وقال أحد مصادر النادي في الأسابيع الأخيرة: «نحن في وضع لا يمكننا فيه تفويت فرصتنا التالية».

في الوقت الحالي، يعدّ البقاء مع تشافي رهاناً أكثر أماناً من قبل كثير في برشلونة. قد تكون لديه عيوب وجوانب يجب تحسينها، لكن يبدو أن النادي سيكون سعيداً بانتظاره حتى يغير رأيه.

ونظراً لخلفيته بوصفه واحداً من أنجح خريجي «لا ماسيا»، فمن المحتمل أن يكون تشافي هو أفضل محترف لمواصلة الثقة في أكاديمية برشلونة؛ أثبت لامين يامال (16 عاماً)، وباو كوبارسي (17 عاماً)، أنهما نجمان شابان بارزان أعلنا عن نفسيهما تحت قيادته هذا الموسم. ويُنظر إلى الاعتماد على مثل هاتين الموهبتين على أنه الخيار الوحيد المتاح أمام برشلونة، نظراً لوضعه المالي الحالي.

إذا بقي في منصبه، فقد يتوقع المرء أن يتمتع تشافي بمركز أقوى مما كان عليه في بعض الأحيان هذا الموسم أيضاً. هناك دروس من هذه الحملة يمكن أن يتعلم منها.

الأول يجب أن يتخذ موقفاً أقوى ضد القرارات التي يتخذها مجلس الإدارة... توقيع قرض جواو فيليكس في الموعد النهائي يقدم مثالاً رائعاً على السبب. كان معسكر تشافي ضد وصول المهاجم البرتغالي، لكن رحيله في اللحظة الأخيرة، والنقص المفاجئ في الخيارات في الهجوم، والعلاقة الوثيقة بين لابورتا والوكيل خورخي مينديز جلبت جواو فيليكس إلى كاتالونيا بغض النظر. هذه الخطوة لم تؤت ثمارها.

لقد أثبت تشافي أيضاً تفهمه للصعوبات التي يواجهها النادي فيما يتعلق بتشكيل الفريق، وكان هذا الموسم بمثابة عملية متواضعة له وللاعبين. كانت هناك بالفعل دلائل على أن مثل هذه الفترة من التأمل الذاتي كان لها تأثير إيجابي فيه وفي المجموعة الأوسع. بعد فوز برشلونة المثير للإعجاب 3 - 0 على أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني في 17 مارس (آذار)، تحدث روبرت ليفاندوفسكي عن تحسّن في كثافة التدريب منذ إعلان تشافي رحيله.

لكن بطبيعة الحال، فإن إبقاءه في منصبه لا يخلو من المخاطر.

إن إقناع تشافي بالبقاء في الموسم المقبل من شأنه أن يترك الجميع في النادي مكشوفين أكثر إذا سارت الأمور على نحو خاطئ. سيتم طرح الأسئلة، ليس فقط على المدير الفني، ولكن أيضاً على التخطيط واتخاذ القرار في النادي.

كان على برشلونة منذ يناير البدء في وضع أسس مشروع جديد. ويجب إيجاد المبررات لتفسير سبب اختيارهم عدم القيام بذلك. ولن يكون لدى المدير الفني الجديد في الخريف الوقت الكافي للتخطيط للتعاقدات أو تشكيل هيكل النادي.

ولا يمكن لتشافي أن يتوقع بشكل واقعي تخفيف الضغط الذي تحدث عنه هذا الموسم. إن المزيج الفريد من التوقعات والمتطلبات من مدير برشلونة، الذي استكشفناه بعمق أخيراً، سوف يضمن ذلك.

في الوقت الحالي، هذه هي المخاطر التي يبدو أن عديداً من كبار المصادر سعداء بمواجهتها. تصر مصادر النادي على أنه على الرغم من علمهم بكل الخيارات المتاحة للمقعد الإداري هذا الصيف، فإنهم لا يتقدمون مع أي شخص؛ لأن أولويتهم هي الاستمرار في انتظار تشافي.

في الماضي، لم يخفِ تشافي أبداً أنه يرغب في التدريب خارج إسبانيا، حيث يعد الدوري الإنجليزي الممتاز إحدى أكثر المسابقات جاذبية بالنسبة له. ومع ذلك، إذا غادر برشلونة في نهاية هذا الموسم، فمن الصعب تصور أنه يمكن وضعه في أي منصب شاغر بين «الستة الكبار» في إنجلترا، أو أي قوة نخبة أخرى في أوروبا.

