كيف ستكون ردة فعل غوارديولا بعدما ظهر سيتي فريقاً عادياً أمام آرسنال؟

لأول مرة يخسر الفريق مباراتين متتاليتين في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ عام 2018

هالاند هداف سيتي بدا دون خطورة وسط دفاع أرسنال وتألق حارس مرماه (ا ف ب)
هالاند هداف سيتي بدا دون خطورة وسط دفاع أرسنال وتألق حارس مرماه (ا ف ب)
TT

كيف ستكون ردة فعل غوارديولا بعدما ظهر سيتي فريقاً عادياً أمام آرسنال؟

هالاند هداف سيتي بدا دون خطورة وسط دفاع أرسنال وتألق حارس مرماه (ا ف ب)
هالاند هداف سيتي بدا دون خطورة وسط دفاع أرسنال وتألق حارس مرماه (ا ف ب)

أول شيء يجب الاعتراف به هو أن المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز تبدو أكثر قوة وشراسة هذا الموسم. لقد كانت هناك أوقات في الماضي، وبشكل أكثر وضوحاً في مثل هذا التوقيت تقريباً من العام الماضي، بدا فيها مانشستر سيتي فريقاً عادياً، وهو الأمر الذي جعل البعض يطرح هذا التساؤل: هل مانشستر سيتي ليس بالفعل آلة فوز خارقة للطبيعية، وإنما مجرد فريق قوي في بعض الفترات، ويمكن التغلب عليه في فترات أخرى؟

من المؤكد أن مانشستر سيتي لم يظهر يوم الأحد الماضي أمام آرسنال على ملعب الإمارات بنفس الشكل القوي، الذي ظهر عليه خلال المباراتين اللتين حقق فيهما الفوز على المدفعجية الموسم الماضي. ومع ذلك، لم يفز آرسنال إلا عبر تسديدة غيرت اتجاهها بسبب اصطدامها بأحد مدافعي مانشستر سيتي، تماماً كما حدث في هدف التعادل خلال المباراة التي فاز فيها آرسنال على سيتي بركلات الترجيح في كأس رابطة الدرع الخيرية في أغسطس (آب) الماضي. ومع ذلك، لا يزال سيتي متفوقاً على آرسنال فيما يتعلق بإحصائية الأهداف المتوقعة. من المؤكد أن آرسنال لم يهيمن على المباراة أمام سيتي، لكنه حقق المطلوب في نهاية المطاف وفاز عليه لأول مرة في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ سنوات طويلة، وهي النتيجة التي قد تلعب دوراً حاسماً في الصراع على لقب الدوري هذا الموسم.

لكن ما كان لافتاً للنظر حقاً هو أن هذه المباراة كانت مغلقة ورتيبة بشكل لا يجعلك تشعر وكأنها مباراة بين فريقين يتصارعان على قمة جدول الترتيب، أو بمعنى آخر وكأنها مباراة من جيل آخر. لقد اعتدنا أن نرى فرق النخبة وهي تهاجم بعضها بعضاً وتضغط بشراسة وتفتح مساحات في الملعب، وهو الأمر الذي يحول هذه المباريات التاريخية إلى معارك مثيرة. لكن ما رأيناه يوم الأحد الماضي يذكرنا بالمواجهات بين مانشستر يونايتد وآرسنال في عهد السير أليكس فيرغسون وآرسين فينغر - لكن من دون الانحدار إلى مستوى المباريات التي كانت بين منافسَين يقودهما جوزيه مورينيو ورفاييل بينيتيز!

ويعود السبب في ذلك بصورة جزئية إلى اختيارات كلا المديرين الفنيين: ميكيل أرتيتا، من خلال الاعتماد على جورجينيو، سمح لديكلان رايس بالتقدم للأمام، وهو ما عزز من قدرة آرسنال على ممارسة الضغط على مانشستر سيتي. وفي المقابل، قام جوسيب غوارديولا بتغيير مركز جوليان ألفاريز لكي يلعب على الطرف، ودفع ببرناردو سيلفا في العمق، أمام ريكو لويس وماتيو كوفاتشيتش، وهو الأمر الذي ساهم في تحويل خط وسط مانشستر سيتي من الإبداع إلى الحيطة والحذر. وفي ظل وجود فيل فودين على الجهة المقابلة لألفاريز، لم يشكل مانشستر سيتي أي خطورة في هذا الجزء من الملعب حتى الدفع بجيريمي دوكو من على مقاعد البدلاء. وفي ظل ضيق المساحات بين لاعبي خط دفاع آرسنال، كان ذلك يعني وجود ازدحام في خط الوسط، ونتيجة لذلك لم تكن هناك مساحات كافية لخلق فرص للتهديف أمام المرمى.

