لماذا تُصور رابطة الأندية الأوروبية على أنها نخبة شريرة تقتل كرة القدم؟

تيباس مسؤول الدوري الإسباني وباريش رئيس كريستال بالاس يرفعان شعار الدفاع عن «الأندية الصغيرة» لكن لا ينظران خارج الدوريات الخمسة الكبرى

تيباس يحاضر في مؤتمر كرة القدم للجميع مدافعاً عن حقوق الأندية الصغرى (إ.ب.أ)
تيباس يحاضر في مؤتمر كرة القدم للجميع مدافعاً عن حقوق الأندية الصغرى (إ.ب.أ)
TT

لماذا تُصور رابطة الأندية الأوروبية على أنها نخبة شريرة تقتل كرة القدم؟

تيباس يحاضر في مؤتمر كرة القدم للجميع مدافعاً عن حقوق الأندية الصغرى (إ.ب.أ)
تيباس يحاضر في مؤتمر كرة القدم للجميع مدافعاً عن حقوق الأندية الصغرى (إ.ب.أ)

هناك بعض النقاشات التي لن تنتهي أبدا من عالم كرة القدم: من الأفضل في التاريخ بيليه أم مارادونا؟ ما القاعدة الدقيقة لاحتساب لمسة اليد داخل منطقة الجزاء ركلة جزاء؟ وربما الأكثر إثارة للغضب هو السؤال التالي: ما الذي يجعل ناديا ما يوصف بأنه ناد «كبير»؟

لقد برز هذا السؤال الأخير مرة أخرى خلال الأسبوعين الماضيين، لكن مع تطور غريب. فبدلاً من قيام بعض الأندية بالمبالغة وتضخيم نفسها، اتجهت بعض الأندية فجأة للادعاء بأنها أندية «صغيرة» وأنها تُعامل معاملة مروعة من قبل ما يسمى «النخبة». وعلى وجه التحديد، يبدو أن هذه الأندية «الصغيرة» تعاني من عدم اللعب في البطولات الأوروبية وتريد أن يعطيها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم المزيد من المال لتعويضها عن ذلك. في مؤتمر صحافي عقد مؤخرا، قدم رئيس رابطة الدوري الإسباني الممتاز، خافيير تيباس، ورئيس نادي كريستال بالاس، ستيف باريش، نفسيهما على أنهما البطلان المدافعان عن هذه الأندية «الصغيرة».

باريش رئيس كريستال بالاس (بهاتفه المحمول) يدعي أنه من الأندية الصغرى! (رويترز)

وبصفتي الرئيس التنفيذي لرابطة الأندية الأوروبية، كنت محظوظاً بقضاء بعض الوقت في الأندية من جميع الأشكال والأحجام، وأعلم تماما أن السياق الذي تُطرح فيه الأمور مهم للغاية، كما هو الحال مع العديد من الأشياء الأخرى في الحياة.

ويجب أن يشعر مشجعو الفرق التي تقضي معظم وقتها في القتال من أجل الهبوط للدوريات الأدنى، مثل هذه الأندية التي تتذيل جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، بأنهم مستضعفون ويقاتلون أمام الكبار. لكن هذا الجدل يدور حول كرة القدم الأوروبية، لذا يتعين علينا أن ننظر إلى هذا الأمر على المستوى الأوروبي وأن ننظر إلى الحقائق وليس إلى المشاعر والأحاسيس.

ويجب أن نشير هنا إلى أن أحد نواب رئيس رابطة الأندية الأوروبية هو أكي ريهيلاهتي، لاعب خط وسط كريستال بالاس السابق والرئيس التنفيذي الحالي لنادي «إتش جيه كيه هيلسنكي». وبلغ حجم عائدات «إتش جيه كيه هيلسنكي» العام الماضي، عندما فاز بلقب الدوري الفنلندي، حوالي 13 مليون جنيه إسترليني. وفي المقابل، بلغت عائدات نادي كريستال بالاس، عندما احتل المركز الثاني عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، أقل بقليل عن 160 مليون جنيه إسترليني، أي أكثر من عائدات النادي الفنلندي 12 مرة. في الواقع، سيحقق الفريق الذي يحتل المركز الأخير في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم عائدات مالية أكثر من معظم الأندية التي ستفوز بالدوري في أوروبا.