يعرف النادي والمدرب بعضهما بعضاً جيداً، وحتى في أسوأ لحظاته، أكد تشافي أنه سيظل دائماً «رجل النادي». عبارات مثل، «في اليوم الذي أشعر فيه بأنني أشكل مشكلة هنا، سأغادر» تثبت حبه لبرشلونة. هل هناك أي إظهار للإخلاص أكبر من البقاء عندما يناشدك رئيس النادي والمديرون التنفيذيون لإعادة النظر في مستقبلك من أجل برشلونة؟

ومع ذلك، لم نشهد سوى قليل من المؤشرات العامة على تغيير تشافي لنظرته. وقال الشهر الماضي: «أفكاري تركز على البقاء هنا حتى 30 يونيو. في الموسم المقبل، الخطة هي الحصول على راحة».

وبعد الفوز 1 - 0 على لاس بالماس يوم السبت، كرر هذه الرسالة. وقال: «الآن حان وقت الراحة». وأكمل: «لا شيء أكثر، خطوة بخطوة. أصر على أنه لم يتغير شيء بالنسبة لي حتى الآن. لكنني أعتقد بأن هذا جو أفضل للعمل فيه وليس عندما تكون هناك حاجة لإقالة المدير الفني».

إذا كان المشجعون يتساءلون متى يتوقعون مزيداً من الحلول، فلا داعي للنظر إلى أبعد من مباراة رُبع نهائي دوري أبطال أوروبا مع باريس سان جيرمان.

مع تصدر ريال مدريد الدوري الإسباني بفارق 8 نقاط، يبدو أن الجائزة الكبرى في أوروبا هي اللقب الوحيد الذي لا يزال بإمكان برشلونة التنافس عليه. ستكون مباراة الذهاب الأسبوع المقبل على ملعب «بارك دي برانس» مباراة حاسمة للفريق الكاتالوني، الذي يحلم بإيجاد طريقة لإنقاذ موسمه. التقدم هو المفتاح للمساعدة في تحسين الوضع المالي للنادي.

من المؤكد أن الفوز على باريس سان جيرمان من شأنه أن يحفز مزاجاً إيجابياً حول النادي، والافتراض المنطقي سيعمل لصالح بقاء تشافي. إنه الوضع الذي يلخص بطريقة أو بأخرى بعض الفضائل والمشكلات الخاصة في برشلونة.

هل من العملي أن تملي مباراتان قرارات هيكلية بهذه الطريقة؟ ربما لا يكون الأمر كذلك، ولكن ها نحن هنا.


مقالات ذات صلة

غوندوغان: الهزيمة أمام ليفربول قد تُنهي آمال السيتي في اللقب

رياضة عالمية إلكاي غوندوغان (أ.ف.ب)

غوندوغان: الهزيمة أمام ليفربول قد تُنهي آمال السيتي في اللقب

أقرّ الألماني إلكاي غوندوغان لاعب وسط مانشستر سيتي الأربعاء أن الهزيمة أمام مضيفه ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز قد تُنهي آمال بطل المواسم.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية داميان ليلارد سجل 37 نقطة وقاد فريقه ميلووكي باكس للفوز على ميامي هيت 106-103 (أ.ب)

«إن بي إيه»: ليلارد يقود باكس للفوز على هيت في غياب أنتيتوكونمبو

سجل داميان ليلارد 37 نقطة وقاد فريقه ميلووكي باكس الذي افتقد لجهود نجمه العملاق اليوناني يانيس أنتيتوكونمبو للإصابة للفوز على ميامي هيت 106-103 الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي قال إن اللاعب سيكون متاحاً للمشاركة في المباريات الثلاث المقبلة (رويترز)

الاتحاد الإنجليزي يلغي طرد نورغارد أمام إيفرتون

ألغى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الأربعاء بطاقة حمراء تلقاها كريستيان نورغارد لاعب برنتفورد خلال تعادل سلبي أمام إيفرتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية خير الدين زطشي (الاتحاد الجزائري لكرة القدم)

إيداع رئيس اتحاد القدم الجزائري السابق بالسجن

أصدر القضاء الجزائري الأربعاء حكماً بإيداع خير الدين زطشي، الرئيس الأسبق للاتحاد الجزائري لكرة القدم مالك نادي أثليتيك بارادو المنافس بدوري المحترفين.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (إ.ب.أ)

غوارديولا: لم أقصد الاستخفاف بمشكلة إيذاء النفس

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي إنه لم يقصد الاستخفاف «بمشكلة نفسية خطيرة تتعلق بإيذاء النفس» من خلال مزحة أطلقها بعد التعادل 3-3 مع ضيفه فينوورد.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

أموريم (أ.ب)
أموريم (أ.ب)
TT

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

أموريم (أ.ب)
أموريم (أ.ب)

كانت الإشارة لافتة إلى حد ما في أول مقابلة لروبن أموريم مع شبكة «سكاي سبورتس» بعد المباراة، لكنها أثارت رداً بدا واضحاً، وفق شبكة The Athletic.

