رعاة الرياضة النسائية يخططون لزيادة استثماراتهم عام 2024

قال خبراء إن دورة الألعاب الأولمبية التي ستراعي المساواة بين الجنسين العام المقبل ستتزامن مع زيادة فرص الرعاية للرياضيات الإناث، بعد أن سلطت بطولة كأس العالم لكرة القدم للسيدات الضوء على تزايد شعبية الرياضة النسائية في عام 2023.

ويقول منظمون إن أولمبياد باريس 2024 ستكون أول دورة تضم عددا متساويا من الرياضيين والرياضيات، وهو إنجاز جاء بعد فترة طويلة من العمل من قبل اللجنة الأولمبية الدولية لخلق فرص متساوية في الفوز بالميداليات.

وفيما يتعلق بالرعاية، لا يزال الرياضيون الذكور يملكون النصيب الأكبر، إذ أظهر استطلاع أجراه مختبر الابتكار الرياضي هذا العام والذي شمل أكثر من 25 علامة تجارية من قائمة «فورتشن 500»، أن نحو تسعة بالمائة فقط من إجمالي الأموال المخصصة لوسائل الإعلام الرياضية والرعاية تم إنفاقها على الرياضة النسائية.

ومع ذلك، قال 83 بالمائة من المشاركين في هذا الاستطلاع إنهم يخططون لزيادة استثماراتهم في عام 2024.

وقالت جينا والدهورن مديرة التسويق في مختبر الابتكار الرياضي: «سمعنا من كثير منهم (الرعاة) أنهم كانوا يضعون الأولمبياد نصب أعينهم مع العمل على تعزيز الدعم للرياضيات الإناث. تحتفل العلامات التجارية حقا بجميع الإنجازات في الرياضة النسائية كل عام. أعتقد أننا سنراهم أيضا يحتفلون بهذا باعتباره أحد تلك الإنجازات».

وقد تشير بطولة كأس العالم للسيدات لكرة القدم 2023 التي أقيمت في أستراليا ونيوزيلندا إلى أن الرياضة النسائية ستصبح أكثر جاذبية للرعاة في عام 2024، حيث أفسحت المفاوضات المتوترة قبل البطولة بشأن حقوق البث التلفزيوني المجال أمام نسبة مشاهدة قياسية في جميع أنحاء العالم.

المنتخبات الأوروبية تطورت كثيرا في كرة قدم السيدات (غيتي)

وقال كونراد وياسيك رئيس قسم التحليل الرياضي في شركة «جلوبال داتا» للأبحاث إن كرة القدم لعبت دورا كبيرا وتاريخيا في تطوير ملف الرياضيات الإناث.

وأضاف وياسيك: «هناك فرصة (للعلامات التجارية) لصياغة علاقة مع الجماهير من النساء بشكل مباشر من خلال الشراكات في الرياضة النسائية (سواء أكانت) تتعلق برياضيات في ألعاب فردية أو جماعية. ومن المفارقات أن هذه الفرص في الوقت الحالي أكثر فعالية من حيث التكلفة من بعض رياضات الرجال والرياضيين من الذكور».

وحفزت شعبية كأس العالم للسيدات هذا العام على حدوث استجابة سريعة من قبل العلامات التجارية، مثل «أديداس» و«نايكي» اللتين ارتدت إسبانيا وإنجلترا قمصانهما على الترتيب في المباراة النهائية.

ودفعت مطالبات واسعة النطاق من المشجعين بعد البطولة، شركة «نايكي» لإصدار نسخة طبق الأصل من قميص حارسة مرمى إنجلترا ماري إيربس الفائزة بجائزة القفاز الذهبي، بعد أن كانت غير متوفرة في البداية.

وقالت ثاير لافيل نائبة الرئيس التنفيذي في «ذا كوليكتيف»، وهي القسم النسائي في وكالة «واسرمان» للرياضة والترفيه: «هناك فائدة حقيقية من التعامل مع الرياضيات الإناث. كيف يظهر تأثير ذلك في 2024، أعتقد أنه لا يزال من السابق لأوانه معرفة ذلك لأننا لا نرى ظهورا لتلك الحملات حتى الآن، ولكن (هناك) إشارات إيجابية بالتأكيد».

وأعلنت شركة «فيزا»، إحدى أقدم الشركات الراعية للألعاب الأولمبية، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن أعلى نسبة للرياضيات في برنامجها «فريق فيزا» لعام 2024.

وقالت فاليري ألمان وهي رياضية تمثل شركة «أسيكس» وبطلة أولمبية في رمي القرص للسيدات، في تصريحات لـ«رويترز» إن الوصول إلى «توافق حقيقي» مع العلامات التجارية يحدث فارقا هائلا بالنسبة لنظيراتها من الرياضيات.

وأضافت: «قضوا (العلامات الراعية) على هذا الإحساس بالضعف ما يمكنك من إظهار هويتك وما تملكه من قيمة، وهو ما يسمح لك بأن تكون على طبيعتك. ينتهي المطاف بك أن تكون أشبه بالمغناطيس للشركات التي ستظهر اهتماما والتي تقدم الفرص».