بدموع التأثر من الحفاوة التي لقيها، عبّر السويدي سفن - غوران إريكسون، مدرب المنتخب الإنجليزي لكرة القدم سابقاً الذي يصارع مرض السرطان، عن شكره لنادي ليفربول وجماهيره بمنحه الفرصة لقيادة الفريق خلال مباراة «الأساطير الخيرية» التي أقيمت السبت على ملعب أنفيلد.
ودخل السويدي، البالغ من العمر 76 عاماً، أرض الملعب بابتسامة عريضة، في حين كانت الجماهير تلّوح بأوشحة حمراء وتنشد أغنية النادي الشهيرة «لن تسير وحدك أبداً»، قبل صافرة بداية المباراة التي أقيمت أمام 59650 شخصاً، وهو رقم قياسي لحدث من هذا النوع في ليفربول.
لم تكن المباراة هي المناسبة الأكثر تنافسية التي سيستضيفها ملعب أنفيلد هذا الموسم، لكنها كانت واحدة من أكثر المباريات التي لا تنسى في يوم عاطفي ومثالي لإريكسون الذي كشف في يناير (كانون الثاني) الماضي، أنه قد يعيش «عاماً واحداً على أبعد تقدير» بعد تشخيص إصابته بسرطان البنكرياس. وتحدث حينها عن حبه الكبير لليفربول، قبل أن يعرب عن أسفه لعدم تمكنه من تدريبه خلال مسيرته.
ولم تتجاهل إدارة ليفربول حلم إريكسون، فعرضت عليه قيادة فريق من أساطير النادي في مباراة ستذهب أرباحها لمؤسسة النادي الخيرية.
وشاهد السويدي الفريق الذي تولى الإشراف عليه يقلب تأخره أمام نجوم أياكس أمستردام الهولندي السابقين بهدفين إلى فوز 4 - 2 بنهاية المباراة، ليخرج المدرب المخضرم ودموع التأثر في عينيه معبراً عن كامل تقديره للجماهير ومسؤولي ليفربول بتحقيق واحدة من أمانيه. لقد كان دائماً يأمل اللعب في الدوري الإنجليزي مع الفريق الشمالي العريق أو يحظى يوماً ما بفرصة تدريبه، لكن 90 دقيقة في يوم بارد من شهر مارس (آذار) كانت أكثر من كافية لإرضاء مدرب منتخب إنجلترا السابق الذي يصارع الموت.
وقال إريكسون: «ستكون تلك ذكرى كبيرة في الحياة. إنها لحظة جميلة للغاية... بكيت من التأثر. الجلوس على مقاعد البدلاء في ليفربول كان حلماً طوال حياتي، والآن حدث ذلك. لقد كان يوماً جميلاً بكل معنى الكلمة».
عندما دخل إريكسون الملعب كان في استقباله القائد الأسطوري ستيفن جيرارد، ووسط تصفيق حار توجه إلى دكة البدلاء ليجلس بجانب نجوم سابقين أمثال الويلزي إيان راش وجون بارنز وجون ألدريدج، لقيادة فريق «الأساطير» الذي ضمّ أيضاً البولندي يرزي دوديك والسلوفاكي مارتن شكرتيل وجيرارد والإسباني فرناندو توريس، ضد مجموعة من اللاعبين السابقين لأياكس أمستردام الهولندي.
وتقدم أياكس بهدفي ديرك بويريغتر في الدقيقة الثانية وكيكي موسامبا (43)، قبل أن يرد ليفربول برباعية تناوب عليها الفرنسي غريغوري فينيال في الدقيقة (54) ومواطنه جبريل سيسيه (75)، والمغربي نبيل الزهر (81) وتوريس (85).
وهذه ليست المرة الأولى التي يتولى فيها إريكسون تدريب فريق في أنفيلد وبسجل مثالي، حيث سبق وقاد إنجلترا للفوز على فنلندا على هذا الملعب في عام 2001، ثم هزم الباراغواي بعد عام في مباراة ودية، وأوروغواي في عام 2006.