غداة يوم ماطر في العاصمة المجرية بودابست، عادت حرارة الشمس لتتسلل إلى منافسات اليوم الثاني من مونديال القوى، الذي يتزامن مع العيد الوطني للبلاد، ويشهد الصراع الأهم على سباق 100 م لدى الرجال، عشية نظيره لدى السيدات.
وإذ تعود المجر الأحد إلى أجوائها الملكية، محتفلة بعيد تأسيس الدولة مع إقامة احتفالات وألعاب نارية للمشجعين في وسط العاصمة، تبقى الأنظار الرياضية متجهة إلى «أمّ الألعاب».
في سباق قصير وسريع مفتوح على تنصيب خليفة للجامايكي الأسطورة يوسين بولت، يتنافس عداءون كثيرون أمثال الإيطالي مارسيل جاكوبس بشكوك حيال فورمته، والأميركي فريد كيرلي المنضبط، ومواطنه نواه لايلز الطموح.
لم يكن البطل الأولمبي جاكوبس في مستواه خلال التصفيات السبت، محققاً التوقيت التاسع عشر من بين المتأهلين إلى نصف النهائي.
قال بعدها: «لقد ارتكبت الكثير من الأخطاء، خصوصاً في الجزء الأول من السباق. أنا حقاً لا أعرف ما إذا كانت لديّ القدرة على التنافس مع هؤلاء الرياضيين الرائعين»، مثيراً الشكوك حيال لياقته.
يتقاطر عدد لا بأس به من الجماهير إلى المركز الوطني لألعاب القوى حيث تقام المنافسات، وهم يحملون الأعلام المجرية أو أعلام الرياضيين الذين يشجعونهم.
ويُشعل المشجّعون الأجواء بالتصفيق خلال المراحل التأهيلية، على غرار جولة تصفيق منظمة للإيطالي جان ماركو تامبيري في الوثب العالي.
في انتظار فرايزر-برايس تتواصل المنافسات الاثنين في يومها الثالث مع سباقات منتظرة خصوصاً في فئة 100 م سيدات.
ذلك أن الأنظار ستكون متجهة إلى العداءة الجامايكية شيلي-آن فرايزر-برايس البالغة من العمر 36 عاماً.
فبعد تتويجها بذهبية سباق 100 م في أولمبياد بكين 2008 وفي لندن 2012، والبرونزية في ريو دي جانيرو 2016 والفضية في طوكيو، لم تقل فرايزر-برايس كلمتها الأخيرة بعد، وخير دليل على ذلك تطويق عنقها بالمعدن الأصفر في سباق 100 متر في بطولة العالم في يوجين عام 2022.
لكنّها تواجه منافسة شرسة من الأميركية القادمة بقوة شاكاري ريتشاردسون التي سجّلت أسرع زمن في التصفيات التأهيلية الأحد 10.92 ثانية.
تسعى فرايزر-برايس للحصول على لقب سادس قياسي في 100 م، لكن ريتشاردسون التي غابت عن أولمبياد طوكيو بسبب انتهاك حظر المنشطات، كانت صاحبة الأداء الأقوى هذا الموسم.
وتأهلت أيضاً إلى نصف نهائي 100 م مواطنتها شيريكا جاكسون، والإيفوارية ماري-جوزيه تا لو، وجوليان ألفريد من سانت لوسيا.
وكاد يكون للعرب فرصة تاريخية في هذا السباق، غير أن السعودية يارا أبو الجدايل والكويتية مضاوي الشمري لم تكونا في مستوى التحدي. كما ودّع الجزائري أمين بوعناني منافسات 110 م حواجز للرجال.
لكن رغم ذلك، يراهن العرب على البطل الأولمبي وبطل العالم القطري معتز برشم من أجل ذهبية رابعة توالياً في الوثب العالي، إلى جانب المغربي سفيان البقالي في سباق ثلاثة آلاف متر موانع.