قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن ثقة مسؤولي النادي الأهلي كبيرة ولا تزال حاضرة في إمكانيات مدرب الفريق الألماني ماتياس يايسله وذلك رغم الأنباء التي تشير إلى إمكانية إقالته من منصبه.
ولا شك أن خروج الأهلي من دور الـ32 لبطولة كأس الملك هو مفاجأة دون النظر لهوية الفريق الذي قام بإخراجه، لكن المفاجأة المدوية ستكون عندما تنظر للفريق الذي قام بإقصائه وهو الجندل القادم من منافسات دوري الدرجة الأولى برصيد انتصار وحيد من ثلاث جولات.
قد يضم دوري الدرجة الأولى بين طياته فرقاً ثقيلة على الجانب الفني، إلا أن الجندل الصاعد حديثاً من منافسات دوري الدرجة الثانية وأمضى موسماً وحيداً في دوري الأولى يظهر بإمكانيات مالية قليلة ويعاني على الجانب الفني إذ اكتفى بانتصار وحيد مقابل خسارته لثلاث جولات جعلت الفريق يحتل أحد المراكز الثلاثة المهددة بالهبوط.
يقول عبد الله السالم رئيس نادي الجندل في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إن كافة الترشيحات كانت تذهب لصالح الأهلي وهذا أمر طبيعي بسبب فارق الإمكانات والنجوم بين الفريقين لكن لاعبي الجندل المنافس في دوري الدرجة الأولى السعودي ويحتل حالياً المرتبة الـ16 في هذا الموسم كان على مستوى الثقة والتحدي وكان اللاعبون أشداء في الملعب.
وتابع: فريقنا صاعد حديثاً لدوري يلو لكننا جهزنا الفريق معنوياً وفنياً قبل مواجهة الأهلي من خلال المعسكر التحضيري في جدة ونجحنا في كسب التحدي وتفجير مفاجأة كبرى بالفوز على الأهلي.
وأوضح أن الجندل والعروبة حيث ينتمي الناديان إلى مدينة الجوف يحظيان بمتابعة أمير المنطقة الأمير فيصل بن نواف بن عبد العزيز الذي يتابع تفاصيل الناديين ويعرف كل شيء ويناقش في كل ما من شأنه رفعة الفريقين.
ويملك الجندل مديراً فنياً هاوياً هو زياد العفر الذي يعمل في مجال التعليم لكنه يقود الفريق منذ أربعة أعوام ومن إنجازاته الصعود بالجندل لدوري يلو.
بعيداً عن الجندل وتواضع إمكاناته الفنية، إلا أن الحديث سيكون عن الأهلي البطل التاريخي لبطولة كأس الملك، الفريق الذي رفع راية المنافسة الجادة لحصد البطولات هذا الموسم بعد موسم ماضٍ اكتفى فيه بالمشاهدة ورغم ذلك فقد حل ثالثاً في الترتيب وانتزع بطاقة مؤهلة لدوري أبطال آسيا النخبة.
لا شك أن وداع الأهلي أمام الجندل سيكون مفاجأة يطول ذكرها وترديدها مع تقادم النسخ، كونها تصنف من أكبر مفاجآت البطولة خاصة أنها جاءت بمرحلة مبكرة من البطولة التي تعتبر الأغلى محلياً إذ يحصل بطلها على جائزة مالية قدرها عشرة ملايين ريال.
رغم أن الأهلي يعتبر البطل التاريخي لبطولة كأس الملك بعدد 13 لقباً فإن الفريق تراجع عن المشهد في السنوات الأخيرة وتحديداً منذ عودة البطولة إلى الواجهة في منتصف الألفية الجديدة.
بعد عودة البطولة إلى الواجهة تمكن الأهلي من تحقيق اللقب ثلاث مرات مقابل خروجه ووداعه من البطولة في 14 نسخة، منها خمس مرات كانت في أولى مراحل البطولة.
في أول ثلاث نسخ بعد رحلة العودة ودع الأهلي البطولة من الدور الأول وذلك بخسارته أمام الشباب ثم الحزم وبعدها النصر حينما كانت البطولة مقتصرة على 8 فرق، ليتوج باللقب في نسخة 2011 عقب انتصاره على الغريم التقليدي الاتحاد ويكرر الحفاظ على لقبه في الموسم الذي يليه على حساب النصر.
بعدها استمر الأهلي في حضوره المميز إذ ودع البطولة في نسخة 2013 من دور نصف النهائي، ثم خسر المباراة النهائية أمام الشباب في 2014 قبل أن يغادر من دور الستة عشر على يد القادسية في 2015 ثم يحقق اللقب في نسخة 2016 عقب انتصاره على النصر في النهائي.
منذ النهائي الذي توج فيه بطلاً لم ينجح الأهلي في تكرار مُنجزه رغم بلوغه نهائي نسخة 2017 أمام الهلال ونصف نهائي النسخة التي تليها لكن الفريق ودع البطولة بنسختها الموسعة من دور الستة عشر أمام الوحدة عن طريق ركلات الترجيح، وعاد ليبلغ نصف النهائي في نسخة 2020.
وفي نسخة 2020 / 2021 ودع الأهلي البطولة بصورة مفاجئة من دورها الأول على يد فريق العين إثر خسارته بهدفين لهدف، ثم وداعه أمام الشباب في دور ربع النهائي، وفي النسخة الماضية عبر العين نحو دور الستة عشر لكنه ودع البطولة إثر خسارته أمام أبها من دور الستة عشر.
يجدر بالذكر أن بطولة كأس الملك انطلقت بهوية وشكل مختلفين في بدايتها قبل أكثر من خمسة وستين عاماً، حيث كانت تعتمد على النقاط بنظام الدوري، قبل أن يتغير ذلك في عام 1974 لنظام مباريات خروج المغلوب حتى عام 1990 الذي شهد توقف البطولة لعدة أعوام.
ويأتي توقف بطولة كأس الملك في ذلك العام بسبب تغيير اسم الدوري السعودي إلى دوري خادم الحرمين الشريفين ليحمل الاسم نفسه للبطولة التي توقفت وغابت عن المشهد قرابة ثمانية عشر عاماً، قبل أن تعود بهوية جديدة وبملامح مختلفة.
وفي 2008 أعلن اتحاد كرة القدم السعودي عن عودة بطولة كأس الملك للواجهة مجدداً لكنها تحمل اسم «كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال» وكانت محصورة على ثمانية أندية فقط هي التي تحتل الترتيب الأول في الدوري السعودي.
واستمر ذلك المشهد حتى عام 2013 ليتم فتح المجال أمام جميع الأندية السعودية لنيل شرف المشاركة في البطولة التي باتت محط أنظار الجميع بسبب المزايا المالية والرياضية التي يتحصل عليها حامل اللقب من جائزة هي الأضخم آسيوياً ومقعد آسيوي ثم مشاركة في كأس السوبر لاحقاً.