يستعد المؤتمر الدولي للملاعب والمساحات الرياضية للعودة إلى العاصمة الرياض بدورته الثانية يومي 31 مارس (آذار) و1 أبريل (نيسان) المقبلين، في محطة جديدة تؤكد الدور الريادي المتنامي للمملكة في رسم ملامح مستقبل اقتصاد الرياضة، من البنية التحتية والاستثمار إلى تصميم المنشآت واستضافة الفعاليات الكبرى.
ويُعد المؤتمر الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يجمع أكثر من 2000 شخص من القيادات والخبراء من المنطقة والعالم، بما في ذلك أوروبا وآسيا والأميركيتان، لمناقشة قضايا الخصخصة والاستثمار والتخطيط المستدام للملاعب والصالات الرياضية. وتشمل قائمة الحضور مشغلي الملاعب والجهات الحكومية والمعماريين والمستثمرين وشركات التكنولوجيا والهندسة ورواد الأعمال.
يمتد المؤتمر الدولي للملاعب والمساحات الرياضية على مدار يومين، ليجمع نخبة القادة والخبراء العالميين عبر كلمات رئيسية للرؤساء التنفيذيين، وعروض لمشاريع رائدة، وحوارات قيادية، إلى جانب معرض يستعرض أحدث الحلول المتقدمة في مجال الملاعب.
وستغطي أجندة المؤتمر كامل دورة حياة تطوير الاستادات من التمويل ونماذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إلى الإنشاءات المعيارية، ودمج الهوية والتراث، وتقنيات الجيل المقبل. كما سيحصل المشاركون على رؤى معمّقة حول الابتكارات المتمحورة حول المشجّع، مثل تقنيات الواقعين المعزّز والافتراضي، والتصميم الغامر، والعمليات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتذاكر الذكية، إلى جانب نقاشات محورية حول الأمن السيبراني، وإتاحة الوصول، والشمولية. وستظل الاستدامة محوراً رئيسياً عبر جلسات تتناول التصميم المتجاوب مع المناخ، وترشيد استهلاك الطاقة، والتخطيط الدائري لدورة الحياة، مع إبراز دراسات حالة دولية حول الإرث والتجديد الحضري.
ومع استعداد السعودية لاستضافة كأس آسيا 2027 وكأس العالم 2034، تتسارع وتيرة المشاريع الجديدة لبناء الملاعب، حيث يُنفَّذ الكثير منها عبر نماذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وقد اكتمل إنشاء ثلاثة ملاعب بالفعل، فيما أُعلن مؤخراً عن سبعة أخرى، بينما تعيد التحوّلات في ملكية الأندية وبرامج الخصخصة تشكيل مشهد أعمال الرياضة. وستكون هذه التطورات في صدارة محاور «مؤتمر الملاعب والصالات العالمية».
تُعدّ الشراكات بين القطاعين العام والخاص من الركائز الأساسية لتحقيق «رؤية السعودية 2030»، إذ تدعم جهود المملكة الهادفة إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز التنمية المستدامة. ومع تركيز المملكة على تنمية منظومتها الرياضية، يُتوقع أن تلعب هذه الشراكات دوراً مهماً في تسريع وتيرة الاستثمار وتطوير البنية التحتية ورفع كفاءة التشغيل.
ويُعدّ المؤتمر المنصة الاستراتيجية الأمثل لاستعراض هذه الفرص واستكشافها وتعزيز سبل تطويرها.
وبالتزامن مع المؤتمر، يُقام مؤتمر «أثليت 360» الذي يجمع نخبة من الخبراء العالميين والرياضيين المحترفين وصنّاع القرار لاستكشاف أحدث التطورات في علوم الرياضة وتعزيز ثقافة الأداء العالي والرفاهية الشاملة. ويتماشى المؤتمر مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم مفاهيم الصحة والنشاط وبناء جيل رياضي متميز، ما يعكس التزام المملكة برعاية المواهب الوطنية والارتقاء بالرياضة على الساحة الدولية.
أما «جوائز الملاعب والمساحات الرياضية» فتُقام لأول مرة لتكريم المبدعين حول العالم على إسهاماتهم في تصميم وتشغيل المنشآت الرياضية والترفيهية. وسيتم الإعلان عن الفائزين في عشر فئات خلال حفل فاخر على السجادة الحمراء، حيث تختار لجنة تحكيم دولية تسعة فائزين، فيما تُمنح «جائزة اختيار الجمهور» بناءً على تصويت عام.
وقالت ليلى مسينائي، الشريك الإداري في شركة غريت مايندز لإدارة الفعاليات والمؤتمر الدولي للملاعب والمساحات الرياضية: «يُقدّم المؤتمر الدولي للملاعب والمساحات الرياضية رؤية شاملة تمتد من التصميم إلى الأداء، ومن الابتكار إلى التكريم. ومن خلال دمج مؤتمر (أثليت 360) وحفل الجوائز ضمن الفعالية، نُسهم في توحيد مفاهيم الاستراتيجية والتميز والابتكار تحت سقف واحد لدفع عجلة التعاون ورفع معايير الجودة على المستوى العالمي».
وقد أشاد قادة القطاع بنجاح الدورة الافتتاحية من المؤتمر، حيث وصف علي الدجاني، رئيس الاتحاد السعودي للرغبي، الحدث بأنه: «قدّم رؤية ثرية حول ما يحدث في المنطقة»، فيما قال فابيان شوستر، المدير العام والرئيس العالمي لقطاع الملاعب في شركة «إيه واي» إنه «حدث ضخم جمع نخبة من الخبراء». بينما أضاف الدكتور مهند الشيخ، الرئيس التنفيذي لشركة «جونسون كنترولز العربية»، أن المؤتمر «جمع الرؤى العالمية تحت سقف واحد».
