يواجه تشابي ألونسو خطر أن يتحول ما تبقى من هذا الموسم إلى عملية توظيف طويلة، بدلاً مما يأمل أن يكون سباقاً نحو الفوز باللقب الأول لفريق ألماني لا يسمى بايرن ميونيخ منذ عام 2012.
بالنسبة لنوع من السياق الثقافي، في المرة الأخيرة التي لم يكن فيها بايرن بطلاً للدوري الألماني، لم يكن تطبيق «تيك توك» موجوداً، وكانت تايلور سويفت مجرد مغنية ريفية ناجحة، وكان جود بيلينغهام في التاسعة من عمره. ولا ينبغي لنا أن نقلل من حجم الإنجاز المحتمل الذي قد يحققه ألونسو، إذا استطاع باير ليفركوزن الفوز بالدوري، وهذا هو على وجه التحديد سبب الطلب عليه بشدة. وهو يفعل ذلك أيضاً من خلال جعل فريقه يلعب كرة قدم مثيرة وفنية ومرنة إلى حد بعيد، كما أن أوراق اعتماده في اللعب تعني أن سمعته بوصفه «رجل كرة قدم» لا يرقى إليها الشك.
وتتضافر كل هذه الأمور لتحظى بقبول واسع النطاق من مختلف منسوبي عالم كرة القدم؛ الجماليين، وذوي التفكير التحليلي، والتقليديين. كما أنه يحظى بإعجاب ناديين كبيرين يبحثان -لأسباب مختلفة- عن مدرب جديد.
ألونسو ضمن قائمة ليفربول لخلافة يورغن كلوب. لا تزال مكانته بطلاً في ليفربول موجودة منذ 5 سنوات قضاها في خط الوسط في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ويبدو أيضاً أنه مرشح للنادي ذاته الذي هو بصدد التغلب عليه؛ حيث يعده بايرن الرجل الذي يتخلص من الفوضى التي سببتها تجارب جوليان ناغليسمان وتوماس توخيل الفاشلة على مدار المواسم الثلاثة الماضية.
إذن، ما الطريق التي يجب أن يسلكها؟ فيما يلي تقييم لأي من هذين الخيارين المتألقين سيكون الأفضل للمدرب الأكثر طلباً في هذه الرياضة.
ربما يكون طاقم اللعب في ليفربول أفضل من فريق بايرن. في الواقع، مجموعتهم الأساسية (أليسون، وفيرجيل فان ديك، وترينت ألكسندر أرنولد، ومحمد صلاح) أفضل مما ستجده في معظم الأندية، وليس فقط بايرن.
من الواضح أن بطل ألمانيا لديه بعض اللاعبين الرائعين، ليس أقلهم أفضل رقم 9 في العالم مثل هاري كين، بالإضافة إلى جمال موسيالا وجوشوا كيميتش وألفونسو ديفيز؛ لكن الجودة العامة أقل، وهي نقطة تؤكدها نتائجهم غير المبالية الأخيرة.
إن السؤال عن الفريق الأكثر ملاءمة لأسلوب ألونسو هو سؤال أكثر صعوبة.
لقد تمت الإشارة إلى أن النهج الحالي لليفربول يختلف تماماً عن الطريقة التي عمل بها ليفركوزن هذا الموسم؛ لكن كثيراً من اللاعبين الموجودين حالياً في «آنفيلد» قادرون على التكيف إلى حد كبير، ولديهم نوع من الظهير المهاجم الذي يمكن أن يصلح ظهير جناح، إذا أراد التحول إلى هذا التشكيل.
من الواضح أن بايرن يتمتع بالجاذبية والمال لشراء أي شخص يريده من الدوري الألماني، لذا إذا أراد ألونسو أن يأخذ تقريباً أي شخص ازدهر تحت قيادته في ليفركوزن لينضم إليه في بافاريا، فمن المحتمل أن يفعل ذلك. ومع ذلك، يشير كل من النفوذ المالي للدوري الإنجليزي الممتاز وتاريخ ليفربول الحديث، إلى أنهم مستعدون للتفوق على معظم الأندية الأخرى من أجل الحصول على لاعب إذا كانوا يريدونه حقاً.
هذا بعيد المنال، وفي المجال النظري، ولكن نظراً لأنه يفضِّل اللعب بمحور مزدوج في ليفركوزن، فمن المرجح أن يكون على رأس قائمته لاعب خط وسط آخر من النوع رقم 6.
هذا هو أحد الأمور المجهولة بالنسبة لليفربول. ليس لديهم مدير رياضي للموسم المقبل، على الرغم من أن الخطة تهدف إلى تعيين واحد في أقرب وقت ممكن. لذا، في ظل الوضع الحالي، لا يعرف ألونسو مع من سيعمل إذا خلف كلوب. وهذا ليس مثالياً، ولكنه قد لا يكون مصدر قلق لفترة أطول. وبعيداً عن ذلك، تم تحديد التسلسل الهرمي لليفربول بشكل معقول مع مجموعة «فينواي» الرياضية، المنظمة الأميركية التي تمتلك النادي، بعد أن أوقفت خطط البيع، واكتملت الآن توسعة «آنفيلد» إلى ملعب يتسع لـ60 ألف متفرج.
هناك أيضاً عنصر انتقالي في بايرن؛ حيث إن المدير الرياضي كريستوف فرويند، والرئيس التنفيذي جان كريستيان دريسن، كانا في تلك الوظائف فقط منذ الصيف الماضي.
لكن ألونسو على الأقل سيشعر بالراحة عند معرفة من سيعمل معه في ميونيخ. ومن المرجح أن يواجه مزيداً من الضغوط و«الاتصالات» من أعلى مستويات النادي إذا ذهب إلى بايرن؛ حيث نادراً ما يخجل اللاعبون والمديرون التنفيذيون السابقون من مشاركة آرائهم، بينما في ليفربول ستكون لديه فرصة أكبر ليكون كذلك. تركه وحده للعمل كما يشاء.
سيجادل كلا الناديين بأن لهما اليد العليا هنا. لعب ألونسو تلك المواسم الخمسة في ليفربول (2004- 2009)، وبعد ذلك لعب 3 مواسم في ميونيخ (2014- 2017)، ويبدو أنه شكل ارتباطات جيدة بكلتا المدينتين. ومع ذلك، في بايرن، كان مجرد واحد من كثير من اللاعبين الرائعين الذين سجلوا في مصنعهم الفائز. ربما يكون محبوباً أكثر في ليفربول؛ حيث كان جزءاً أساسياً من الفريق الذي فاز بشكل غير متوقع بدوري أبطال أوروبا عام 2005، واقترب من خطف لقب الدوري من مانشستر يونايتد بعدها بأربع سنوات.