يضع فريقا باريس سان جيرمان الفرنسي وميلان الإيطالي نصب أعينهما هدف الخروج أحياء من «مجموعة الموت» عندما يصدمان بكل من نيوكاسل الإنجليزي ودورتموند الألماني في مباراتين منفصلتين نحو بلوغ الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، فيما يأمل برشلونة الإسباني حسم تأهله عبر مواجهته مع بورتو البرتغالي بعدما عقّد مهمته بخسارة قارية أولى هذا الموسم بالجولة السابقة.
وحجزت 6 أندية بطاقاتها إلى ثمن النهائي؛ هي: بايرن ميونيخ الألماني (المجموعة الأولى)، وريال مدريد الإسباني (الثالثة)، وإنتر الإيطالي وريال سوسييداد الإسباني (الرابعة)، وحامل اللقب مانشستر سيتي الإنجليزي، ولايبزيغ الألماني (السابعة).
وستكون الأنظار على مواجهات المجموعة السادسة حيث فارق نقطتين فقط بين ميلان الثالث ودورتموند المتصدر (7 مقابل 5)، بينما يحتل سان جيرمان المركز الثاني بفارق نقطتين عن نيوكاسل الأخير (6 مقابل 4).
وستكون موقعة نيوكاسل وسان جيرمان على ملعب «بارك دي برانس» بالجولة الخامسة قبل الأخيرة للمجموعة، ثأرية لبطل فرنسا الذي تعرض لخسارة ثقيله في ملعب نظيره الإنجليزي ذهاباً (1 - 4) في الجولة الثانية، لكن شتان ما بين مباراة الذهاب ولقاء الثلاثاء الحاسم .
في الجولة الثانية، كان نيوكاسل منتشياً بتعادله السلبي الثمين أمام مضيفه ميلان الإيطالي العريق في أول مباراة له في المسابقة القارية العريقة منذ 20 عاماً، في حين يدخل الجولة الخامسة وهو في المركز الأخير للمجموعة برصيد 4 نقاط، بعد خسارتين أمام دورتموند الألماني (0 - 1 و0 - 2)، وبالتالي يتعيّن عليه تفادي الخسارة للإبقاء على آماله في بلوغ ثمن النهائي.
كان الفوز على بطل فرنسا في أول مباراة لنيوكاسل على أرضه في دوري أبطال أوروبا منذ عقدين من الزمن، بمثابة إعلان نيات من قوة آتية في كرة القدم الأوروبية، حيث يهدف الفريق المدعوم من «شركة الاستثمارات السعودية» إلى السير على خطى مانشستر سيتي المدعوم إماراتياً الذي بات مسيطراً على كرة القدم الإنجليزية ونال أول تتويج أوروبي الموسم الماضي.
وبدا التأهل في متناول نيوكاسل بقيادة المدرب إيدي هاو بعد البداية القوية وجمع 4 نقاط من أول مباراتين، لكن الأمور انقلبت منذ ذلك الحين بالنسبة للفريق الإنجليزي حيث تأثر كثيراً بالإصابات التي ضربت صفوفه، ثم جاءت صدمة إيقاف لاعب وسطه الإيطالي ساندرو تونالي (أبرز تعاقدات النادي خلال الصيف) لمدة 10 أشهر بسبب اتهامه في مراهنات رياضية بشكل غير قانوني خلال فترة وجوده مع فريقه السابق ميلان.
ويحوم الشك حول مشاركة قطبي الدفاع الهولندي سفين بوتمان ودان بيرن، والمهاجم كالوم ويلسون، ولاعبي الوسط جو ويلوك وشون لونغستاف عن مواجهة سان جيرمان، وقال هاو للصحافيين بعد الفوز على تشيلسي محلياً السبت: «انظروا إلى اللاعبين الغائبين، وستجدون أن هذا الفوز رائع بفضل اللاعبين الجاهزين لدينا».