لذلك، يمكنك أن تتفهم الأسباب التي جعلتني أشعر بالدهشة عندما اكتشفت أنه يتم تصوير رابطة الأندية الأوروبية على أنها «النخبة الشريرة» التي تقتل كرة القدم! لقد سألت زملائي في مجلس إدارة رابطة الأندية الأوروبية من أندية مثل ليغيا وارسو في بولندا، ومالمو في السويد، ويانغ بويز في سويسرا، وإف سي كوبنهاغن في الدنمارك، وإف إتش هافنارفورور في آيسلندا، عما إذا كانوا قد أدركوا أننا نحن المسؤولون عن كل شيء يحدث في كرة القدم، بدءا من دوري السوبر الأوروبي وصولا إلى معاناة وستهام وقتاله للهروب من الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى! لكنهم لم يكونوا يعلمون شيئا عن هذا الأمر، الذي كان جديدا لنا جميعا.

أود من خلال هذا المقال أن أؤكد على أنني لست هنا لانتقاد الدوري الإنجليزي الممتاز أو أي من الدوريات المحلية الكبرى - فهي تحظى بشعبية كبيرة لسبب ما. لكن يتعين علينا أن ننظر إلى الحقائق عندما يتعلق الأمر بحديثنا عن «الأندية الكبيرة» - فحتى أندية الدوري الإنجليزي الصغيرة تتفوق على جميع الأندية في الدوريات الأوروبية الأخرى تقريبا من حيث الإيرادات.

ولا تملك معظم البلدان في أوروبا الحجم السكاني الذي يمكنها من إبرام صفقات بث تليفزيوني ضخمة بالشكل الذي يحدث في إنجلترا وإسبانيا، وبالتالي فإن الطريقة الوحيدة التي تتمكن من خلالها الأندية في هذه البلدان من مواكبة هذا الأمر هي المشاركة في البطولات الأوروبية. ونتيجة لذلك، فإن المسابقات الثلاث التي ينظمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على مستوى الرجال تعد أمراً حيوياً للعديد من الأندية في جميع أنحاء القارة. لا يتعلق الأمر فقط بالـ 108 أندية التي ستلعب في هذه البطولات كل عام اعتباراً من 2024، ولكن بمئات الأندية الأخرى التي تلعب في الجولات التأهيلية أو تستفيد من الأموال التي تُدفع للأندية التي لا تشارك بهدف مساعدتها على تدعيم صفوفها.

لذلك، من الغريب للغاية أن ترى الأندية التي لديها بالفعل أموال أكثر من الأندية الأخرى تدعي فجأة الفقر وتطالب بحصة أكبر من الكعكة! وإذا كانت هذه الأندية تؤمن حقا بالتضامن، فربما يمكننا بدء نقاش حول مقدار ما يجب أن يقدمه الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الإسباني - تربح أنديتهما الـ 40 ضعف ما تكسبه جميع المسابقات التي ينظمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مجتمعة - للأندية في البلدان الأخرى التي تأخذ منها هذه الدوريات الأموال من خلال صفقات تلفزيونية ضخمة. من السهل للغاية أن تطلب المال من شخص آخر، لكن الأصعب هو أن تقدم ما يبرر أحقيتك في الحصول على بعض المال لنفسك!

