كيف يحسم مستوى نونيز وجيسوس السباق على اللقب؟

سوء الحظ يلازم مهاجم ليفربول... والمعدل التهديفي للاعب آرسنال يتراجع

يعود تدني الحصيلة التهديفية لنونيز في قدرته  على تسديد الكرات في القائمين والعارضة (إ.ب.أ)
يعود تدني الحصيلة التهديفية لنونيز في قدرته على تسديد الكرات في القائمين والعارضة (إ.ب.أ)
TT

كيف يحسم مستوى نونيز وجيسوس السباق على اللقب؟

يعود تدني الحصيلة التهديفية لنونيز في قدرته  على تسديد الكرات في القائمين والعارضة (إ.ب.أ)
يعود تدني الحصيلة التهديفية لنونيز في قدرته على تسديد الكرات في القائمين والعارضة (إ.ب.أ)

كرة القدم لعبة بسيطة، لكنها قد تتسم بالتعقيد الشديد في الوقت نفسه، ويتمثل التعقيد الأكبر في بعض الأحيان في إدراك وفهم مدى هذا التعقيد. وبينما تكشف الإحصائيات والبيانات عن تعقيدات التفاصيل الداخلية للعبة مثل مستويات الضغط العالي والضغط المضاد على المنافس، فهناك سؤال من الصعب الإجابة عليه، رغم أنه قد يبدو بسيطاً، وهو: ما الذي يحتاج إليه أي لاعب لكي يضع الكرة داخل الشباك؟

من المعروف أن المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا يقضي أياماً في تحليل المنافسين، من أجل البحث عن نقاط الضعف الصغيرة في طريقة لعبهم الدفاعية، والعمل على تحديد المكان الذي يمكنه الضغط من خلاله عن طريق الزيادة العددية من خلال خلق مساحات للاعبي مانشستر سيتي المبدعين. إنه يقوم بتحليل كل شيء من أجل تحقيق أقصى استفادة ممكنة من نقاط ضعف المنافسين. لقد أصبح الأمر معقداً للغاية، لكن هناك بعض الأشياء البديهية القديمة التي لا يمكن الاستغناء عنها حتى الآن، ومن بينها بالطبع حاجة الفريق إلى لاعب قادر على وضع الكرة داخل الشباك.

إن مسألة المواصفات التي يجب أن يتحلى بها المهاجم الصريح قد برزت بشكل كبير في فريقي آرسنال وليفربول هذا الموسم. فبالنسبة لآرسنال، فإن السؤال الرئيسي يتعلق بما إذا كان يمكن لأي فريق أن ينافس حقاً على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز دون أن يكون لديه هداف من الطراز العالمي. من الواضح أن الإجابة على هذا السؤال هي «نعم»، والدليل على ذلك أن غوارديولا - رغم امتلاك فريقه الآن للمهاجم النرويجي العملاق إيرلينغ هالاند - فاز بالكثير من بطولات الدوري دون أن يكون لديه مهاجم صريح بالشكل التقليدي، بل ولم يكن مقتنعاً بنسبة 100 في المائة بقدرات وإمكانات مهاجم مثل سيرجيو أغويرو.

والعكس صحيح أيضاً، فقد سجل هاري كين 23 هدفاً في 19 مباراة في الدوري الألماني الممتاز هذا الموسم، لكن بايرن ميونيخ يحتل المركز الثاني في جدول الترتيب. إن الاعتماد المفرط على أحد الهدافين قد يجعل الفرق المنافسة قادرة على التنبؤ بمصدر الخطورة، وهو الأمر الذي يكون له تأثير سلبي على باقي العمليات الأخرى. لقد خسر آرسنال ثلاث مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، رغم أنه كان الأفضل من منافسيه من حيث إحصائية الأهداف المتوقعة، وبالتالي كان من المستحيل عدم التفكير في مدى قدرة هذا الفريق على المنافسة على اللقب دون أن يكون لديه مهاجم قناص قادر على استغلال أنصاف الفرص ووضع الكرة داخل الشباك.

