طوال مسيرته، لم يسبق للنصر أن افتتح مبارياته في الدوري السعودي بفوز عريض على غرار ما حصل مساء الجمعة أمام التعاون، عندما هزّ شباكه بخماسية نظيفة في أولى المباريات الفريق في الدوري تحت قيادة مدربه البرتغالي خيسوس، لتكون البداية مختلفة على صعيد الحصيلة الهجومية التي عكست ملامح مرحلة جديدة ينتظرها النصر.
ويعد تسجيل نتيجة بهذا الحجم أمراً مألوفاً أمام فرق المراكز المتأخرة، إلا أن حدوثه أمام التعاون الذي يُعد من الأندية المستقرة وصاحبة الطموح العالي، يمنح دلالات قوية على أن النصر مقبل على موسم مغاير، خصوصاً بعد أن نشط الفريق كثيراً هذا الصيف، وجلب كثيراً من الأسماء المثالية في صفوفه.
وتجاوز النصر تبعات خسارته لنهائي كأس السوبر، بعدما كان قريباً من معانقة اللقب، وظل متقدماً على الأهلي حتى اللحظات الأخيرة من المباراة، قبل أن يحضر هدف التعادل، وتحتكم المباراة لركلات الترجيح، ويكسب الأهلي اللقب. ووفقاً لإحصاءات «أوبتا» العالمية، فإن الخماسية سجلت نفسها بصفتها أكبر نتيجة يحققها النصر في مبارياته منذ افتتاحية دوري عام 2009.
ويدرك كثيرون أن البرتغالي خورخي خيسوس الذي عانق لقب الدوري السعودي في الموسم قبل الماضي، حينما كان يتولى قيادة الغريم التقليدي الهلال، مدرب يعشق الهجوم والغزارة التهديفية، وهو الأمر الذي اتضح جلياً في مباراة التعاون الأخيرة.
ويعيش عشاق النصر حالة من التفاؤل بعد قدوم خيسوس، خصوصاً وأن الفريق لم يعرف الاستقرار الفني بصورة كبيرة في سنواته الأخيرة، منذ قدوم النجم العالمي كريستيانو رونالدو إلى صفوفه في ديسمبر (كانون الأول) 2022 وهي الفترة التي ظل فيها غائباً عن معانقة الألقاب المحلية، واكتفى بلقب بطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية.
وبعد قدوم خيسوس وبناء الفريق وفقاً لخياراته الفنية، يأتي التساؤل الكبير: هل حان وقت تحقيق رونالدو ورفاقه للألقاب المحلية؟ خصوصاً وأن المؤشرات الأولية تدل على ذلك في ظل وجود مدرب صاحب تجربة ناجحة وخبرة عريضة، وفريق مدجج بالنجوم.
ولم يركن خيسوس للأسماء الحاضرة في صفوف النصر، إذ أخرج من حساباته على الفور البرتغالي أوتافيو والمدافع الإسباني لابورت، وقرّر التعاقد مع جواو فيليكس الذي كان يسعى إلى الفوز بخدماته منذ أن كان مدرباً للهلال، وكذلك أحضر المدافع الإسباني إينيغو مارتينيز الآتي من صفوف برشلونة الإسباني.
ويعتمد خيسوس على لاعبين يقدمون عطاءات بدنية عالية، ويتضح ذلك من خلال تفضيله للاعب أيمن يحيى في مركز الظهير على حساب سلطان الغنام الذي بات حبيساً لمقاعد البدلاء منذ قدوم خيسوس ويشارك بديلاً، وأبرم الفريق تعاقده مع لاعب محلي هو سعد الناصر من التعاون.
ولا يعرف خيسوس الهدوء في مجريات المباريات، ويزداد غضباً كلما تأخر الوصول إلى الشباك، وهو ما يجعل الفرق التي يقودها تسجل مزيداً من الأهداف عندما تكون بحالة مثالية كما حدث مع الهلال في موسم تحقيق اللقب؛ إذ سجل الفريق 101 هدف، وفي الموسم الماضي رغم ابتعاده عن تحقيق لقب الدوري، فقد سجل الفريق 95 هدفاً، وكان الأعلى تسجيلاً للأهداف.
ويعد البرتغالي جواو فيليكس بارقة أمل جديدة في خريطة النصر، وكانت مباراة التعاون امتداداً لتألقه الكبير الذي أظهره في مباريات بطولة كأس السوبر ليترجم بصورة مبدئية رهان المدرب خيسوس حياله.
ووفقاً لـ«أوبتا»، فللمرة الأولى في مسيرته الاحترافية يسجّل جواو فيليكس هدفاً في الجولة الافتتاحية بالدوريات التي لعب فيها، وللموسم الثاني على التوالي يفتتح لاعبٌ برتغالي أهداف النصر في دوري المحترفين بعد كريستيانو رونالدو في الموسم الماضي.

وبعد قدوم جواو فيليكس، والفرنسي كومان، إضافة لاستمرار ساديو ماني، والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد الفريق وهدافه في آخر موسمين، تشكلت قوة هجومية مختلفة للنصر.
ويعيش النصر الذي غاب بشكل كبير عن منصة البطولات، مرحلة تحضير مثالي للموسم الجديد، الذي سيكون التركيز فيه على المنافسة بجدية في الدوري وكأس الملك، وكذلك المشاركة الخارجية في دوري أبطال آسيا 2.
وتحدث البرتغالي خيسوس مدرب الفريق بعد مباراة التعاون، قائلاً إنه سعيد بالنتيجة والفوز بخماسية، لكنه أكد في الوقت ذاته: «الآن أمضيت شهراً مع النصر، وفي السوبر لعبنا مباراتين على أعلى مستوى، واليوم لم نكن في المستوى الذي أريد، ولكن لياقياً كان الفريق جيداً».

وعن الموسم الحالي قال خيسوس: «رسالتي لجمهور النصر أن يؤمن بفريقه وبإمكانات اللاعبين، الدوري هو حلمنا جميعاً، ولا نعلم الآن هل سنكون في المركز الأول بنهاية الموسم أم لا، لكننا سنقاتل من أجل ذلك».
ويقف النصر أمام أيام قليلة من نهاية سوق الانتقالات الصيفية، ويطمح إلى إكمال صفوفه بالاحتياجات قبل إغلاق الباب، خصوصاً على صعيد حراسة المرمى الذي يكثر فيه الحديث عن تغيير الحارس البرازيلي بينتو.
