العنصرية في الملاعب... فينيسيوس يضع العالم على المحك

أوروبا تتضامن مع اللاعب بإجراءات مشددة... وأنشيلوتي يطالب بإصلاح «البروتوكول»

لاعبو الريال يحاولون تهدئة زميلهم الغاضب خلال مباراة فالنسيا (أ.ف.ب)
لاعبو الريال يحاولون تهدئة زميلهم الغاضب خلال مباراة فالنسيا (أ.ف.ب)
TT

العنصرية في الملاعب... فينيسيوس يضع العالم على المحك

لاعبو الريال يحاولون تهدئة زميلهم الغاضب خلال مباراة فالنسيا (أ.ف.ب)
لاعبو الريال يحاولون تهدئة زميلهم الغاضب خلال مباراة فالنسيا (أ.ف.ب)

وضع الدولي البرازيلي فينيسيوس جونيور العالم على المحك في حربه ضد العنصرية، وذلك بعد سيناريو أثار حفيظة الملايين من خلف الشاشات، كان مسرحه «ملعب ميستايا» خلال المباراة التي جمعت ريال مدريد وفالنسيا ضمن الجولة 35 من الدوري الإسباني.

وأمام ذلك اتقدت حرب شعواء ضد العنصرية المقيتة، ونادت آلاف الأصوات بالوقوف ضد هذه الظاهرة المتجددة في عدد من الملاعب الأوروبية، بينما أعلن كثيرون وقوفهم مع النجم البرازيلي الذي اشتبك كلاميا مع أحد مشجعي فالنسيا والذي أمعن في التقليل من شأن اللاعب وكرامته بسبب لون بشرته.

وشدّدت السلطات الإسبانية من إجراءاتها في ظل انتقادات تطالها بعدم التدخل في مواجهة العنصرية في ملاعب كرة القدم، وذلك بعد يومين من توجيه إهانات جديدة للنجم البرازيلي، مما تسبب في موجة من السخط الدولي.

البرازيلي فينيسيوس وضع العالم على المحك في حربة ضد العنصرية (أ.ف.ب)

وتم إيقاف 3 أشخاص يشتبه في أنهم وجهوا إساءات عنصرية الأحد لمهاجم ريال مدريد على أرض فالنسيا، وفق ما أعلنته الشرطة المحلية.

وأفادت الشرطة «تم توقيف ثلاثة شبان في فالنسيا بسبب تصرفات عنصرية حدثت الأحد خلال مباراة فالنسيا وريال مدريد».

وفي السياق نفسه، استبعدت لجنة التحكيم الإسبانية الحكم إيغناسيو إيغليسياس فيانويفا الثلاثاء عن مباراتيه المقبلتين، لدوره في البطاقة الحمراء التي مُنحت لفينيسيوس جونيور بمواجهة فالنسيا.

وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن الحكم البالغ من العمر 47 عاماً قد أقيل على الرغم من أن الاتحاد الإسباني لم يؤكد ذلك.

وكان من المقرر أن يكون إيغليسياس فيانويفا المسؤول الرئيسي عن حكم الفيديو المساعد (في إيه آر) في مباراة ريال بيتيس ضد خيتافي الأربعاء، والمُساعد في مواجهة أتلتيك بلباو أمام مضيفه أوساسونا الخميس.

فينيسيوس عانى كثيرا من هجوم العنصريين في الملاعب الإسبانية (أ.ف.ب)

وفي حادثة عنصرية أخرى طالت اللاعب البرازيلي، أوقف أربعة أشخاص على خلفية التحقيق في شنق دمية بقميص الدولي البرازيلي، على جسر في العاصمة الإسبانية في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وقالت الشرطة الإسبانية في بيان إنه تم اتهام الأشخاص الأربعة الذين أوقفوا في العاصمة الإسبانية بارتكاب «جريمة كراهية»، وهي فئة جنائية تشمل جرائم عنصرية في إسبانيا.

وأضافت الشرطة أن ثلاثة منهم «أعضاء نشطون في مجموعة الألتراس من مشجعي ناد في العاصمة مدريد» من دون أن تحدد هوية هذا النادي.

وعُثر على الدمية بقميص فينيسيوس جونيور مشنوقة في 26 يناير، في اليوم ذاته لمباراة الديربي التي فاز فيها ريال مدريد على جاره اللدود أتلتيكو 3 - 1 في ربع نهائي مسابقة كأس الملك، تحت لافتة كُتب عليها «مدريد تكره الريال».

