نيمار يحطّم الرقم القياسي لبيليه كأفضل هداف للبرازيل

فرحة نيمار بأحد هدفيه أمام بوليفيا (أ.ف.ب)
فرحة نيمار بأحد هدفيه أمام بوليفيا (أ.ف.ب)
TT

نيمار يحطّم الرقم القياسي لبيليه كأفضل هداف للبرازيل

فرحة نيمار بأحد هدفيه أمام بوليفيا (أ.ف.ب)
فرحة نيمار بأحد هدفيه أمام بوليفيا (أ.ف.ب)

حطّم المهاجم نيمار الرقم القياسي للأسطورة الراحل بيليه كأفضل مسجّل في تاريخ منتخب البرازيل في كرة القدم رافعاً رصيده إلى 79 هدفاً، بعد تسجيله هدفين في الشوط الثاني خلال الفوز الكبير على ضيفته بوليفيا 5 - 1 الجمعة في بيليم، في المرحلة الافتتاحية من تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة إلى مونديال 2026.

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، استهل ابن الحادية والثلاثين عاماً المباراة مشاركاً بيليه صدارة هدافي البرازيل مع 77 هدفاً. و

قال نيمار الذي عادل رقم بيليه خلال مونديال قطر الخريف الماضي، عندما أقصيت البرازيل، حاملة اللقب 5 مرات، من ربع النهائي أمام كرواتيا بركلات الترجيح: «أنا سعيد جداً، ولا أجد الكلمات. لم أتوقع أبداً بلوغ هذا الرقم القياسي. بدءاً من هذه اللحظة، أريد القول إن تحطيم الرقم لا يعني أنني أفضل (من بيليه) أو من أي لاعب آخر في المنتخب».

وتابع لوسائل الإعلام بعد الفوز: «أريد دوماً كتابة اسمي في تاريخ كرة القدم البرازيلية، واليوم هذا ما فعلته». وكان بيليه الذي توفي ديسمبر (كانون الأول) عن (82 عاماً)، سجّل 77 هدفاً للبرازيل في 92 مباراة بين 1957 و1971، وفق أرقام الاتحاد الدولي (فيفا).

وسنحت للاعب الجديد لنادي الهلال السعودي فرصة ذهبية لفضّ هذه الشراكة في الدقيقة 17 عندما حصلت البرازيل على ركلة جزاء، لكن الحارس البوليفي غييرمو فيسكارا صدّها مبقياً على التعادل. وتقدّمت البرازيل بعدها بسبع دقائق عبر رودريغو الذي تابع تسديدة لرافينيا صدّها الحارس.

وضاعف المضيف الأرقام بعد الاستراحة من تسديدة لرافينيا (48)، قبل أن يضيف رودريغو بعدها بخمس دقائق هدفه الثاني إثر صناعة من نيمار (53). ثم أتت لحظة نيمار ليدخل التاريخ في الدقيقة 61، بعد استفادته من كرة طائشة في منطقة الجزاء، ليزرع هدفه الـ78 في مباراته الدولية الـ125 مع سيليساو، رافعاً يديه ومحدقاً نحو السماء. بعدها قلّصت بوليفيا الفارق عبر فيكتور أبريغو من تسديدة فوية في شباك إيدرسون (78). لكن نيمار ختم المهرجان معزّزاً رقمه القياسي الجديد بهدف خامس إثر تمريرة من رافينيا في الوقت البدل عن ضائع (90+3).

وخاض نيمار المباراة بعدما أقرّ (الخميس) بأنه ليس في أفضل حالاته البدنية: «لست جاهزاً 100 بالمائة بدنياً، لكن الرأس والجسد بحالة جيدة». وتابع: «ليست المرّة الأولى التى أستدعى فيها إلى تشكيلة المنتخب وأكون بحالة مماثلة. في سنوات ماضية وصلت بحالة مشابهة ولعبت 90 دقيقة، فمهما كانت فترة الغياب نعرف كيف نمارس كرة القدم. إنها مثل ركوب الدراجة». ولم يستهل نيمار مشواره بعد مع الهلال السعودي، بعد انتقاله من باريس سان جيرمان الفرنسي في أغسطس (آب) الماضي، بسبب «إصابة طفيفة» وفق مدربه البرتغالي جورجي جيسوس الذي شكّك في إمكانية خوض لاعبه الجديد مباراة بوليفيا. واستُدعي نيمار لخوض مباراتي بوليفيا والبيرو (الثلاثاء في ليما)، بعد غيابه عن 3 مباريات ودية بسبب الإصابة.

