الدوري الألماني: لايبزغ في مواجهة مثيرة مع دورتموند... وليفركوزن على موعد مع شتوتغارت

أفراح في شتوتغارت بعد إسقاط دورتموند في دور الـ16 ببطولة كأس ألمانيا (إ.ب.أ)
أفراح في شتوتغارت بعد إسقاط دورتموند في دور الـ16 ببطولة كأس ألمانيا (إ.ب.أ)
TT

الدوري الألماني: لايبزغ في مواجهة مثيرة مع دورتموند... وليفركوزن على موعد مع شتوتغارت

أفراح في شتوتغارت بعد إسقاط دورتموند في دور الـ16 ببطولة كأس ألمانيا (إ.ب.أ)
أفراح في شتوتغارت بعد إسقاط دورتموند في دور الـ16 ببطولة كأس ألمانيا (إ.ب.أ)

يحل فريق لايبزغ ضيفاً ثقيلاً على فريق بوروسيا دورتموند (السبت) في مباراة مثيرة بالجولة الـ14 من «الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا)». ودائماً ما تشهد المباريات التي تجمع الفريقين إثارة كبيرة نظراً إلى تقاربهما في المستوى، كما أن كل فريق سيسعى للفوز بهذه المباراة من أجل الاستمرار في دائرة المنافسة على لقب الدوري.

ويوجد بوروسيا دورتموند في المركز الخامس برصيد 25 نقطة، بفارق نقطة واحدة خلف لايبزغ صاحب المركز الرابع. ويصعب تحديد المرشح الأبرز للفوز بالمباراة بالنظر إلى نتائج المباريات المباشرة بينهما في المدة الأخيرة. في آخر 16 مباراة جمعت بين الفريقين، فاز دورتموند بـ8 لقاءات، في حين حقق لايبزغ الفوز في 6 مباريات، وتعادلا في مباراتين فقط، ولكن لايبزغ نجح في تحقيق الفوز في آخر 5 مواجهات التقى فيها بوروسيا دورتموند على مدار الموسمين الماضيين.

ويسعى بوروسيا دورتموند لتحقيق الفوز في هذه المباراة لاستعادة توازنه، خصوصاً أن الفريق ودع بطولة كأس ألمانيا من دور الـ16 الأربعاء بعد الخسارة أمام شتوتغارت بهدفين نظيفين. ولم يحقق دورتموند سوى انتصار وحيد في آخر 5 مواجهات بالدوري الألماني، حيث تعادل في مباراتين وخسر في أخريين، وكان انتصاره الوحيد على بوروسيا مونشنغلادباخ 4 - 2. ويتطلع إدين ترزيتش، المدير الفني لدورتموند، لتحقيق الفوز بهذه المباراة لكي تكون نقطة انطلاقة للفريق لتحقيق انتصارات متتالية واستعادة توازنه فيما تبقى له من مباريات في هذا الموسم.

في المقابل، حقق فريق لايبزغ 8 انتصارات في الـ13 مباراة التي خاضها الفريق بالدوري هذا الموسم، فأصبحت هذه أفضل بداية للفريق في «البوندسليغا» منذ موسم 2016 - 2017. ويخشى ماركو روزه، المدير الفني لفريق لايبزغ، من رقم سلبي يطارد فريقه مؤخراً، حيث خسر الفريق في مباراتين متتاليتين خارج أرضه، لأول مرة منذ مارس (آذار) الماضي. لذلك، رفع روزه شعار التحدي وطالب لاعبيه بتحقيق نتيجة إيجابية خارج قواعده أمام دورتموند حتى لا تمتد سلسلة الهزائم المتتالية خارج الأرض إلى 3 مباريات.

وفي اليوم ذاته، يحل بايرن ميونيخ ضيفاً على آينتراخت فرنكفورت. ويتطلع بايرن لتحقيق الفوز بهذه المباراة من أجل انتزاع صدارة الدوري بشكل مؤقت، بفارق الأهداف، أمام باير ليفركوزن. ويوجد بايرن ميونيخ في المركز الثاني بجدول الترتيب برصيد 32 نقطة بفارق 3 نقاط كاملة خلف ليفركوزن. ولكن مهمة بايرن ميونيخ، الذي حقق 6 انتصارات متتالية في «البوندسليغا»، في تحقيق الفوز لن تكون سهلة على الإطلاق، خصوصاً أن فرنكفورت، تلقى الخسارة في آخر مباراتين بالدوري، ويسعى للخروج من نفق الهزائم بتحقيق الفوز على بايرن للتقدم خطوة للأمام في جدول الترتيب، حيث يحتل المركز السابع برصيد 18 نقطة.