وأتاحت التحقيقات التي استندت بشكل خاص على الشهادات إثبات أن المشجعين الأربعة «الذين تم التعرف عليهم أثناء المباريات المصنفة على أنها عالية الخطورة» في إطار «التدابير الوقائية للعنف في الرياضة»، هم «الجناة المفترضون» للشنق، وفق ما أشارت إليه الشرطة.

من ناحيته، قال الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد، إن بروتوكول الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الخاص بالعنصرية «عفى عليه الزمن».

وقام الحكم بينغوتشيا بتنشيط بروتوكول العنصرية بعد أن دخل فينيسيوس في مشادة مع المشجعين، وأشار بيده الى شخص رآه يسيء معاملته.

ويتضمن بروتوكول الاتحاد الدولي المكوّن من ثلاث خطوات أولها إيقاف المباراة مؤقتاً حتى يتم إصدار إعلان بالملعب يطالب فيه بوقف الانتهاكات العنصرية، وهو ما حدث في ميستايا. وثانيا بعد أي إساءة أخرى، يتم إخراج اللاعبين مؤقتاً من الملعب، أما الخطوة الثالثة فإذا استمرت الهتافات العنصرية، فيتم إيقاف المباراة وإعطاء الخصم ثلاث نقاط.

وعلّق أنشيلوتي للصحافيين «البروتوكول عفى عليه الزمن».

وأضاف «كان لا بد من تطبيق البروتوكول عندما وصلت حافلة الفريق إلى الاستاد لأن الشتائم بدأت هناك». وتابع «قبل ساعتين من المباراة، لم تكن حالة منفردة - قال شخص من فالنسيا إنها كانت - بالتأكيد، لم يكن هناك 46 ألف شخص ولكن لم يكن ذلك واحداً أو اثنين». وشدد أنشيلوتي «البروتوكول يجب أن يبدأ هناك».

وأردف «إذا بدأ البروتوكول في الدقيقة 70، فلقد ارتُكب خطأ. يجب أن يبدأ قبل ساعتين من المباراة، ثم خلال المباراة. لقد عفى عليه الزمن، نعم».

وفي روما، قال الرئيس التنفيذي لرابطة دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم إن بلاده ستتخذ نهجاً يتمثل في «عدم التسامح مطلقا» مع المشجعين العنصريين عبر اللجوء للتكنولوجيا للمساعدة في التعرف عليهم ومنعهم من دخول الملاعب.

وأبلغ لويجي دي سيرفو الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الإيطالي الصحافيين «هناك في الاستادات كما في المجتمع نسبة من العنصريين. واليوم مع وجود التكنولوجيا والإذاعات الداخلية في الملاعب نتمكن من سماع هؤلاء ومعاقبتهم. إنها معركة. مثل الورم عليك إزالته بشكل ممنهج حتى لو تكرر».

وأشار دي سيرفو إلى أن إيطاليا منعت نحو 170 من مشجعي يوفنتوس بعد أن وجهوا هتافات عدائية ضد روميلو لوكاكو مهاجم إنتر ميلان في مباراة قبل نهائي كأس إيطاليا الشهر الماضي، واصفا ذلك بأنه خطوة «على طريق عدم التسامح مطلقا» مع العنصريين.

وفي البرازيل، أطفئت أضواء تمثال المسيح الأيقوني في ريو دي جانيرو لمدة ساعة واحدة مساء الاثنين لإظهار التضامن مع فينيسيوس، الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي ليختتم هذا اليوم الذي شهد اتحاد الحكومة البرازيلية وعالم كرة القدم إدانة الإساءات العنصرية التي تعرض لها لاعب ريال مدريد.

ودعت الحكومة البرازيلية السلطات الإسبانية والجهات الرياضية إلى معاقبة المسؤولين عن «الهجمات العنصرية» ضد اللاعب، في الوقت الذي أعرب فيه جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عن تضامنه ودعمه لمهاجم ريال.

كما عبرت شخصيات رياضية أخرى مثل كيليان مبابي وريو فرديناند ولويس هاميلتون سائق سباقات فورمولا 1 للسيارات عن دعمهم لفينيسيوس.

ووضع اللاعب البرازيلي الدولي البالغ من العمر 22 عاما صورة ظل للتمثال أمام القمر على «تويتر» وأعرب عن امتنانه لهذا الدعم.

وكتب «أسود وعظيم. كان المسيح المخلص مثل هذا الآن. عمل تضامني حرك مشاعري. لكني أريد، قبل كل شيء، أن ألقي المزيد من الضوء على معاناتنا».

وأقر لويس روبياليس رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم بوجود مشكلة عنصرية حقيقية. وقدمت شركة «بوما» الراعية لنادي فالنسيا والدوري الإسباني الدعم إلى فينيسيوس جونيور.

