هل كانت دقائق اللعب «غير الكافية» سبب تراجع نتائج الأخضر؟

18 لاعباً دولياً خاضوا أقل من 1000 دقيقة في الدوري السعودي

لاعبو منتخب السعودية يعانون من دقائق اللعب الكافية في الدوري المحلي (المنتخب السعودي)
لاعبو منتخب السعودية يعانون من دقائق اللعب الكافية في الدوري المحلي (المنتخب السعودي)
TT

هل كانت دقائق اللعب «غير الكافية» سبب تراجع نتائج الأخضر؟

لاعبو منتخب السعودية يعانون من دقائق اللعب الكافية في الدوري المحلي (المنتخب السعودي)
لاعبو منتخب السعودية يعانون من دقائق اللعب الكافية في الدوري المحلي (المنتخب السعودي)

كان المنتخب السعودي في مرمى انتقادات الإعلام المحلي والجماهير بسبب خسارته الأخيرة أمام نظيره الأردني في المواجهة التي جمعت المنتخبين بملعب «أول بارك» في العاصمة الرياض قبل أسبوعين، وانتهت بهدف مقابل هدفين.

مانشيني واجه انتقادات لاذعة بسبب نتائج المنتخب السعودي في كأس آسيا وتصفيات كأس العالم (رويترز)

هذه الخسارة قادت نشامى الأردن لخطف صدارة المجموعة السابعة من الصقور في اللحظة الحاسمة، رغم بلوغ الأخضر الدور الآسيوي الحاسم المؤهل لكأس العالم 2026، الذي لم يكن كافياً عند كثير من المتابعين.

لم تكن المشكلة في خسارة صدارة المجموعة السابعة فقط ضمن تصفيات كأس العالم في دورها الثاني، بل كانت امتداداً لخروج الأخضر من دور ثمن النهائي لكأس آسيا، ليواصل غيابه عن الفوز باللقب منذ عام 1996، علماً أنه لعب نهائيين عامي 2000 في بيروت، و2007 في جاكرتا بإندونيسيا.

أحمد الكسار لعب 45 دقيقة في هذا الموسم عبر مباراة يتيمة (المنتخب السعودي)

«الشرق الأوسط» تسلط الضوء على مسببات الأداء السعودي المتراجع في الفترة الأخيرة من خلال إحصائية خاصة تنشرها عن عدد الدقائق التي خاضها لاعبو الأخضر الذين انضموا تالياً إلى التشكيلة السعودية الرسمية في كأس آسيا والمعسكرات التحضيرية اللاحقة التي تخللتها مباريات تصفيات كأس العالم 2026.

يعدّ علي البليهي، مدافع فريق الهلال، أكثر لاعبي المنتخب السعودي لعباً من حيث عدد الدقائق في الموسم الكروي الماضي، وذلك في مباريات الدوري السعودي للمحترفين، إذ بلغت أرقام البليهي 2771 دقيقة بعدد 32 مباراة، ويبرز عبد الإله المالكي في قائمة أقل اللاعبين خوضاً للمواجهات، حيث شارك في 3 مباريات، بإجمالي 15 دقيقة فقط، في حين يعدّ محمد الربيعي حارس مرمى فريق الهلال اللاعب الوحيد دون أي مشاركة أو دقائق لعب.

عبد الله الحمدان اشتهر بحضوره الدائم على دكة البدلاء اذ لعب 21 مباراة بـ480 دقيقة فقط (المنتخب السعودي)

ووفقاً لإحصائية خاصة، تنشرها «الشرق الأوسط»، لعدد مباريات الدوري السعودي للمحترفين بعد زيادة عدد الفرق في النسخة الأخيرة من 16 فريقاً إلى 18 فريقاً، فقد زاد عدد المباريات في الدوري إلى 34 جولة، بإجمالي 3060 دقيقة.

