جيريمي دوكو... موهوب سيتي القادر على إحداث فوضى في صفوف المنافسين

غوارديولا تجاوز عن صرامته مانحاً جناحه البلجيكي مزيداً من الحرية للتعبير عن قدراته المهارية

دوكو جناح سيتي (يمين) مر كثيرا من  ألكسندر أرنولد لكن الأخير نجح في تسجيل هدف التعادل لليفربول (أ.ب)
دوكو جناح سيتي (يمين) مر كثيرا من ألكسندر أرنولد لكن الأخير نجح في تسجيل هدف التعادل لليفربول (أ.ب)
TT

جيريمي دوكو... موهوب سيتي القادر على إحداث فوضى في صفوف المنافسين

دوكو جناح سيتي (يمين) مر كثيرا من  ألكسندر أرنولد لكن الأخير نجح في تسجيل هدف التعادل لليفربول (أ.ب)
دوكو جناح سيتي (يمين) مر كثيرا من ألكسندر أرنولد لكن الأخير نجح في تسجيل هدف التعادل لليفربول (أ.ب)

دائما ما ينجح المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا في تسخير القدرات الفردية للاعبين من أجل مصلحة الفريق، وخير مثال على ذلك الجزائري رياض محرز وجاك غريليش، وهما اللذان كانا يلعبان بطريقة استعراضية مثيرة لا يمكن التنبؤ بها عندما وصلا من ليستر سيتي وأستون فيلا بالترتيب، لكن بمرور الوقت أصبحا يلعبان بطريقة مانشستر سيتي المعتادة، لأن أسلوب غوارديولا الصارم جعلهما يسخران قدراتهما الفردية والمهارية لصالح المجموعة.

لكن يبدو أن جيريمي دوكو يُمثل استثناء لهذه القاعدة، فعندما وصل الجناح البلجيكي من نادي رين الفرنسي خلال الصيف الماضي، كانت التوقعات تشير إلى أنه سيقضي عامه الأول في تعلم تعليمات وتوجيهات غوارديولا، الذي اتبع هذا النهج بالفعل مع محرز وغريليش اللذين أصبحا يلعبان بشكل جماعي أفضل بمرور الوقت. لكن يبدو أن المدير الفني الإسباني يتبع نهجا مختلفا مع دوكو، حيث يمنحه حرية أكبر حتى يتمكن من إحداث حالة من الفوضى في صفوف المنافسين.

وبالفعل، نجح دوكو في هذه المهمة. فعلى الرغم من أنه لعب أساسيا في 8 مباريات فقط من أصل 13 مباراة خاضها مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، فإنه أكمل 35 مراوغة - أكثر من أي لاعب آخر في الدوري. وقد لخص تييري هنري، الذي عمل مع دوكو خلال فترة عمله مساعدا للمدير الفني لمنتخب بلجيكا، هذا الأمر بشكل جيد، عندما قال: «عندما تكون أمامه وجهاً لوجه، لا يكون لديك سوى شيء واحد يمكنك القيام به - الدعاء». في الحقيقة، يُعد هذا ثناء كبيرا للغاية، لأنه يأتي من الغزال الفرنسي الذي لطالما تلاعب بالمدافعين في الدوري الإنجليزي الممتاز.

دوكو البالغ من العمر 21 عاما بات ركيزة بمنتخب بلجيكا (أ.ف.ب)

ومن المثير للاهتمام أن غوارديولا لم يكن هو الشخص الذي كان يضغط من أجل التعاقد مع دوكو بل مدير الكرة بالنادي. وقال غوارديولا بعد المستوى الرائع الذي قدمه دوكو في المباراة التي سحق فيها مانشستر سيتي بورنموث بستة أهداف مقابل هدف وحيد خلال الشهر الحالي، وهي المباراة التي سجل فيها دوكو هدفاً وصنع أربعة أهداف أخرى: «قام تكسيكي بيغيريستين بعمل مذهل لإحضاره إلى هنا».