غابرييل جيسوس مهاجم جيد، ويتحرك بشكل ممتاز ويبذل مجهوداً كبيراً ويقوم بواجباته الدفاعية على النحو الأمثل. إنه يقوم بعمل رائع فيما يتعلق بطريقة اللعب التي يعتمد عليها آرسنال، وبالتالي فإذا تم استبداله فلن يكون من السهل تعويضه بلاعب قادر على إحراز المزيد من الأهداف والاستمرار في اللعب بالطريقة ذاتها في الوقت نفسه. لكن تبقى الحقيقة الواضحة تتمثل في أن جيسوس ليس بارعاً في إنهاء الهجمات، والدليل على ذلك أنه لم يسجل أبداً أكثر من 14 هدفاً في موسم واحد بالدوري، ولم يسجل أكثر من عشرة أهداف سوى في ثلاثة مواسم من المواسم السبعة التي قضاها في أوروبا.

وحتى بعد تسجيله هدفاً في مرمى نوتنغهام فورست في المرحلة الثانية والعشرين، فإنه يحتل المرتبة 505 من بين 532 لاعباً في الدوري الإنجليزي الممتاز من حيث عدد الأهداف بالنسبة لإحصائية الأهداف المتوقعة (باستثناء ضربات الجزاء)، وهي الإحصائية التي تظهر عدم فعاليته وإهداره للكثير من الفرص أمام المرمى. قد لا يكون هذا مهماً إذا كان هدفه الأساسي يتمثل في خلق المساحات للآخرين حتى يسجلوا الأهداف، لكن بوكايو ساكا، الذي يعد الهداف الأول للفريق في الدوري برصيد ثمانية أهداف، يحتل المركز 463 في هذه الإحصائية. وبعيداً عن الكرات الثابتة، فإن آرسنال يحتاج إلى الكثير من الفرص لتسجيل الأهداف.

جيسوس ليس بارعا في إنهاء الهجمات (أ.ف.ب)

لكن الأمر نفسه ينطبق أيضاً على مهاجم ليفربول، داروين نونيز، الذي لم يسجل سوى سبعة أهداف في الدوري هذا الموسم، لكنه يتأخر بـ24 مركزاً عن جيسوس في إحصائية عدد الأهداف المسجلة بالنسبة لإحصائية الأهداف المتوقعة، متقدماً فقط على نيكولاس جاكسون ودومينيك كالفيرت لوين ويهور يارموليوك، لاعب خط وسط برنتفورد البالغ من العمر 19 عاماً، الذي لا يزال يتحسس خطاه في الملاعب ولم يحرز أي هدف حتى الآن.

ويعود تدني الحصيلة التهديفية لنونيز في قدرته الخارقة على تسديد الكرات في القائمين والعارضة! فقد سدد المهاجم الأورغواياني أربع كرات في القائمين والعارضة أمام تشيلسي في الجولة الثانية والعشرين، ليرفع رصيده من الكرات المسددة في القائمة والعارضة هذا الموسم إلى 12. هناك شعور بأن سوء الحظ الذي يلازم نونيز سوف يتوقف في مرحلة ما، وبالتالي فإن بعض الكرات التي تصطدم بالقائمين والعارضة ستدخل الشباك في نهاية المطاف. في الحقيقة، يمتلك نونيز قدرات وإمكانات تجعلك تشعر بأنه قادر على أن ينفجر فجأة ويحرز ما يتراوح بين 20 و30 هدفاً في الموسم. لكن في الوقت نفسه، يقال هذا الأمر منذ فترة طويلة للغاية عن لاعب آخر يلازمه سوء حظ غريب فيما يتعلق باصطدام تسديداته في القائمين والعارضة، وهو تيمو فيرنر، ولم ينجح الأمر معه أبداً!

لكن في حالة نونيز، فإن هذا الأمر يلقي الضوء على شيء آخر وهو عدد الفرص الكبيرة التي يخلقها هذا اللاعب، حتى لو كان يضيع الكثير منها. وهناك شيء غير عادي يتعلق بثقة هذا اللاعب في نفسه والطريقة التي يتعامل بها مع الأمر وكأنه لا يشعر بالقلق على الإطلاق بعد كل هذه الفرص التي يهدرها، وكأنه يقول لنفسه: هيا حاول مرة أخرى، وافشل مرة أخرى، وسوف تسجل في نهاية المطاف.

لا يتعلق الأمر فقط بالأهداف، التي تأتي كمكافأة تقريباً على المجهود الكبير الذي يبذله هذا اللاعب، الذي لا يتوقف عن الحركة أبداً داخل الملعب، وهو الأمر الذي يخلق المساحات والفرص لزملائه من حوله. إن عدم القدرة على التنبؤ بما سيفعله - إنه قادر على أن يسدد الكرة في الزاوية العليا للمرمى ببراعة من مسافة 30 ياردة، لكنه في الوقت نفسه قادر على إهدار فرصة محققة والشباك خالية تماماً من على بعد خمس ياردات - تعني أن المدافعين لا يمكنهم أبداً الشعور بالتهاون بشأن ما يمكنه القيام به من أي مكان ومن أي مسافة.