وكانت هذه المباراة الأولى للمدرب المؤقت فرناندو دينيز، المعيّن حتى استلام الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدرب الحالي لريال مدريد الإسباني، مهامه في يونيو (حزيران) 2024. أشاد دينيز بنيمار الذي كان موقعه مع المنتخب تحت المجهر بعد انتقاله للهلال «جاء ليفعل ما يجيده: الاستمتاع، تسجيل هدفين وتحطيم الرقم القياسي». وأضاف: «هو قدوة كبيرة، يتعيّن على الناس الإقرار بذلك وتقبّله».

وفي مباراة ثانية الجمعة، فازت الأوروغواي في المباراة الأولى رسمياً تحت إشراف مدرّبها الأرجنتيني مارسيلو بييلسا على ضيفتها تشيلي 3 - 1. دفع بييلسا الذي قاد تشيلي بالذات بين 2007 و2011، بتشكيلة شابة غاب عنها المهاجمان المخضرمان إدينسون كافاني ولويس سواريز. فافتتح لاعب وسط ريفربلات الأرجنتيني نيكولاس دي لا كروس التسجيل في الدقيقة 38، قبل أن يعزّز لاعب وسط ريال مدريد الإسباني فيديريكو فالفيردي النتيجة قبل الدخول إلى الاستراحة (45+2). ومن هجمة مرتدة على الجهة اليسرى لمهاجم ليفربول الإنجليزي داروين نونييس، مرّر إلى دي لا كروس الذي لم يخطئ من مسافة قريبة (71). وقلّصت تشيلي الفارق بعد 3 دقائق عبر لاعب الوسط المخضرم أرتورو فيدال، بعد ارتداد رأسية دييغو فالديس من العارضة. وعبّر بييلسا عن سعادته من لاعبيه الشبان «أحب أسلوب اللاعبين الأوروغويانيين، أسلوب اللعب يفرضه اللاعبون وليس المدرّب». وتابع المدرّب المحنّك الذي كانت آخر محطة له مع ليدز يونايتد الإنجليزي: «لم تكن أول 10 دقائق جيّدة، لكن ما لبث أن بدأنا بصنع فرص التهديف وأرهقنا الخصم». وبعد توسيع كأس العالم إلى 48 منتخباً بدءاً من النسخة المقبلة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، سيُمثّل أميركا الجنوبية 6 منتخبات مباشرة مع احتمال مشاركة سابع عبر ملحق قاري. وكانت الجولة الأولى قد افتتحت (الخميس) بفوز بطلة العالم الأرجنتين بهدف ليونيل ميسي على الأكوادور، بينما تعادلت البيرو على أرض الباراغواي دون أهداف، وفازت كولومبيا على فنزويلا 1 - 0.


مقالات ذات صلة

الجناح البرازيلي السابق كوستا ينضم إلى سيدني الأسترالي

رياضة عالمية دوغلاس كوستا (رويترز)

الجناح البرازيلي السابق كوستا ينضم إلى سيدني الأسترالي

يأمل الجناح البرازيلي السابق دوغلاس كوستا في إحياء مسيرته المتعثرة بأستراليا بعد التعاقد لمدة عامين مع نادي سيدني.

«الشرق الأوسط» (ملبورن )
رياضة عالمية استقرار حالة تيتي مدرّب فلامنغو (رويترز)

تحسّن حالة تيتي مدرّب فلامنغو

قال فلامنغو، المنافس في دوري الدرجة الأولى البرازيلي لكرة القدم، إن مدرّبه تيتي في حالة جيدة بعد نقله إلى المستشفى.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
رياضة عالمية البرازيلية مارتا خلال مواجهة إسبانيا في دور المجموعات (أ.ب)

«أولمبياد باريس - قدم»: إيقاف البرازيلية مارتا مباراتين وغيابها عن نصف النهائي

أكدت محكمة التحكيم الرياضية إيقاف لاعبة البرازيل المخضرمة مارتا مباراتين لتغيب عن مواجهة إسبانيا في الدور نصف النهائي لمنافسات كرة القدم للسيدات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية البرازيلية مارتا تذرف الدموع بعد طردها خلال مواجهة إسبانيا ضمن منافسات أولمبياد باريس 2024 (رويترز)

«أولمبياد باريس – قدم»: الأسطورة البرازيلية مارتا تبكي بحرقة بعد طردها أمام إسبانيا

غادرت الأسطورة البرازيلية مارتا ملعب «نوفو استاد دي بوردو»، وهي تبكي، بعد تعرضها للطرد في الثواني الأخيرة من الشوط الأول للمباراة أمام إسبانيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة سعودية الحارس البرازيلي بينتو إلى النصر السعودي (نادي أتليتكو باراناينسي)

النصر يكسب صفقة الحارس البرازيلي بينتو

وافق نادي أتليتكو باراناينسي البرازيلي على بيع الحارس بينتو إلى النصر السعودي بقيمة 18 مليون يورو.

