دخلت شركة نادي القادسية السعودي في منافسة حقيقية مع الأندية العالمية الكبرى بهدف التعاقد مع أبرز المواهب حول العالم من أجل تبينها وتطويرها وإعارتها لأكبر الأندية أيضاً، وإكسابها خبرات قبل السعي لبيع عقودها الاحترافية وتحقيق مكاسب مالية على المديين القريب والبعيد.
وبعد أن أرسلت إدارة اكتشاف المواهب إلى بطولة كأس العالم لدرجة الشباب التي أقيمت قبل أسابيع في تشيلي، يوجد حالياً في قطر طاقم كشافي المواهب، وذلك لاكتشاف أبرز المواهب في بطولة كأس العالم للناشئين التي دخلت المنعطف الأخير.
ويحظى فريق كشافة المواهب بنادي القادسية بدعم ومتابعة مباشرة من الإسباني كارلوس أنتون المدير الرياضي وقائد عملية كشف المواهب، حيث عرف عنه سابقاً اكتشاف نجوم كبار حول العالم؛ مثل ألفارو موراتا وداني كارفاخال وكوك، وغيرهم من النجوم الذين أبدعوا في الملاعب العالمية، حيث إنه وجد مع أندية عالمية كبرى، وفي مقدمتها ريال مدريد في سنوات ماضية قبل أن يستقطب لنادي القادسية.
ويلقى الكشافون الذين يتقدمهم ألفارو ريوس كل المتابعة من قبل كارلوس أنتون حيث يتم العمل وفق مرئياتهم بشأن المواهب وجدوى التعاقد مع أبرزهم والرفع إلى الإدارة، مروراً على زكي الصالح المدير التنفيذي لقطاع كرة القدم بالنادي.
وأنجز النادي مؤخراً مركز الأداء العالي في مقر النادي بمدينة الخبر، الذي قد يكون في الفترة المقبلة شبه مفرغ للمواهب التي يتم استقطابها، فضلاً عن المواهب الموجودة حالياً سواء من اللاعبين المحليين أو الأجانب، بعد أن ينتقل فريق كرة القدم الأول إلى استاد أرامكو الجديد الذي سيكون معداً لكل متطلبات الفريق الأول وسيحتضن مبارياته بعد أن ينجز خلال عام «2026».
وتستثمر الأندية العالمية في المواهب حول العالم من خلال شبكات كشافة واسعة وأكاديميات تدريبية عالمية، مثل أكاديميات ريال مدريد وبرشلونة وأياكس أمستردام وبايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان، وغيرها من الأندية التي تركز على استقطاب المواهب الشابة وتطويرها، أو تحقيق أرباح من بيعها لاحقاً.

ولم تكن البداية في استقطاب المواهب خلال الأسابيع الأخيرة، بل إن هناك استقطاباً لعدد من المواهب الشابة من أميركا الجنوبية وأوربا وكذلك أفريقيا، حيث تتم حالياً الاستعانة، بعدد منها، مثل الغاني بونسواه الذي يوجد مع الفريق الأول، فيما تمت إعارة اللاعب الإسباني ميغيل كارفاليو لينال فرص دقائق أكبر مع نادي الحزم بدوري المحترفين، والذي انضم مؤخراً للمنتخب الإسباني تحت «21» عاماً.
كما تم التعاقد في الصيف الماضي مع الموهبة البرازيلية غابريل كارفاليو «17» عاماً من نادي إنترناسيونال البرازيلي بصفقة قدرت بمبلغ «20» مليون دولار، لكنه بقي في بلاده، حيث يتوقع أن يوجد اللاعب في قائمة الفريق الموسم المقبل بعد أن يكمل «18» عاماً.
