تطورت مسيرة فينيسيوس جونيور في ريال مدريد من ناشئ برازيلي موهوب إلى أيقونة للنادي الإسباني، إذ خاض أكثر من 250 مباراة بقميصه، وسجل هدفاً عزَّز الرقم القياسي للفريق في ألقاب دوري أبطال أوروبا، ثم تحول إلى رمز لمكافحة العنصرية بالملاعب.
لكنَّ فينيسيوس يواجه الآن سهام النقد حتى من المنتمين إلى ريال مدريد لأسباب أخرى بعيدة عن مستواه الذي لا يزال متميزاً داخل المستطيل الأخضر.
وأسهم فينيسيوس في تأهل ريال إلى دور الثمانية بدوري الأبطال بعد أن سجل هدفاً أمام رازن بال شبورت لايبزيغ خلال التعادل 1 - 1 بمدريد، مساء الأربعاء، لكن تصرفاته العنيفة والمثيرة للجدل أمام المنافس الألماني جعلته تحت المجهر مجدداً.
كان فينيسيوس محظوظاً بتجنب الطرد بسبب جذب المدافع ويلي أوربان من رقبته قبل أن يسجل هدف ريال بعد تعاون رائع مع جود بلينغهام.
وفي الآونة الأخيرة اعتاد فينيسيوس الصدام مع منافسين سواء من اللاعبين أو الجماهير، والاعتراض على قرارات الحكام باستمرار باستخدام ابتسامته الساخرة.
ووجه بيديا مياتوفيتش، أسطورة ريال مدريد، وصاحب هدف التتويج بدوري الأبطال عام 1998 انتقادات نادرة إلى فينيسوس من داخل معسكر المنتمين إلى النادي، إذ طالبه بالهدوء واحترام قميص ريال.
وقال مياتوفيتش المدير الرياضي السابق لريال لمحطة «كادينا سير»: «أنصح فينيسيوس بالهدوء وإلا لن يصبح لاعباً عظيماً، قميص مدريد لا يحتمل هذه التصرفات، ربما يمكن قبول ذلك في فريق آخر».
وأضاف: «إنه لاعب مختلف ويصنع الفارق، لاعب رائع يستحق التقدير، لكن يطلب منه الجميع أن يغيّر سلوكه، الصراخ أمام المنافسين دائماً وتدخل الزملاء لتهدئته مثل طفل، يحتاج إلى تغيير جذري، لا أفهم تصرفه أمام أوربان، كاد يكلّف الفريق المواصلة بعشرة لاعبين».
ووصف أوربان المهاجم البرازيلي بأنه «يفتقر إلى الاحترام» بعد الاحتكاك بينهما في الدقيقة 54، ونال عنه فينيسيوس بطاقة صفراء، ثم سجل هدفه بعد 11 دقيقة.
وأدرك أوربان التعادل سريعاً وكان ريال محظوظاً بعدم استقبال هدف آخر وسط هجمات متتالية من الزائر الألماني، لينجو من الخروج المبكر في عيد تأسيسه الـ122 مستفيداً من فوزه ذهاباً 1 - صفر.
وقال المجري أوربان لمحطة «سكاي» الألمانية: «الحكام لا يتحلّون بالشجاعة لمعاقبة مثل هؤلاء، جذبني من رقبتي بيديه، هذه قلة احترام».
ونشر لايبزيغ تعليقاً ساخراً من تخفيف عقوبة فينيسيوس في هذه الواقعة، قائلاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي «جذب الرقبة باليدين بطريقة غير رياضية والحَكم أشهر بطاقة صفراء فقط. أمر مثير للاهتمام»، مع إضافة وجه تعبيري مبتسم.
وقال ديفيد روم، لاعب لايبزيغ: «الحكم تحدث بطريقة مختلفة معنا مقارنةً بحديثه مع لاعبي ريال مدريد، لا أعرف السبب، نحن أيضاً أشخاص ظرفاء».