ويتطلع باير ليفركوزن للحفاظ على سجله خالياً من الهزائم، هذا الموسم، عندما يحل ضيفاً على شتوتغارت، يوم (الأحد). ويعلم تشافي ألونسو، المدير الفني لفريق ليفركوزن، أن فريقه من الممكن أن يدخل المباراة وهو يواجه ضغوطاً كبيرة لاستعادة الصدارة، حال فوز بايرن على فرنكفورت، ولكنه يأمل في استغلال حالة النشوة التي يعيشها الفريق بعد الفوز على بادربورن 3 - 1 في كأس ألمانيا وتأهله لدور الثمانية. ولكن مهمة ألونسو للفوز باللقاء لن تكون سهلة، لا سيما أن شتوتغارت لديه رغبة قوية في الفوز من أجل إيقاف انطلاقة ليفركوزن، لا سيما أن شتوتغارت، ضمن الأندية التي تنافس على لقب الدوري.

ويوجد شتوتغارت في المركز الثالث بجدول الترتيب برصيد 30 نقطة، بفارق 5 نقاط خلف ليفركوزن. ويقدم شتوتغارت هذا الموسم عروضاً قوية؛ فقد حقق 10 انتصارات في الدوري هذا الموسم، مقابل الخسارة في 3 مباريات، كما أنه صعد لدور الـ8 بكأس ألمانيا عقب إطاحة بوروسيا دورتموند من دور الـ16.

ويلتقي في بقية مباريات هذه الجولة هوفنهايم مع بوخوم، وفيردر بريمن مع أوغسبورغ، وفولفسبورغ مع فرايبورغ، ويونيون برلين مع بوروسيا مونشنغلادباخ، وهايدنهايم مع دارمشتاد، وكولون مع ماينز.


مقالات ذات صلة

ألمانيا: شكوك بشأن التلاعب في نتائج 17 مباراة

رياضة عالمية شكوك بشأن التلاعب في نتائج 17 مباراة كرة قدم بألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: شكوك بشأن التلاعب في نتائج 17 مباراة

أكد مكتب التحقيقات الجنائية بولاية هيسن الألمانية أن هناك شكوكاً بشأن التلاعب في نتائج 17 مباراة كرة قدم.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية ويلي أوربان قائد لايبزيغ الألماني (د.ب.أ)

محكمة الاتحاد الألماني ترفض استئناف أوربان قائد لايبزيغ

رفضت محكمة الاتحاد الألماني لكرة القدم الاستئناف الذي تقدم به ويلي أوربان، قائد فريق لايبزيغ، ضد قرار إيقافه مباراتين، حسبما أعلن الاتحاد الألماني للعبة الخميس.

«الشرق الأوسط» (لايبزيغ)
رياضة عالمية جمال موسيالا (رويترز)

بايرن مندهش لعدم ترشيح جمال موسيالا للكرة الذهبية

أعرب قادة نادي بايرن ميونيخ الألماني عن «اندهاشهم الشديد» من استبعاد لاعب خط الوسط الدولي جمال موسيالا من قائمة المرشحين لجائزة أفضل لاعب في العالم.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية سيمون رولفس (د.ب.أ)

المدير الإداري لليفركوزن: لماذا لا تغلق الانتقالات الصيفية قبل «بوندسليغا» بأسابيع؟

انضم سيمون رولفس المدير الإداري لنادي باير ليفركوزن حامل لقب دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) لقائمة المطالبين بإنهاء فترة الانتقالات الصيفية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية دقيقة حداد على المدرب الراحل كريستوف داوم قبل مواجهة ليفركوزن ولايبزيغ في الدوري الألماني (أ.ف.ب)

أندية ألمانية تقيم مراسم تأبين مشتركة للمدرب الراحل داوم

أعلنت أندية كولن وشتوتغارت وباير ليفركوزن عن إقامة مراسم تأبين مشتركة لمدربها السابق كريستوف داوم، الذي توفي في 24 أغسطس (آب) عن عمر يناهز 70 عاماً.