ومع ذلك، فإن مصدر قلق هاو هو الإرهاق الذي يعاني منه فريقه قبل مواجهة بطل فرنسا الساعي بقيادة هدافه كيليان مبابي إلى الثأر وحجز بطاقته في ثمن النهائي. وقال هاو: «يتعيّن علينا الفوز بآخر مباراتين لنا. نحن نتقبّل (الوضع) وعلينا أن ننظر إلى المستقبل الآن».
في المقابل، يسعى سان جيرمان للثأر من نيوكاسل، حيث إن خسارة جديدة ستترك رجال المدرب الإسباني لويس إنريكي في مهب الريح وفي صراع شرس على بطاقة التأهل في الجولة السادسة الختامية.
وقال إنريكي (53 عاماً) عقب خسارة فريقه أمام ميلان 1 - 2 في الجولة الماضية: «تملك الفرق الأربعة مصيرها بين أيديها. لا تزال هناك مباراتان متبقيتان ولا يزال بإمكاننا التقدم».
مُني باريس بهزيمتين في آخر 3 مباريات في دور المجموعات هذا الموسم، وهو عدد الهزائم نفسه الذي تعرض له في مواجهاته الـ18 السابقة في هذا الدور.
وفي المباراة الثانية، يدرك ميلان أن الفوز على ملعبه «سان سيرو» سيجعله في موقع جيد للتأهل إلى ثمن النهائي للموسم الثاني توالياً، لكن منافسه دورتموند يملك فرصة الحسم أيضاً في حال فوزه.
ويعوّل ميلان، بطل أوروبا 7 مرات، على مهاجمه المخضرم الفرنسي أوليفييه جيرو (37 عاماً) الذي برز بوصفه رجل «المناسبات الكبيرة» منذ انضمامه إلى الفريق الإيطالي العريق قبل عامين.
سجّل جيرو 8 أهداف هذا الموسم وأعاد إحياء آمال فريقه ببلوغ ثمن النهائي، بفضل هدفه الوحيد حتى الآن في المسابقة القارية الأم، من رأسية هزت شباك سان جيرمان في الفوز 2 - 1 في المرحلة الماضية.
ويأمل جيرو في أن يستمر بقميص النادي بعد النجاحات التي حصدها في مدينة ميلانو بفوزه بلقب الدوري عام 2022، ووصوله إلى نصف نهائي دوري الأبطال في الموسم الماضي.
وقال مهاجم آرسنال الإنجليزي السابق في مقابلة مع صحيفة «لو جورنال دو ديمانش»: «أود البقاء. عقدي ينتهي الصيف المقبل، لكنني لم أتحدث إلى النادي حول هذا الموضوع».
وتابع: «أريد الاستمرار، وأعتقد أن لديّ ما يلزم للقيام بذلك. لا يزال بإمكاني أن أكون مفيداً للفريق... المجيء إلى هنا كان نعمة بالنسبة إلي».
ويفتقد ميلان نجمه البرتغالي رافاييل لياو بسبب إصابة في أوتار ركبته، مما يضع جيرو أمام ثقل قيادة حمل الهجوم في مباراة قد تحدد موسم الفريق.
في المقابل، يقدّم دورتموند صورة إيجابية قارياً في حين تتأرجح نتائجه محلياً؛ حيث يحتل المركز الرابع مع 24 نقطة متأخراً بفارق 10 نقاط عن باير ليفركوزن المتصدر. وأنهى دورتموند سلسلة من 3 مباريات لم يذق خلالها طعم الفوز، بقلبه تأخره بهدفين أمام بروسيا مونشنغلادباخ إلى فوز 4 - 2 السبت الماضي.
وفي حين لم تهتز شباك الفريق سوى مرتين في 4 مباريات في دوري الأبطال، فإن هذا النجاح لا ينعكس في الدوري؛ حيث بلغ معدل الأهداف في شباكه 1.5 في المباراة. ويتعرّض إدين ترزيتش (41 عاماً) مدرب دورتموند لانتقادات لاذعة تطالب برحيله، لذا بإمكانه أن يسكت الألسن البغيضة في حال نجح في ضمان التأهل للدور الثاني من بوابة ميلان.