قال مقدم البرنامج «كيلي كاتس»: «أحد الأشياء التي ستدركها كمدير فني لمانشستر يونايتد. هو عدد الالتزامات التي لديك بعد المباراة، لذلك سنسمح لك بالذهاب».

استجاب أموريم للدعوة وهو يهز رأسه ويبتسم.

«أريد أن أقول إن هذه هي المرة الأخيرة. لقد تحدثت هذا الأسبوع أكثر من أربع سنوات في سبورتنغ. وعندما تتكلم كثيراً، ولا تفوز، يكون الأمر صعباً على الجميع. لذلك، كان أسبوعاً واحداً فقط. لقد تحدثت مع أندرو (وورد) - أريد فقط أن أعمل مع لاعبي فريقي، لا شيء أكثر من ذلك، لكنني أفهم أن هذه لعبة مختلفة هنا. لذا، دعنا نرَ».

وورد هو مدير العلاقات الإعلامية والشؤون العامة في يونايتد، لذا كان المعنى الضمني أن أموريم قد ضغط بالفعل من أجل تقليل التفاعل مع وسائل الإعلام. المشكلة هي أن عقود البث الخاصة بالدوري الإنجليزي الممتاز تعني أنه مُلزَم بمواصلة الحديث.

بعد التعادل 1-1 مع إبسويتش تاون على ملعب بورتمان رود، يوم الأحد الماضي، في بداية عهده مع يونايتد، تحدث أموريم إلى ثلاث جهات دولية مالكة لحقوق البث، هي: قناة «ماتش أوف ذا دي» التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية، وقناة «إم يو تي في» الداخلية، وأجرى مقابلة إذاعية مشتركة مع «بي بي سي» ومحطة «تاك سبورتس»، وهي محطة بريطانية أخرى. كما عقد مؤتمراً صحافياً بعد المباراة مع وسائل الإعلام المكتوبة. هذا أمر معتاد في مباريات اليونايتد، ولن يتوقف.

أما في البرتغال، حيث جاء لتوِّه من قيادة سبورتنغ لشبونة، فلا توجد إذاعات دولية في البرتغال، حيث لا يُطلب من المدربين سوى مقابلة تلفزيونية واحدة بعد المباراة -مع قناة سبورت تي في البرتغالية. إن التأقلم مع الدوري الإنجليزي الممتاز، خصوصاً مع اليونايتد، أمر مهم.

ومع ذلك، فقد انضم أموريم إلى يونايتد وعيناه مفتوحتان على المطالب. إنه يعرف ما هو متوقَّع منه عندما يتعلق الأمر بالتواصل، ويمكن الحكم على تعليقه لكايتس بأنه كان يرددها بلسانه. فهو يعلم أنه لن يكون قادراً على الصمت الإذاعي (أو التلفزيوني) في وظيفته الجديدة.

ومع ذلك، فإن حرصه على تبني الموضوع كان معبِّراً. فربما كانت رسالته إلى المشجعين أكثر من رغبته الحقيقية، ليوضح لهم أنه على الرغم من أنه متحدث جيد للغاية -كما أظهر من خلال الخوض في تفاصيل محددة عن أداء فريقه- فإنه لا يسعى إلى تلك الفرص.

لا يزال جوزيه مورينيو، المثال الرائع لزملائه المدربين البرتغاليين، مستفزّاً في المؤتمرات الصحافية، كما كان يفعل عندما كان يتولى تدريب يونايتد قبل بضع سنوات. أموريم لديه نهج مختلف. فهو يفضل أن يقوم فريقه بالحديث من خلال أدائه.

وهذا هو السبب في جزء منه في موافقته على نشر لقطات التدريب التي كشفت عن تشكيلته المختارة قبل رحلة إبسويتش، وكيف يرى كيف يرى التمركز المحتمل لبعض اللاعبين، مثل لوك شو في قلب الدفاع أو ماركوس راشفورد في المقدمة. كانت مخاطرة كبيرة، لكنَّ القيمة كانت في رؤية المشجعين مباشرةً ما يريده أموريم من فريقه. كانت هناك لقطات متكررة له وهو يطالبهم بالركض إلى الخلف، وهي النقطة التي أشار إليها في المؤتمر الصحافي الذي عقده قبل مباراة إبسويتش.

في النهاية، لم تحمل تشكيلة الفريق في المباراة التدريبية تشابهاً كبيراً مع الفريق الذي لعب في بورتمان رود (قال زميله كيران ماكينا إنه لا يزال يكتشف تشكيلة يونايتد بعد ظهور أوراق الفريق) أو ما هي التشكيلة التي يفضّلها أموريم لبقية الموسم. لكن يونايتد لم يتمكن من تحقيق التعادل في أول مباراة له تحت قيادته، وهذا يعني أن كلمات أموريم بعد المباراة افتقرت إلى القوة التي كان يأملها. إنه يريد أن يكون فاعلاً وليس متحدثاً.

