باستقبال شباكه 13 هدفاً فقط في 34 مباراة منذ انطلاق الدوري الإسباني لكرة القدم، بات برشلونة، المتوج بلقب الليغا الأحد، في طريقه لأن يصبح أفضل خط دفاع في تاريخ البطولات الخمس الكبرى، على خطى تشيلسي الإنجليزي بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في 2004 - 2005.
اشتهر برشلونة بأسلوب اللعب «تيكي تاكا»، الذي يعتمد على التمريرات القصيرة والاستحواذ المفرط الذي سطَّر الأيام الجميلة للنادي الكاتالوني ومنتخب إسبانيا منذ 2010، لكن نسخة النادي في موسم 2022 - 2023 لم تكن معتادة على تألق خط دفاعها.
ولكن في أول موسم كامل له على رأس الإدارة الفنية للفريق الكاتالوني، أقام المدرّب تشافي جداراً لا يمكن اختراقه بسهولة من خلال الجمع بين الشابين الصاعدين (الأوروغواياني رونالد أراوخو، وأليخاندرو بالدي) والوافدين الجدد الأذكياء (الفرنسي جول كونديه، والدنماركي أندرياس كريستنسن، وماركوس ألونسو) أمام حارس مرمى دولي ألماني اسمه مارك - أندريه تير شتيغن، الذي أصبح مرة أخرى مستعصياً على المهاجمين في عرينه.
بهذا الجدار الدفاعي والضغط الخانق الذي تمارسه أجنحة الفريق مثل غافي، استقبلت شباك الفريق الكاتالوني 13 هدفاً فقط في 34 مباراة بالدوري هذا الموسم.
في تاريخ البطولات الأوروبية الخمس الكبرى، سجل تشيلسي بقيادة مورينيو الرقم القياسي في قلة عدد الأهداف التي استقبلتها الشباك في موسم واحد. كان ذلك موسم 2004 - 2005 عندما اهتزت شباك النادي اللندني 15 مرة فقط في 38 مباراة وتوج وقتها بطلاً لإنجلترا بفارق 12 نقطة عن جاره آرسنال.
بقيت أربع مباريات لبرشلونة لتحطيم هذا الرقم القياسي. أربع مباريات حيث سيكون عليه فقط استقبال هدف واحد.
في فرنسا، الرقم القياسي هو 18 هدفاً اهتزت فيها الشباك في موسم واحد. هو بحوزة أولمبيك مرسيليا منذ 1991-1992 وقبله إف سي أنتيب موسم 1932 - 1933 (من أصل 18 مباراة).
رقم قياسي لما يقرب من 100 عام في إسبانيا! في إسبانيا أيضاً، من المؤكد أن الإنجاز الدفاعي لبرشلونة سيمحي رقماً قياسياً يعود إلى قرابة مائة عام.
الفريق الذي استقبلت شباكه أقل عدد من الأهداف في تاريخ الدوري هو ريال مدريد (لم يكن يحمل اسم ريال وقتها) في موسم 1931 - 1932، مع 15 هدفاً فقط، ولكن في موسم شمل 18 مباراة.
منذ أن رفع عدد المراحل في البطولة إلى 38، اقترب ديبورتيفو لاكورونيا من هذا الرقم القياسي التاريخي باستقباله 18 هدفاً فقط في موسم 1993 - 1994. لكن دفاعه الحديد لم يكن كافياً لفوزه باللقب حيث حلَّ ثانياً خلف برشلونة.
وبدوره تلقت شباك أتليتكو مدريد في موسم 2015 - 2016 فقط 18 هدفًا، واحتل المركز الثالث.
تير شتيغن، «رائع» لا يمكن تحقيق مثل هذا الرقم القياسي من دون حارس مرمى من الطراز العالمي. تألق تير شتيغن بشكل لافت في الموسم الماضي، وتابع تألقه أكثر هذا الموسم، وبات من بين زمرة نخبة أفضل حراس المرمى في العالم.
أشاد به مدربه تشافي هرنانديز السبت قائلاً: «لقد استعاد مستواه. لا أكثر. إنه حارس مرمى رائع بالنسبة لي، في قمة لائحة أفضل الحراس في العالم. يتفوق على نفسه في إطلاق الهجمات. لقد كان رائعاً هذا الموسم، ممتاز».
حطم تير شتيغن رقماً قياسياً أول هذا الموسم: عدد المباريات دون أن تهتز شباكه في موسم واحد. بلغ 25 مباراة حتى الأحد، وحرمه الهدفان اللذان دخلا مرماه أمام إسبانيول من تحسينه. لكن لا تزال أمامه 4 مباريات لفعل ذلك.
في موسم 2014 - 2015، حافظ زميله السابق التشيلي كلاوديو برافو على نظافة شباكه في 23 مباراة واستقبلت 19 هدفاً فقط.
لكن هل يمكننا الاعتماد فقط على الإحصائيات لتحديد أفضل دفاع في التاريخ؟ أتليتكو مدريد بقيادة مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني، على سبيل المثال، أو ميلان الإيطالي، هما فريقان اشتهرا منذ فترة طويلة بصلابتهما الدفاعية، دون أن ينجحا في تحطيم هذه الأرقام القياسية.
لا يملك برشلونة الحالي أي مدافع خارق في تشكيلته، مثل سيرخيو راموس أو الهولندي فيرغيل فان دايك أو البرازيلي تياغو سيلفا. لكنه يضمّ لاعبين بإمكانهم أن يصبحوا من طينة العظماء، مثل أراوخو أو كونديه، خاصة في حال تكرار مثل هذه العروض، التي قدموها هذا الموسم مرة أخرى.