كيف أصبح احتساب وقت إضافي طويل يفيد فقط الفرق الكبيرة؟

نتائج كثير من مباريات الدوري الإنجليزي تتغير بعد الدقيقة 90

هيكينغبوتوم  مدرب شيفيلد يونايتد اتهم الحكام بـ "عدم فهم اللعبة"  بعد الهزيمة من  توتنهام (ب.أ)
هيكينغبوتوم مدرب شيفيلد يونايتد اتهم الحكام بـ "عدم فهم اللعبة" بعد الهزيمة من توتنهام (ب.أ)
TT

كيف أصبح احتساب وقت إضافي طويل يفيد فقط الفرق الكبيرة؟

هيكينغبوتوم  مدرب شيفيلد يونايتد اتهم الحكام بـ "عدم فهم اللعبة"  بعد الهزيمة من  توتنهام (ب.أ)
هيكينغبوتوم مدرب شيفيلد يونايتد اتهم الحكام بـ "عدم فهم اللعبة" بعد الهزيمة من توتنهام (ب.أ)

يمكنك أن تتفهم وجهة نظر المدير الفني لشيفيلد يونايتد، بول هيكنبوتوم، الذي كان فريقه متقدما على توتنهام بهدف دون رد بعد مرور سبع دقائق من الوقت المحتسب بدل الضائع في الجولة الخامسة من مسابقة الدوري، وبدا أنه على وشك تحقيق النتيجة الأكثر إثارة للدهشة هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ثم اهتزت شباكه بهدفين، وهكذا فبدلاً من الاحتفال بفوز رائع، ظل هيكنبوتوم يفكر في حقيقة أن فريقه أهدر بالفعل سبع نقاط عندما استقبلت شباكه أهدافاً في الدقيقة 88 أو ما بعدها هذا الموسم!

وما زاد الأمر سوءاً أنه عندما احتج المدير الفني لشيفيلد يونايتد على محاولات حكم اللقاء، بيتر بانكس، لإقناع حارس المرمى ويس فودرينغهام بتسديد ركلات المرمى بطريقة معينة، رد الحكم على ما يبدو بأنه إذا لم يلعب الحارس ركلات المرمى بتمريرة قصيرة إلى المدافعين، فيتعين عليه أن يلعبها بشكل طويل إلى منتصف الملعب. في الحقيقة، من السهل أن نرى لماذا يجب أن يشعر هيكنبوتوم بالقلق جراء كل هذا. لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل كان من الممكن أن يطلب الحكم هذا الأمر من حارس مرمى فريق كبير أكثر تطورا؟

ربما كان من الممكن أن يفعل ذلك. لكن ما المشكلة الأساسية هنا؟ عند تنفيذ ركلات المرمى، يحب شيفيلد يونايتد تقسيم لاعبي خط الدفاع وخط الوسط بطريقة معينة، لكن لاعبي توتنهام كانوا يضغطون حتى يجعلوا الأمر أكثر صعوبة، وهو الأمر الذي دفع فودرينغهام إلى التردد في اللعب بسرعة، وهو ما أثار غضب بانكس.

بيتر بانكس حكم لقاء توتنهام وشيفيلد يونايتد (رويترز) Cutout

لكن إذا كان لاعبو شيفيلد يونايتد يفتقرون إلى الثقة أو القدرة على تمرير الكرة بشكل جيد من ركلة المرمى عندما يضغط عليهم لاعبو الفريق المنافس، فربما لا يتعين على شيفيلد يونايتد أن يسعى لبناء الهجمات من الخلف بكرات قصيرة. وقبل كل شيء، يمكن تنفيذ ركلات المرمى بشكل قصير للغاية نظرا لأنه لا يتم السماح لأي لاعب من لاعبي الفريق المنافس بالدخول إلى منطقة الجزاء حتى يتم تنفيذ ركلة المرمى، وهو ما يمنح اللاعب الذي يتسلم التمريرة من حارس المرمى مساحة لا تقل عن 12 ياردة. فإذا لم يكن ذلك كافياً، فهل هناك خيار آخر غير تسديد ركلة المرمى بشكل طولي إلى منتصف الملعب؟

من المفهوم أن هيكنبوتوم لا يرغب في تسديد ركلات المرمى بشكل طولي في ظل تباعد المساحات بين قلب دفاعه وعمق الملعب، لأنه إذا قطع الفريق المنافس الكرة بالرأس، فيمكن للمهاجم أن يركض نحو المرمى ضد خط دفاع بعيد عن بعضه البعض، دون أن يكون هناك حتى فرصة لوقوعه في مصيدة التسلل.