نواف العقيّل (الرياض)

الكرة الصينية... سفينة تائهة في بحر الأزمات

الكرة الصينية لم تجد بعد مكانها بين كبار القارة الآسيوية (الشرق الأوسط)
الكرة الصينية لم تجد بعد مكانها بين كبار القارة الآسيوية (الشرق الأوسط)
TT

الكرة الصينية... سفينة تائهة في بحر الأزمات

الكرة الصينية لم تجد بعد مكانها بين كبار القارة الآسيوية (الشرق الأوسط)
الكرة الصينية لم تجد بعد مكانها بين كبار القارة الآسيوية (الشرق الأوسط)

مرت كرة القدم الصينية بكثير من الظروف المعقدة والقاسية عبر تاريخها؛ فما بين بيروقراطية حكومية صرفة، وظروف اقتصادية متدهورة، شقت اللعبة طريقها وسط أمواج متلاطمة، وأخفقت في الوصول إلى مستوى الدوريات والمنتخبات الكروية الكبرى أمثال السعودية واليابان وكوريا الجنوبية.

و«الشرق الأوسط» رصدت مراحل صعود وهبوط الكرة الصينية تاريخياً، وذلك بمناسبة المواجهة الآسيوية التي ستجمع الأخضر السعودي والتنين الصيني الثلاثاء في التصفيات المؤهلة لكأس العالم.

عقب «الجولة الجنوبية» الشهيرة التي قادها الزعيم السابق دينغ شياو بينغ في عام 1992، والتي أعادت تنشيط أجندة الإصلاح الاقتصادي في الصين، قرر «الاتحاد الصيني لكرة القدم» الانفصال عن «اللجنة الرياضية الوطنية» والتوجه إلى التخصيص العام.

وقبل ذلك التاريخ، كانت كرة القدم الصينية تعمل تحت ما يسمى «نظام الأمة بأكملها»، فقد كانت تعتمد على الحكومة في تخصيص الأموال للفرق؛ بما في ذلك تدريب الرياضيين وتمويلهم. ورغم أن رواتب اللاعبين لم تكن مرتفعة، فإن النظام قد ساعد في إنتاج ما يسمى «الجيل الذهبي» من نجوم كرة القدم الصينية، وجعل الصين منافساً رئيسياً في آسيا.

التنين الصيني غائب عن المشهد الكروي منذ سنوات (أ.ف.ب)

أدى إنشاء «الدوري الصيني لكرة القدم الاحترافية» في عام 1994، بعد بيع كل الأندية، إلى انفصال اتحادات وفرق كرة القدم المحلية عن الإدارة الحكومية المركزية، والحصول على تمويلها الخاص.

وقد أشعل هذا بدوره حماسة مشجعي كرة القدم الصينيين، الذين احتشدوا خلف الأندية المحلية بعد الاستثمارات التي جرت، وأصبح لاعبو كرة القدم من المشاهير بين عشية وضحاها.

وقد أدت الاستثمارات السخية والرعاية من القطاع الخاص إلى زيادة كبيرة في دخل اللاعبين، وبحلول عام 1998، كان لاعبو الدرجة الأولى يكسبون دخلاً سنوياً لا يقل عن 18 ألف دولار، وهو ما يزيد بنحو 20 ضعفاً على متوسط دخل المواطن العادي في الصين، وفقاً لموقع «تشاينا بوست»؛ بل إن بعض اللاعبين النجوم كسبوا أكثر من 180 ألف دولار.

وفي ظل هذه البيئة المزدهرة، ارتفع عدد لاعبي كرة القدم الشباب المسجلين في الصين إلى أكثر من 600 ألف لاعب بين عامي 1996 و2000، وفقاً لصحيفة «لياوشين إيفينينغ نيوز»، وكان المشجعون الصينيون يعتقدون أن المشهد الكروي المحلي الديناميكي من شأنه أن يدفع فريقهم الوطني إلى مستويات أعلى على المستوى الدولي.

ولكن تحت السطح كانت العلاقة بين رأس المال والأندية غير صحية، فقد أصبحت الفرق تعتمد بشكل كبير على التمويل من الشركات الأم فقط، وهذا مهد الطريق لانهيار كرة القدم الاحترافية الصينية في نهاية المطاف.

