قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن دائرة التحكيم التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم ستجتمع، الثلاثاء، لمناقشة الحالات التحكيمية للجولة السادسة من دوري المحترفين السعودي ومن بينها قرارات الحكم السلوفيني سلافكو فينسيتش، الذي أدارت صافرته قمة الجولة التي جمعت الأهلي والهلال وانتهت لمصلحة الأخير بهدفين لهدف، حيث شهدت حالات جدلية في نظر الشارع الرياضي السعودي.
ورغم الحديث عن قرارات الحكم السلوفيني فإن كثيراً من خبراء التحكيم صدَّقوا على أبرز قراراته في مواجهة القمة. وتعرض حكم اللقاء لانتقادات من خالد العيسى رئيس مجلس إدارة شركة النادي الأهلي، وكذلك من الألماني ماتياس يايسله مدرب الفريق، في المؤتمر الصحافي، حيث قال إن قرارات طاقم التحكيم غيَّرت في مجريات المباراة، على حد وصفه.
واحتسب السلوفيني فينسيتش الذي أدار نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، ضربة جزاء لفريق الهلال سجل منها الأزرق العاصمي هدفه الثاني، في حين كانت هناك مطالبات باحتساب ركلة جزاء لفريق الأهلي مع الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء.
وتسلط «الشرق الأوسط» الضوء على آراء محللي البرامج الرياضية السعودية اليومية حول ضربة جزاء فريق الهلال التي احتسبها الحكم في الدقيقة 78 وسجلها الصربي ميتروفيتش، بعد قرار من حكم المباراة بإعادة تنفيذ الركلة لتقدم حارس مرمى فريق الأهلي، حيث اتفق محمد فودة وسمير عثمان، محللا برنامج «أكشن مع وليد»، على صحة وجود ضربة جزاء لفريق الهلال، وانضم عبد الله القحطاني، محلل برنامج «دورينا غير» الذي يُبَث على القناة السعودية، إلى المؤيدين لصحة ضربة جزاء فريق الهلال، وأيَّد فهد المرداسي الخبير التحكيمي لقنوات «إس إس سي» الناقل الرسمي لمباريات الدوري السعودي، صحة قرار الحكم احتساب ركلة جزاء لفريق الهلال لصالح البرازيلي مالكوم.
وصدَّق جمال الغندور المحلل التحكيمي لبرنامج «المنتصف» الذي يُبَث على القناة الإخبارية السعودية، على صحة ركلة جزاء فريق الهلال التي احتسبها الحكم في الدقيقة 78.
وعن الحالة الأخيرة في المباراة إثر سقوط علي مجرشي مدافع الأهلي، في الدقيقة 87، أوضح محمد فودة المستشار التحكيمي لبرنامج «أكشن مع وليد» على قوات «إم بي سي»، أنه لا توجد ركلة جزاء، وكذلك كشف عبد الله القحطاني محلل برنامج «دورينا غير»، أنه لا وجود لركلة جزاء لفريق الأهلي، مشيراً إلى أن الاحتكاك الذي حدث فعل عرضي لأن لاعب الهلال في وضعية الارتقاء ولا بد من النزول لنفس المكان، ولاعب الأهلي وضع قدمه في مكان نزول قدم لاعب الهلال.
واتفق المرداسي مع فودة والقحطاني بعدم وجود ركلة جزاء لفريق الأهلي مع الدقيقة 87، مشيراً إلى التعديل الأخير لقوانين «فيفا»، حيث إن لاعب الهلال نزل بشكل طبيعي وعرضي ولاعب الأهلي وضع قدمه في مكان النزول، لذلك لا وجود لركلة جزاء.
فيما قال المستشار التحكيمي سمير عثمان إن هناك ضربة جزاء لفريق الأهلي لم تُحتسَب، وذلك لثبات قدم لاعب الهلال الأولى على الأرض ونزول القدم الثانية التي كان يستطيع التحكم بها، وكان يجب على حكم تقنية الفيديو المساعد استدعاء حكم المباراة.
وانضم جمال الغندور إلى سمير عثمان مؤكداً وجود ضربة جزاء لفريق الأهلي في الوقت الأخير من المباراة، وقال: «دهسَ بتهوُّر وكان يجب احتساب ركلة جزاء لفريق الأهلي».
كان خالد العيسى، رئيس مجلس إدارة شركة النادي الأهلي، قد قال في تصريحات خطيرة لوسائل الإعلام بعد المواجهة: «من الصعب أن تنتصر على فريق لديه 12 لاعباً»، في إشارة إلى الحكم السلوفيني، موضحاً أن الموازين اختلفت، وأن «ضربة الجزاء للهلال مشكوك في صحتها، والأهلي يستحق ضربة جزاء لعلي مجرشي، وإعادة تنفيذ ركلة الجزاء صعب أن تفهمها».
وأشار مصدر في دائرة التحكيم السعودي إلى أن اجتماع الثلاثاء سيناقش الحالات التحكيمية للكلاسيكو، لكنَّ أحد المسؤولين يرى أن الطاقم التحكيمي أجاد كثيراً في المباراة وأخرجها إلى بر الأمان بقراراته التي صدّق عليها كثير من محللي التحكيم.
وتابع: «ضربة الجزاء التي يرى الشارع الرياضي أنها صحيحة لصالح الأهلي ليست كذلك، كون التفسير القانوني لها أنها موقف عرضيّ من اللاعب أو ما يسمى بالمصطلح الإنجليزي (Accidental)»، مشيراً إلى أن المحلل فهد المرداسي كان أكثر المحللين التحكيميين قدرةً على شرح الحالة وفقاً لقانون كرة القدم في «فيفا» بوصفه مطلعاً على القانون وتحديثاته.
جدير بالذكر أن السلوفيني فينسيتش يحمل شارة القيادة الدولية منذ 2010، وقاد أشهر مباريات كرة القدم للمنتخب السعودي أمام نظيره الأرجنتيني في مونديال قطر 2022 التي كسبها الأخضر في واحدة من كبرى المفاجآت التي صنفها «فيفا» في تاريخ كأس العالم، كما أدار مواجهة ويلز وإنجلترا في المونديال ذاته.
وعلى صعيد بطولة «يورو 2024»، تولى السلوفيني فينسيتش قيادة 3 مباريات بدأت بلقاء المجر أمام سويسرا وكذلك لقاء إسبانيا أمام إيطاليا، ومواجهة نصف النهائي إسبانيا وفرنسا، وتولى كذلك قيادة نهائي دوري أبطال أوروبا بنسخته الأخيرة أمام ريال مدريد وبوروسيا دورتموند الألماني، كما أدار مباراة آرسنال وسان جيرمان مطلع الشهر الجاري، ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا.