لاعبون فضّلوا الحب على المال وأنهوا مسيرتهم في أنديتهم الأولى

دي ماريا اختار العودة إلى بنفيكا أول نادٍ يلعب له في أوروبا (غيتي)
دي ماريا اختار العودة إلى بنفيكا أول نادٍ يلعب له في أوروبا (غيتي)
TT

لاعبون فضّلوا الحب على المال وأنهوا مسيرتهم في أنديتهم الأولى

دي ماريا اختار العودة إلى بنفيكا أول نادٍ يلعب له في أوروبا (غيتي)
دي ماريا اختار العودة إلى بنفيكا أول نادٍ يلعب له في أوروبا (غيتي)

عندما كان النجم الإسباني سيرخيو راموس في قمة عطائه الكروي، لم يكن يحظى بحب جارف بعيداً عن القاعدة الجماهيرية لناديه، خاصة أنه كان سريع الغضب ويفعل الكثير من الأشياء المثيرة للجدل في كثير من الأحيان. وكانت مسيرته مليئة بالمخالفات المختلفة، بما في ذلك 28 بطاقة حمراء، من بينها 20 بطاقة في الدوري الإسباني الممتاز، وهو رقم قياسي لأكبر عدد من البطاقات الحمراء يحصل عليها أي لاعب في تاريخ المسابقة. ومع ذلك، فقد نال اللاعب البالغ من العمر 37 عاما إشادة كبيرة بعدما قرر العودة إلى نادي مسقط رأسه، إشبيلية. ولدى عودته، أوضح راموس الأسباب التي دفعته لاتخاذ هذا القرار، وقال متأثراً: «لم يكن الأمر يتعلق بالأموال أو العقود، لكنه يتعلق بفلسفة وعقلية ومشاعر، فهذه هي القيم التي نجتمع عليها في إشبيلية».

ورفض راموس الإغراءات المالية المعروضة عليه وقرر العودة إلى النادي الذي بدأ معه مسيرته الكروية. قال راموس: «كانت الدوافع والمشاعر، وليست الأموال، هي التي تحركني دائما. لقد حان وقت العودة الآن، حيث يمكنني مساعدة النادي في لحظة صعبة. لم تكن الأمور المالية تمثل أي مشكلة، فقد قمنا بحلها في غضون خمس ثوان».

انضم راموس إلى إشبيلية في السابعة من عمره وقضى 11 عاماً في النادي قبل أن يشارك مع الفريق الأول للمرة الأولى في عام 2004. وفي الموسم التالي، انتقل إلى ريال مدريد، الذي فاز معه بخمسة ألقاب للدوري وأربعة ألقاب لدوري أبطال أوروبا. وبعد موسمين في باريس سان جيرمان، عاد راموس إلى إشبيلية، بعد 18 عاماً من رحيله. وبعد أن حصل على كل الألقاب والبطولات الممكنة - بما في ذلك كأس العالم، وبطولة كأس الأمم الأوروبية مرتين مع منتخب إسبانيا - لا يزال راموس يمتلك طموحاً كبيراً.

وعلى الرغم من أن إشبيلية بدأ الموسم بثلاث هزائم متتالية - وهي السلسلة التي انتهت عندما شارك راموس لأول مرة وقاد الفريق للفوز على لاس بالماس بهدف دون رد - فإن راموس يتطلع إلى حصد المزيد من الألقاب. وقال: «لقد أتيحت لي الفرصة للعودة إلى النادي الذي يعد مثل منزلي، وأن أفعل ذلك كقائد للفريق لديه الأمل في الحصول على البطولات. إنني أستيقظ كل يوم من أجل تحقيق هذا الهدف، وأعتقد أننا نستطيع أن نفعل ذلك. نحن نعلم أن الأمر صعب للغاية، لكن أول شيء يتعين علينا القيام هو أن نؤمن بقدرتنا على فعل ذلك».

ويُعد راموس هو الأحدث ضمن سلسلة من اللاعبين الذين عادوا إلى الأندية التي بدأوا معها مسيرتهم لكي ينهوا مشوارهم الرائع هناك. وتضم هذه القائمة كارلوس تيفيز، الذي عاد إلى بوكا جونيورز، ليس مرة واحدة فقط بل مرتين، بعد أن أمضى معظم مسيرته الكروية في أوروبا. لقد كانت عودة تيفيز إلى بوكا جونيورز تشبه إلى حد كبير مسيرته الكروية: مزيج متفجر من الجدل والنجاح.

وخلال الفترة الثانية لتيفيز في الأرجنتين، فاز بوكا جونيورز بثنائية الدوري والكأس. لكن بعد 18 شهراً فقط في بوينس آيرس، انضم تيفيز إلى عدد كبير من اللاعبين الذين رحلوا إلى الصين في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وبسبب عدم قدرته على تحمل الحياة في شنغهاي ـ التي وصفها بأنها «عطلة» ـ عاد تيفيز إلى بوكا جونيورز مرة أخرى. وكما قال دييغو أرماندو مارادونا، الذي عاد أيضاً إلى بوكا جونيورز في نهاية مسيرته: «لقد ذهب إلى الصين وملأ كيسا بالدولارات، ثم عاد إلى بوكا جونيورز. إنه أمر رائع». وقضى تيفيز فترة رائعة أخرى في ملعب «لا بومبونيرا»، حيث قاد بوكا جونيورز للفوز بلقب الدوري في عامي 2018 و2020.