لقد صنع نونيز سبعة أهداف في الدوري هذا الموسم، أي أكثر من أي لاعب آخر في المسابقة باستثناء محمد صلاح وكيران تريبيير وأولي واتكينز، وأكثر بأربع تمريرات حاسمة من جيسوس. وبهذا المعنى، فإن إهداره للكثير من الفرص قد لا يهم كثيراً، لأنه يجسد تقريباً النموذج المثالي للمهاجم الذي يريده المدير الفني الألماني يورغن كلوب في عالم كرة القدم.

ومع ذلك، دعونا نتخيل أن ليفربول يلعب مباراة حاسمة في الدوري الأوروبي، أو ضد مانشستر سيتي في الدوري على ملعب «أنفيلد» الشهر المقبل، في مباراة صعبة تشهد عدداً قليلاً للغاية من الفرص من جانب الفريقين، بينما تشير النتيجة إلى التعادل السلبي قرب نهاية اللقاء، وفجأة يقطع ليفربول الكرة ويشن هجمة مرتدة سريعة وتصل الكرة إلى نونيز في موقف لاعب ضد لاعب أمام مرمى المنافس، فهل يتمكن المهاجم الأورغواياني من استغلال هذه الفرصة أم يهدرها؟ ربما يكون نونيز بارعاً في نشر الفوضى في دفاعات الفرق المنافسة، لكن التاريخ من الممكن أن يتذكر بسهولة أن لاعباً كان السبب الرئيسي في ضياع بطولة مهمة بسبب إهداره لفرصة سهلة في وقت حاسم! لكن الأعمال الرائعة الأخرى التي يقوم بها نونيز - وجيسوس - قد تكون مهمة أيضاً في حسم الصراع على اللقب، وهو الأمر الذي يثبت أن كرة القدم، التي يرى كثيرون أنها لعبة سهلة، قد تتسم بالتعقيد الشديد في الكثير من الأحيان.

*خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة


كأس العالم 2026... تقييم للمجموعات واحتمالات ترتيب المنتخبات

الارجنتين بطلة 2022 ستدافع عن لقبها العالمي في مونديال 2026 بأكبر تشكيلة سناً (غيتي)
الارجنتين بطلة 2022 ستدافع عن لقبها العالمي في مونديال 2026 بأكبر تشكيلة سناً (غيتي)
TT

كأس العالم 2026... تقييم للمجموعات واحتمالات ترتيب المنتخبات

الارجنتين بطلة 2022 ستدافع عن لقبها العالمي في مونديال 2026 بأكبر تشكيلة سناً (غيتي)
الارجنتين بطلة 2022 ستدافع عن لقبها العالمي في مونديال 2026 بأكبر تشكيلة سناً (غيتي)

بعد إجراء قرعة كأس العالم 2026 الموسعة التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ومعرفة المنتخبات التي ستتنافس في دور المجموعات، من المنتظر مشاهدة العديد من المواجهات المثيرة. فما هي أبرز المباريات التي تستحق المشاهدة، وكيف ستكون نتائجها؟ نستعرض تحليل كل مجموعة من المجموعات الـ12 والتوقعات المرتقبة لترتيب المنتخبات فيها.

> المجموعة الأولى: المكسيك، جنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، الفائز من الملحق الأوروبي الرابع. يشارك في الملحق الأوروبي الرابع: الدنمارك، مقدونيا الشمالية، جمهورية التشيك، جمهورية آيرلندا. جرت العادة أن تكون قرعة كأس العالم «سهلة» بالنسبة للبلد المضيف، ورغم أن هذا لا يحدث دائماً، فإن نتيجة القرعة تبدو جيدة للغاية بالنسبة للمكسيك ومديرها الفني خافيير أغيري بعدما كانت الثقة قد تراجعت كثيراً في الفريق الذي يحتل التصنيف الخامس عشر عالمياً لعدم الفوز في أي مباراة منذ نهائي الكأس الذهبية. أما جنوب أفريقيا، المصنفة رقم 61 عالمياً، فتأهلت بعد مشوار سهل في التصفيات رغم خصم نقاط منها بسبب إشراكها لاعباً موقوفاً في إحدى المباريات. أما كوريا الجنوبية، المصنفة 22، فقد اجتازت التصفيات الآسيوية بسهولة دون أي هزيمة، ورغم أنها ليست بنفس قوة وموهبة الفرق السابقة، فإنها من المرشحين الأوفر حظاً للفوز بالمركز الثاني. الترتيب المتوقع للمجموعة: المكسيك، كوريا الجنوبية، المنتخب الصاعد من الملحق الأوروبي، جنوب أفريقيا.