وأدى التركيز على المكاسب قصيرة الأجل إلى سوء الإدارة والقرارات المتسرعة بجانب انتشار الفساد، وبحلول أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، واجهت بطولة الدوري الممتاز قضايا، مثل التلاعب في نتائج المباريات، والتحكيم المتحيز من بعض الحكام بعد حصولهم على رشوة، وتراجع الاهتمام العام باللعبة، وإعادة ترتيب ملكية الأندية باستمرار؛ وقد دفع هذا بعض الأندية إلى حافة التفكك وترك اللاعبين يتصارعون مع البطالة.

وقد كانت العواقب سريعة؛ إذ انخفض عدد لاعبي كرة القدم الشباب المسجلين في الصين إلى 180 ألف لاعب فقط في عام 2005، ثم وصل إلى 7 آلاف لاعب فقط بحلول عام 2010، وفقاً لمعلومات صحيفة «لياوشين إيفينينغ نيوز».

بعد أن استحوذت «مجموعة إيفرغراند»، وهي شركة عقارية ضخمة، على نادي غوانغتشو لكرة القدم في عام 2010، دخل كثير من الشركات سوق كرة القدم الصينية من جديد، وأنفقت بسخاء على لاعبين مشهورين دولياً.

ويُعتقد أن هذا الحماس المتجدد كان مدفوعاً بحرص الحكومات المحلية والشركات على التوافق مع الاهتمام الشخصي للرئيس شي جينبينغ بالرياضة وتطلعاته إلى تقدم كرة القدم الصينية.

ففي عام 2015، وافقت لجنة رئيسية لتحديد الأجندة في «الحزب الشيوعي» على خطة إصلاح مركزية لتعزيز تطوير كرة القدم في الصين، وقد أكد هذا التصديق على الاعتقاد بأن «الحلم الصيني» المتمثل في تحقيق التجديد العظيم للأمة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتطوير كرة القدم.

وقد شجع هذا الاهتمام الحكومي الجديد بكرة القدم الاستثمار المالي مرة أخرى لتنشيط صناعة كرة القدم الصينية، مما أدى إلى زيادة كبيرة في رواتب ومزايا اللاعبين.

ووفقاً لبيانات صحيفة «لياوشين إيفينينغ نيوز» في عام 2018، فقد بلغ متوسط الدخل السنوي للاعبي كرة القدم الرجال أكثر من 1.5 مليون دولار أسترالي، وهو ما يتجاوز متوسط الرواتب في الصين بأكثر من 160 مرة.

ورغم أن إحياء الدوري الاحترافي لم يرفع من أداء المنتخب الوطني للرجال على الفور، فإنه أدى إلى تحسين تصور الآباء عن هذه الرياضة، ففي عام 2016 ارتفع عدد اللاعبين الشباب المسجلين في اتحاد كرة القدم الصيني إلى أكثر من 40 ألف لاعب، وحددت الحكومة الصينية هدف الوصول إلى مليون لاعب شاب بحلول عام 2020.

ومع ذلك، ثبت أن هذا الازدهار؛ الذي ينبع من الانتهازية السياسية، هشّ وغير مستدام. فقد أدى الركود الاقتصادي في الصين، وفرض سقف وضريبة على الانتقالات، وجائحة «كوفيد19»، وقرار «الاتحاد الصيني لكرة القدم» إزالة الإشارات المؤسسية من أسماء الأندية، إلى إضعاف حماس المستثمرين لكرة القدم بشكل كبير.

ونتيجة لذلك واجه الدوري الصيني للمحترفين مرة أخرى عقبات مستعصية. فمنذ عام 2020، كانت الأندية المحترفة تتفكك سنوياً وتعلن إفلاسها، مع سحب المستثمرين تمويلهم.

وقد اتُّهم الرئيس السابق لـ«الاتحاد الصيني لكرة القدم»، تشين شيويوان، بالرشوة، بينما اعترف مدرب المنتخب الوطني السابق، لي تي، بدفع رشى والتلاعب بنتائج المباريات.

إن كل هذا لن يؤدي إلا إلى تقويض ثقة الجمهور بكرة القدم الصينية مرة أخرى، وأن يتساءل الآباء مرة أخرى عما إذا كان ينبغي لهم تشجيع أبنائهم على ممارسة هذه الرياضة بدلاً من رياضات شعبية أخرى في الصين تحصل على اهتمام أكبر، فهناك كثير من الدلائل التي تشير إلى أن مشاركة الشباب في كرة القدم تراجعت بشكل حاد على مدى السنوات الثلاث الماضية.

ويتعين على السلطات الكروية الصينية أن تدرك الآن ما الذي لم ينجح، فقد فشلت محاولات تسويق كرة القدم والاستثمار المالي الجامح الذي تحركه الانتهازية السياسية، كما فشلت محاولات إغراق الدوري بالنجوم الأجانب.