مع إعلان سيرجيو بوسكيتس رحيله عن نادي برشلونة متصدر الدوري الإسباني بنهاية الموسم، بدأت التكهنات حول وجهته المقبلة، وهل سيحط الرحال في الدوري السعودي على أمل اللعب بجانب زميل عمره السابق الأرجنتيني ليونيل ميسي حال حسم الأخير قراره بمغادرته سان جيرمان الفرنسي.
اللاعبون العظماء في القرن الحادي والعشرين الذين ظلوا مخلِصين طوال حياتهم لناد واحد قليلون، ويعد سيرجيو بوسكيتس، الذي بلغ الرابعة والثلاثين من عمره، واحداً منهم. ونشر اللاعب المتوج مع النادي الكاتالوني بثلاثة ألقاب في مسابقة دوري أبطال أوروبا، مقطع فيديو على حسابه على «إنستغرام» قال فيه: «مرحبا بالجماهير. حان الوقت للإعلان عن أن هذا هو موسمي الأخير مع برشلونة... لقد كان الدفاع عن هذا القميص وتمثيله لسنوات عدة شرفاً وحلماً ومصدر فخر، وكان يعني كل شيء».
ورغم عدم كشفه عن وجهته المقبلة، فإن وسائل الإعلام الإسبانية تطرقت مؤخراً إلى إمكانية انتقاله إلى السعودية، حيث يلعب حالياً البرتغالي كريستيانو رونالدو، ومن الممكن أن يلعب ميسي أيضاً. وسارت الشائعات إلى إمكانية انتقاله إلى النصر أو إلى الجار العتيد الهلال.
وفي 15 موسماً احترافياً مع برشلونة، فاز ابن مدينة ساباديل (كاتالونيا) بـ31 لقباً حتى الآن، وهو على بُعد أيام قليلة من الظفر باللقب الثاني والثلاثين، حيث يتصدر فريقه الدوري الإسباني بفارق 13 نقطة عن مطارده المباشر أتلتيكو مدريد قبل خمس مراحل من نهاية الموسم.
انضم بوسكيتس إلى صفوف شباب برشلونة في 2005، قبل أن يخوض أول ظهور له في الدوري الإسباني في عام 2008، واستمر معه 15 موسما، وتوج معه خلالها بدوري أبطال أوروبا أعوام 2009 و2011 و2015، وثمانية ألقاب في الليغا، وسبعة ألقاب في كأس الملك، ومثلها في كأس السوبر المحلية، وثلاث كؤوس عالمية للأندية، ومثلها في كأس السوبر الأوروبية.
ويُعدّ بوسكيتس أحد اللاعبين القلائل المتوجين بلقب دوري أبطال أوروبا الذين رفع والدهم الكأس سابقا، لأنه ابن كارليس بوسكيتس حارس مرمى برشلونة الذي فاز بأول ألقاب النادي الكاتالوني في المسابقة القارية العريقة في عام 1992، وتابع نجل كارليس حارس مرمى النادي الكاتالوني في التسعينات: «لقد كانت رحلة لا تُنسى. منذ أن كنت طفلاً أتيت إلى هنا لمتابعة المباريات أو مشاهدتها على التلفزيون. لطالما حلمت باللعب بهذا القميص وفي هذا الملعب، والواقع تجاوز كل أحلامي... لم أكن لأصدقكم لو قلتم لي عندما وصلت كلاعب شاب إنني سألعب 15 موسما في أفضل ناد في العالم. نادي حياتي الذي كنت وسأظل دائماً مشجعاً وعضواً ولاعباً وقائداً تجاوز (خوض) 700 مباراة».
وكان بوسكيتس أحد أعمدة الجيل الذهبي لبرشلونة الذي هيمن على أوروبا في أوائل عام 2010، إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي وأندريس إنييستا وتشافي. كان هذا الفريق أيضاً العمود الفقري، وخصوصا أسلوب اللعب الأساسي للمنتخب الإسباني بطل العالم 2010 وأوروبا 2012، ورفع بوسكيتس الكأسين قبل أن ينهي مسيرته الدولية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد الخروج المخيب لـبلاده من الدور الثاني لمونديال قطر.
وبفضل موهبته الفنية الاستثنائية في مركزه، التي سمحت له بصناعة اللعب من موقعه المتأخر، استهل الشاب سيرجيو مشواره في الفريق الأول لبرشلونة في عام 2008 وهو يبلغ من العمر 20 عاماً. منذ ذلك الحين وتحت قيادة المدرب جوسيب غوارديولا الذي منحه ثقته على الفور، واصل التطور.
وقال برشلونة في بيان تكريمي له: «مهما كان المدرب أكد سيرجيو بوسكيتس دائما أنه ركيزة أساسية». لقد جعله جميع المدربين الذين تعاقبوا على الإدارة الفنية لبرشلونة أحد أعمدة أساليبهم وخططهم في المباريات. وعنه قال غوارديولا ذات مرة: «لكي تكون لاعباً أساسياً دون جدال في برشلونة لسنوات كثيرة، يجب أن يكون لديك شيء مميز، وسيرجيو جيد، ولكن فضلا عن ذلك، يجعل الآخرين أفضل، وهذه ميزة رائعة».
وبالنسبة إلى زميله السابق ومدربه الحالي تشافي الذي حاول دون جدوى إقناعه بالبقاء قائلا: «من المدهش أن يكون في الفريق لاعب يجيد قراءة المباريات مثله، يوجد دائماً في المكان المناسب من الناحية الدفاعية، ولديه الحمض النووي لبرشلونة». وأضاف «هو أفضل لاعب وسط دفاعي في السنوات العشرين الماضية، وسيبقى واحداً من أفضل لاعبي الوسط في التاريخ».