ربما لم يكن غوارديولا هو من طالب بالتعاقد مع دوكو، لكن من الواضح أنه يستمتع للغاية بوجود هذا اللاعب في فريقه. وقال المدير الفني الإسباني بعد مباراة بورنموث: «إنه يقدم شيئا مختلفا للجماهير. عندما يستحوذ على الكرة يشعر الجميع بالإثارة، وأنا أيضًا كذلك».

ومع ذلك، سارع غوارديولا أيضاً إلى الإشارة إلى أن المراوغة لن يُسمح بها إلا في سيناريوهات معينة تفيد المجموعة، قائلا: «من الصعب العثور على لاعبين يمكنهم المراوغة، لأن المديرين الفنيين يطالبونهم بعدم فقدان الكرة. أنا لا أحب أن يراوغ اللاعبون وهم على بُعد 60 متراً من المرمى، لكن إذا كنت داخل منطقة الجزاء، فيمكنك المخاطرة. إنهم يعلمون أن لديهم كل الحرية داخل منطقة الجزاء لاتخاذ القرارات التي يريدونها - وهو يتخذ القرارات الصحيحة في المقام الأول».

يقدم دوكو مستويات رائعة مع مانشستر سيتي هذا الموسم، وكان أحد أبرز لاعبي الفريق خلال مواجهة القمة ضد ليفربول (1 - 1)، لكنه عانى أمام ريس جيمس في المباراة التي تعادل فيها سيتي مع تشيلسي بأربعة أهداف لكل فريق، قبل فترة الاستراحة الدولية. لعب دوكو لمدة ساعة قبل أن يتم استبداله وذلك بنزول غريليش، لكن لعب دورا أكبر أمام ترينت ألكسندر أرنولد خلال مواجهة ليفربول ومر كثيرا من الجبهة اليسرى. ربما يعود ذلك لأن جيمس يجيد القيام بالواجبات الدفاعية، لكن لا يمكن قول الشيء نفسه عن ألكسندر أرنولد، الذي دائما ما تعمل الفرق المنافسة على استغلال اندفاعه للأمام لتبرز نقاط ضعفه الدفاعية.

في الحقيقة، قد كانت معركة بين دوكو وألكسندر أرنولد، وإذا كان جناح سيتي قد استطاع إبراز موهبته في التمرير، فإن مدافع ليفربول رغم نقط ضعفه هو الذي نجح في تسجيل هدف التعادل لفريقه في وقت صعب قبل 10 دقائق من النهاية... لقد قيل الكثير عن حقيقة أن الهولندي فيرجيل فان دايك لم يتعرض للمراوغة على الإطلاق خلال هذا الموسم، لكن لا يمكن قول الشيء نفسه عن ألكسندر أرنولد، الذي تمت مراوغته 15 مرة حتى قبل مواجهة سيتي، وعلاوة على ذلك، يصل معدل استخلاص ألكسندر أرنولد للكرات عن طريقة التاكلينغ إلى 44.4 في المائة فقط، وهو معدل ضعيف.

لقد استغل دوكو هذا الأمر تماما وفتح جبهة قوية أمام ألكسندر أرنولد خاصة في الشوط الأول، وبالتالي تعين على المدير الفني الألماني يورغن كلوب، أن يتخذ القرار المناسب لمواجهة هذه المشكلة والحد من الجناح الفرنسي الموهوب بالشوط الثاني بدخول لاعب آخر ليغطي المساحة التي يتركها ألكسندر أرنولد خلفه حتى لا يستغلها دوكو. لقد تحمل إبراهيما كوناتي هذه المهمة وكل من المدافعين الكاميروني جويل ماتيب إلى جانب فان دايك، لكن رغم خبراتهما ظل دوكو خطيرا بسبب سرعته ومهارته.