لم يلمس إرلينغ هالاند الكرة سوى 23 مرة، ولم يسدد أياً منها. يجب الإشارة هنا إلى أن عدد اللمسات ليس مهماً في حد ذاته، والدليل على ذلك أن هالاند لمس الكرة 22 مرة فقط أمام ويست هام الشهر الماضي، لكنه سدد تسع كرات منها على المرمى. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن هالاند قد فشل في تسديد أي كرة على المرمى مع مانشستر سيتي في مناسبتين فقط: ضد آرسنال في كأس الدرع الخيرية على ملعب ويمبلي، وفي المباراة التي خسرها فريقه خارج ملعبه أمام توتنهام الموسم الماضي. وبصرف النظر عن الإشارة إلى أنه لا يحب حقاً اللعب ضد أندية شمال لندن، فهذا يوضح أنه إذا تمكن المنافسون من وضع عدد من اللاعبين من حوله، وإذا تمكنوا من حرمانه من المساحة اللازمة للركض، وإذا تمكنوا من قطع الكرات العرضية قبل الوصول إليه - ثلاثة شروط كبيرة - فيمكن حينئذ منع المهاجم النرويجي العملاق من هز الشباك. إن تسجيل أي مهاجم عادي لهدف واحد فقط في خمس مباريات لن يكون أمراً يدعو للقلق، لكن وفقاً لمعايير وأرقام هالاند فإن هذا الأمر يبدو وكأنه صيام عن التهديف منذ فترة طويلة!

الحسرة على ملامح غوارديولا بعدما تعرض لخسارتين متتاليتين (رويترز)

لقد سدد لاعبو مانشستر سيتي بالكامل أربع تسديدات فقط، وهو أقل عدد من التسديدات للفريق بالمقارنة بأي مباراة أخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة غوارديولا. في السابق، كانت طريقة التغلب على مانشستر سيتي تتمثل في الطريقة التي اعتمد عليها وولفرهامبتون الأسبوع الماضي: الدفاع المتأخر، وامتصاص الضغط، وإجبار لاعبي مانشستر سيتي على التمرير في مناطق بعيدة عن الخطورة، ثم شن هجمات مرتدة سريعة باستخدام اللاعبين الذين يجيدون الاستحواذ على الكرة. لكن نيوكاسل في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة - خلال الشوط الثاني على الأقل - ثم آرسنال، فازا على مانشستر سيتي بنفس الطريقة التي يتم الاعتماد عليها لتحقيق الفوز على أي فريق عادي، والدليل على ذلك أن نسبة استحواذ آرسنال على الكرة يوم الأحد بلغت 49 في المائة.

ومع ذلك، هناك تحذير واضح من أن مثل هذه المناقشات بالضبط كانت تجري في خريف العام الماضي، وكان الجميع يتساءل آنذاك: هل أدى إدخال هالاند إلى التشكيلة الأساسية، على الرغم من كل أهدافه الرائعة، إلى الإخلال بتوازن مانشستر سيتي؟ وهل يمكن لخط الوسط المعتاد على اللعب للحد من خطر الهجمات المرتدة السريعة أن يتكيف مع ضرورة نقل الكرة إلى الأمام بشكل أسرع؟ وجاء الجواب في 25 مباراة لعبها الفريق من دون هزيمة خلال الفترة من منتصف فبراير (شباط) إلى منتصف مايو (أيار)، التي حقق فيها الفوز على كل من بايرن ميونيخ وريال مدريد وآرسنال وليفربول بثلاثة أهداف أو أكثر. وبالتالي، من الواضح أن غوارديولا يعد فريقه للوصول إلى الذروة في فصل الربيع.