«الشرق الأوسط» (برلين)

الكرة الصينية... سفينة تائهة في بحر الأزمات

الكرة الصينية لم تجد بعد مكانها بين كبار القارة الآسيوية (الشرق الأوسط)
الكرة الصينية لم تجد بعد مكانها بين كبار القارة الآسيوية (الشرق الأوسط)
TT

الكرة الصينية... سفينة تائهة في بحر الأزمات

الكرة الصينية لم تجد بعد مكانها بين كبار القارة الآسيوية (الشرق الأوسط)
الكرة الصينية لم تجد بعد مكانها بين كبار القارة الآسيوية (الشرق الأوسط)

مرت كرة القدم الصينية بكثير من الظروف المعقدة والقاسية عبر تاريخها؛ فما بين بيروقراطية حكومية صرفة، وظروف اقتصادية متدهورة، شقت اللعبة طريقها وسط أمواج متلاطمة، وأخفقت في الوصول إلى مستوى الدوريات والمنتخبات الكروية الكبرى أمثال السعودية واليابان وكوريا الجنوبية.

و«الشرق الأوسط» رصدت مراحل صعود وهبوط الكرة الصينية تاريخياً، وذلك بمناسبة المواجهة الآسيوية التي ستجمع الأخضر السعودي والتنين الصيني الثلاثاء في التصفيات المؤهلة لكأس العالم.

عقب «الجولة الجنوبية» الشهيرة التي قادها الزعيم السابق دينغ شياو بينغ في عام 1992، والتي أعادت تنشيط أجندة الإصلاح الاقتصادي في الصين، قرر «الاتحاد الصيني لكرة القدم» الانفصال عن «اللجنة الرياضية الوطنية» والتوجه إلى التخصيص العام.

وقبل ذلك التاريخ، كانت كرة القدم الصينية تعمل تحت ما يسمى «نظام الأمة بأكملها»، فقد كانت تعتمد على الحكومة في تخصيص الأموال للفرق؛ بما في ذلك تدريب الرياضيين وتمويلهم. ورغم أن رواتب اللاعبين لم تكن مرتفعة، فإن النظام قد ساعد في إنتاج ما يسمى «الجيل الذهبي» من نجوم كرة القدم الصينية، وجعل الصين منافساً رئيسياً في آسيا.

التنين الصيني غائب عن المشهد الكروي منذ سنوات (أ.ف.ب)

أدى إنشاء «الدوري الصيني لكرة القدم الاحترافية» في عام 1994، بعد بيع كل الأندية، إلى انفصال اتحادات وفرق كرة القدم المحلية عن الإدارة الحكومية المركزية، والحصول على تمويلها الخاص.

وقد أشعل هذا بدوره حماسة مشجعي كرة القدم الصينيين، الذين احتشدوا خلف الأندية المحلية بعد الاستثمارات التي جرت، وأصبح لاعبو كرة القدم من المشاهير بين عشية وضحاها.

وقد أدت الاستثمارات السخية والرعاية من القطاع الخاص إلى زيادة كبيرة في دخل اللاعبين، وبحلول عام 1998، كان لاعبو الدرجة الأولى يكسبون دخلاً سنوياً لا يقل عن 18 ألف دولار، وهو ما يزيد بنحو 20 ضعفاً على متوسط دخل المواطن العادي في الصين، وفقاً لموقع «تشاينا بوست»؛ بل إن بعض اللاعبين النجوم كسبوا أكثر من 180 ألف دولار.

وفي ظل هذه البيئة المزدهرة، ارتفع عدد لاعبي كرة القدم الشباب المسجلين في الصين إلى أكثر من 600 ألف لاعب بين عامي 1996 و2000، وفقاً لصحيفة «لياوشين إيفينينغ نيوز»، وكان المشجعون الصينيون يعتقدون أن المشهد الكروي المحلي الديناميكي من شأنه أن يدفع فريقهم الوطني إلى مستويات أعلى على المستوى الدولي.

ولكن تحت السطح كانت العلاقة بين رأس المال والأندية غير صحية، فقد أصبحت الفرق تعتمد بشكل كبير على التمويل من الشركات الأم فقط، وهذا مهد الطريق لانهيار كرة القدم الاحترافية الصينية في نهاية المطاف.

وأدى التركيز على المكاسب قصيرة الأجل إلى سوء الإدارة والقرارات المتسرعة بجانب انتشار الفساد، وبحلول أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، واجهت بطولة الدوري الممتاز قضايا، مثل التلاعب في نتائج المباريات، والتحكيم المتحيز من بعض الحكام بعد حصولهم على رشوة، وتراجع الاهتمام العام باللعبة، وإعادة ترتيب ملكية الأندية باستمرار؛ وقد دفع هذا بعض الأندية إلى حافة التفكك وترك اللاعبين يتصارعون مع البطالة.