ولهذا السبب اتهم هيكنبوتوم الحكام بـ«عدم فهم اللعبة».

لكن هذا جزء من مخاطر تسديد ركلات المرمى بشكل طولي من الخلف، وهو أمر نادر بالنسبة لشيفيلد يونايتد. لكن الفرق الأخرى تتأقلم مع هذا الأمر. لكن ما البديل عن تسديد ركلات المرمى بشكل طولي إلى منتصف الملعب؟ عندما يلعب أي فريق ركلة المرمى بشكل قصير، ويجد أن خيارات التمرير السهلة قد تم إحباطها نتيجة ضغط الفريق المنافس، فيمكنه أن يطلب بضع ثوانٍ إضافية لإعادة ضبط صفوفه وتسديد الكرة بشكل طولي إلى منتصف الملعب. ومهما كانت التفاصيل الدقيقة للحوار الذي دار بين هيكنبوتوم وبانكس، فإن القانون والمنطق يقفان في صف الحكم بالطبع.

ومع ذلك، هناك نقطة أوسع تتعلق باللوائح الجديدة الخاصة بإضاعة الوقت. لقد أضاع شيفيلد يونايتد الكثير من الوقت في هذه المواجهة، حيث توقف اللعب مرتين لحصول فودرينغهام على العلاج اللازم بعد سقوطه مصابا، وفي كلتا المرتين قام بخلع قفازيه وألقى بهما بعيداً أثناء العلاج، ثم أضاع مزيدا من الوقت أثناء ارتدائهما من جديد. وكان من الواضح للجميع أن مشجعي ولاعبي توتنهام كانوا منزعجين من مقدار الوقت الذي يضيع من المباراة.

لكن حكم اللقاء لم يحتسب سوى ثلاث دقائق فقط وقتاً محتسباً بدلاً من الضائع في الشوط الأول، وهو ما بدا قصيرا للغاية ولا يتناسب مع الوقت الذي أُهدر. لكن مع الوصول إلى الدقيقة 90، أضاف حكم اللقاء 12 دقيقة كاملة وقتاً محتسباً بدلاً من الضائع. بل، وكما اتضح فيما بعد، امتد الوقت المحتسب بدلا من الضائع إلى 16 دقيقة.

هل يمكنكم تخيل التأثير النفسي والجسدي لذلك: لقد صمدت لمدة 90 دقيقة، وأنت على استعداد للعب لمدة أربع أو خمس دقائق أخرى، لكنك تكتشف أنك لم تلعب سوى 75 في المائة فقط من الشوط الثاني، بسبب الوقت المحتسب بدلا من الضائع الطويل الذي أضافه حكم اللقاء!

من المؤكد أن معرفة أن الحكم سيضيف فترات طويلة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع ستجعل الفرق التي يتم إهدار الوقت أمامها تحافظ على هدوئها ورباطة جأشها بشكل أفضل - على الرغم من أن معارضة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم احتساب فترات طويلة من الوقت الإضافي قد تكون لها تداعيات كبيرة على الفرق الإنجليزية في المسابقات الأوروبية.

ومن الواضح للجميع أن نتائج الكثير من المباريات تتغير في الوقت المحتسب بدلا من الضائع. فبعد مرور خمس جولات من الموسم (49 مباراة نظراً لتأجيل مباراة لوتون تاون ضد بيرنلي) تم تسجيل 18 هدفاً بعد الدقيقة 90؛ مقابل أربعة أهداف فقط في الجولات الخمس الأولى للموسم الماضي (50 مباراة).

