قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن هناك انقساماً كبيراً في نادي النصر حول أسباب الخسارة من الهلال بأربعة أهداف مقابل هدف في نهائي كأس الدرعية للسوبر الذي جرى على ملعب مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز بالمحالة بمدينة أبها، أول من أمس (السبت)، وبدا الانقسام حول مصير المدير الفني البرتغالي كاسترو الذي يجد دعماً كبيراً من مسؤولين في النادي، فيما يرى آخرون بقيادة إبراهيم المهيدب رئيس النادي أن استمراره سيعمق المشكلات الفنية في الفريق.
وبحسب مصادر «الشرق الأوسط» فإن هناك نقاشات طويلة تمت طوال الساعات الماضية حول إقالة المدرب كاسترو من عدمها، لكن الأقرب يذهب في اتجاه إقالته رغم المحاولات بدفع هذه الضغوط من تيار آخر لا يرى المدير الفني سبباً فيما يحدث.
وخسر النصر جميع البطولات التي نافس عليها بقيادة كاسترو، حيث خسر لقب الدوري السعودي، وكأس الملك، وكأسَي السوبر نهاية الموسم الماضي ومطلع الموسم الجديد، وكأس دوري أبطال آسيا.
وفي مسيرة كاسترو لا توجد سوى بطولة كأس الأندية العربية التي جرت في صيف 2023، حيث ظفر بها النصر على حساب الهلال في الطائف.
وعاش النصر لحظات صعبة السبت؛ بسبب الخسارة الثقيلة التي تعرّض لها الفريق، حيث شنّت الجماهير النصراوية هجوماً حاداً على الجهاز الفني وبعض اللاعبين، وطالبت إدارة النادي بضرورة إيقاف حد الخسائر في المباريات النهائية التي بدت كثيرة في العقدين الماضيين.
والخسارة المزعجة لجماهيره جاءت أمام الغريم التقليدي الهلال، وفي افتتاحية موسم جديد، وظل السؤال الذي يجب طرحه: هل تُلقي الخسارة بظلالها على موسم النصر الجديد؟ أم تنقذه من الفشل؟
قبل الخوض في سرد الإجابة عن هذا السؤال، هل يعدّ فريق النصر سيئاً فنياً أو لا يملك مقومات المنافسة على البطولات؟، بالطبع إنه فريق يملك عناصر فنية مميزة، وقادر على أن يصبح منافساً قوياً على البطولات كافة، لكن شريطة أن يتجاوز بعض التفاصيل الفنية التي تخدش جماعية المنظومة، وتسبب هذه المشكلات الفنية في المباريات الحاسمة.
مَن ينظر لتفاصيل النصر، يدرك أن المشهد لم يتغير بصورة كبيرة عن الموسم الماضي، فقط هي أمنيات الجماهير والمشجعين، لكن الواقع الفني ظل كما هو، أخطاء بدائية لدفاع الفريق، وغياب للتناغم كمنظومة، ومعهما اختفاء للمواهب الشابة في الفريق، وبروز لافت للحلول الفردية في الأداء الهجومي للفريق.
كان حضور البرازيلي بينتو حارس مرمى الفريق خلفاً للكولومبي دافيد أوسبينا بصيص أمل لإنقاذ النصر من هفوات كانت تسلبه كثيراً من الانتصارات على صعيد حراسة المرمى التي حضرت في أحيان كثيرة الموسم الماضي الذي تناوب عليه 4 حراس مرمى، وهم أوسبينا، ونواف العقيدي، ووليد عبد الله، وراغد النجار.
لكن بينتو، الأمل الجديد، طالته سهام النقد بعد خطئه الفردي في لقطة الهدف الرابع لفريق الهلال وتأخره في لعب الكرة، لينجح مواطنه مالكوم لاعب فريق الهلال بخطف الكرة وركنها داخل الشباك.
بعيداً عن بينتو والحُكم المتسرع على مستوياته، فإن المشكلة لم تكن رهينة قراره أو قفازه، بل هي جملة من الأخطاء الكارثية لدفاع فريق مُنافس، لم تتغير معه الحال حتى في الموسم الحالي الذي يأمل أن يمسح فيه أحزان الموسم الماضي الذي ودّعه خالي الوفاض دون بطولات محلية، واكتفى بتحقيق كأس الملك سلمان للأندية العربية.
النصر في الموسم الماضي استقبلت شباكه 62 هدفاً، وهو رقم كبير لفريق يهدف لتحقيق البطولات، في الدوري 42 هدفاً وفي دوري أبطال آسيا التي ودّعها من دور رُبع النهائي استقبلت شباكه 13 هدفاً، مقابل 5 أهداف في كأس الملك، وهدفين في كأس السوبر.
خلال فترة الإعداد والتحضير للموسم الجديد، لعب النصر 4 مباريات ودية لم ينتصر في أي منها، واستقبلت شباكه 10 أهداف، كانت أكثرها في مباراة بورتو البرتغالي برباعية، وثلاثية ألميريا الإسباني.
رغم الأرقام التي تمنح مؤشرات لعدم تحسن الأداء الدفاعي وذلك في فترة الإعداد الصيفية، فإن الآمال كانت معقودة على حضور حارس مرمى جديد، وعودة الإسباني لابورت الذي كان يتمتع بإجازة بعد فراغه من المشاركة في صفوف منتخب بلاده خلال منافسات بطولة كأس أمم أوروبا (يورو 2024) وسط تأكيدات من كاسترو مدرب الفريق أن الأمور ستتحسن مع مضي الوقت.
لم تكن مواجهة التعاون في دور نصف نهائي بطولة كأس السوبر السعودي اختباراً حقيقياً لفريق النصر، نظير المشكلات الفنية الكبيرة التي عانى منها التعاون والنقص الحاضر بين صفوفه، لكن الخسارة برباعية أمام الهلال جسّدت وكشفت للنصر كثيراً من المشكلات الفنية.
يملك نادي النصر كثيراً من الحلول الحاضرة على طاولة صناع القرار فيه، فالوقت لم ينتهِ بعد للتغيير سواء على صعيد قائمة اللاعبين المحترفين الأجانب، إذ تُقفل فترة الانتقالات الصيفية في الثاني من سبتمبر (أيلول) المقبل، أو حتى إعلان إقالة البرتغالي لويس كاسترو من قيادة الفريق.
سيكون الحل الأمثل بالتأكيد هو رحيل المدرب كاسترو الذي تحصّل على فرصة كبيرة لقيادة الفريق دون إصلاح المشكلات الفنية البارزة، وهي الأخطاء الدفاعية، لكن إقالة المدرب وحدها لن تكون كافية لتجاوز المرحلة المعنوية الحالية والدخول في معترك شرس لموسم جديد وطويل.
عند النظر لقائمة لاعبي الفريق الأجانب ستكون التغييرات محدودة أو ستكون حاجة الفريق إلى التدعيم محدودة ولكنها رهينة الدقة في اختيار الأسماء البديلة بالتأكيد؛ لإضفاء لمسة فنية رائعة تسهم في تحسن الفريق وقدرته على الحضور بقوة.
يملك النصر مقومات كثيرة للنجاح والبناء على منظومة الفريق الحالية، لكن المشكلة التي قد تربك مشهد الاستعدادات هي الخسارة الكبيرة برباعية أمام الغريم التقليدي، إلا أن الركون لهذه الخسارة قد يلقي بظلاله على الموسم الحالي، لكن الحل الأمثل هو المسارعة وكسب الوقت لاتخاذ كثير من التغييرات.