بالإضافة إلى ذلك، هناك مشكلة رودري، الذي غاب عن كل الهزائم الأربع الأخيرة لمانشستر سيتي. ولو لم يتم إيقافه، لشعر غوارديولا بمزيد من الجرأة في اختياراته للاعبي خط الوسط أمام آرسنال. لقد كانت آخر مرة يخسر فيها مانشستر سيتي مباراتين متتاليتين في الدوري الإنجليزي الممتاز في ديسمبر (كانون الأول) 2018، وكان ذلك في ظل غياب محور الارتكاز البرازيلي فرناندينيو، وبالتالي فمن الواضح أن لاعب محور الارتكاز دائماً ما يكون مهماً للغاية بالنسبة لغوارديولا. وربما تساهم عودة رودري - في مباراة مانشستر سيتي على ملعبه أمام برايتون بعد فترة التوقف الدولي - في عودة الفريق إلى اللعب بإيقاعه المعتاد.

لكن كان هناك شعور على مدى العامين الماضيين بأن كرة القدم بدأت تتغير، وبأن عصر المواجهات السريعة التي تشهد مساحات خالية كبيرة بين الفرق الكبيرة ربما يقترب من نهايته، وبأن العجلة تتجه مرة أخرى للدوران نحو اللعب المتحفظ. لا يوجد سبب يمنع غوارديولا من التكيف مع هذا التغيير، لكن ذلك يمثل تحدياً آخر بالنسبة للمدير الفني الإسباني.

وهناك مفارقة أخرى تتمثل في حقيقة أن غوارديولا قام بتنويع طريقة لعبه من خلال الاعتماد على رأس حربة تقليدي وأجنحة تلعب بشكل مباشر، في تناقض واضح لفلسفته الصارمة مع برشلونة لمواجهة الفرق التي عرفت كيف تواجهه، لكن النتيجة الآن تتمثل في أن مانشستر سيتي أصبح يخسر مثل أي فريق عادي!

*خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

«لا ليغا»: فالنسيا يغادر مؤخرة الترتيب بنقاط بيتيس

رياضة عالمية لاعبو فالنسيا يحتفلون بأحد الأهداف الأربعة في مرمى بيتيس (إ.ب.أ)

«لا ليغا»: فالنسيا يغادر مؤخرة الترتيب بنقاط بيتيس

كلّل فريق فالنسيا عودته إلى المنافسة عقب الفيضانات المدمرة في شرق البلاد، بفوز كبير على ضيفه ريال بيتيس 4-2.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)
رياضة عالمية ليفركوزن اكتسح ضيفه هايدنهايم بخماسية (أ.ف.ب)

«البوندسليغا»: ليفركوزن ودورتموند يستعيدان ذاكرة الانتصارات

استعاد فريقا باير ليفركوزن، حامل اللقب، وبوروسيا دورتموند نغمة الانتصارات في دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (البوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)
رياضة عالمية الإنجليزي هاري كين مهاجم بايرن ميونيخ الألماني (د.ب.أ)

كين: سأواجه الانتقادات «في أرض الملعب»

ردّ الإنجليزي هاري كين، مهاجم بايرن ميونيخ الألماني، على الانتقادات الموجَّهة إليه، قائلاً إنه سيتحدَّث «في أرض الملعب».

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية انتر ميلان سحق فيرونا بخماسية (رويترز)

«الدوري الإيطالي»: إنتر إلى الصدارة بخماسية في فيرونا

حقق إنتر ميلان فوزاً ساحقاً 5 - صفر على مضيفه هيلاس فيرونا السبت ليعتلي صدارة دوري الدرجة الأولى الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (فيرونا)
رياضة عالمية كيليان مبابي مهاجم ريال مدريد (يسار) يسعى إلى العودة للتهديف (د.ب.أ)

أنشيلوتي: مبابي سيعود للتسجيل عاجلاً أم آجلاً

لم يسجل كيليان مبابي، مهاجم ريال مدريد المنافس في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، أي هدف منذ أكثر من شهر.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

غوارديولا: «عفواً... فزت بـ6 ألقاب في البريميرليغ»

بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (أ.ف.ب)
بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (أ.ف.ب)
TT

غوارديولا: «عفواً... فزت بـ6 ألقاب في البريميرليغ»

بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (أ.ف.ب)
بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (أ.ف.ب)

ربما لم يكن بيب غوارديولا بهذه الحدة خلال مؤتمر صحافي. فهو يأسر الحضور بانتظام، خصوصاً في أوقات كهذه، وهو ماهر في إثارة الشغب، ولكن حتى بعد 9 سنوات في قيادة مانشستر سيتي، كان هناك شيء جديد يوم الجمعة.