وتم تسجيل خمسة أهداف فقط من هذه الأهداف الـ 18 من قبل الفرق التي تلعب خارج ملعبها، وهناك تفوق واضح في هذا الأمر لصالح الفرق الأقوى (من الواضح أن تحديد ذلك أمر صعب: يمكنك الجدال في الوقت الحالي بشأن ما إذا كان آرسنال أقوى من مانشستر يونايتد، أو ما إذا كان وستهام أقوى من تشيلسي، لكن من المؤكد أن مانشستر سيتي أقوى من فولهام، وأن توتنهام أقوى من شيفيلد يونايتد). لكن وكما كان متوقعا: كلما طالت مدة المباراة، زادت احتمالية فوز الفريق «الأفضل» بها. وهذا هو السبب الذي يجعل الفريق الأضعف يسعى لإهدار الوقت منذ البداية!

في ظاهر الأمر، يبدو الحد من إضاعة الوقت أمراً جيداً، لأن إضاعة الوقت عبارة عن احتيال وغش بهدف تقليل الوقت الذي تُلعب فيه كرة القدم. لكن من الواضح أيضا أن تعويض الوقت الضائع بهذه الطريقة يصب في مصلحة الفرق الأقوى.

وبالمثل، إذا نظرنا إلى الأمر من وجهة نظر رياضية بحتة، فمن الواضح أن السماح بخمسة تغييرات يبدو جيدا، لأنه يخفف الضغط البدني على اللاعبين المرهقين بالفعل، ويقلل من فرصة اضطرار اللاعب لمواصلة اللعب وهو مصاب، ويمنح المديرين الفنيين المزيد من المرونة الخططية والتكتيكية. لكن المشكلة تكمن في أن هذا يمنح ميزة إضافية للأندية التي تملك قائمة كبيرة من اللاعبين المميزين.

هذا هو الموقف السخيف الذي تجد فيه كرة القدم نفسها الآن. إن التفاوت بين الأندية الغنية والأندية الفقيرة، حتى داخل نفس المسابقة، أصبح الآن كبيرا إلى الحد الذي يجعل محاولات منع إضاعة الوقت قد تضر باللعبة في نهاية المطاف وتجعل من السهل التنبؤ بنتائج المباريات، وبالتالي تقتل المتعة التي تعد الهدف الأول للعبة! قد يكون من المثير والممتع الآن رؤية أستون فيلا أو توتنهام وهما يقلبان الطاولة ويغيران مسار المباراة في الوقت المحتسب بدل الضائع، لكن إلى متى ستستمر هذه الإثارة والمتعة إذا كان ذلك سيجعل الفرق الأقوى هي الأوفر حظا للفوز بالمباريات ويجعل من السهل التنبؤ بنتائج المباريات منذ البداية؟

لكن يبدو أنه لم يتوقف أحد ليتساءل عن الأسباب التي تجعل أي فريق يرغب في إضاعة الوقت منذ البداية ولماذا يشعر بأنه غير قادر على المنافسة من الناحية الكروية. من الصعب أن تكون صارماً بشأن إضاعة الوقت، لكن من الأفضل بكثير أن تكون حازما فيما يتعلق بالأسباب التي تجعل هذه الفرق تضيع الوقت من الأساس!

* خدمة «الغارديان» التفاوت بين الأندية الغنية والأندية الفقيرة

حتى داخل نفس المسابقة أصبح الآن كبيراً


مقالات ذات صلة

«البريميرليغ»: تشيلسي يعزز مركزه الثالث بفوز صعب على ليستر

رياضة عالمية نيكولاس جاكسون مهاجم تشيلسي يحتفل بهدفه في مرمى ليستر (أ.ب)

«البريميرليغ»: تشيلسي يعزز مركزه الثالث بفوز صعب على ليستر

عزز تشيلسي مركزه الثالث في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، بفوز صعب على مستضيفه ليستر سيتي 2 - 1 (السبت).

«الشرق الأوسط» (ليستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (أ.ف.ب)

غوارديولا: «عفواً... فزت بـ6 ألقاب في البريميرليغ»

ربما لم يكن بيب غوارديولا بهذه الحدة خلال مؤتمر صحافي. فهو يأسر الحضور بانتظام، خصوصاً في أوقات كهذه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية روبن أموريم تحدث باستفاضة في أول مؤتمر صحافي له مدرباً ليونايتد (أ.ف.ب)

أموريم في مؤتمره الصحافي الأول... ماذا قال وماذا يعني؟

أكد كبار المسؤولين في مانشستر يونايتد أن أول لقاء لروبن أموريم مع وسائل الإعلام المجتمعة كان مجرد مؤتمر صحافي قبل المباراة.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (أ.ف.ب)

بوستيكوغلو: قد أفقد وظيفتي في عيد الميلاد!

