حسم نادي موناكو موقفه من العروض المقدَّمة لقائده الدولي السويسري دينيس زكريا، مؤكداً في بيان رسمي، أن اللاعب لن يغادر خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، رغم ما تردّد عن اهتمام النادي الأهلي السعودي بالتعاقد معه.
وكشفت صحيفة «ليكيب» الفرنسية أن العرض الأبرز جاء من الأهلي، الذي يضم في صفوفه أسماء لامعة مثل رياض محرز، وإدوار مندي، وإنزو ميلو، حيث بلغت قيمة عرضه 40 مليون يورو، إضافة إلى 5 ملايين حوافز. العرض كان قريباً من التحقق، خصوصاً أن اللاعب بدأ يفكّر جدياً بخوض تجربة جديدة في الدوري السعودي بعقد يمتد لثلاثة مواسم، وبراتب صافٍ يبدأ من 7 ملايين يورو في السنة الأولى، ثم 8 ملايين و9 ملايين في السنتين التاليتين.
غير أن إدارة موناكو رأت أن خسارة قائدها البالغ 28 عاماً ستربك خطط المدرب آدي هويتر، في ظل صعوبة إيجاد بديل مناسب، إلى جانب ردود الفعل الغاضبة من الجماهير بعد تسرب أخبار المفاوضات. وذكّرت الصحيفة بأن زكريا شارك في 26 مباراة بالدوري الفرنسي و7 في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، ما يجعله إحدى الركائز الأساسية في وسط الميدان. رحيله كان سيضع الجهاز الفني في مأزق إضافي مع استمرار غياب بول بوغبا حتى أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
كما اصطدمت الصفقة بعقبة أخرى تتعلق بلوائح الدوري السعودي الخاصة بعدد اللاعبين الأجانب، إذ يملك الأهلي بالفعل 8 أسماء فوق 23 عاماً، هم: إدوار مندي، وروجر إيبانيز، وميريح ديميرال، وفرنك كيسييه، وإنزو ميلو، وغالينو، ورياض محرز، وإيفان توني. تسجيل زكريا كان يتطلب رحيل أحدهم، والأقرب كان كيسييه الذي يشغل المركز ذاته، غير أن اللاعب الإيفواري رفض المغادرة لكونه قائد الفريق.
إلى جانب ذلك، لم يتلقَّ موناكو أي عرض رسمي مكتوب من الأهلي، بينما تحدَّثت تقارير عن خلافات داخلية بمجلس إدارة النادي السعودي بشأن الصفقة، إذ عدّ بعض الأعضاء أن الملف فُتح بمبادرات فردية من دون توافق، ما عقَّد المشهد أكثر. وفي ظل هذه الملابسات، بقي زكريا في صفوف موناكو، مدركاً أن انتقاله غير مضمون، لكنه في الوقت نفسه لا يخفي اهتمامه بالعقد الكبير الذي طُرح عليه.
وفي حال اضطر موناكو للتخلي عن لاعبه، فإن البديل المطروح هو الجزائري هشام بوداوي لاعب نيس، البالغ 25 عاماً والمرتبط بعقد مع فريقه حتى 2027. اللاعب يعد من أبرز عناصر وسط الدوري الفرنسي، ويتمتع بقدرات هجومية ودفاعية جعلته أحد أعمدة المدرب فرنك هايس. غير أن ناديه أعلن تمسكه به خصوصاً بعد إصابة مورغان سانسون، ما يجعل المفاوضات معقدة في الأيام الأخيرة من السوق.
ووفق إذاعة «آر إم سي سبورت»، فإن موناكو رغم تمسكه الحالي بزكريا، فإنه يدرك حاجته إلى سيولة مالية لتغطية عجز متوقع بنهاية الموسم. والمبلغ المطروح في الصفقة، والمقدر بـ45 مليون يورو، يمثل إغراءً يصعب تجاهله. وفي حال تحقَّق هذا السيناريو، فسيكون المدرب هويتر أمام تحدٍ لإعادة ترتيب وسط الميدان بالاعتماد على بوغبا العائد تدريجياً، إلى جانب لامين كامارا وعدد من المواهب الشابة مثل مامادو كوليبالي، وألادجي بامبا، مع ضرورة التعاقد مع بديل للقائد السويسري.
ومع تبقي أسبوعين على إغلاق السوق، يبقى مستقبل زكريا معلقاً بين إغراءات الأهلي وحاجة موناكو إلى الاستقرار الفني، في مشهد مفتوح على احتمالات مفاجئة حتى اللحظة الأخيرة.