وتظهر الإحصائية حضوراً ضعيفاً للاعبين السعوديين الدوليين، إذ خاض 8 لاعبين فقط أكثر من 2000 دقيقة مع أنديتهم، مقابل 18 لاعباً شاركوا مع أنديتهم في أقل من 1000 دقيقة، بينما من ضمن هؤلاء 11 لاعباً خاض مع ناديه أقل من 600 دقيقة، وهو رقم متواضع جداً وضئيل على صعيد تحضير اللاعبين للمنتخب السعودي.

طلال حاجي لم يلعب سوى 9 مباريات تخللتها 294 دقيقة في كامل الموسم (المنتخب السعودي)

ولا تعكس في ذات الوقت عدد المباريات الكبيرة لبعض اللاعبين الذين كان لهم حضور قوي مع أنديتهم بسبب مشاركاتهم كبدلاء والزجّ بهم في لحظات متأخرة من المباريات المحلية، إذ خاض صالح الشهري 14 مباراة مع الهلال، لكنه لم يلعب فعلياً سوى 443 دقيقة، بينما شارك سامي النجعي مع النصر في 20 مباراة، لكن دقائق اللعب كانت 659 دقيقة فقط، والأمر نفسه لحسان تمبكتي، الذي شارك في 16 مباراة مع الهلال بعدد دقائق متواضعة، حيث أشرك في 526 دقيقة، وأيضاً لمحمد البريك الذي شارك في 28 مباراة مع الهلال، بوقت زمني قُدّر بـ1028 دقيقة، وكذلك عباس الحسن الذي لعب 25 مباراة مع فريقه الفتح بـ1150 دقيقة، وكذلك مروان الصحفي الذي لعب 20 مباراة للاتحاد، خاض فيها 1097 دقيقة، وعبد الرحمن غريب الذي شارك مع النصر في 27 مباراة، بـ1420 دقيقة، وعلي لاجامي الذي لعب 18 مباراة بـ1466 دقيقة.

سعود عبد الحميد أكثر لاعبي العالم خوضا للمباريات والدقائق (المنتخب السعودي)

وضمّت قائمة دقائق اللعب للاعبي المنتخب السعودي، البالغ عددهم 37، الذين قام الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي بضمّهم إلى الأخضر في بطولة كأس آسيا، وكذلك في آخر معسكرين للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم.

وبعد علي البليهي، يحضر سعود عبد الحميد لاعب فريق الهلال بذات الرقم لعدد المباريات، لكن بدقائق أقل، إذ لعب 32 مباراة، بإجمالي دقائق بلغ 2576 دقيقة.

يذكر أن سعود عبد الحميد تصدر قائمة اللاعبين الأكثر خوضاً للمباريات هذا الموسم عالمياً، وذلك في إحصائية نشرها اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو)، الذي أشار إلى أن الظهير الأيمن بنادي الهلال خاض 67 مباراة منذ بداية الموسم حتى الثاني من يونيو (حزيران) الحالي.

وجاء فراس البريكان، مهاجم النادي الأهلي، ثالث لاعبي المنتخب السعودي الأكثر خوضاً للمباريات في النسخة الماضية من الدوري السعودي للمحترفين، وذلك بعدد 32 مباراة، بـ2508 دقائق، يأتي بعده في المركز الرابع فواز الصقور لاعب فريق الاتحاد، الذي خاض 29 مباراة، بإجمالي 2411 دقيقة.

وحلّ مختار علي، لاعب فريق الفتح، في المركز الخامس من حيث عدد دقائق اللعب في الموسم المنصرم، إذ شارك في 27 مباراة، بإجمالي 2303 دقائق، يليه في المركز السادس سالم الدوسري قائد الأخضر ونجم فريق الهلال الذي شارك في 27 مباراة، بإجمالي 2286 دقيقة.

وحضر حسن كادش كآخر اللاعبين في قائمة الأخضر، الذين نجحوا في خوض أكثر من 2000 دقيقة في مباريات الدوري السعودي للمحترفين، إذ حلّ كادش لاعب فريق الاتحاد في المركز السابع من حيث الترتيب بإجمالي عدد مباريات بلغ 24 مباراة، و2057 دقيقة.