سيكمل أنجي بوستيكوغلو 50 مباراة في قيادة توتنهام هوتسبير المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم المدرب الجديد لمانشستر يونايتد (رويترز)

أموريم: أنا «الحالم» القادر على إعادة أمجاد يونايتد!

قال المدرب البرتغالي روبن أموريم إنه الرجل المناسب لإعادة مانشستر يونايتد أخيراً إلى مجده السابق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

فييرا مدرباً لجنوى... هل لديه ما يثبته؟

باتريك فييرا تولى تدريب جنوى لإنقاذه من الهبوط (أ.ب)
باتريك فييرا تولى تدريب جنوى لإنقاذه من الهبوط (أ.ب)
TT

فييرا مدرباً لجنوى... هل لديه ما يثبته؟

باتريك فييرا تولى تدريب جنوى لإنقاذه من الهبوط (أ.ب)
باتريك فييرا تولى تدريب جنوى لإنقاذه من الهبوط (أ.ب)

عاد باتريك فييرا إلى إيطاليا، بعد أكثر من 14 عاماً من رحيله عن الإنتر للانضمام إلى مانشستر سيتي، في نهاية مسيرته الكروية.

وبحسب شبكة «The Athletic»؛ فقد تم تعيين فييرا (48 عاماً) مدرباً رئيسياً لجنوى، خلفاً لألبرتو جيلاردينو، ومكلفاً بإبقائهم في دوري الدرجة الأولى الإيطالي.

هذا هو المنصب الإداري الخامس للاعب خط الوسط السابق لنادي آرسنال ومنتخب فرنسا، بعد أن عمل في نادي نيويورك سيتي إف سي في الدوري الأميركي لكرة القدم، ونيس وستراسبورغ في الدوري الفرنسي، وكريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز. إنه نموذج الأندية المتعددة الخامس الذي وافق على العمل به.

عمل تحت إدارة مجموعة «إنيوس» في نيس، ومجموعة «إيغل فوتبول»، في كريستال بالاس، ومجموعة «سيتي غروب» في نيويورك، ومجموعة «بلوكو» في ستراسبورغ، والآن مجموعة «777 بارتنرز» في جنوى.

ينضم فييرا إلى جنوى (أقدم نادٍ في إيطاليا)، في وقت يعاني به الفريق في الدوري؛ حيث جمع 10 نقاط فقط من أول 12 مباراة، مما جعله يحتل المركز السابع عشر وبفارق نقطة واحدة عن منطقة الهبوط. إن المشاكل على أرض الملعب تتضاءل أهميتها مقارنة بالمخاوف خارجها.

ومع ذلك، فإن فييرا البالغ من العمر 47 عاماً، الذي تولى المسؤولية عن 259 مباراة في الدوري، وفاز بمباريات أكثر (97) مما خسر (86)، سيكون واثقاً من تحويل موسم جنوى.

خاض فييرا أول جلسة تدريبية له يوم الأربعاء، والتقى مجدداً مع ماريو بالوتيلي، الذي لعب بجانبه في إنتر ومانشستر سيتي قبل أن يدربه في نيس.

انتهت فترة بالوتيلي في نيس خلال فترة فييرا. تم إنهاء عقده في منتصف موسم 2018 - 2019، على الرغم من تسجيله 43 هدفاً في 76 مباراة على مدار عامين ونصف العام.

في مقابلة مع مجلة كرة القدم الفرنسية «سو فووت» في أبريل (نيسان)، ألقى بالوتيلي باللوم على فييرا في رحيله.

وقال بالوتيلي: «كانت المشكلة أن طريقة لعب فييرا لم تناسبني حقاً. لقد كنت أتفق معه جيداً، ولكن في الأمور الرياضية، لم أكن أتفق معه. لو لم تكن لدي هذه المشاكل معه، لما تركت نيس قَط».

كان لدى فييرا وجهة نظر مختلفة؛ حيث قال لصحيفة «ديلي ميل»، في عام 2020، إنه كان «من الصعب» عليه «العمل مع لاعب مثل ماريو»، وإن «عقلية الإيطالي كانت صعبة على الرياضة الجماعية».