> المجموعة الثانية: كندا، الملحق الأوروبي الأول، قطر، سويسرا. يشارك في الملحق الأوروبي الأول: إيطاليا، آيرلندا الشمالية، ويلز، البوسنة والهرسك.

يأمل المدرب جيسي مارش أن يقود كندا لحصد أول نقطة لها في تاريخ مشاركاتها بكأس العالم، لكنه يدرك أنه لا شيء مضمون، لا سيما وأن إيطاليا، الفائزة باللقب أربع مرات، قد تكون خصمه في المباراة الافتتاحية في 12 يونيو (حزيران)، لكن وجوده بالمجموعة الثانية أعطى أملاً حقيقياً للبلد المضيف في التأهل للدور التالي. هذه هي المشاركة الثالثة لكندا في كأس العالم، وقد خسرت جميع مبارياتها في النسختين السابقتين. أما قطر التي تحتل المركز 51 عالمياً، وفق تصنيف اعتمد بشكل كبير على استضافتها لكأس العالم الأخيرة، فقد تأهلت بعد فوزها على الإمارات في أكتوبر (تشرين الأول) لتتصدر المجموعة الأولى من تصفيات آسيا. يتولى تدريب قطر الإسباني جولين لوبيتيغي صاحب الخبرات الكبيرة، لكنه اشتهر باستقالته من تدريب إسبانيا عشية انطلاق كأس العالم 2022 بعد إعلانه موافقته على تولي قيادة ريال مدريد بعد البطولة. الترتيب المتوقع للمجموعة: سويسرا، كندا، الفائز من الملحق الأوروبي، قطر.

قرعة كأس العالم أسفرت عن مجموعات متوازنة ومواجهات مثيرة متوقعة (ا ب ا)

> المجموعة الثالثة: البرازيل، المغرب، هايتي، اسكوتلندا. من المتوقع أن تتصدر البرازيل هذه المجموعة، لكن المغرب سيكون منافساً شرساً، خاصة بعد المستويات البطولية التي قدمها في كأس العالم 2022 عندما أصبح أول منتخب أفريقي يصل إلى نصف النهائي. عين الاتحاد البرازيلي لكرة القدم المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي على رأس القيادة الفنية من أجل المنافسة على اللقب العالمي للمرة السادسة، ومن المؤكد أنه سيكون سعيداً بالمجموعة التي تضم أيضاً اسكوتلندا وهايتي. تظهر هايتي في كأس العالم لأول مرة منذ عام 1974، وتعود اسكوتلندا لأول مرة منذ عام 1998 وتلتقيان في المباراة الأولى، لذا يمكن للفائز أن يخطو خطوة كبيرة نحو التأهل إلى مراحل خروج المغلوب. بشكل عام، من شبه المؤكد أن تُحسم هذه المجموعة من خلال مواجهة البرازيل والمغرب. الترتيب المتوقع للمجموعة: البرازيل، المغرب، اسكوتلندا، هايتي.

> المجموعة الرابعة: الولايات المتحدة، باراغواي، أستراليا، الفائز من الملحق الأوروبي الثالث. يشارك في الملحق الأوروبي الثالث: تركيا، رومانيا، سلوفاكيا، كوسوفو.

من المؤكد أن الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو المدير الفني لمنتخب الولايات المتحدة، لم يكن يحلم بمجموعة أفضل من هذه، لكن هذا لا يعني أن فريقه سيكون في نزهة. أوقعت القرعة الولايات المتحدة ضد سادس أفضل فريق في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة للبطولة وهو باراغواي، وأمام منتخب أستراليا الذي خسر أمام البحرين بهدف دون رد وتعادل سلبياً مع إندونيسيا في سعيه للوصول إلى المونديال؛ بالإضافة إلى منتخب من أربعة منتخبات فشلت في تجاوز عقبة التأهل الأوروبي في محاولتها الأولى. الترتيب المتوقع للمجموعة: تركيا (في حال تأهلها من الملحق الأوروبي)، الولايات المتحدة، باراغواي، أستراليا.

