تتجه أنظار الملايين من عشاق كرة القدم في القارة الآسيوية، اليوم (الخميس)، صوب العاصمة القطرية، الدوحة، لمتابعة حفل مراسم قرعة النسخة الثامنة عشرة من بطولة «كأس آسيا 2023»، المقرر إقامتها في قطر.
وتجري القرعة في دار «كتارا» للأوبرا بوسط الدوحة، وبحضور العديد من الشخصيات الرياضية البارزة على الساحتين العالمية والآسيوية.
وكان من المقرر أن تستضيف الصين هذه النسخة في منتصف العام الحالي، ولكنها اعتذرت في العام الماضي عن عدم الاستضافة بسبب تفشي جائحة «كورونا» في ذلك الوقت، وحصلت قطر على حق الاستضافة بدلاً من الصين لتكون المرة الثالثة في تاريخ البطولة التي تقام فيها النهائيات على الملاعب القطرية بعد نسختي 1988 و2011.
وبعد نقل الاستضافة إلى قطر، ستقام البطولة خلال الفترة من 12 يناير (كانون الثاني) إلى العاشر من فبراير (شباط) 2024؛ ما يعني إقامتها بعد نحو 13 شهراً فقط على استضافة قطر لفعاليات (بطولة كأس العالم 2022)، التي تُوج المنتخب الأرجنتيني بلقبها.
ومن جانبه، كشف جاسم الجاسم الرئيس التنفيذي لـ«بطولة كأس آسيا 2023» أن التوقعات أصبحت كبيرة حيال قطر قبل استضافتها لـ«بطولة كأس آسيا» المقبلة، موضحاً: «أعتقد أن المنطقة تنشط في موضوع الاستضافات. السعودية الآن مقبلة على استضافات كبرى، وشاهدنا بطولات كثيرة تمت استضافتها بشكل مميز».
وقال الجاسم في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن سبب غياب «ملعب لوسيل» وهو من الملاعب التي تستضيف مباريات البطولة الآسيوية وهل يعود لمخاوف عدد مقاعده التي تصل إلى 80 ألف متفرج: «لا توجد لدينا إشكالية في سعة الملعب، وسنشاهد حضوراً جماهيرياً كبيراً. شاهدنا الجمهور السعودي والقطري في المونديال»، مضيفاً: «استبعاد الملعب لا علاقة له بالسعة الجماهيرية».
وعن ميزانية البطولة، قال الجاسم: «سيتم الكشف عنها بعد نهايتها»، مشيراً في حديثه على هامش مراسم القرعة التي ستجري اليوم إلى أن الميزانية ستقل؛ كونهم سيعتمدون على الإرث الذي جاء بعد استضافتهم للمونديال.
وفيما يخص إقامة القرعة قبل 6 أشهر من البطولة، أوضح الجاسم: «هذا أمر طبيعي، وشاهدناه في المونديال وجميع البطولات الأخرى، وذلك من أجل الاستعداد والتجهيز من جانب المنتخبات».
وكشف الجاسم أن بطاقة «هيا» ستكون مستمرة في آلية دخول الجماهير، موضحاً: «حتى الآن لم تتضح الصورة بشكل كبير، ولكن سنكشف جميع التفاصيل، وهل سيتم ربطها باختيار السكن، وذلك في الفترة القريبة المقبلة».
أما حسن الكواري المدير التنفيذي للتسويق والاتصال في اللجنة المنظمة للبطولة، فقد أوضح أن «سقف الطموح عالٍ جداً، والإرث الذي تركته لنا (كأس العالم) كبير»، مضيفاً: «سيتم الكشف عن أي مستجدات، ونبني على ما وصلنا له في كأس العالم».
وعن عنصر المفاجأة لهم في البطولة أو حفل الافتتاح، قال الكواري: «أعدكم بأن الخطوط العريضة في البطولة هي استمرار الإبهار».
وفيما يتعلق بخطتهم للتسويق في الجانب الجماهيري، قال: «بالطبع، سيكون لدينا خطط، خاصة للدول المشاركة، التي ستحظى بأولوية، وبعدها مَن يرغب بالمشاركة من عشاق كرة القدم في كل أنحاء العالم».
