أنشيلوتي مدرباً للبرازيل بدءاً من «كوبا أميركا 2024»

أنشيلوتي (أ.ف.ب)
أنشيلوتي (أ.ف.ب)
TT

أنشيلوتي مدرباً للبرازيل بدءاً من «كوبا أميركا 2024»

أنشيلوتي (أ.ف.ب)
أنشيلوتي (أ.ف.ب)

سيتولى المدرب الإيطالي الفذّ كارلو أنشيلوتي، مهمة الإشراف على المنتخب البرازيلي لكرة القدم اعتباراً من بطولة «كوبا أميركا 2024»، وفق ما أفاد به مصدر في الاتحاد البرازيلي للعبة لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس (الثلاثاء).

وأعلن الاتحاد البرازيلي في وقت سابق أن مدرب فلوميننزي، فرناندو دينيز، سيتولى المهمة مؤقتاً بانتظار التعاقد مع مدرب دائم.

وسيكمل أنشيلوتي (64 عاماً) العام المتبقي على عقده مع ريال مدريد الإسباني قبل تولي مهمة الإشراف على «سيليساو» وقيادته في «كوبا أميركا» المقررة في الولايات المتحدة في يونيو (حزيران) 2024.

ويعد أنشيلوتي بين أكثر المدربين نجاحاً في القارة الأوروبية التي أحرز لقب مسابقتها الأهم على صعيد الأندية، أي دوري الأبطال، مرتين مع كلٍّ من ميلان (2003 و2007)، وريال مدريد (2014 و2022)، إضافةً إلى الكثير من الألقاب المحلية، أبرزها الدوري الإيطالي (2004 مع ميلان)، والإنجليزي (2010 مع تشيلسي)، والإسباني (2022 مع ريال)، والفرنسي (2013 مع باريس سان جيرمان)، والألماني (2017 مع بايرن ميونيخ).

وسيحلّ أنشيلوتي بدلاً من تيتي الذي كان مدرباً للمنتخب في مونديال قطر نهاية العام الماضي قبل أن يرحل بعد خروج «سيليساو» من ربع النهائي على يد كرواتيا، تاركاً المهمة مؤقتاً لرامون مينيزيس.

وأصدر الاتحاد البرازيلي (الثلاثاء)، بياناً قال فيه إن دينيز سيكون مسؤولاً عن الفريق للعام المقبل.

وقال رئيس الاتحاد إدينالدو رودريغيز، في بيان عبر الفيديو: «سيقود فيرناندو دينيز المنتخب البرازيلي لمدة عام، وأنا متأكد من أنه سيفعل ذلك بكفاءة كبيرة، كما فعل دائماً خلال مسيرته الاحترافية».

فيرناندو دينيز (أ.ف.ب)

بدوره، قال دينيز: «إنه حلم وشرف وفخر كبير أن أخدم المنتخب الوطني».

وسيتولى ابن الـ49 عاماً تدريب المنتخب في 6 من مباريات تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2026، بما في ذلك مواجهة كل من الأرجنتين والأوروغواي.

وتبدأ البرازيل مشوارها في التصفيات في سبتمبر (أيلول) على أرضها أمام بوليفيا ثم خارجها أمام البيرو.

وبتوليه مهمة الإشراف على منتخب متوج بكأس العالم 5 مرات لكن آخرها يعود إلى عام 2002، عَدَل أنشيلوتي عن رأيه اعتزال التدريب بعد انتهاء مهمته مع ريال الذي عاد إليه في صيف 2021 لخوض تجربة ثانية مع النادي الملكي، بعد الأولى التي امتدت من 2013 حتى 2015.

«يُقَدِر كرة القدم البرازيلية»

والتعاقد مع مدرب أجنبي من طينة أنشيلوتي يشكل محاولة للفوز بكأس العالم للمرة الأولى منذ 2002 ونسيان خيبة المشاركات الثلاث الأخيرة، لا سيما عام 2014 حين أقصيت البرازيل على أرضها في نصف النهائي بهزيمة مذلة تاريخية أمام غريمتها ألمانيا 1 - 7. أتبعتها بخروج من ربع النهائي في النسختين التاليتين على يد بلجيكا (1 - 2 عام 2018) وكرواتيا (بركلات الترجيح عام 2022).

وما يزيد من حسرة البرازيليين أنهم شاهدوا الغريم الأرجنتيني يتوَّج في نهاية 2022 بلقبه المونديالي الأول منذ 1986 والثالث في تاريخه، بعدما سبق ذلك بالفوز على «سيليساو» في معقله «ماراكانا» 1 - صفر في نهائي «كوبا أميركا 2021».