ومثل اللاعب الأرجنتيني إيزيكيل فيرنانديز أكبر مكاسب الاستثمارات في القادسية بعد أن انتقل لفريق لنادي بايرن ليفركوزن الألماني مقابل مبلغ يصل إلى «35» مليون دولار، وعائد إعادة بيع بنسبة «15» في المائة في الصيف الماضي «2025» بعد عام فقط من التعاقد معه بمبلغ «20» مليوناً، حيث إنه وقع عقداً مع القادسية لمدة «5» سنوات بعمر «23» عاماً بعد أن كان اللاعب قد قاد منتخب بلاده الأرجنتين للفوز ببطولة أميركا الجنوبية للناشئين عام «2019»، كما تمت إعارة أسماء أخرى لأندية أوربية وغيرها، من بينهم أرون مارتن «18» عاماً حيث أعير لناديه الإسباني تنريفه.
وتاريخياً عرف نادي القادسية بأنه من أكثر الأندية السعودية صناعة للمواهب وتصديرها للأندية المحلية الكبرى إن لم يكن الأكثر على الإطلاق، (صنع المواهب وبيع عقودها)، لكن الوضع اختلف في الموسمين الأخيرين، وبات القادسية هو من يشتري المواهب حتى السعودية منها، وذلك حينما دفع أكثر من «50» مليون ريال لشراء عقد اللاعب مصعب الجوير من الهلال، فيما دفع أضعاف هذا المبلغ لشراء عقود نجوم أجانب ليكون قادراً على المنافسة.
وتحمل شركة نادي القادسية شعار «من الخبر إلى العالم »، حيث تقوم على أكثر من صعيد من أجل تأسيس قاعدة قوية من اللاعبين واللاعبات ليس فقط في كرة القدم، بل في جميع الألعاب، وخصوصاً الأولمبية منها من أجل ترك بصمة واضحة على المديين القريب والبعيد.
ومع كل النقلة التي أحدثتها شركة أرامكو السعودية - عملاق شركات الطاقة في العالم، والمالك الحالي للنادي منذ اليوم الأول من الاستحواذ على القادسية، حيث بدأت بفريق كرة القدم وأعادت الفريق الكروي الأولى إلى مقدمة المنافسين على البطولات المحلية، حيث حل رابع ترتيب فرق دوري المحترفين ووصل إلى نهائي كأس الملك في الموسم الأول الذي أعقب صعوده من دوري الدرجة الأولى - فإن الطموح يكبر يوماً بعد يوم والخطط كبيرة والأهداف عملاقة ولا تقف عند حد معين، وكل هذا بدعم مباشر من الشركة المالكة التي تضخ مئات الملايين لتحقيق أهداف الشعار الذي يوجد في كل أروقة نادي القادسية وعلى منتجاته التجارية كافة.
وقبل أيام قليلة تم إطلاق معهد القادسية للرياضات القتالية، الذي تستهدف من خلاله تطوير «6» رياضات أولمبية والتمثيل بأكثر من لاعب من صناعة الأكاديمية أو مساهمتها في التطوير للمواهب في هذه الرياضات من أجل تحقيق المملكة أول ميدالية ذهبية في أولمبياد لوس أنجليس 2026 وما بعدها.
ويضم هذا المعهد رياضات التايكوندو والكاراتيه والجودو والجوجيستو والمصارعة والملاكمة.
وبعد أيام من إعلان إطلاق هذه الأكاديمية، حققت اللاعبة دنيا أبو طالب أول ذهبية لسيدة سعودية في دورة التضامن الإسلامي، حيث تم استقطاب البطلة السعودية في لعبة التايكوندو منذ منتصف يوليو (تموز) 2024 من نادي الأهلي، ليدشن بذلك القادسية عهداً جديداً بالاهتمام بالألعاب المختلفة للسيدات، ويقطف ثمار ذلك الاهتمام، وإن كانت الآمال كبيرة على هذه اللاعبة بتحقيق منجز كبير في الأولمبياد المقبل، وتحقق أسبقية للرياضيين السعوديين في أكثر من محفل رياضي عالمي.