كان أموريم على علاقة جيدة مع وسائل الإعلام في البرتغال، ويمكن لجواو غوميز دياز من محطة «أنتينا 1» الإذاعية أن يقدم بعض السياق: «أعتقد أن كلمات روبن أموريم تُظهر، قبل كل شيء، أن همه هو الفوز بالمباريات في أسرع وقت ممكن. إنه يعلم أنه ربما لن يكون لديه نفس الوقت الذي كان لديه في سبورتنغ لبناء فريق وتطبيق أفكاره. في إنجلترا، وبالتحديد في أولد ترافورد، أنت تقاتل ضد عقارب الساعة، ولكن للفوز في هذه المعركة، يحتاج أموريم إلى تدريب لاعبيه من أجل أن يريهم كيف يمكنهم اللعب في نظام جديد.

«الأمر هو أنك إذا كنت تُجري مقابلات متتالية، فلا يمكنك أن تكون موجوداً مع الفريق بنسبة 100 في المائة. المباراة الأخيرة أمام إبسويتش أظهرت فريقاً لا يزال بحاجة إلى كثير من الحصص التدريبية. أكثر من التعادل، كانت المشكلة الكبرى هي مشاهدة اللاعبين تائهين بعض الشيء. أموريم لديه كل الأدوات التي تؤهله ليكون واحداً من أعظم اللاعبين في تاريخ يونايتد، لكنه سيحتاج إلى الوقت، وسيكون لديه مزيد من الوقت إذا لم يكن ملزماً بالحديث يوماً بعد يوم».

كان هذا جزئياً سبب عدم قيام اليونايتد بإقامة حفل مناسب لإزاحة الستار عن أموريم، الأمر الذي جلب له انتقادات الجمهور، لكنه وفَّر له ساعتين من يومه في أسبوعه الأول في مانشستر. وبدلاً من ذلك، أجرى مقابلة داخل الملعب، بالإضافة إلى مقابلة مطلوبة مع شبكة «سكاي سبورتس»، حيث كانت هي الناقل لمباراة إبسويتش. اختارت شبكة «سكاي» نجم اليونايتد السابق الذي تحول إلى ناقد تلفزيوني بارز، غاري نيفيل، لطرح أسئلتها. كما قام بجلسة تصوير لتوفير صور لإنشاء الرسومات على الشاشة.

ومع ذلك، هناك توتر متزايد بين موظفي كرة القدم والإدارات التجارية فيما يتعلق بالالتزامات الإعلامية. بكل بساطة، تدفع جهات البث الكثير من الأموال لعرض المباريات، وتريد الحصول على حق الوصول في المقابل. ومع زيادة الملايين التي يجري تسليمها، تزداد الطلبات للحصول على محتوى إضافي. ويقف ضد هذا الأمر المدربون واللاعبون الذين يفضلون الحفاظ على خصوصية بعض الأمور.

كان الظهور المرتجل والمحرج للمغني ومشجع إبسويتش، إد شيران، خلال مقابلة أموريم مع قناة «سكاي سبورتس»، يوم الأحد، ترحيباً غير عادي بالدوري الإنجليزي الممتاز، ولكنه يشير إلى الاتجاه الذي تسير فيه تغطية المباراة.

يدخل عقد البث الجديد للدوري الإنجليزي الممتاز حيز التنفيذ في الموسم المقبل، ومن المقرر أن يتضمن المزيد من الفرص الإعلامية، بما في ذلك عدد محدد من المقابلات بين الشوطين، واللاعبين الذين جرى استبدالهم للتوّ، بالإضافة إلى إمكانية الدخول إلى غرفة تبديل الملابس.

قد يتمكن المدربون المساعدون من التدخل من حين لآخر لإجراء هذه المقابلات، كما هو مسموح لهم في مباريات كأس كاراباو، لذا قد يسلم أموريم المهام لمساعده كارلوس فرنانديز، كما فعل في أثناء وقفه في سبورتنغ.

لكنَّ أموريم سيعود إلى الظهور أمام الكاميرات قبل مباراة يونايتد في الدوري الأوروبي على أرضه أمام بودوجليمت، مساء الغد. سيُجري مقابلات مع قناة «تي إن تي سبورتس» البريطانية ونظيرتها النرويجية «فيابلاي». سيتعين عليه أيضاً الذهاب إلى مؤتمر صحافي.

التزامات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تعني أنه يجب أن يسمح بتصوير 15 دقيقة من التدريب أيضاً. على الأقل هناك يمكنه السماح لأفعاله بالتحدث.