لقد صنع الجناح البلجيكي خمسة أهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم - لا يتفوق عليه سوى بيدرو نيتو (سبعة أهداف) وكيران تريبيير لاعب نيوكاسل (ستة أهداف). وفي ظل غياب النجم البلجيكي كيفن دي بروين بسبب الإصابة، تحمل دوكو قدرا كبيرا من المسؤولية، وأصبح يلعب دورا مهما فيما يتعلق بالأدوار الإبداعية داخل المستطيل الأخضر. تشير الإحصاءات إلى أن معدل صناعة دوكو للفرص الخطيرة يصل إلى 2.4 في المباراة الواحدة، لذلك فإنه ليس مجرد جناح سريع يمتلك بعض المهارة، لكنه يجيد صناعة الفرص وإحراز الأهداف أيضا.

لقد أصبح لدى مانشستر سيتي خيارين رائعين في مركز الجناح الأيسر، حيث يتميز دوكو بالمهارة والسرعة الفائقة واللعب بحرية كبيرة، في حين يلعب غريليش بشكل جماعي أكبر من أجل مصلحة الفريق. يمنح غوارديولا دوكو الحرية لإحداث الفوضى في صفوف المنافسين في الثلث الأخير من الملعب، بينما غير غريليش طريقة لعبه وتخلى عن فرديته من أجل الفريق ككل. صحيح أن غريليش لم يُعد يقدم الحلول الإبداعية التي كنا نراها خلال موسمه الأخير مع أستون فيلا، لكن غوارديولا لديه الآن جناحان على الجهة اليسرى يمثلان خطورة كبيرة ويلعبان بشكل مختلف اعتماداً على قوة الخصم.

يُعد الدفع بدوكو في التشكيلة الأساسية أمام ليفربول خياراً مغرياً، خاصة بعد أن كان غوارديولا قد فضل الاعتماد على غريليش في مباراة فريقه أمام مانشستر يونايتد الشهر الماضي.

*خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

صورة محمد صلاح بقميص «الهلال» تعزز التكهنات برحيله عن ليفربول

رياضة سعودية صورة محمد صلاح بقميص الهلال السعودي التي نشرها المستشار تركي آل الشيخ في حسابه على «فيسبوك» (حساب تركي آل الشيخ)

صورة محمد صلاح بقميص «الهلال» تعزز التكهنات برحيله عن ليفربول

عززت الصورة التي أرفقها المستشار تركي آل الشيخ في حسابه على «فيسبوك» للنجم المصري صلاح بقميص الهلال، فرص انضمامه للنادي الأزرق.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية جانب من مواجهة ليفربول ونوتنغهام فورست (رويترز)

«البريمرليغ»: جوتا يمنح ليفربول التعادل أمام فورست المتألق

منح هدف البديل ديوغو جوتا بضربة رأس في الشوط الثاني ليفربول التعادل 1-1 مع مضيفه نوتنغهام فورست الثلاثاء، ليواصل متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (نوتنغهام)
رياضة عالمية تسديدة قائد تشيلسي رييس جيمس في طريقها لشباك مرمى بورنموث (رويترز)

«البريمرليغ»: جيمس ينقذ تشيلسي بتعادل صعب أمام بورنموث

واصل فريق تشيلسي ترنحه وتعادل بشق الأنفس أمام ضيفه بورنموث بنتيجة 2/2 ضمن منافسات الجولة 21 بالدوري الإنجليزي لكرة القدم، اليوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية لم ينتهك أي نادٍ منافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم قواعد الربحية والاستدامة خلال الفترة بين 2021 و2024 (الشرق الأوسط)

أندية «البريمرليغ» لم تنتهك قواعد الربحية والاستدامة بين عامي 2021 و2024

لم ينتهك أي نادٍ منافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم قواعد الربحية والاستدامة خلال الفترة بين 2021 و2024، رغم أن ليستر سيتي يظل في خطر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية هنريك كرافت (رويترز)

ساوثهامبتون يعيِّن دراغان سولاك رئيساً جديداً له

تنحى هنريك كرافت، رئيس نادي ساوثهامبتون، عن منصبه، الثلاثاء، ليخلُفه دراغان سولاك، الذي يمتلك الحصة الكبرى من أسهم النادي.

