ربما ينظر غالبية مشجعي كرة القدم لصعود جيرونا المفاجئ لقمة الدوري الإسباني على أمر غير مألوف، لكن لويس غارسيا، جناح برشلونة وإسبانيا السابق، لا يتفق مع وجهة النظر هذه، ويرى أن الفريق يملك تشابهاً مع ليستر سيتي الذي أذهل العالم بتتويجه بالدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2015 - 2016.
وقلل ميشيل، مدرب جيرونا، من فرص فريقه في الفوز باللقب، مشيراً إلى أنه ليس في مصاف الكبار بالدوري رغم أنه يبتعد بفارق الأهداف فقط خلف ريال مدريد المتصدر ولكل منهما 38 نقطة.
وحقق جيرونا 12 فوزاً وخسارتين وتعادلاً وحيداً هذا الموسم، وهي نفس نتائج ريال، ويتفوق بفارق 4 نقاط على برشلونة صاحب المركز الثالث. وسجل جيرونا أهدافاً أكثر من أي فريق آخر بدوري الأضواء هذا الموسم قبل أن يحل ضيفاً على برشلونة، الأحد المقبل.
وقال غارسيا: «جاء جيرونا من العدم»، مشيراً إلى أنه يرى تشابهاً بين تألق الفريق الإسباني وفوز ليستر سيتي بالدوري الإنجليزي موسم 2015 - 2016. وأوضح: «إنه يكرر مآثر ليستر، أليس كذلك؟ مع ليستر، أتذكر أن الحديث كان مطابقاً، أتدري، سيتراجعون». وبعد صعوده للدوري الممتاز في 2014، احتاج ليستر لانتفاضة في الجولات الأخيرة ليتجنّب الهبوط الذي بدا حتمياً في الموسم التالي، قبل أن ينطلق في رحلته المذهلة نحو الفوز باللقب في الموسم التالي.
ويبدو أن جيرونا يسير على السيناريو نفسه، إذ إنه صعد لدوري الأضواء عن طريق الملحق موسم 2021 - 2022 وحل عاشراً في الموسم الماضي.
وتساءل غارسيا: «لِمَ لا يمكن أن يفعلها جيرونا؟ لا يشارك في المنافسات الأوروبية، وليس لديه الكثير من اللاعبين الدوليين، ولن يتعرض للإرهاق من ضغط المباريات».
وقال: «يمكنه الاستراحة ويمكنه تدوير (اللاعبين) كل أسبوع ويمكنه الدفع بأفضل تشكيلة أساسية كل أسبوع. هذا فريق لا تسهل هزيمته. لكن هل سيشعرون بالضغط في الجزء الأخير من الموسم؟ ربما. لكننا قلنا الأمر نفسه عن ليستر».
أتلتيكو مدريد هو الفريق الوحيد الذي كسر هيمنة ريال مدريد وبرشلونة على لقب الدوري في العقد الأخير، بعدما تُوج بطلاً في 2014 و2021، لكن غارسيا يعتقد أن مزيداً من الاستثمارات سيتبعها تغيير في الساحة الكروية الأوروبية. وأوضح: «يمكننا أن نرى ذلك بالفعل في نيوكاسل (يونايتد). لهذا السبب تحظى كرة القدم بمثل هذه المتابعة في جميع أنحاء العالم. نود أن نرى الفرق الكبرى تتنافس على كل لقب. لكننا نحب جميعاً الحصان الأسود. ونتعاطف معه جميعاً».
ويرى ميشيل، مدرب جيرونا، أن على فريقه الاستمتاع باللحظة وبما يحققه حالياً بصرف النظر عما سيحدث مستقبلاً وقال: «أعتقد أنه من الجيد الإقرار بأننا نصنع تاريخاً. نعم، من غير الطبيعي أن نحقق 12 انتصاراً في 15 مباراة. علينا الاستمتاع كثيراً بهذه اللحظة بغض النظر عن نتائج منافسينا أو ما سيحدث مستقبلاً». وأضاف ميشيل: «هذه أرقام تحققت عن جدارة واستحقاق لكنها أرقام فريق يقاتل على كل شيء وليس فريقاً يطمح للقتال على لقب الدوري. لسنا في هذا المستوى، من الصعب وضع فريقنا في مقارنة ريال مدريد أو برشلونة أو أتلتيكو مدريد».
على جانب آخر، سبّب الاحتفال الانفعالي من المهاجم البرتغالي جواو فيليكس المعار من أتلتيكو مدريد بتسجيل هدف في مرمى فريقه السابق منح برشلونة الفوز 1 - 0، كثيراً من علامات الاستفهام كما لو كان لا يتطلع للعودة إلى فريق العاصمة الإسبانية.
وسجل فيليكس (24 عاماً) الذي انتقل إلى صفوف أتلتيكو مقابل صفقة ضخمة بلغت 138 مليون دولار في عام 2019 قادماً من بنفيكا قبل أن تتم إعارته إلى تشيلسي الإنجليزي أوائل 2023 ثم النادي الكتالوني هذا الصيف، هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة 28 بطريقة فنية، ليعيد برشلونة إلى سكة الانتصارات بعد تعادله أمام رايو فايكانو 1 - 1 في المرحلة الماضية.
وهو الهدف الثاني للمهاجم البرتغالي في الدوري بعد أول أمام ريال بيتيس في المرحلة الخامسة، ليفك صيامه عن التهديف الذي استمر لـ12 مباراة.
وعلق فيليكس على احتفاله بالهدف مع جماهير برشلونة المبتهجة، قائلاً: «كان الأمر عفوياً. كنت في خضم المباراة وكان ذلك مصدر الراحة لي بعد كل ما مررت به هذا الصيف. الأشخاص الأقرب إليّ، عائلتي بشكل رئيسي، هم فقط من يعرفون ما مررت به. لذلك فقد أهديت الهدف لهم». وأضاف: «لم أصدق (عندما هتفت الجماهير باسمه). أعرف مدى روعة هذا النادي وأن الهتاف باسمك ليس شيئاً يحدث للكثيرين في ملعب ميتروبوليتانو. أنا سعيد».
وشهدت المباراة تألق الحارس الشاب إيناكي بينا (24 عاماً) الذي وقف بين الخشبات الثلاث بدلاً من الألماني مارك أندري تير شتيغن المصاب، بتصديه للعديد من الفرص الخطيرة لأتلتيكو.
وتحت ضغط الجماهير غير الراضية عن أداء برشلونة، الذي تعثّر 4 مرات في آخر 8 مباريات بالدوري قبل مواجهة الأحد، قدّم برشلونة أداءً قوياً في أغلب فترات المباراة، قبل أن تخور قواه بسبب الإيقاع المحموم الذي فرضه.
ويحتل برشلونة المركز الثالث برصيد 34 نقطة، ليتقدّم على أتلتيكو بالذات في الترتيب، لكنه يتراجع بفارق 4 نقاط خلف ثنائي الصدارة ريال مدريد وجيرونا. ومع تبقي مباراة مؤجلة له، يحتل أتلتيكو المركز الرابع برصيد 31 نقطة.