وبحسب شبكة «The Athletic»، لقد جلس بالفعل وأجاب عن كثير من الأسئلة حول العقد الجديد لمدة عامين الذي وقعه يوم الخميس، مما ألهم بلا شك جماهير سيتي على طول الطريق حيث أصر، مرة أخرى، على أنه حتى لو تم فرض عقوبة صارمة على النادي نتيجة لاتهامات الدوري الإنجليزي الممتاز، فإنه سيبقى في مكانه.

«لقد قلت قبل 6 أشهر أو قبل عام واحد - ماذا سيحدث إذا هبطنا؟ سأكون هنا»، قال، بالطريقة المتحدية التي حلت منذ فترة طويلة محل الاقتباس: «إذا كذبوا علي، فسأخرج» الذي لا يزال الكثيرون يرددونه.

كان هناك أيضاً وقت للخطاب الكلاسيكي لغوارديولا الذي أراد أن يتخلص من موضوع كان يود أن يفرغه من صدره - حتى لو لم يُسأل عنه.

في الأسابيع الأخيرة، كان موضوع غضبه هو الافتقار الملحوظ للمدربين الدوليين لرعاية لاعبيه، وهو أمر غير مفاجئ بالنظر إلى عدد الإصابات في فريقه.

وفي وقت الغداء يوم الجمعة، استشهد بمثال غير متوقع للاعب وسط مانشستر سيتي ماكس ألين البالغ من العمر 19 عاماً، والذي قال إنه طُلب منه التدرب مع منتخب إنجلترا تحت 21 عاماً قبل خوض مباراة أصيب فيها.

لذا ربما كان من المحتم أن تتجمع كل هذه المكونات معاً في النصف الثاني من مؤتمره الصحافي، عندما سُئل سؤالاً عرضياً عن مشاركة كايل ووكر مع إنجلترا خلال فترة التوقف الدولي التي أشعلت جولة قوة استمرت 4 دقائق.

مع الاعتراف بأن هذا ليس مثالياً لمقال مكتوب، لم يكن الأمر يتعلق بما قاله غوارديولا بقدر ما يتعلق بكيفية قوله. لقد قال هذا الكلام من قبل: قبل بضعة أسابيع، ادعى أنه لم يكن غاضباً أبداً كما كان في الموسم الماضي عندما عاد ووكر وجون ستونز من المباريات الودية مع إنجلترا مصابين، في وقت كان فيه سيتي يستعد لمباراة العودة.

لقد غطى جميع الموضوعات الأخرى أيضاً. ولكن في الأسبوع الذي أصدر فيه سيتي فيلماً وثائقياً يدور بشكل كبير حول تفاعلات المدير مع لاعبيه وجهوده لتحفيزهم، بدا هذا أقرب إلى الطاقة التي يستخدمها عندما يتحدث إلى أولئك الموجودين في غرفة تبديل الملابس وليس إلينا في الخارج.

كان من الممكن أن يُسامح المرء إذا اعتقد أنه كان يتحدث بمفرده مع الصحافي الذي طرح السؤال لو لم يتجه إلى بقية الغرفة في منتصف الحديث ليقول سطره المفضل: «أنا آسف يا رفاق، لقد فزت بـ6 ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز».

قال وهو يبدأ في الإحماء: «لدى كايل (ووكر) حلم بالمشاركة في 100 مباراة دولية مع المنتخب الوطني. هل أريد إلغاء هذا الحلم؟ بالتأكيد لا. سأحب ذلك وأتفهمه. لكنني لا أريدهم أن يلعبوا عندما لا يكونون في الظروف المناسبة».

ربط إصابة ووكر بآخرين، مثل روبن دياز، الذي اضطر للعب كثيراً وتعرض للإصابة. «أنا لا ألوم كايل - هل تفهمني؟ أنت تعرف الرسالة التي أقولها»، كان حريصاً على القول.