«الشرق الأوسط» (ساوثهامبتون)

«البريمرليغ»: جوتا يمنح ليفربول التعادل أمام فورست المتألق

جانب من مواجهة ليفربول ونوتنغهام فورست (رويترز)
جانب من مواجهة ليفربول ونوتنغهام فورست (رويترز)
TT

«البريمرليغ»: جوتا يمنح ليفربول التعادل أمام فورست المتألق

جانب من مواجهة ليفربول ونوتنغهام فورست (رويترز)
جانب من مواجهة ليفربول ونوتنغهام فورست (رويترز)

منح هدف البديل ديوغو جوتا بضربة رأس في الشوط الثاني ليفربول التعادل 1-1 مع مضيفه نوتنغهام فورست، الثلاثاء، ليواصل متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم ابتعاده بفارق ست نقاط عن أقرب منافسيه.

تقدم فورست، الذي يستمتع بموسم رائع بعد أن تجنب الهبوط بصعوبة بالغة الموسم الماضي، بهدف في أجواء مثيرة في ملعب سيتي غراوند عن طريق مهاجمه الرائع كريس وود، بعد ثماني دقائق فقط من بداية المباراة.

وبدا أن ليفربول، الذي جاءت هزيمته الوحيدة في الدوري هذا الموسم أمام ضيفه فورست في سبتمبر (أيلول)، في طريقه لخسارة جديدة قبل أن يسجل جوتا هدف التعادل في الدقيقة 66 من ركلة ركنية.

وكان جوتا ومحمد صلاح قريبين من انتزاع الفوز لليفربول في وقت متأخر من المباراة لكن حارس مرمى الفريق المضيف ماتز سيلز كان في أفضل حالاته.

وضمن التعادل لفريق المدرب أرنه سلوت الصدارة بفارق ست نقاط عن فورست، صاحب المركز الثاني، الذي خاض مباراة واحدة أكثر.

وبحسب وكالة «رويترز»، تراجع مستوى فورست بشكل كبير منذ أيامه الرائعة في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، عندما كان ينافس بانتظام على لقب الدوري الإنجليزي مع ليفربول.

وفي هذا الموسم، وجد فريق نونو إسبيريتو سانتو نفسه بشكل غير متوقع يطارد ليفربول مرة أخرى، إذ دخل مباراة اليوم بعدما انتصر في ست مباريات متتالية في جميع المسابقات وهي سلسلة لم يستقبل خلالها أي هدف.

وفي محاولة لتحقيق الفوز على ليفربول ذهاباً وإياباً للمرة الأولى في الموسم منذ عام 1963، نجح فورست في التقدم مرة أخرى عندما واصل المهاجم وود تقديم مستواه الرائع بتسجيله الهدف 13 في الدوري هذا الموسم.

وسيطر الفريق الزائر لكنه لم يفعل الكثير. واستحوذ ليفربول على الكرة بنسبة 70 بالمئة في الشوط الأول لكنه فشل في تسجيل هدف.

وواصل فورست صموده، وكان مشجعو الفريق المضيف يحلمون بالاقتراب من منافسهم الشهير، لكن جوتا، بعد 22 ثانية من دخوله كبديل، تُرك دون رقابة ليعادل النتيجة.

وحافظ سيلز على نقطة مستحقة لفريقه فورست، الذي يظل أقرب منافس لليفربول على اللقب، بفضل ثلاثة تصديات رائعة. ومع ذلك، سيعتبر المشجعون أن التعادل فرصة ضائعة بعد أن شاهدوا فريقهم يجيد التعامل مع متصدر الدوري ببراعة لفترة طويلة في المباراة.