أما سلطان الغنام، نجم فريق النصر، والعائد لقائمة الأخضر السعودي الأخيرة، فقد شارك في الموسم الأخير بعدد 23 مباراة، بإجمالي 1983 دقيقة، ليحتل المركز الثامن في القائمة، يليه عيد المولد لاعب فريق الأخدود، الذي شارك في 27 مباراة بـ1953 دقيقة، ليحتل المركز التاسع بالقائمة، وحظي النجم الشاب بثقة الإيطالي مانشيني خلال مباريات بطولة كأس آسيا 2023، التي أقيمت في الدوحة خلال يناير (كانون الثاني) الماضي.

في المركز العاشر، جاء عون السلولي، لاعب فريق التعاون والمدافع الذي وجد نفسه بصورة أساسية في قائمة الإيطالي مانشيني لأكثر من مرة، حيث شارك السلولي بعدد 26 مباراة، بإجمالي 1865 دقيقة، يليه في المركز الحادي عشر عبد الله الخيبري، لاعب فريق النصر، الذي شارك في 26 مباراة، بـ1857 دقيقة، أي بفارق 8 دقائق عن السلولي.

النجم الشاب فيصل الغامدي، لاعب فريق الاتحاد، جاء في المركز الثاني عشر بالقائمة، بإجمالي 23 مباراة، و1733 دقيقة. وفي المركز الثالث عشر، حضر علي لاجامي مدافع فريق النصر، الذي شارك في 18 مباراة، بإجمالي 1466 دقيقة، يليه في المركز الرابع عشر متعب الحربي، لاعب فريق الشباب، الذي شارك في الموسم الماضي بعدد 20 مباراة، و1457 دقيقة. وفي المركز الخامس عشر، حضر نواف العقيدي، حارس مرمى فريق النصر، الذي شارك في 16 مباراة، بإجمالي 1440 دقيقة، وتعرض العقيدي لعقوبة الإيقاف لمدة 5 أشهر، على خلفية أحداث بطولة كأس آسيا، ما أبعده عن المشاركة لدقائق أكثر في الموسم الماضي.

جاء في المركز السادس عشر عبد الرحمن غريب، لاعب فريق النصر، الذي شارك في 27 مباراة، بإجمالي 1420 دقيقة. وفي المركز السابع عشر، حضر عباس الحسن، لاعب فريق الفتح، الذي شارك في 25 مباراة مع فريقه، بإجمالي 1150 دقيقة. يليه في المركز الثامن عشر مروان الصحافي، لاعب فريق الاتحاد، الذي شارك في 20 مباراة، بإجمالي 1097 دقيقة.

وكان محمد البريك آخر اللاعبين المشاركين لأكثر من 1000 دقيقة في الموسم الماضي، إذ حل في المركز التاسع عشر، وشارك لاعب فريق الهلال بعدد 28 مباراة، بإجمالي 1028 دقيقة.

وجاء محمد كنو، لاعب فريق الهلال، في المركز العشرين، وذلك بعدد مباريات كبير بلغ 30 مباراة، لكن بدقائق أقل، بلغت 981 دقيقة، يليه في المركز الحادي والعشرين مصعب الجوير، الذي خاض موسمه مع فريق الشباب معاراً من فريق الهلال حيث لعب 17 مباراة، بإجمالي 925 دقيقة. وفي المركز الثاني والعشرين، جاء أحمد الغامدي، نجم فريق الاتحاد، الذي شارك في 21 مباراة، بإجمالي 853 دقيقة.

في المركز 23، جاء أيمن يحيى لاعب فريق النصر، الذي شارك في 17 مباراة، و793 دقيقة، يليه في المركز 24 عبد الله رديف، الذي شارك مع الشباب معاراً من فريق الهلال، بإجمالي 22 مباراة، و739 دقيقة، ثم في المركز 25 حضر سامي النجعي لاعب فريق النصر بـ20 مباراة و659 دقيقة، يليه في المركز 26 ريان حامد لاعب فريق الأهلي بـ10 مباريات و601 دقيقة.