وقد كانت العواقب سريعة؛ إذ انخفض عدد لاعبي كرة القدم الشباب المسجلين في الصين إلى 180 ألف لاعب فقط في عام 2005، ثم وصل إلى 7 آلاف لاعب فقط بحلول عام 2010، وفقاً لمعلومات صحيفة «لياوشين إيفينينغ نيوز».

بعد أن استحوذت «مجموعة إيفرغراند»، وهي شركة عقارية ضخمة، على نادي غوانغتشو لكرة القدم في عام 2010، دخل كثير من الشركات سوق كرة القدم الصينية من جديد، وأنفقت بسخاء على لاعبين مشهورين دولياً.

ويُعتقد أن هذا الحماس المتجدد كان مدفوعاً بحرص الحكومات المحلية والشركات على التوافق مع الاهتمام الشخصي للرئيس شي جينبينغ بالرياضة وتطلعاته إلى تقدم كرة القدم الصينية.

ففي عام 2015، وافقت لجنة رئيسية لتحديد الأجندة في «الحزب الشيوعي» على خطة إصلاح مركزية لتعزيز تطوير كرة القدم في الصين، وقد أكد هذا التصديق على الاعتقاد بأن «الحلم الصيني» المتمثل في تحقيق التجديد العظيم للأمة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتطوير كرة القدم.

وقد شجع هذا الاهتمام الحكومي الجديد بكرة القدم الاستثمار المالي مرة أخرى لتنشيط صناعة كرة القدم الصينية، مما أدى إلى زيادة كبيرة في رواتب ومزايا اللاعبين.

ووفقاً لبيانات صحيفة «لياوشين إيفينينغ نيوز» في عام 2018، فقد بلغ متوسط الدخل السنوي للاعبي كرة القدم الرجال أكثر من 1.5 مليون دولار أسترالي، وهو ما يتجاوز متوسط الرواتب في الصين بأكثر من 160 مرة.

ورغم أن إحياء الدوري الاحترافي لم يرفع من أداء المنتخب الوطني للرجال على الفور، فإنه أدى إلى تحسين تصور الآباء عن هذه الرياضة، ففي عام 2016 ارتفع عدد اللاعبين الشباب المسجلين في اتحاد كرة القدم الصيني إلى أكثر من 40 ألف لاعب، وحددت الحكومة الصينية هدف الوصول إلى مليون لاعب شاب بحلول عام 2020.

ومع ذلك، ثبت أن هذا الازدهار؛ الذي ينبع من الانتهازية السياسية، هشّ وغير مستدام. فقد أدى الركود الاقتصادي في الصين، وفرض سقف وضريبة على الانتقالات، وجائحة «كوفيد19»، وقرار «الاتحاد الصيني لكرة القدم» إزالة الإشارات المؤسسية من أسماء الأندية، إلى إضعاف حماس المستثمرين لكرة القدم بشكل كبير.

ونتيجة لذلك واجه الدوري الصيني للمحترفين مرة أخرى عقبات مستعصية. فمنذ عام 2020، كانت الأندية المحترفة تتفكك سنوياً وتعلن إفلاسها، مع سحب المستثمرين تمويلهم.

وقد اتُّهم الرئيس السابق لـ«الاتحاد الصيني لكرة القدم»، تشين شيويوان، بالرشوة، بينما اعترف مدرب المنتخب الوطني السابق، لي تي، بدفع رشى والتلاعب بنتائج المباريات.

إن كل هذا لن يؤدي إلا إلى تقويض ثقة الجمهور بكرة القدم الصينية مرة أخرى، وأن يتساءل الآباء مرة أخرى عما إذا كان ينبغي لهم تشجيع أبنائهم على ممارسة هذه الرياضة بدلاً من رياضات شعبية أخرى في الصين تحصل على اهتمام أكبر، فهناك كثير من الدلائل التي تشير إلى أن مشاركة الشباب في كرة القدم تراجعت بشكل حاد على مدى السنوات الثلاث الماضية.

ويتعين على السلطات الكروية الصينية أن تدرك الآن ما الذي لم ينجح، فقد فشلت محاولات تسويق كرة القدم والاستثمار المالي الجامح الذي تحركه الانتهازية السياسية، كما فشلت محاولات إغراق الدوري بالنجوم الأجانب.