تنطلق منافسات الموسم الثاني من بطولة رابطة المحترفين للفنون القتالية المختلطة في 9 مايو (أيار) المقبل، على صالة «أونيكس» بمدينة جدة، في حدث رياضي مرتقب يجمع نخبةً من المقاتلين السعوديين والعرب، وسط تطلعات جماهيرية لمنافساتٍ حماسية تعكس تطور الرياضات القتالية في المملكة.
وخلال مؤتمر صحافي عُقد عن بُعد، الثلاثاء، أعرب عدد من المقاتلين السعوديين المشارِكين عن حماستهم، واستعدادهم التام، مؤكدين أن تحضيراتهم تسير وفق المخطط لضمان الظهور بصورة مشرّفة أمام الجماهير.
المقاتل السعودي المخضرم أحمد مكي، الذي يخوض آخر نزال له في مسيرته الاحترافية، عبَّر عن فخره بكونه أحد أوائل مَن أسَّسوا لهذه الرياضة في المملكة، قائلاً: «مارست كثيراً من الرياضات القتالية منها المصارعة والمواي تاي والكيك بوكسينغ، وشاركت في بطولات محلية وعالمية، واليوم أعود لأخوض نزالي الأخير في وطني، وبين أهلي في جدة».
وأكد مكي أن مشاركته في بطولة «دوري المحترفين» في جدة تمثل محطةً ختاميةً مميزةً لمسيرته، موضحاً أنه فخور بما قدَّمه، ويستعد لتسليم الراية للجيل الجديد من المقاتلين السعوديين، الذين يملكون القدرات للمضي نحو العالمية.
أما المقاتل مالك باسهل، فيخوض أول نزالاته في عالم الاحتراف، بعد مسيرة ناجحة بوصفه مقاتلاً هاوياً، خاض خلالها 25 نزالاً فاز في 21 منها. وأوضح أن التركيز الذهني، وسرعة البديهة، ومعرفة توقيت الهجوم والدفاع، هي مفاتيح التفوُّق في مثل هذه النزالات.
وأضاف: «النجاح لا يأتي إلا بالالتزام والانضباط. لا يمكن أن تتطور إذا تمرَّنت بشكل متقطع، بل يجب أن تضع هدفاً وتسير نحوه بجدية وثبات لأشهر، حتى تصنع لنفسك اسماً في عالم القتال».
من جهته، أشار عبد العزيز معمر، بطل دورة «الألعاب السعودية 2024»، إلى أن بدايته كانت في رياضة السامبو، وحقَّق فيها نتائج لافتة، لكنه يواصل اليوم تطوير مستواه ليكون منافساً قوياً في المهارات الأرضية والضربات.
وقال معمر: «أقاتل لأجل وطني وعائلتي ومحبيّ، ولهذا فإن المسؤولية كبيرة. جدة مدينة لها تاريخها مع الفنون القتالية، وهي التي فتحت الباب أمام انتشار هذه الرياضة في المملكة، والجمهور هنا دائماً ما يكون حماسياً ومؤثراً».
واتفق المقاتلون الثلاثة على أن المملكة باتت وجهةً رئيسيةً للأحداث الرياضية العالمية، لا سيما في مجال الفنون القتالية المختلطة، ما يعزز من أهمية تقديم مستويات عالية داخل الحلبة، تعكس التطور الكبير في الرياضة السعودية.
ويأتي الموسم الثاني من البطولة بعد النجاح اللافت للنسخة الافتتاحية في عام 2024، حيث تهدف البطولة إلى إبراز المواهب المحلية والإقليمية، وتوفير منصة احترافية تسهم في إيصال المقاتلين إلى الساحة العالمية.
يُذكر أن مدينة جدة تمتلك سجلاً مميزاً في استضافة فعاليات الفنون القتالية المختلطة، حيث نظَّمت أول حدث كبير في هذا المجال عام 2014، واليوم تعود البطولة إلى أرضها لتؤكد أن جدة تظل إحدى أبرز المحطات القتالية في المنطقة.