جاء في المركز السابع والعشرين ناصر الدوسري، لاعب فريق الهلال، الذي شارك في 25 مباراة، بـ578 دقيقة، يليه في المركز 28 محمد العبسي، حارس مرمى فريق الشباب، بـ6 مباريات، و540 دقيقة، ثم حسان تمبكتي، لاعب فريق الهلال، في المركز 29، بعدد 16 مباراة، و526 دقيقة.

حلّ في المركز الـ30 عبد الله الحمدان، لاعب فريق الهلال، بعدد 21 مباراة، و480 دقيقة، يليه في المركز الـ31 صالح الشهري، زميله في الهلال، الذي لعب 14 مباراة و443 دقيقة، يليهما في المركز 32 راغد النجار، حارس مرمى فريق النصر، الذي شارك في 4 مباريات، بإجمالي دقائق 296.

النجم الشاب طلال حاجي، لاعب فريق الاتحاد، جاء في المركز الـ33، إذ لعب 9 مباريات، بإجمالي 294 دقيقة، يليه في المركز 34 محمد العويس، حارس مرمى فريق الهلال، بمباراتين و98 دقيقة، ثم في المركز 35 جاء اللاعب أحمد الكسار، الذي كان يلعب في صفوف فريق الفيحاء قبل انتقاله إلى القادسية (الدرجة الأولى)، إذ شارك قبل انتقاله في مباراة واحدة، بإجمالي 45 دقيقة.

يعدّ عبد الإله المالكي أقل اللاعبين لعباً، إذ شارك في 3 مباريات، بإجمالي 15 دقيقة، وحلّ في المركز الـ36. أما في المركز الأخير فكان محمد الربيعي، حارس مرمى فريق الهلال، الذي لم يشارك في أي مباراة، ولم يلعب أي دقيقة.


مقالات ذات صلة

المُدد الزمنية للتقاضي الرياضي... هل هي منطقية؟

رياضة سعودية رافع الرويلي حارس نادي العروبة (نادي العروبة)

المُدد الزمنية للتقاضي الرياضي... هل هي منطقية؟

توشك قضية احتجاج نادي النصر السعودي ضد مشاركة حارس مرمى العروبة، رافع الرويلي، على دخول شهرها الثالث، ولكن دون أن تُحسم بشكل نهائي بعد أن مرت عبر ثلاث درجات

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية اللاعبون المكرمون في لقطة جماعية (نادي القادسية)

أبو الشامات: جمهور القادسية لا يقل تأثيراً عن مدرج الاتحاد

قال النجم الشابّ محمد أبو الشامات، لاعب القادسية، إن ناديه يعيش مرحلة تاريخية تتطلب ختاماً مميزاً هذا الموسم من خلال تحقيق منجز «كأس الملك».

علي القطان (الخبر)
رياضة سعودية برونو حزينا عقب خسارة النهائي الأوروبي أمام توتنهام (رويترز)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: شرط برونو الجزائي 65 مليون يورو

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن وجود شرط جزائي في عقد النجم البرتغالي برونو فيرنانديز، لاعب مانشستر يونايتد، بمبلغ يتراوح بين 60-65 مليون يورو.

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية هل ينتقل رونالدو لناد مشارك في مونديال الأندية (أ.ب)

إنفانتينو: رونالدو قد يلعب في كأس العالم للأندية… «هناك مناقشات»

أثار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، موجة من الجدل بعد تصريحاته الأخيرة التي لمح فيها إلى إمكانية مشاركة كريستيانو رونالدو في مونديال الأندية.

The Athletic (لوس أنجليس)
رياضة سعودية ليما لاعب العدالة محتفلا على طريقته الخاصة (دوري الدرجة الأولى)

الحزم والعدالة في «نهائي ملحق الصعود لدوري المحترفين»

تأهل فريقا الحزم والعدالة إلى نهائي ملحق الصعود لدوري المحترفين السعودي، والمقرر إقامته الخميس المقبل في محافظة الرس.