وقالت الشركة لـ«رويترز» في بيان: «في (بوما) لا نتسامح مع العنصرية. ندين التمييز بكل أشكاله ونقف بشدة مع فينيسيوس ومجتمع كرة القدم الذي أدان الأحداث». كما أعرب بنك «سانتاندير» الإسباني، الذي ينتهي عقد رعايته للدوري الإسباني هذا الموسم، عن رفضه لما حدث. وقال البنك في بيان: «يرفض (سانتاندير) بشدة كل أنواع العنصرية والتمييز بغض النظر عمن يفعلها».



منافسو فرستابن واثقون من قدرتهم على إزاحة بطل «فورمولا 1» عن عرشه

فرستابن ضمن الفوز باللقب في سباق «جائزة لاس فيغاس الكبرى» باحتلال المركز السادس (إ.ب.أ)
فرستابن ضمن الفوز باللقب في سباق «جائزة لاس فيغاس الكبرى» باحتلال المركز السادس (إ.ب.أ)
TT

منافسو فرستابن واثقون من قدرتهم على إزاحة بطل «فورمولا 1» عن عرشه

فرستابن ضمن الفوز باللقب في سباق «جائزة لاس فيغاس الكبرى» باحتلال المركز السادس (إ.ب.أ)
فرستابن ضمن الفوز باللقب في سباق «جائزة لاس فيغاس الكبرى» باحتلال المركز السادس (إ.ب.أ)

سارع منافسو ماكس فرستابن في تهنئة سائق فريق رد بول على الفوز باللقب الرابع توالياً في بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» للسيارات، الأحد، لكنهم قالوا إنهم لا يعتقدون بأن الهولندي لا يُقهَر.

وضمن فرستابن الفوز باللقب في سباق «جائزة لاس فيغاس الكبرى» باحتلال المركز السادس، متقدماً بمركز واحد على منافسه على اللقب، لاندو نوريس، سائق مكلارين.

وأبلغ الفائز بالسباق جورج راسل، سائق مرسيدس، الصحافيين: «لا يوجد أحد لا يقهر... تمر بمراحل تهيمن فيها الفرق والسائقون معاً، ويعتقد البعض بأنهم إذا تقدَّموا لمنافستهم فلن يتمكَّنوا من ذلك، لكن عليك الثقة في نفسك».

وأعاد فرستابن كتابة سجلات «فورمولا 1» في عام 2023، وبدأ الموسم الحالي بقوة بفضل سيارة مهيمنة، قبل أن يواجه فترةً صعبةً في منتصف العام تطلبت منه العمل بجهد أكبر من المتوقع للفوز باللقب.

وقال كارلوس ساينز سائق، فيراري، إن المنافسة على اللقب كانت متقاربةً بشكل أكثر من المتوقع، وأظهرت أنه عندما تكون الأمور كلها متساويةً فإن أي سائق من بين أفضل السائقين يمكنه ممارسة الضغط.

وقال ساينز الذي احتلَّ المركز الثالث في لاس فيغاس: «على الرغم من اعتقادي بأن ماكس قام بعمل رائع هذا العام... فإن النصف الثاني من الموسم يظهر أنه عندما نكون جميعاً في سيارات متقاربة يمكننا أن نتنافس مع بعضنا بعضاً، ونجعل حياة بعضنا بعضاً صعبة».

وأوضح: «يبدأ الجميع في ارتكاب الأخطاء عندما يكونون تحت الضغط. يبدأ الجميع في الشكوى من سياراتهم، ويبدأ الجميع في الشكوى من السيارات في وسائل الإعلام. الأمر كله يتعلق بإدارة الضغط».

وشعر فرستابن بالضغط هذا العام، وشكك في إمكانية فوزه بالبطولة خلال فترة التوقف عن الانتصارات في منتصف الموسم، وقال إنه يتوقع معركة شرسة في العام المقبل.

وقال: «أنا فخور جداً بطريقة تماسك الجميع معاً في تلك السباقات الصعبة للغاية التي خسرنا فيها... لدينا كثير من الأفكار للعام المقبل. هناك بعض الأشياء التي لم نتمكّن من تغييرها هذا العام، لذا فهذا شيء سنفعله العام المقبل. آمل أن يجعل ذلك السيارة أكثر قابلية للقيادة وأكثر تنافسية؛ لأنني أعلم أن الآخرين ليسوا ثابتين في أماكنهم. العام المقبل سيشهد معركةً كبيرةً».

وتنتقل الفرق الآن إلى قطر لخوض سباق الجائزة الكبرى، الأسبوع المقبل، قبل اختتام الموسم في أبوظبي.