أظهر المنتخب الصربي علو كعبه وأقصى نظيره الكندي من الدور نصف النهائي لكأس العالم لكرة السلّة الجمعة في مانيلا، بعدما تغلب عليه 95-86 في طريقه لبلوغ النهائي للمرة الثانية في تاريخه. وسيواجه المنتخب الصربي الذي لا يزال يبحث عن اللقب للمرة الأولى في تاريخه منذ انفراط عقد يوغوسلافيا حاملة اللقب خمس مرات، الفائز بين الولايات المتحدة وألمانيا اللذين يتواجهان لاحقاً. وتقام المباراة النهائية الأحد، علماً بأن صربيا سبق أن خسرت النهائي أمام الولايات المتحدة عام 2014. وخالف المنتخب الصربي الكثير من التوقعات حول أفضلية المنتخب الكندي المدجج بنجوم «إن بي إيه»، للعبور إلى النهائي.
وهيمنت صربيا على المباراة من بدايتها إلى نهايتها، من خلال دفاع محكم أربك الكنديين بشكل كبير، ناهيك بتفوّق الصرب بقوة تحت السلّة هجوماً ودفاعاً، حيث عانى المنتخب الكندي لإيجاد نسقه الهجومي فيما اتسم دفاعه بالرعونة أمام اللعب الجماعي لمنافسه. وقال مدرب منتخب كندا الإسباني جوردي فرنانديز بعد المباراة: «افتقدنا اليوم للقوة البدنية، حاولنا القتال لكنّ المنتخب الصربي أظهر تفوقاً في هذا المجال». وتابع: «أنا فخور بلاعبي فريقي في نهاية المطاف، لعبنا اليوم أمام فريق سدّد بنسبة وصلت إلى 62 في المائة من المسافات كلها وخسرنا لأننا لم ندافع بشكل جيد، لدينا مباراة واحدة ويجب أن نخوضها بكل ما أوتينا من قوة للخروج بميدالية من البطولة». كما سدّد المنتخب الصربي بنسبة رائعة من خط الثلاثيات (45 في المائة)، ومن جميع المسافات (62 في المائة)، فيما أدّت الصلابة والقوة البدنية والجسدية لصربيا إلى وقوع كثير من اللاعبين الكنديين في مشكلة الأخطاء مبكراً. ومنذ اللحظات الأولى للمباراة، بدا المنتخب الصربي في قمة تركيزه، حيث منحه أوغنيين دوبريتش التقدم 5-1 بعد ثلاثية ناجحة، ورغم محاولات الكنديين التقاط أنفاسهم، فإنّهم واجهوا صعوبة كبيرة في إيقاف هجوم صربيا التي أنهت الربع الأول متقدمة 23-15.
وتابع الصرب الذين يغيب عنهم نجمهم الأبرز وأفضل لاعب في دوري كرة السلة الأميركي الموسم الماضي، نيكولا يوكيتش، تألقهم في الربع الثاني من المسافات كلّها، فأمطروا سلة الكنديين بوابل من التسديدات الثلاثيات، كما تسبّب أداؤهم الجماعي في ضياع دفاعي كبير للمنتخب الأميركي الشمالي. وأوصلت صربيا الفارق إلى 15 نقطة في الربع الثاني الذي انتهى 52-39 لصربيا. واقتصرت محاولات كندا على جهود فردية لشاي غيلجيوس-ألكسندر فباءت جميع محاولاته لتقليص النتيجة بالفشل، فكانت كل سلّة يسجلها أو أحد زملائه، تُقابل بسلّة مباشرة من الصرب الذين لم يسمحوا بتراجع الفارق إلى ما دون عتبة العشر نقاط.
ونجح المنتخب الصربي في نهاية المطاف بانتزاع الفوز للمرة الثانية منذ تاريخ أول مشاركة لهم كدولة مستقلة عام 2006 في مونديال اليابان. ومرة جديدة، كان الهدّاف بوغدان بوغدانوفيتش أفضل مسجّل لصربيا بـ 23 نقطة، وأضاف إليه نيكولا ميلوتينوف 16 نقطة و10 متابعات، ودوبريتش 16 نقطة، وماركو غودوريتش 12 نقطة. فيما سجّل للخاسر آر جاي باريت 23 نقطة وكل من غيلجيوس-ألكسندر وديلون بروكس 16 نقطة.