علي القطان (الدمام)

المُدد الزمنية للتقاضي الرياضي... هل هي منطقية؟

رافع الرويلي حارس نادي العروبة (نادي العروبة)
رافع الرويلي حارس نادي العروبة (نادي العروبة)
TT

المُدد الزمنية للتقاضي الرياضي... هل هي منطقية؟

رافع الرويلي حارس نادي العروبة (نادي العروبة)
رافع الرويلي حارس نادي العروبة (نادي العروبة)

توشك قضية احتجاج نادي النصر السعودي ضد مشاركة حارس مرمى العروبة، رافع الرويلي، على دخول شهرها الثالث، ولكن دون أن تُحسم بشكل نهائي بعد أن مرت عبر ثلاث درجات قضائية، بدءاً من لجنة الانضباط، ثم لجنة الاستئناف، وصولاً إلى مركز التحكيم الرياضي السعودي الذي ينظر حالياً في الطعن الأخير.

ويعتبر «مركز التحكيم الرياضي» أعلى مراحل التقاضي الرياضية في السعودية، وهو مركز ينضوي تحت مظلة اللجنة الأولمبية السعودية «الجهة العليا والحصرية للفصل في المنازعات الرياضية والمنازعات ذات الصلة بالرياضة عن طريق التحكيم أو الوساطة».

وتعود فصول القضية إلى 28 فبراير (شباط) الماضي حين تقدّم النصر باحتجاج رسمي حول قانونية مشاركة الرويلي في مباراة الفريقين ضمن منافسات الدوري السعودي للمحترفين، ويطالب بنقاط المباراة التي خسرها «الأصفر العاصمي»، مستنداً إلى ما وصفه بعدم استيفاء الشروط النظامية لتسجيله.

ورفضت لجنة الانضباط الاحتجاج، ليقوم النصر بتقديم استئناف قوبل بالرفض أيضاً؛ ما دفع النادي إلى التصعيد لمركز التحكيم الذي لم يصدر حكمه حتى عصر الجمعة، رغم اقتراب ختام الموسم الرياضي؛ ما أضفى تساؤلات ملحّة حول القضية، بالنظر إلى كون نتيجتها قد تؤثر في حسم مقعد المشاركة في دوري أبطال آسيا للنخبة فيما يخص النصر، أو حتى هبوط العروبة في حال سُحبت النقاط الثلاث منه، وذلك دون النظر لنتائج الجولة الأخيرة من الدوري السعودي.

ويطرح هذا التأخير تساؤلات متكررة داخل الوسط الرياضي السعودي حول الزمن القضائي الافتراضي للبت في القضايا الحساسة، خاصة تلك التي تمس ترتيب المنافسات، وسط مطالبات متزايدة بضرورة تحديد سقف زمني صارم للفصل في مثل هذه الملفات.

المسار القانوني والمُدد الخاصة بالقضايا يبدوان طبيعيين، وفقاً للوائح والأنظمة، بدءاً من تسجيل الاعتراض لمراقب المباراة، ثم الالتزام بالمدة الزمنية لتقديم الاحتجاج، مروراً بالفترة التي تتطلبها لجنة الانضباط التي هي أولى درجات التقاضي، وحتى صدور قرارها الذي قد يشهد طعناً.

ويتساءل البعض: هل آن الأوان لتشريع مواد قانونية جديدة تسرع البت في القضايا ذات الأثر المباشر على الترتيب، خصوصاً في المراحل الحاسمة من الدوري، كما يحدث هذه الأيام في قضية النصر واحتجاجه بشأن قانونية مشاركة رافع الرويلي، وقبله احتجاج الوحدة بشأن تأخر وصول النصر إلى ملعب المباراة في اللقاء الذي جمع بينهما في 25 فبراير، والذي لم يبت فيه إلا قبل يومين بعد جدل قانوني مثير للجدل بين رفض «الانضباط» النظر بالقضية وقبول استئناف الوحدة كل مرة (مرتين)، قبل أن يأتي الرفض الثالث بعد النظر للقضية، وهو ما أيدته لجنة الاستئناف، ولم يتضح المسار القانوني للعروبة بعدُ هل سيكمل مرافعاته في مركز التحكيم الرياضي السعودي أو أنه اكتفى بالنقطة الأخيرة؛ وهي رفض «الاستئناف» طعنه بالقرار؟