يوم الأربعاء، بعد أول جلسة تدريبية لفييرا، نشر جنوى عدة صور على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى موقعه على الإنترنت، التي تضمنت صورة لبالوتيلي (34 عاماً) وفييرا أثناء مناقشة.

أثار تعيين جنوى لفييرا مفاجأة نظراً لتاريخه مع بالوتيلي، وهو اللاعب الذي تعاقدوا معه قبل أقل من شهر. لكن ألبرتو زانغريلو، رئيس النادي، واثق من عدم وجود أي مشاكل.

وقال زانغريلو لصحيفة «لابريس» في حدث أكاديمي في ميلانو يوم الأربعاء: «ماريو شخص ذكي، وكذلك مدربنا الجديد. سيحتضن كل منهما الآخر أمامي. أنا متأكد من أنهما سيتعايشان بسعادة».

على الرغم من أن لمّ شمل الثنائي يشكل سيناريو مثيراً للاهتمام، فإن أول مهمة لفييرا ستكون كسب قاعدة جماهيرية كانت صريحة في احتجاجاتها بشأن كيفية إدارة النادي، بما في ذلك إقالة جيلاردينو.

وبحسب شبكة «إي إس بي إن»، أبدى العديد من المستثمرين الأميركيين اهتمامهم بشراء النادي؛ حيث سعت شركة «777 بارتنرز»، التي حاولت شراء إيفرتون، هذا العام، إلى الحصول على نحو 170 مليون يورو. وقد أصدرت المحكمة العليا في لندن أمراً بتصفية الشركة في أكتوبر (تشرين الأول).

ثم ذكرت صحيفة «جوسيمير فوتبول» أن شركة «إيه كاب»، وهي مجموعة تأمين أميركية، كانت واحدة من أكبر داعميها الماليين، استحوذت على عمليات الشركة المتعددة الأندية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.

وإضافة إلى مخاوف المشجعين، سيتولى فييرا أيضاً مسؤولية فريق استنزف أفضل مواهبه.

وفي هذا العام وحده، باع جنوى رادو دراغوسين إلى توتنهام هوتسبير مقابل 25 مليون يورو، وجوزيب مارتينيز إلى إنتر مقابل 13.5 مليون يورو، وماتيو ريتيغي ـ هداف الدوري الإيطالي ـ إلى أتالانتا مقابل 22 مليون يورو أخرى، في حين باع ألبرت غودموندسون، أكثر لاعبيه إبداعاً، إلى فيورنتينا على سبيل الإعارة.

لن يكون هناك متسع من الوقت أمام فييرا للتأقلم مع فريقه الجديد قبل مباراة مهمة ضد كالياري، الذي يتقدم عليه بمركز واحد ويتفوق عليه بثلاث نقاط، يوم الأحد.

لكن فترات فييرا الأخيرة في ستراسبورغ وكريستال بالاس ونيس فشلت في نهاية المطاف؛ حيث تعرض الفائز بكأس العالم 1998 لانتقادات متكررة بسبب اتخاذه للقرارات ونهجه التكتيكي.

بعد فترة فييرا التي استمرت 18 شهراً في مانشستر سيتي لاعباً، تقاعد في نهاية موسم 2011 - 2012. وأصبح على الفور مسؤولاً عن التطوير وانضم إلى أكاديميتهم.

كان أول دور إداري له مع مجموعة سيتي لكرة القدم قيادة فريق التطوير النخبوي لمانشستر سيتي من مايو (أيار) 2013. كانت هناك مقابلة في نيوكاسل يونايتد بعد عامين، ولكن لم يتم تقديم عرض عمل.

حريصاً على تجربة حظه في كرة القدم للرجال الكبار، توجه فييرا إلى مدينة نيويورك - وهو نادٍ تحت مظلة مجموعة سيتي لكرة القدم - ليصبح مديراً فنياً. قادهم إلى ظهورهم الأول في تصفيات كأس الدوري الأميركي في موسمه الأول، بعد إنهاء الموسم في المركز الرابع.

تلا ذلك وظيفة في نيس المملوك لشركة «إنيوس»، مما منح فييرا الفرصة.