راموس رحل عن سان جيرمان وانضم إلى إشبيلية (غيتي)

وقرر زميل تيفيز في منتخب الأرجنتين، أنخيل دي ماريا، مقاومة الإغراءات المالية هذا الصيف، واختار بدلاً من ذلك العودة إلى أول نادي يلعب له في أوروبا، وهو نادي بنفيكا، الذي انضم إليه لأول مرة في عام 2007. فاز بنفيكا بلقب الدوري البرتغالي الممتاز في 2009-2010، الذي كان آخر موسم لدي ماريا مع النادي، قبل أن ينتقل النجم الأرجنتيني لأربعة من أفضل الأندية الأوروبية: ريال مدريد، ومانشستر يونايتد، ويوفنتوس، وباريس سان جيرمان. وكان دي ماريا، البالغ من العمر 35 عاما، مُصرا على أن الأموال لن تكون هي المحرك الأساسي للخطوة التي قد تكون الأخيرة له في مسيرته الكروية، وقال عن ذلك: «لقد تلقيت الكثير من العروض الجذابة، لكنني اتخذت القرار بقلبي، فقد كنت أرغب في العودة إلى بنفيكا».

وأكد روي كوستا، رئيس بنفيكا الذي بدأ وأنهى مسيرته كلاعب في النادي البرتغالي، أن الأمور المالية كانت آخر ما كان يدور في ذهن اللاعب عندما وقع على عقود انتقاله لبنفيكا. وقال كوستا: «راتب دي ماريا لا يتجاوز الحد الأقصى للرواتب في النادي. لقد جاء دون أي مكافأة توقيع، ولم يكن يريد أن يعرف كم سيكون راتبه. ولم يطلب حتى يورو آخر أكثر مما عرضناه عليه. لقد قال لي: أريد حقاً أن ألعب مع بنفيكا مقابل أي مبلغ ستمنحني إياه». وتألق دي ماريا بشكل سريع خلال فترته الثانية في البرتغال.

وحدث نفس الأمر مع سانتي كازورلا هذا الصيف، فبعد أن أمضى السنوات الثلاث الماضية يلعب في قطر لصالح نادي السد، اختار لاعب خط الوسط الإسباني السفر في الاتجاه المعاكس لكثير من اللاعبين في الوقت الحالي. لقد عاد إلى أوروبا وانتقل إلى نادي مسقط رأسه ريال أوفييدو، بعد نحو 20 عاماً من رحيله. وتقديرا للنادي الذي بدأ فيه مسيرته الكروية، تنازل كازورلا عن جميع حقوق صوره باستثناء 10 في المائة فقط، على أن تذهب هذه الأموال إلى أكاديمية الناشئين بالنادي بدلاً من جيوبه الخاصة.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يساعد فيها كازورلا النادي مالياً، ففي عام 2012، قام كازورلا وزميلاه اللاعبان السابقان خوان ماتا وميتشو، بشراء أسهم في أوفييدو لمساعدة النادي على تجنب إعلان إفلاسه. ومنذ ذلك الحين، صعد النادي مرة أخرى إلى دوري الدرجة الثانية، ويأمل كازورلا أن يتمكن من مساعدته على العودة إلى الدوري الممتاز، الذي هبط منه في عام 2001 عندما كان كازورلا يلعب في فريق الشباب وهو في السادسة عشرة من عمره.

ويتقاضى لاعب خط الوسط الإسباني أقل أجر ممكن في الفريق، ويقول عن ذلك: «لم آت إلى هنا لكسب المال. ولو كان من الممكن أن ألعب مجانا لفعلت ذلك، لكن بسبب قواعد الدوري الإسباني يجب أن أحصل على حد أدنى من الأجر. لقد قدم لي النادي عرضاً مقبولاً إلى حد ما، لكنني رفضته. لقد جئت لأقدم كل شيء لهذا النادي ولكي أساعده. ولهذا السبب وضعت تلك الشروط. لقد قبلوا الأمر وساعدوني في تحقيق ذلك، وهذا سيساعد أكاديمية الناشئين والنادي ككل».

ويضيف: «عندما كنت طفلاً في التاسعة من عمري، كنت أحلم باللعب في مدينتي، مع عائلتي. أريد أن أعيش هذه التجربة وأن أكون مع أهلي وعائلتي. لقد كان قراراً سهلاً للغاية. قد يعتقد الكثير من الناس أنني بذلك قد خسرت الكثير ولن أكسب شيئاً، لكن بالنسبة لي الأمر عكس ذلك تماماً». ومع اقترابهم من نهاية مسيرتهم الكروية، اختار راموس ودي ماريا وكازورلا أنديتهم الجديدة بقلوبهم وليس بجيوبهم. وربما يكون ذلك قد ساهم في زيادة شعبية راموس حتى بعيداً عن ناديه الأصلي!