هالاند عملاق سيتي يأمل كتابة التاريخ مع النرويج (ا ب ا)cut out

> المجموعة الخامسة: ألمانيا، كوراساو، كوت ديفوار، الإكوادور. تضم هذه المجموعة منتخباً قوياً وكبيراً مرشحاً للتأهل (ألمانيا) ومنتخبين مثيرين للاهتمام هما الإكوادور وكوت ديفوار، وفريقاً ضعيفاً بلا شك وهو كوراساو. يسعى منتخب ألمانيا، بطل نسخة 2014، إلى استعادة توازنه بعد خروجه المحرج من دور المجموعات في نسختي 2018 و2022. يمتلك المنتخب الألماني مدرباً شاباً واعداً هو جوليان ناغلسمان، يلعب بطريقة واضحة تعتمد على الاستحواذ والضغط العالي، كما يضم كوكبة من اللاعبين الشباب الموهوبين، على الرغم من أنه لم يقدم المستويات المطلوبة عندما واجه منتخبات من مستوى النخبة مثل فرنسا والبرتغال في نهائيات الدوري الأوروبي نسخة 2025. أما الإكوادور فحققت نتائج جيدة للغاية في التصفيات، واحتلت مركزاً أفضل من البرازيل، ولديها لاعبون محترفون في فرق أوروبية كبرى مثل مويسيس كايسيدو مع تشيلسي، وبييرو هينكابي في آرسنال، وويليان باتشو في باريس سان جيرمان. وعادت كوت ديفوار إلى كأس العالم بعد غياب دام 12 عاماً، وبينما لا يمكن لهذا الفريق أن يضاهي الجيل الذهبي السابق للأفيال الإيفوارية من حيث الأسماء، إلا أنه يبدو قويا من الناحية الجماعية. الترتيب المتوقع للمجموعة: ألمانيا، الإكوادور، كوت ديفوار، كوراساو.

مبابي نجم فرنسا وأملها في تاوصول للنهائي لثالث مرة على التوالي (اب ا)

> المجموعة السادسة: هولندا، اليابان، تونس، الفائز من الملحق الأوروبي الثاني. يشارك في الملحق الأوروبي الثاني: أوكرانيا والسويد وبولندا وألبانيا. من الصعب توقع أن تفرط هولندا في الصدارة. وصل المنتخب الهولندي بقيادة المدير الفني رونالد كومان إلى الدور ربع النهائي في عام 2022، وخسر بركلات الترجيح أمام الأرجنتين، التي فازت باللقب في نهاية المطاف. إنه فريق يضم كوكبة من الموهوبين يلعب العديد منهم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يُهزم في التصفيات في أي مباراة، حيث حقق الفوز في ست من ثماني مباريات. مع ذلك، لا يمكن الاستهانة باليابان التي فازت على إسبانيا في دور المجموعات في مونديال قطر. ويضم المنتخب الياباني عدداً من اللاعبين الموهوبين، بما في ذلك تاكيفوسا كوبو لاعب ريال سوسيداد، وكاورو ميتوما لاعب برايتون. سيكون من الصعب على تونس الوصول إلى مراحل خروج المغلوب، لكنها حققت مفاجأة كبيرة في عام 2022 عندما فازت على فرنسا وصيفة البطل في مباراتها الأخيرة من دور المجموعات. الترتيب المتوقع للمجموعة: هولندا، اليابان، الفائز من الملحق الأوروبي، تونس.

> المجموعة السابعة: بلجيكا، مصر، إيران، نيوزيلندا. من الصعب التكهن بنتائج هذه المجموعة. نظرياً، تُعتبر بلجيكا ومصر أفضل منتخبين في المجموعة، ومن المتوقع تأهلهما. ومع ذلك، لا يجب أن ننسى أن قرعة 2022 أوقعت بلجيكا في مجموعة تبدو سهلة نظرياً مع المغرب وكرواتيا وكندا، لكنها احتلت المركز الثالث! ستكون نيوزيلندا واحدة من أقل الفرق تصنيفاً في كأس العالم، لكنها تمتلك القدرة على تحقيق المفاجأة، ففي مونديال 2010 تعادلت مع إيطاليا حاملة اللقب بهدف لمثله، ولم يحالفها الحظ في التأهل للدور التالي. ولا ينبغي الاستهانة بإيران أيضاً، فهي تحتل المركز العشرين عالمياً، وكادت أن تتأهل من مجموعتها في مونديال قطر 2022، على الرغم من وقوعها في مجموعة تضم إنجلترا والولايات المتحدة وويلز. على الأقل، سيكون من الصعب اللعب ضد إيران، وهو ما يجعلها منافساً لا يمكن الاستهانة به. الترتيب المتوقع للمجموعة: بلجيكا، مصر، إيران، نيوزيلندا.