وقال الرئيس التنفيذي للنادي، هانز يواكيم فاتسكه: «نحن في المركز الأول في مجموعة دوري الأبطال، وهو أمر لا يمكن المبالغة في تقديره. المجموعة هشّة، ويمكن أن يحدث أي شيء».
وأضاف: «لدينا فرصة للتأهل مبكراً حال فوزنا في ميلانو. لم أكن لأجرؤ على الحلم بذلك وقت إجراء القرعة. هذه هي الحقيقة».
انتهت مباراة الذهاب بين دورتموند؛ الذي توج بطلاً لأوروبا قبل 26 عاماً، وميلان بالتعادل السلبي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفي حال تكررت النتيجة أو التعرض لخسارة فسيكون على الفريق الألماني الفوز على سان جيرمان في عقر داره في ديسمبر (كانون الأول) من أجل التأهل.
وسيفتقد دورتموند جهود مدافعه نيكلاس زوله أمام ميلان بسبب وعكة، لينضم إلى مارسيل سابيتسر وفيليكس نميشا وجوليان دورانفيل الغائبين لإصابات مختلفة، لكن المهاجم سيبستيان هالر والجناح كريم أديمي، اللذين غابا عن مواجهة مونشنغلادباخ انضما لتشكيلة الفريق المتوجهة إلى إيطاليا.
وفي المجموعة الخامسة، بإمكان أتلتيكو مدريد الإسباني، المتصدر برصيد 8 نقاط، أن يلتحق بركب الأندية المتأهلة في حال فوزه على مضيفه فينورد الهولندي الثاني (6 نقاط)، كما سيكون لاتسيو الثاني مع 7 نقاط أمام فرصة حسم التأهل في حال فوزه على ضيفه سلتيك الأسكوتلندي متذيل الترتيب مع نقطة واحدة، لكن بشرط خسارة فينورد.
واستغل أتلتيكو خسارة فينورد أمام لاتسيو 1 - 3 في المرحلة الماضية وفوزه الساحق على سلتيك 6 - 0 للارتقاء للمركز الأول، وقد أعلن مهاجمه المتألق الفرنسي أنطوان غريزمان تصميم فريقه على عدم التخلي عن الصدارة قائلاً: «الشيء الأكثر أهمية هو التأهل، لكننا نريد أن نفعل ذلك بالتمسك بالمركز الأول. لدينا مباراة صعبة في هولندا، لذا علينا أن نستمر في إظهار ما يمكننا القيام به».
وفي المجموعة السابعة، التي يتصدرها مانشستر سيتي بالعلامة الكاملة (12 نقطة)، يسعى الفريق الإنجليزي، الذي يتابع بنجاح الدفاع عن لقبه، إلى حسم الصراع على المركز الأول عندما يستضيف وصيفه لايبزيغ الألماني (9) الذي بدوره عبر إلى الدور التالي.
وضمن المجموعة نفسها، يلتقي يونغ بويز السويسري مع رد ستار بلغراد الصربي للمنافسة على المركز الثالث الذي يضمن لصاحبه الانتقال لمسابقة «يوروبا ليغ».
ويحتدم الصراع في المجموعة الثامنة بعدما بدا أن برشلونة الإسباني يسير بسهولة لبلوغ ثمن النهائي بفوزه بمبارياته الثلاث الأولى، إلا إن خسارته أمام شاختار دونيتسك الأوكراني 0 - 1 في المرحلة الماضية عقّدت مهمته ليتساوى مع وصيفه بورتو البرتغالي الفائز على أنتويرب البلجيكي 2 - 0، وذلك قبل مواجهتهما النارية في كاتالونيا.
وتبدو مهمة شاختار الثالث مع 6 نقاط سهلة على الورق عندما يستضيف صاحب القاع أنتويرب الذي تعرض لأربع هزائم متتالية ويخلو رصيده من النقاط.