وفي محاولتها للتعويض ورفع كأس العالم للمرة السادسة في تاريخها عام 2026، استعانت البرازيل بمدرب فذ دخل تاريخ القارة الأوروبية كأول مدرب يحرز لقب الدوريات الخمسة الكبرى (إيطاليا، وإنجلترا، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا).

ويأمل الاتحاد البرازيلي أن يستفيد من شخصية «كارليتو» الذي عُرِفَ دائماً بعلاقته الوطيدة مع لاعبيه، وهي ميزة شدد عليها رئيس الاتحاد البرازيلي في مقابلة أجراها مؤخراً مع شبكة «بي إن سبورتس»، حيث قال: «توجهنا صوبه من أجل سجلّه، لكن أيضاً لأنه شخص جيد... أولئك الذين عملوا معه يقولون إنه منفتح ومثقف ويُقدر كرة القدم البرازيلية».

ومن المؤكد أن علاقة أنشيلوتي بثلاثة برازيليين يدافعون حالياً عن ألوان ريال، هم: فينيسيوس جونيور، ورودريغو، وإيدر ميليتاو، ستترك أثراً جيداً على المنتخب الأميركي الجنوبي الذي يبقى نجمه الأول نيمار حتى إشعار آخر.

وفي مقابلة أجراها مع قناة «باندسبورتس» البرازيلية الشهر الماضي، تطرق نجم باريس سان جيرمان الفرنسي إلى احتمال التعاقد مع أنشيلوتي، قائلاً إنها «الخطة الأولى للمنتخب الوطني، يريد الرئيس (إيدنالدو رودريغيز) الاعتماد عليه، ونحن، اللاعبين، نريده أيضاً. بالنسبة لي ولفيني (فينيسيوس جونيور) و(إيدر) ميليتاو... نحن نعرفه بالفعل، ونعرف عظمته. سيكون وجوده في الفريق أمراً مهماً للغاية. لكن لم يتم تأكيد أي شيء حتى الآن. نأمل في أن ينضم إلى المنتخب الوطني في نهاية عقده» مع ريال.

أما بالنسبة إلى فينيسيوس جونيور، فقد رأى أن أنشيلوتي الذي تواجه مع المنتخب البرازيلي كمساعد للمدرب أريغو ساكي حين خسرت إيطاليا نهائي مونديال 1994 أمام «سيليساو» بركلات الترجيح، «أفضل مدرب في العالم».

وسيكون فينيسيوس من الركائز الأساسية التي سيعتمد عليها أنشيلوتي في مهمته البرازيلية، لا سيما أن هناك حالة من عدم اليقين فيما يخص استمرار نيمار (31 عاماً) مع المنتخب الوطني.


مقالات ذات صلة

تصفيات كأس العالم: البرازيل للعودة للانتصارات... والأرجنتين للبقاء في الصدارة

رياضة عالمية البرازيل تعود إلى ملعب فونتي نوفا لاستضافة ضيف ثقيل هو منتخب أوروغواي (رويترز)

تصفيات كأس العالم: البرازيل للعودة للانتصارات... والأرجنتين للبقاء في الصدارة

بعد تعادل مخيّب مع فنزويلا وإهدار المهاجم فينيسيوس جونيور ركلة جزاء، تعود البرازيل الأربعاء إلى ملعب فونتي نوفا لاستضافة ضيف ثقيل هو منتخب أوروغواي المنتشي.

«الشرق الأوسط» (سالفادور دي باهيا (البرازيل))
رياضة سعودية نيمار خلال مباراة فريقه الهلال مع العين الإماراتي (أ.ف.ب)

«وكيل نيمار» ينفي شائعات رحيله... و«غلوبو»: المحادثات مع والده الأسبوع المقبل

نفى بيني زاهافي، وكيل أعمال اللاعب الدولي البرازيلي ونجم الهلال نيمار، وجود أي مفاوضات جارية لرحيل نيمار عن فريقه السعودي.

نواف العقيّل (جاكرتا)
رياضة سعودية نيمار لاعب الهلال (نادي الهلال)

ليلى رئيسة بالميراس: نيمار ليس لائقاً طبياً حتى نتعاقد معه

قالت ليلى بيريرا رئيسة نادي بالميراس المنافس في الدوري البرازيلي لكرة القدم إن ناديها ليس مكاناً طبياً للتعافي حتى يتعاقد مع نيمار.