> المجموعة الثامنة: إسبانيا، كاب فيردي، السعودية، أوروغواي. بدا الأمر في البداية وكأن القرعة ستكون قاسية على منتخب إسبانيا، بعدما أوقعته إلى جانب أوروغواي حيث يتوقع أن يكون الصراع بينهما على تصدر المجموعة وتأهلهما سوياً للدور الثاني... لكن كيف سيكون الترتيب؟ حقق المدير الفني الأرجنتيني مارسيلو بيلسا نتائج جيدة مع أوروغواي، خاصة في بداية ولايته، لكن الأشهر القليلة الماضية كانت صعبة، خاصةً بعد الهزيمة المذلة أمام الولايات المتحدة خلال فترة التوقف الدولي الأخيرة. بالمنطق يبدو أن مهمة إسبانيا سهلة في هذه المجموعة، فرغم خسارتها نهائي دوري الأمم الأوروبية أمام البرتغال، فإنها قدمت أداءً مذهلاً منذ تولي لويس دي لا فوينتي المسؤولية. أعرب لامين جمال عن ثقته في قيادة منتخب بلاده للفوز باللقب، ومن المؤكد أنه سعيد بهذه القرعة.

في المقابل ستكون هذه أول مشاركة لمنتخب كاب فيردي في كأس العالم، وهو قدم أداءً رائعاً في التصفيات، ولديه لاعبون مميزون، بما في ذلك المدافع لوغان كوستا المولود في باريس. أما بالنسبة للمنتخب السعودي، فيمثل هذا تحدياً كبيراً للمدير الفني الفرنسي هيرفي رينار، الذي كان موجوداً بالفعل في مونديال قطر عام 2022 وعاد هذه المرة لمحاولة قيادة المنتخب السعودي للصعود إلى الأدوار الإقصائية. الترتيب المتوقع للمجموعة: إسبانيا، أوروغواي، السعودية، كاب فيردي.

> المجموعة التاسعة: فرنسا، السنغال، النرويج، الفائز من الملحق القاري الثاني. يشارك في الملحق القاري الثاني: العراق، بوليفيا، سورينام. يفتتح المنتخب الفرنسي المتوج باللقب مرتين (ووصيف مونديال قطر 2022) مشواره بمواجهة السنغال في مواجهة تذكرنا بلقاء المنتخبين قبل أكثر من 20 عاماً عندما خسرت فرنسا بهدف دون رد أمام المنتخب الأفريقي.

وصلت السنغال إلى الدور ربع النهائي في ذلك العام، وربما تكون، إلى جانب المغرب، أبرز الفرق الأفريقية المتأهلة لهذه البطولة. لكن من المتوقع أن تتجه جميع الأنظار نحو مباراة فرنسا والنرويج، والتي ستجمع النجمين كيليان مبابي وإيرلينغ هالاند. سجّل هالاند 16 هدفاً، وهو رقم قياسي، في تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم، ليقود جيلاً موهوباً من اللاعبين النرويجيين إلى أول نهائيات لهم منذ عام 1998. الترتيب المتوقع للمجموعة: فرنسا، السنغال، النرويج، الصاعد من الملحق القاري.

> المجموعة العاشرة: الأرجنتين، الجزائر، النمسا، الأردن. يواجه المنتخب الأرجنتيني، حامل اللقب، مجموعة من التحديات، على الرغم من أنه سيضمن على الأرجح تصدره للمجموعة. يضم المنتخب الجزائري وجوهاً مألوفة على المستوى الدولي مثل رياض محرز وإسلام سليماني في قيادة الهجوم، لكن محمد عمورة كان هدافه الأول في التصفيات، التي فازت فيها الجزائر بثماني من أصل عشر مباريات. يمتلك المنتخب الجزائري عددا من اللاعبين المبدعين، كما دعم صفوفه بضم لوكا زيدان (ابن الأسطورة زين الدين زيدان) في مركز حراسة المرمى.