وتستضيف قطر هذه النسخة على 6 ملاعب مختلفة سبق أن استضافت فعاليات «مونديال 2022» هي: «المدينة التعليمية» و«خليفة الدولي» و«البيت» و«أحمد بن علي» و«الثمامة» و«الجنوب»، وينضم إليها من الملاعب غير المونديالية «استاد جاسم بن حمد».
وتشهد الدوحة مراسم القرعة قبل 8 شهور من انطلاق فعاليات هذه النسخة، التي ستكون الثانية على التوالي بمشاركة 24 منتخباً، بعدما تمت زيادة عدد المنتخبات المشاركة من 16 إلى 24 منتخباً، بداية من نسخة 2019 بالإمارات.
ووزعت المنتخبات الـ24 على 6 مجموعات، تضم كل منها 4 منتخبات، وتجري منافسات الدور الأول بنظام دوري من دور واحد بين فرق كل مجموعة ليصعد صاحبا المركزين الأول والثاني من كل مجموعة في نهاية الدور الأول إلى دور الستة عشر، ويرافقهم أفضل 4 منتخبات تحتل المركز الثالث في مختلف المجموعات.
وتم الإعلان عن المستويات الأربعة التي تنتمي إليها منتخبات البطولة طبقاً للتصنيف الجديد للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، ويضم كل من هذه المستويات 6 منتخبات.
ويوضع منتخب قطر المضيف وحامل لقب البطولة، الذي تتضمنه منتخبات المستوى الأول، على رأس المجموعة الأولى، ويخوض المباراة الافتتاحية المقررة في 12 يناير (كانون الثاني) 2024، لتكون المباراة الافتتاحية بداية رحلة الفريق للدفاع عن لقبه.
وخلال مراسم إجراء القرعة، ستوزع المنتخبات الـ24 على 4 أوعية، يضم كل وعاء منتخبات أحد المستويات الأربعة، وتضع القرعة منتخباً من كل وعاء في كل مجموعة، لتضم كل مجموعة 4 منتخبات من 4 مستويات مختلفة من التصنيف.
وإلى جانب المنتخب القطري، يضم المستوى الأول منتخبات اليابان، وإيران، وكوريا الجنوبية، وأستراليا، والسعودية، ويضم المستوى الثاني منتخبات العراق، والإمارات، وعُمان، وأوزبكستان، والصين، والأردن.
ويضم المستوى الثالث منتخبات البحرين وسوريا وفلسطين وفيتنام وقرغيزستان ولبنان، فيما يضم المستوى الرابع منتخبات الهند وطاجيكستان وتايلاند وماليزيا وهونغ كونغ وإندونيسيا.
ويشهد الحفل حضور مجموعة من النجوم التاريخيين في قارة آسيا، ليشاركوا في عملية سحب القرعة، كما سيحضر مدربو المنتخبات.
من جهة ثانية، اعتمد المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي عودة تنظيم حفل الجوائز الآسيوية السنوي بعد توقف دام 3 سنوات، بسبب أزمة فيروس «كورونا»، حيث ستستضيف العاصمة القطرية الدوحة النسخة المقبلة يوم 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وترأس الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس «الاتحاد الآسيوي لكرة القدم» اجتماع «المكتب التنفيذي»، مؤكداً على ثقته في قدرة اللجنة المحلية المنظمة لـ«كأس آسيا 2023»، في قطر، على تنظيم احتفال حقيقي بكرة القدم الآسيوية، بشكل يترك أثراً دائماً على لاعبي وفرق وجماهير القارة، عندما تستضيف «بطولة كأس آسيا».
وأشاد سلمان بالجهود المتسارعة من اللجنة المحلية المنظمة قبيل سحب القرعة، معرباً عن امتنانه للجنة المحلية المنظمة والاتحاد القطري لكرة القدم والسلطات القطرية على قدراتهم المميزة في التنظيم.
وقال رئيس «الاتحاد الآسيوي لكرة القدم»: «شهدنا جميعاً قبل أقل من 6 أشهر إقامة كأس العالم، حيث كانت قطر من ضمن أفضل الوجهات الرياضية، ليس فقط في قارة آسيا، بل على مستوى العالم، ونحن واثقون أننا سنشهد حدثاً يبقى في الذاكرة يتناسب مع القيمة المتصاعدة لمكانة (كأس آسيا)».