نواف العقيّل (جاكرتا)
رياضة سعودية هل يعود نيمار للعب مرة أخرى بقميص سانتوس؟ (رويترز)

سانتوس يعود للدوري البرازيلي… وينتظر نيمار

يعود نادي سانتوس لدوري الدرجة الأولى البرازيلي لكرة القدم العام المقبل ويأمل في إقناع النجم نيمار بالعودة إلى صفوفه.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)
رياضة عالمية حقق سانتوس عودته بالفوز على مضيفه كوريتيبا بهدفين نظيفين (رويترز)

سانتوس يعود إلى دوري النخبة البرازيلي

ضَمِن نادي سانتوس التاريخي حيث لعب بيليه ونيمار، عودته إلى دوري النخبة البرازيلي لكرة القدم الاثنين، بعد أن لعب هذا الموسم لأول مرة في الدرجة الثانية.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)

خسائر مانشستر سيتي... هل هي نهاية حقبة؟

بيب غوارديولا تلقى الهزيمة الخامسة توالياً في كل المسابقات (أ.ف.ب)
بيب غوارديولا تلقى الهزيمة الخامسة توالياً في كل المسابقات (أ.ف.ب)
TT

خسائر مانشستر سيتي... هل هي نهاية حقبة؟

بيب غوارديولا تلقى الهزيمة الخامسة توالياً في كل المسابقات (أ.ف.ب)
بيب غوارديولا تلقى الهزيمة الخامسة توالياً في كل المسابقات (أ.ف.ب)

فاز مانشستر سيتي بمباريات أقل من سان مارينو في الشهر الماضي.

من حين إلى آخر، يخرج الدوري الإنجليزي الممتاز بنتيجة زلزالية حقيقية تبدو كأنها ترمز إلى نهاية حقبة.

تتبادر إلى الأذهان هزيمة ليفربول 7 - 2 أمام آستون فيلا في عام 2020، وكذلك هزيمة مانشستر يونايتد 5 - 0 أمام نيوكاسل في التسعينات. إن رؤية أبطال إنجلترا الحاليين مهانين ومذلولين بهذه الطريقة حدث نادر جداً.

الأمر ليس علماً حتمياً دقيقاً، فقد فاز يونايتد بالدوري الإنجليزي الممتاز في ذلك الموسم، ومانشستر سيتي لديه عادة اكتساح كل المنافسين في النصف الثاني من الموسم، لكن هزيمته الساحقة 4 - 0 على أرضه أمام توتنهام هوتسبير ذات عواقب وخيمة، كما مشهد أحد أعظم العقول الإدارية في اللعبة وهو عاجز عن إيقافها.

هناك كثير من الأسباب التي تجعل فريق بيب غوارديولا عرضة للخطأ، على وجه التحديد 16 سبباً، وفقاً لمراسل شبكة «The Athletic» في سيتي، سام لي، ولكن من الصعب تجاهل الإصابات وتقدم الفريق في السن.

كانت أهداف إيرلينغ هالاند غطاءً لنواقص (منذ رمي الكرة على رأس غابرييل، سجل هدفين فقط من 6 أهداف متوقعة)، ولكن دون رودري وماتيو كوفاسيتش، ومع كفاح إلكاي غندوغان وكايل ووكر وفيل فودين من أجل استعادة لياقتهم، يمتلك سيتي مركزاً أكثر ليونة من الحلوى الذائبة يسمح بـ2.8 «فرصة كبيرة»، محددة من قبل شبكة «أوبتا»، في المباراة الواحدة، وهذا نحو ضعف أكبر عدد من الفرص التي استقبلها الفريق سابقاً تحت قيادة غوارديولا. إنهم معرضون للخطر بشكل لم يسبق له مثيل تحت قيادة مدربهم الإسباني.

وقد كشفهم توتنهام، خصوصاً من خلال ديان كولوسيفسكي الماهر، وجيمس ماديسون المتجدد.

على الرغم من كل أوجه القصور التي يعاني منها سيتي، فإن خطة أنجي بوستيكوغلو التمركزية كانت ضربة عبقرية، حيث انتقل كولوسيفسكي بشكل مفاجئ إلى الطرف وأُحضر ماديسون لاستغلال الثغرات التي فُتحت عبر هجمة زملائه في الفريق.

لم يكن هذا تكتيكاً جديداً من بوستيكوغلو (الذي سنفترض أنه لم يعد تحت خطر الإقالة بعد الآن)، وقد حدد كيف يجر توتنهام مدافعي سيتي في اتجاهات لم يرغبوا بالتوجه إليها.