يقود النمسا المدرب الخبير رالف رانغنيك، ولا شك أن لديه خطة جاهزة للعب بكل قوة. ثم هناك الأردن، أحد المنتخبات الأربعة التي تشارك لأول مرة في كأس العالم، والذي تألق في التصفيات بقدرته على شن الهجمات المرتدة السريعة بإيجابية. على الورق تبدو مهمة الأرجنتين سهلة لتصدر المجموعة، على الرغم من أنها تتوجه إلى كأس العالم كواحد من أكبر المنتخبات سناً. الترتيب المتوقع للمجموعة: الأرجنتين، النمسا، الجزائر، الأردن.

> المجموعة الحادية عشرة: البرتغال، أوزبكستان، كولومبيا، الفائز من الملحق العالمي الأول. يشارك في الملحق العالمي الأول: جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجامايكا وكاليدونيا الجديدة. شعر البرتغاليون ببعض التوتر عندما أوقعت القرعة كولومبيا في مجموعتهم التي تعتبر من الأصعب، لكن عاد الارتياح لهم بعد رؤية أوزبكستان تُسحب من المستوى الثالث، إلى جانب الفائز من الملحق القاري الأول (الكونغو الديمقراطية، جامايكا، كاليدونيا الجديدة). ستكون أوزبكستان، المصنفة 55 عالمياً، والتي يتولى تدريبها أسطورة إيطاليا فابيو كانافارو، الطرف الأضعف أمام البرتغال وكولومبيا. ومهما حدث، ستكون المجموعة الحادية عشرة محط أنظار كبيرة بفضل وجود الأسطورة كريستيانو رونالدو، الذي يذهب الجمهور لمتابعته أياً كان المنافس. الترتيب المتوقع للمجموعة: البرتغال، كولومبيا، الفائز من الملحق القاري، أوزبكستان.

> المجموعة الثانية عشرة: إنجلترا، كرواتيا، غانا، بنما. تحمل هذه القرعة أجواءً من عام 2018 بالنسبة للمنتخب الإنجليزي، الذي سجل ستة أهداف في مرمى بنما حينها ووصل إلى نصف النهائي، لتنتهي آماله في الوصول إلى أول نهائي له منذ فوزه بالكأس عام 1966 على يد كرواتيا في الوقت الإضافي. سيواجه المنتخب الإنجليزي كلا المنتخبين مجدداً الصيف المقبل. نظرياً، تبدو إنجلترا أقوى مما كانت عليه في مونديال روسيا، حين لم تكن التوقعات عالية، وستكون المرشحة الأوفر حظاً للفوز لصدارة المجموعة نظراً لتقدم جيل كرواتيا الذهبي في السن، بقيادة لوكا مودريتش البالغ من العمر 40 عاماً. سيكون دور غانا في هذه المجموعة مثيراً للاهتمام، فهي تحتل المركز 72 عالمياً، ولديها القدرة على التسبب في مشكلات لإنجلترا وكرواتيا. الترتيب المتوقع للمجموعة: إنجلترا، كرواتيا، غانا، بنما. مونديال 2026 سيشهد صداماً مبكراً بين مبابي وهالاند... ومواجهات مكررة لإنجلترا ضد كرواتيا وبنما


لوبيتيغي مدرب منتخب قطر: يتعين علينا التعلم من الأخطاء

جولين لوبيتيغي المدير الفني لمنتخب قطر (رويترز)
جولين لوبيتيغي المدير الفني لمنتخب قطر (رويترز)
TT

لوبيتيغي مدرب منتخب قطر: يتعين علينا التعلم من الأخطاء

جولين لوبيتيغي المدير الفني لمنتخب قطر (رويترز)
جولين لوبيتيغي المدير الفني لمنتخب قطر (رويترز)

أعرب جولين لوبيتيغي، المدير الفني لمنتخب قطر، عن خيبة أمله الكبيرة بعد الخسارة القاسية التي تعرض لها فريقه صفر - 3 أمام منتخب تونس، في الجولة الثالثة (الأخيرة) بالمجموعة الأولى من مرحلة المجموعات لبطولة كأس العرب لكرة القدم.

وحقّق منتخب تونس فوزاً شرفياً 3 - صفر على مضيفه منتخب قطر، الأحد، في الجولة الثالثة (الأخيرة) بالمجموعة الأولى من مرحلة المجموعات بالمسابقة، المقامة حالياً بالعاصمة القطرية الدوحة.

وودّع كلا المنتخبين البطولة مبكراً من الدور الأول، حيث رفع منتخب تونس رصيده إلى 4 نقاط في المركز الثالث، بفارق نقطة خلف منتخبي فلسطين وسوريا، صاحبي المركزين الأول والثاني على الترتيب، اللذين تعادلا من دون أهداف في ذات التوقيت بنفس الجولة، فيما قبع منتخب قطر في ذيل الترتيب برصيد نقطة واحدة.