وكما قلت، فإن السياق مهم للغاية في هذا الصدد، فلكل شخص وجهة نظر مختلفة بناءً على موقفه، وهذا هو السبب في وجود رابطة الأندية الأوروبية: لتجميع الأندية للتوصل إلى إجماع والتأكد من سماع وجهة نظر كل طرف. وبحلول نهاية هذا الصيف، سيكون لدى رابطة الأندية الأوروبية 330 عضواً مصوتاً من جميع الدول التابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم البالغ عددها 55 دولة - من الأكبر إلى الأصغر. ويمكن للجميع التصويت على ممثليهم في مجلس الإدارة والترشح للانتخابات.

من المؤكد أن الأمور ليست مثالية داخل الرابطة - فلا يوجد شيء مثالي - لكنها تقدم قدراً هائلاً من التغيير الإيجابي الذي تستفيد منه جميع الأندية، بدءاً من الأموال التي تُدفع للأندية الصغيرة لتدعيم صفوفها مرورا بالتعويضات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والفيفا حتى يتمكن اللاعبون من ترك أنديتهم والانضمام لمنتخبات بلادهم في البطولات الدولية، ووصولا إلى توسيع المسابقات مثل بطولة دوري المؤتمر الأوروبي.

تتمثل مهمة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في تحقيق التوازن بين وجهات النظر المختلفة عند اتخاذ القرارات. وهذا هو السبب في أن الاتحاد يعترف برابطة الأندية الأوروبية باعتبارها الهيئة الوحيدة التي تمثل الأندية على المستوى الأوروبي، جنباً إلى جنب مع الدوريات الأوروبية باعتبارها الهيئة التي تمثل كرة القدم المحلية، والاتحادات الوطنية كممثلة لكل شيء آخر بدءا من اللعب على مستوى القواعد الشعبية وصولا إلى البطولات الكبرى على المستوى الدولي. ومرة أخرى، أؤكد على أن الأمور ليست مثالية، لكنها تعمل بشكل جيد. لقد رأينا ما حدث عندما حاول عدد صغير من الأندية تغيير النظام القائم والقيام بالأشياء بطريقتهم الخاصة - عندما أطلقوا ما يسمى بدوري السوبر الأوروبي الذي فشل فشلاً ذريعاً.

لذلك دعونا نجر مناقشة موضوعية في هذا الشأن. من بين السمات الرائعة لكرة القدم الأوروبية أن لدينا مثل هذا التنوع وهذا النظام الهرمي القوي، لكن دعونا نكن صادقين مع أنفسنا ونحن نحدد ما هي أندية النخبة الحقيقية وما هي الأندية الأخرى التي تحاول البقاء على قيد الحياة!

*خدمة الغارديان*


مقالات ذات صلة

«الأجندة السياسية» تفرض حضورها في قرعة أوروبا المؤهلة للمونديال

رياضة عالمية من مراسم قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم 2026 (رويترز)

«الأجندة السياسية» تفرض حضورها في قرعة أوروبا المؤهلة للمونديال

أسفرت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2026، التي سحبت في زيورخ بسويسرا، الجمعة، عن مواجهة جديدة بين إنجلترا وصربيا.

«الشرق الأوسط» (زيورخ)
رياضة عالمية الجماهير الصربية تسببت في عقوبات من «يويفا» (رويترز)

«يويفا» يعاقب صربيا بسبب سوء سلوك مشجعيها

قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، الجمعة، معاقبة الاتحاد الصربي للعبة، بسبب تصرفات عنصرية من قبل المشجعين في مباراتين ببطولة دوري أمم أوروبا.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عالمية فولر في حديث مع مدرب المنتخب الألماني ناغلسمان (الشرق الأوسط)

ألمانيا تستضيف إيطاليا في دورتموند بدوري الأمم

أعلن الاتحاد الألماني، في بيان، أن مدينة دورتموند سوف تستضيف مباراة منتخب ألمانيا ضد ضيفه الإيطالي، في إياب دور الثمانية لبطولة دوري أمم أوروبا.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
رياضة عالمية جمال موسيالا (أ.ف.ب)