قضيتا النصر والعروبة، والوحدة والنصر، ليست القضايا الأولى من نوعها التي تستغرق هذه المُدد الزمنية، بل شهد الوسط الرياضي عبر تاريخه قضايا كثيرة تطلبت هذه المدد الزمنية وأكثر، لعل أبرزها قضية محمد كنو في 2022 التي شهدت سجالاً بين الهلال والنصر بسبب التوقيع المزدوج، وامتدت لأكثر من 5 أشهر حتى صدر القرار النهائي من مركز التحكيم، رغم مطالبات الهلال حينها برفع الإيقاف المؤقت من التسجيل، بحسب التدابير الوقتية، لكن ذلك لم يتحقق، وانتهى بإيقاف اللاعب ومنع الهلال من التسجيل، بل إن الهلال بسبب التدابير الوقتية استغرق عدة أشهر للرد عليه من قبل مركز التحكيم الرياضي السعودي، وتم رفض الأمر.

وفي 2011 كانت قضية الوحدة التي وصل فيها إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية (كاس) واحدة من أبرز القضايا التي أثارت جدلاً واسعاً، وبدأت القضية بقرار لجنة الانضباط خصم ثلاث نقاط من الوحدة، وهبوطه بالتالي إلى دوري الدرجة الأولى بسبب مخالفات إدارية في الجولة الأخيرة، وتقدم الوحدة لـ«الاستئناف» وتم رفض طلبه، ثم اتجه النادي إلى مركز التحكيم الدولي «قبل المركز المحلي»، وبعد أكثر من شهرين تم رفض استئناف الوحدة، وتمت المصادقة على قرار اللجان القضائية في الاتحاد السعودي لكرة القدم.

وفي 2023 استغرقت قضية احتجاج الطائي ضد قانونية مشاركة لاعب الخليج، ماهر شرومة، قرابة شهرين، وبعد رفض «الانضباط» للاحتجاج أعلنت «الاستئناف» قبول الاستئناف الخاص من نادي الطائي واعتبار الخليج خاسراً المباراة بنتيجة 3-0.

ولا تنفرد الرياضة السعودية وحدها بتجارب «القضاء الرياضي» المفتوح؛ إذ شهدت الملاعب الأوروبية حالات مشابهة، منها قضية مانشستر سيتي وخرق قواعد اللعب المالي النظيف التي بدأت في 2020 واشتهرت بمحاكمة القرن.

كذلك تأتي قضية «نيغريرا» الشهيرة لنادي برشلونة التي كشفت عن شبهات علاقات مالية بين النادي ومسؤول تحكيمي، ولا تزال تدرس قضائياً منذ 2023، ورغم أن برشلونة أصدر بياناً قال فيه إن محكمة برشلونة أسقطت تهمة الرشوة الموجهة إليه، وذلك في مايو (أيار) 2024، فإن هناك تفاصيل في القضية لم يسدل الستار عليها بعد.

وتأتي قضية لاسانا ديارا لاعب خط وسط تشيلسي وآرسنال السابق، كإحدى أبرز القضايا التي امتدت لأعوام طويلة بينه وبين الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، على خلفية إنهاء عقده مع نادي لوكوموتيف موسكو الروسي في 2014.

وتظل القضايا الرياضية جزءاً من منظومة قانونية لا يمكن فصلها عن المسارات الطبيعية لها، لكن بعض القضايا التي تمس ترتيب البطولات والتأثير في النتائج تستدعي تسريع الوتيرة معها بإصدار أحكام معجلة قد تنهي أبواباً تظل مفتوحة عند تأخر البت فيها، ودخول أطراف جديدة في القضية.

وعموماً، وفي موازاة بطولات رياضية تُحسم في لحظة، يبدو من الضروري أن تكون العدالة بنفس السرعة، قبل أن يصبح القانون نفسه خصماً للمنافسة نفسها.