عاد إلى فرنسا، وقادهم إلى المركز السابع في موسم 2018 - 2019 قبل المزيد من التحسن في 2019 - 2020؛ حيث احتلوا المركز الخامس، وتأهلوا إلى الدوري الأوروبي.

بعد أن ارتبط اسمه بوظيفة آرسنال، عندما غادر أرسين فينغر في عام 2018، ومرة ​​أخرى عندما أُقيل أوناي إيمري بعد 18 شهراً، كانت سمعته تنمو فقط.

لكنها بدأت تتفكك بالنسبة لفييرا في نيس، بداية موسم 2020 - 2021. تمَّت إقالته في ديسمبر (كانون الأول)، بعد خروجه من الدوري الأوروبي، وبعد سلسلة من 5 مباريات من دون فوز.

تمت مقابلته لوظيفة بورنموث، في فبراير (شباط) 2021. وبعد 5 أشهر، حل محل روي هودجسون في كريستال بالاس بعقد لمدة 3 سنوات.

كان احتلاله المركز الثاني عشر والوصول إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عودة جيدة في موسمه الأول، مما أعطى الانطباع بوجود مجال كبير للتطور، ولكن هذا هو أفضل ما حصل في جنوب لندن.

عندما أقاله كريستال بالاس في مارس (آذار) 2023، بعد 12 مباراة من دون فوز، لم يكن قراراً مُتخَذاً باستخفاف - على الرغم من أنه تم فصله عبر مكالمة هاتفية من ستيف باريش، أحد مالكي النادي الأربعة الرئيسيين، الساعة 7 صباحاً.

لم يكن لديه أي مشاكل في اكتساب الاحترام من الفريق، وفي غرفة الاجتماعات، ولكن كانت هناك مخاوف بشأن مدى فعاليته في ملعب التدريب وتطوير الفريق.

قال جيمس ماك آرثر، الذي لعب مع فييرا في كريستال بالاس، يوليو (تموز) 2023: «لقد أحببتُ وقتي تحت قيادة باتريك. ربما لم نتقدم له في الوقت المناسب. لقد خضنا مباراتين لم نسدد فيهما أي تسديدة على المرمى... بصفتك مديراً، لديك التزام بجعل فريقك يلعب بشكل جيد، وقد فعل ذلك. إن الأمر متروك للاعبين لتطبيق ذلك، ولم نفعل. لن أقول عنه إلا أشياء جيدة. بالنسبة للاعب فعل كل شيء في اللعبة ليصبح مديراً وشخصاً متواضعاً جداً، فهذا أمر خاص جداً».

بعد أقل من 3 أشهر من إقالته، حصل فييرا على وظيفة أخرى. عينته شركة «بلوكو»، الشركة الأم التي تمتلك تشيلسي، لتولي مسؤولية ستراسبورغ في فرنسا بعقد لمدة 3 سنوات.

قال مارك كيلر، رئيس ستراسبورغ: «إنه يتوافق مع الملف الذي كنا نبحث عنه: مدير يتمتع بخبرة دولية، ولديه معرفة جيدة بالدوري الفرنسي ولاعبيه الشباب».

بعد موسم واحد فقط في المسؤولية، حيث أنهى ستراسبورغ الموسم في المركز الثالث عشر، بفارق 10 نقاط عن منطقة الهبوط و11 نقطة أقل من التأهل لأوروبا - اتفق الطرفان على السير في طريقين منفصلين.

كان أمل الملاك أن يتأهل الفريق إلى أوروبا ويتبنى أسلوبهم المفضل القائم على الاستحواذ على الكرة، ولكنهم لم يحصلوا على ذلك قط؛ حيث سجلوا 38 هدفاً فقط في 34 مباراة.

وقد أُثيرَت الآن تساؤلات حول فلسفة فييرا المحافظة في نيس وكريستال بالاس وستراسبورغ. ولكن في جنوى، تتمثل مهمته في الحفاظ على مكانة الفريق بالدوري الإيطالي. أما كرة القدم الفاخرة، فقد تأتي في وقت لاحق.

وإذا كان قادراً على إيقاف انزلاق الفريق ثم الاستمرار في الموسم المقبل؛ فهل سيكون من المفاجئ أن نراه يعود إلى مقاعد البدلاء في الدوري الإنجليزي الممتاز؟ بالتأكيد، لا.