موسيالا أفضل لاعب في المنتخب الألماني لهذا العام

اختير جمال موسيالا، لاعب وسط فريق بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم، اليوم الخميس، أفضلَ لاعب في منتخب ألمانيا للرجال لهذا العام.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (د.ب.أ)

«يويفا»: الأدوار النهائية ستقام في بلد الفائز بين ألمانيا وإيطاليا 

من المقرر أن تقام الأدوار النهائية لبطولة دوري أمم أوروبا لكرة القدم في ألمانيا أو إيطاليا، حسبما أفادت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (برلين)

سيميوني: لو نورمان سيحصل على فرصة المشاركة مع أتلتيكو

دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)
دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)
TT

سيميوني: لو نورمان سيحصل على فرصة المشاركة مع أتلتيكو

دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)
دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد المنافس في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، السبت، إن روبن لو نورمان سيحصل على فرصة اللعب لفترات أطول بعد غيابه مباراتين منذ عودته من إصابة في مؤلمة في الرأس.

وبعد انتقاله إلى أتلتيكو قادماً من منافسه المحلي ريال سوسيداد، في يوليو (تموز) الماضي، عاد الدولي الإسباني المولود في فرنسا من الإصابة في فوز فريقه 3-1 على كاسيرينو في الدور الثاني من كأس الملك في وقت سابق من الشهر الحالي.

وجلس قلب الدفاع (28 عاماً)، الذي تعرض للإصابة عندما اصطدم بلاعب الوسط المدافع في ريال مدريد أوريلين تشواميني خلال التعادل 1-1 في قمة مدريد، في سبتمبر (أيلول) الماضي، على مقاعد البدلاء دون أن يشارك في المباراتين الأخيرتين ضد إشبيلية في الدوري الإسباني، وسلوفان براتيسلافا في دوري أبطال أوروبا.

وقال سيميوني للصحافيين: «روبن مدافع مذهل ويوجد لاعبون يقدمون أقصى ما لديهم للمنافسة على المشاركة في المركز نفسه. إنه يعمل بجدية للحصول على فرصة المساعدة. سيأتي دوره. نحن بحاجة إلى الجميع».

وتألق الفرنسي أنطوان غريزمان والمهاجم الجديد خوليان ألفاريز في المباريات الأخيرة، إذ سجل جريزمان 11 هدفاً وصنع ستة أهداف أخرى في كل المسابقات هذا الموسم، بينما سجل ألفاريز 12 هدفاً.

وقال سيميوني: «لقد تطورا (غريزمان وألفاريز) من خلال التفاهم فيما بينهما، وتقدما في شراكتهما التي تكونت بينهما وعندما يشارك (أنخيل) كوريا أو (ألكسندر) سورلوث، يصبح الفريق متكاملاً (هجومياً). نملك أربعة مهاجمين مهمين ونحتاج الأفضل منهم كلهم».

وحقق أتلتيكو مدريد، الذي يحتل المركز الثالث برصيد 35 نقطة من 16 مباراة، عشرة انتصارات متتالية في كل المسابقات وسيستضيف خيتافي صاحب المركز 15 في المباراة المقبلة على ملعب «ميتروبوليتانو»، الأحد.

ويتأخر أتلتيكو عن برشلونة المتصدر، خاض مباراة أكثر، بفارق ثلاث نقاط.

وأضاف المدرب الأرجنتيني: «الطريقة الوحيدة للتعامل مع الأمور هي العمل والالتزام. في النهاية هي مباراة وقد يحدث الكثير من الأمور. أرى دائماً (خيتافي) فريقاً تنافسياً للغاية يملك أفكاراً واضحة عن الطريقة التي يلعبون بها. مع مدربهم يمكنهم المنافسة أينما كان (مركز الفريق) ولا يمكننا تخيل مباراة خالية من الصعوبات والتنافسية في الوسط».