* خدمة «الغارديان»



«البونديسليغا»: البايرن يتألق بخماسية... وشتوتغارت يهزم لايبزيغ

نجم البايرن هاري كين يقوم بتسديدة خلفية هوائية خلال مواجهة هوفنهايم (د.ب.أ)
نجم البايرن هاري كين يقوم بتسديدة خلفية هوائية خلال مواجهة هوفنهايم (د.ب.أ)
TT

«البونديسليغا»: البايرن يتألق بخماسية... وشتوتغارت يهزم لايبزيغ

نجم البايرن هاري كين يقوم بتسديدة خلفية هوائية خلال مواجهة هوفنهايم (د.ب.أ)
نجم البايرن هاري كين يقوم بتسديدة خلفية هوائية خلال مواجهة هوفنهايم (د.ب.أ)

واصل بايرن ميونيخ المتصدر صحوته وأعاد الفارق بينه وبين مطارده المباشر باير ليفركوزن، حامل اللقب، إلى اربع نقاط، عندما أكرم وفادة ضيفه هوفنهايم بخماسية نظيفة بينها ثنائية لمهاجمه الدولي لوروا سانيه، الأربعاء، على ملعب "أليانتس أرينا" في ميونيخ في المرحلة السابعة عشرة من بطولة ألمانيا لكرة القدم.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، سجل سانيه هدفيه في الدقيقتين 7 و48، واضاف البرتغالي رافايل غيريرو (12)، والإنجليزي هاري كاين (26 من ركلة جزاء)، وسيرج غنابري (66) الأهداف الأخرى.

وحسم النادي البافاري الذي فضل مدربه البلجيكي فانسان كومباني، الابقاء على نجمه جمال موسيالا، والمخضرم ليون غوريتسكا، والنمساوي كونراد لايمر، والفرنسي مايكل أوليسيه وغنابري على دكة البدلاء، نتيجة المباراة في شوطها الاول بتسجيله ثلاثة أهداف، قبل أن يعزز بهدفين في الثاني.

وهو الفوز الثالث توالياً لبايرن ميونيخ منذ خسارته المفاجئة أمام مضيفه ماينز 1-2 في 14 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والثالث عشر هذا الموسم فرفع رصيده اإلى 42 نقطة بفارق أربع نقاط أمام باير ليفركوزن الذي كان قلصه الى نقطة واحدة بفوزه على ضيفه ماينز 1-،0 الثلاثاء، في افتتاح المرحلة.

كما هو الفوز 19 لبايرن ميونيخ في 26 مباراة بقيادة كومباني في مختلف المسابقات هذا الموسم.

في الجانب الأخر، حسم شتوتغارت الوصيف القمة أمام ضيفه لايبزيغ عندما قلب عليه الطاولة محولا تخلفه 0-1 الى فوز 2-1.

وبكر لايبزيغ بالتسجيل عبر مهاجمه الدولي السلوفيني بنجامين شيشكو في الدقيقة العاشرة، لكن شتوتغارت رد بهدفين في الشوط الثاني سجلهما الدنماركي ياكوب برون لارسن (50)، ونيك فولتيمادي (60).

وأكمل لايبزيغ المباراة بتسعة لاعبين اثر طرد مهاجميه شيشكو (85)، والبلجيكي لويس أوبندا (88)، لنيل كل منهما الإنذار الثاني.

وهو الفوز الثاتي توالياً والثامن لشتوتغارت هذا الموسم، فارتقى إلى المركز الخامس برصيد 29 نقطة بفارق نقطة واحدة أمام لايبزيغ الرابع.

وفي مواجهة أخرى، فرط فيردر بريمن في فوز على ضيفه هايدنهايم وفشل في العودة إلى سكة الانتصارات التي توقفت عند ثلاثة متتالية في المرحلة الماضية عندما خسر أمام مضيفه لايبزيغ 2-4، وذلك بسقوطه في فخ تعادل قاتل 3-3.

وتقدم بريمن ثلاث مرات عبر النمساوي ماركو غرول (1 و79)، ومارفين دوكش (57)، ورد الضيوف بالمثل بواسطة ليان شوبنر (30)، ولوكا كيربر (61) والبرازيلي ليو سيينزا (90+5).

وفي المباريات الأخرى, حقق أوغسبورغ فوزاً ثميناً على حساب مضيفه أونيون برلين 2-0 هو الأول بعد تعادل وثلاث هزائم متتالية والخامس هذا الموسم.

وسجل الفرنسي أليكسيس كلود-موريس الهدفين في الدقيقتين 9 و90. وتنفس بوخوم صاحب المركز الأخير الصعداء بفوزه الصعب على ضيفه سانت باولي 1-0.

ويدين بوخوم بفوزه الثاني في مبارياته الثلاث الأخيرة والثاني هذا الموسم إلى مهاجمه فيليب هوفمان الذي سجل الهدف الوحيد في الدقيقة 67.

وبقي بوخوم في المركز الأخير برصيد تسع نقاط لكنه قلص الفارق إلى خمس نقاط بينه وبين سانت باولي صاحب المركز الخامس عشر الأخير الذي يبقي صاحبه بين أندية النخبة.