اختار المنتخب السعودي الطريق الصعب لبلوغ المونديال للمرة السابعة في تاريخه، لكن هذه المهمة كان لها أثر إيجابي على الأخضر والمدرب الفرنسي رينارد بعدما أجبر على خوض مواجهتين في ملحق التصفيات المؤهلة.
وكشفت مواجهات المنتخب السعودي أمام إندونيسيا والعراق عن وجه مختلف للأخضر مع رينارد، حيث قدّم نسخة هجومية رائعة لم تتوقف عن إنتاج الفرص في المواجهتين، بعد عجز ملحوظ خلال التصفيات الأولية عن إنتاج الفرص على هذا النحو الغزير.
وعلى الرغم من التعادل السلبي أمام العراق فإن هجوم الأخضر قام بـ 15 تسديدة، 4 منها على مرمى جلال حسن حارس المنتخب العراقي، ما يعكس التطور الهجومي للأخضر، في المواجهتين وفقاً لـ«سوفا سكور» فإن الأخضر السعودي سدد 32 مرة، 14 منها موجهة نحو مرمى الخصوم سجل خلالها 3 أهداف وأهدر 6 فرص محققة للتسجيل.
كانت هذه التصفيات في الملحق الآسيوي بمثابة الانطلاقة الحقيقية لثنائية هجومية يراهن عليها الأخضر السعودي، حيث استطاع رينارد صنع أفضل نسخة ممكنة من الثنائي صالح أبو الشامات ومصعب الجوير، هذا الثنائي الذي سرق أضواء بالمهارات الفنية التي أظهروها على ملعب «الجوهرة»، وكان له دور حاسم في تسيير المواجهة والاستحواذ على الكرة بالإضافة إلى المجهود البدني الاستثنائي الذي قام به عبد الله الخيبري وناصر الدوسري، حيث منحا توازناً رائعاً في وسط الأخضر السعودي، رباعي وسط الميدان أحكموا سيطرة مطلقة وكانت لهم الأفضلية في مختلف حالات اللعب سواءً أمام إندونيسيا أو العراق.

كانت الدقيقة 94 هي اللحظة الوحيدة التي ساد فيها الصمت مدرجات ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية وبقي فيها الحارس نواف العقيدي منتبهاً لما قد يحدث في الكرة الثابتة التي طار لها بتصدٍّ أيقوني سيبقى عالقاً في أذهان السعوديين، هي اللحظة الصامتة الوحيدة والتي تبعها صرخات الجماهير الصاخبة التي ملأت المدرجات مبكراً بما يتجاوز 60 ألف مشجع حضروا خلف الأخضر، حيث كان المدرج السعودي استثنائياً في دعمه لمنتخب بلاده.
كأس العرب في ديسمبر (كانون الأول) القادم ستكون بمثابة البروفة للرسم الذي سيعتمده الأخضر، وفقاً لحديث ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم لـ«الشرق الأوسط»، حيث قال: «سنشارك في كأس العرب بكل قوة وسنلعب بأقوى تشكيلة ممكنة».
رينارد سيكون مستمراً مع الأخضر تحديداً في كأس العرب القادمة، حيث قال رئيس الاتحاد السعودي: «رينارد مستمر معنا وهو يبذل جهوداً كبيرة، شاهدنا لاعبين لأول مرة مع المنتخب وقدموا أداء مختلفاً».
رينارد الذي حضر المؤتمر الصحافي بعد المواجهة وهو يحبس دموعه كان عاطفياً في حديثه، حيث كشف عن السر الذي جعله يتحدث قبل المواجهة بأنها أهم مباراة في حياته، قائلاً: «الأمر عاطفي، لأن والدتي توفيت وقالت لي في آخر مرة قابلتها في يناير (كانون الثاني) الماضي قد لا أكون موجودة في كأس العالم المقبلة، ولكن يجب أن تكون موجوداً رفقة المنتخب السعودي».
رينارد نال تحية الصحافيين من مختلف وسائل الإعلام في عديد المرات خلال حديثه، وحتى قبل انطلاق المؤتمر الصحافي.