«يتحدث الناس عن غياب رودري وبالطبع نفتقده، فهو أفضل لاعب في العالم. تخيل في برشلونة عندما كان (ليونيل) ميسي أفضل لاعب. من دونه، في ذلك الموسم، هل كنت سأفوز بالثلاثية؟ أنا لا أفوز بالثلاثية. الفوز بـ6 ألقاب من دون ميسي؟ أنا لا أفوز بستة. رودري خارج ولكن أيضاً 4 مدافعين مركزيين. هل تعلم مدى أهمية روبن (دياز)؟ وجون عندما يكون لائقاً؟ أخبرني. وناثان (آكي) والآخرون؟».

كان تياراً من الوعي في هذه المرحلة.

«مباراة واحدة في الأسبوع... تلعب الفرق الكبرى في أوروبا بطولة أخرى»، تابع. «إنها بطولة أخرى، وتاريخ آخر. يلعب بورنموث مباراة واحدة في الأسبوع، ويلعب برايتون مباراة واحدة في الأسبوع؛ 6 أو 7 أيام للتحضير لمباراة واحدة. أعطني هذا! أعطني هذا! أعطني هذا. الدوري الإنجليزي الممتاز حقيقي؟ لا، لا، لا، لا - ألعب 20 مباراة أكثر منك في الموسم، لكن هل أنا أشتكي؟ لا، لأننا فزنا... أنا آسف... بـ6 ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز».

لقد كان الأمر مختلفاً بالنسبة لنا نحن الذين جلسنا في تلك الغرفة مع غوارديولا لجزء كبير من العقد وسمعناه يستخدم كل أنواع السخرية والتحدي وكل شيء بينهما لشرح وجهات نظره، في اللحظات الجيدة والسيئة.

كان أحد تلك الأيام التي كان ليقدم فيها رأيه في أي موضوع (أحياناً يكون العكس تماماً)، وبالتالي كان هناك وقت للمزيد، ليس أقلها عندما بدد الفكرة الشائعة بأنه يريد توقيع عقد جديد حتى يتمكن من البقاء في سيتي لمدة 10 سنوات.

قال: «ليس الأمر من أجل رقم خاص. أحد الأهداف الرئيسة هو عدم أن تصبح شيئاً له أرقام أو ما شابه ذلك. الأمر يتعلق بالسعادة. الاستيقاظ في الصباح، والذهاب إلى العمل والاستمتاع به. هذا هو السبب الوحيد وراء ذلك. إن مرور 10 سنوات هو نتيجة لشيء ما. أنا هنا لأننا فزنا بالكثير. لولا ذلك لما كنت هنا بنسبة 100 في المائة».

في يوم الخميس، أشار إلى دوره بوصفه «المتحدث باسم النادي» عندما يتعلق الأمر بمشاكلهم مع الهيئات الحاكمة، وتحدث بصراحة عن ذلك بعد 24 ساعة. «أنا لا أستمتع بذلك»، هكذا قال. «أفضل ألا أكون في هذا الموقف، ولكن بمجرد أن يكون هناك، أحبه لأنه عندما تؤمن بناديك، والأشخاص هناك، أصدق ما يقولونه لي والأسباب وراء ذلك».

لقد حفز مشجعي سيتي في الماضي من خلال مهاجمة منافسيه داخل وخارج الملعب، وقد خاض هذه التجربة مرة أخرى حتى مع إصراره على أنه لا يفكر كثيراً في رسوم الدوري الإنجليزي الممتاز.

قال غوارديولا: «لا أعيش مع هذا. لقد قرأت شيئاً عن الموقف وكيف تحتاج إلى الهبوط على الفور. 75 في المائة من الأندية تريد ذلك لأنني أعرف ما يفعلونه خلف الكواليس، وهذا النوع من الأشياء، لكنني لا أعيش مع هذا. أعيش مع الهزائم الأربع (على التوالي)، ما يجب علي فعله. هناك محامون من كلا الجانبين. لا أفكر في ذلك».

سئل أيضاً، ما الذي يجعله مختلفاً عن يورغن كلوب، الذي أعلن في بداية العام أنه سيترك ليفربول بعد أن استنفد طاقته.

«أنا متعب»، رد. «بالطبع. في بعض الأحيان يكون الأمر».

من الصعب معرفة ما إذا كان هناك حزن آخر مخفي في هذه الإجابة، ولكنّ هناك شيئاً واحداً مؤكداً: مع اقترابه من عقد من الزمان في المسؤولية، يبدو غوارديولا مستعداً للتحديات المقبلة.