وافتتح بن رمضان التسجيل لمنتخب تونس في الدقيقة 16، فيما أضاف ياسين مرياح الهدف الثاني في الدقيقة 62، ليلعب بعدها منتخب تونس بـ10 لاعبين عقب طرد لاعبه سيف الدين الجزيري في الدقيقة 65، لحصوله على الإنذار الثاني.

ورغم النقص العددي، أضاف محمد بن علي الهدف الثالث لمنتخب تونس في الدقيقة الرابعة (الأخيرة) من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع للشوط الثاني.

وقال لوبيتيغي، خلال المؤتمر الصحافي عقب المباراة: «لقد أهدرنا العديد من الفرص، بينما استغل المنتخب التونسي كل فرصة لصالحه وحسم المباراة بثلاثية مستحقة».

وأضاف المدرب الإسباني في تصريحاته بالمؤتمر الصحافي الذي عقده بعد المباراة: «رغم غياب بعض اللاعبين الأساسيين، لم يكن أداؤنا جيداً، ويتعين علينا أن نتعلم من أخطائنا، إنني أول من ينبغي أن يتحمل مسؤولية تلك الخسارة، التي تعتبر اختباراً للمستقبل، لكي تسير استعداداتنا لكأس العالم 2026 على أفضل وجه».

أوضح مدرب المنتخب القطري: «الوقت الحالي ليس مناسباً للحديث عن قرعة كأس العالم»، مؤكداً أن الوجود في البطولة العالمية إنجاز كبير في حدّ ذاته، لكنه شدد على أن الحزن والإحباط يسيطران على الفريق بعد هذه الخسارة.

وكانت قرعة المونديال أوقعت منتخب قطر في المجموعة الثانية برفقة منتخبات كندا وسويسرا والمتأهل من المسار الأول في الملحق الأوروبي، الذي يضم منتخبات إيطاليا وآيرلندا الشمالية وويلز والبوسنة والهرسك.

وتحدث لوبيتيغي عن مستوى المجموعة التي شارك فيها منتخب قطر، حيث قال إن المنافسة كانت صعبة، لكنه اعتبر أن أداء فريقه لم يرقَ لتطلعاته.

وفي ختام حديثه، طالب لوبيتيجي لاعبي منتخب قطر بالنهوض سريعاً بعد تلك الهزيمة، حيث قال: «كرة القدم مليئة بالتحديات، ويتعين علينا أن نواجه اللحظات الصعبة بروح أقوى وإصرار أكبر».


غاسبريني غاضب من التحكيم الإيطالي

جانبييرو غاسبريني المدير الفني لفريق روما (إ.ب.أ)
جانبييرو غاسبريني المدير الفني لفريق روما (إ.ب.أ)
TT

غاسبريني غاضب من التحكيم الإيطالي

جانبييرو غاسبريني المدير الفني لفريق روما (إ.ب.أ)
جانبييرو غاسبريني المدير الفني لفريق روما (إ.ب.أ)

أبدى جانبييرو غاسبريني، المدير الفني لفريق روما، غضبه من القرارات التحكيمية التي تسببت في خسارته أمام كالياري صفر - 1، الأحد، ضمن منافسات الجولة الـ14 من الدوري الإيطالي لكرة القدم.

وقال غاسبريني، في تصريحات نشرتها الموقع الرسمي لروما: «يمكنك رؤية ما حدث، كل ما يجب قوله قد حدث، لذلك أظن أن ذلك واضح».

وأضاف: «لا، في تلك الحالة أعتقد أن كل شيء واضح، على عكس باقي المباريات مثلما حدث يوم الأحد أمام نابولي».

وتحدث غاسبريني عن النقص العددي الذي تعرض له فريقه في المباراة بعد طرد زكي سيليك في الدقيقة 52.

وقال: «أصبحت المباراة صعبة مع طرد لاعب، لكن كان من الصعب بناء أي هجمات مؤثرة، قمنا ببعض الهجمات المرتدة، لكن مع وجود الرياح وأسلوب اللعب الذي اعتمده المنافس، بدت المباراة أشبه بمعركة أكثر منها مباراة في كرة القدم».

وتسببت الهزيمة في تجمد رصيد روما عند 27 نقطة في المركز الرابع في ترتيب الدوري الإيطالي.