كان الشعور بتحقيق فريق الهلال لقب دوري أبطال آسيا وليس تجاوز العين فحسب أمرا نابعا من سلسلة انتصارات كانت تسجلها كتيبة المدرب البرتغالي خورخي خيسوس، 34 انتصاراً متتالياً، أرقام خارقة في الهجوم وصلابة دفاعية، تحليق وابتعاد في النقاط عن أقرب المنافسين في الدوري، تحقيق لقب كأس الدرعية للسوبر السعودي، تلك أمور كانت أشبه بالمؤشرات الإيجابية.
ليلة الأربعاء يبدو أن الهلال استفاق من هذا الحلم المثالي الذي كانت ترسمه أحلام المشجعين، الرباعية الحُلم، لقب دوري أبطال آسيا ولقب الدوري السعودي للمحترفين وكأس الملك إضافة إلى اللقب الذي حققه الفريق بالفعل كأس الدرعية للسوبر السعودي.
هل انتهى كل شيء للهلال بخسارته وخروجه المفاجئ أمام العين الإماراتي من دور نصف نهائي بطولة دوري أبطال آسيا؟
يبدو أن الأمر ليس كذلك على الأقل في عيني البرتغالي خيسوس الذي قال إنه طالب لاعبيه بأن يرفعوا رؤوسهم بعد أن شاهدهم حزينين في غرفة تبديل الملابس بعد إياب نصف النهائي أمام العين.
بالتأكيد أن خيسوس سيكون على حق، فالهلال قدم موسماً مثالياً حتى وإن ودع البطولة الآسيوية، لكن الرهان حالياً سيكون على سرعة معانقة لقب الدوري السعودي للمحترفين والمنافسة الجادة على لقب بطولة كأس الملك، إذ سيلتقي نظيره الاتحاد في نصف النهائي الثلاثاء المقبل.
الهلال يقف أمام تسع نقاط تفصله عن إعلانه بطلاً للنسخة الحالية من الدوري السعودي للمحترفين، إذ تبقى حالياً ست مباريات مع المواجهة المؤجلة للفريق ليصبح الإجمالي سبع مباريات (21 نقطة).
أمام هذا التميز الذي أظهره الهلال في الموسم الحالي علاوة على كونه لم يخسر في أي مباراة باستثناء مواجهة العين الإماراتي (مباراة الذهاب) يظل السؤال الأبرز لماذا ودع الزعيم البطولة القارية، وانهار أمام نظيره الإماراتي في لقاء الذهاب على وجه الخصوص؟ حتما ستظهر ثلاث نقاط رئيسة لعبت دوراً مفصلياً في مسيرة الهلال، الأولى إصابة الصربي ألكسندر ميتروفيتش مهاجم الفريق وهدافه الأبرز، أما النقطة الثانية فهي عدم التدوير بين اللاعبين واعتماد البرتغالي خيسوس على عدد محدود من اللاعبين، وتأتي النقطة الثالثة وهي الإرهاق الكبير الذي بدا على اللاعبين نتيجة ضغط المباريات الأخيرة، وخاصة ما بدا عليه الهلال في ذهاب نصف نهائي أبطال آسيا أمام العين.
لم تكن إصابة ميتروفيتش أمراً اعتيادياً رغم أن المدرب خيسوس لعب في الدور ربع النهائي أمام الاتحاد مواجهة الإياب دون مشاركته بصورة أساسية بعد أن استمر في نهجه الذي سبق القمة الآسيوية وكسب المباراة المحلية التي جمعت بينهما وحينها غاب ميتروفيتش بداعي الإيقاف، ليقرر خيسوس دخول إياب الدور ربع النهائي بالخماسي الأجنبي كوليبالي ونيفيز وسافيتش ومالكوم وميشايل.
يتصدر ميتروفيتش قائمة هدافي الهلال هذا الموسم، إذ سجل في الدوري السعودي للمحترفين 22 هدفا، أما في دوري أبطال آسيا فنجح في تسجيل ثمانية أهداف كانت قابلة للزيادة لولا تعرضه للإصابة التي غيبته عن مواجهتي العين الأخيرتين.
زاد تأثير غياب ميتروفيتش عن فريق الهلال بعدم فاعلية البديل، صالح الشهري أو حتى عبد الله الحمدان، إذ غاب ثنائي الهجوم عن وضع بصمتيهما في التهديف في أهم مباراتين للفريق في البطولة القارية، حيث شارك الحمدان في القائمة الأساسية بلقاء الذهاب قبل أن يحضر صالح الشهري في القائمة الأساسية لمواجهة الإياب.
أما النقطة الثانية، فهي عدم التدوير بين اللاعبين من جانب المدرب البرتغالي خيسوس واعتماده على قائمة شبه ثابتة طيلة مباريات الفريق هذا الموسم، حيث يحضر ياسين بونو في حراسة المرمى ومن أمامه رباعي الدفاع كوليبالي وعلي البليهي وسعود عبد الحميد ولودي، وفي وسط الميدان، نيفيز وسافيتش ومالكوم وسالم الدوسري إضافة إلى المهاجم الصربي ميتروفيتش.
ومع ظروف الإصابات التي لحقت بالفريق مؤخراً وجد البرازيلي ميشايل نفسه في القائمة الأساسية تعويضاً لغياب ميتروفيتش وكذلك ثنائي الهجوم (صالح الشهري وعبد الله الحمدان)، لكن خيسوس دائماً ما يعتمد على الأسماء ذاتها باستثناء التغيرات الناتجة عن ظروف الإصابات أو كما يحدث في البطولة الآسيوية باختيار خمسة لاعبين محترفين أجانب فقط.
أما الأمر الذي بدا بارزاً خاصة في لقاء الذهاب فكان الإرهاق الناتج عن تعدد المباريات التي خاضها الفريق وهي مباريات تنافسية، إذ لعب قبل مواجهة العين بطولة كأس الدرعية للسوبر السعودي والتقى غريمه التقليدي النصر في الدور نصف النهائي ونجح في تجاوزه قبل أن يلاقي الاتحاد في نهائي البطولة وينجح في كسب المباراة وتحقيق اللقب.
ورغم تقارب المدة الزمنية مع نهائي السوبر الذي لُعب يوم الخميس في العاصمة الإماراتية أبوظبي حيث أقيمت البطولة هناك، فإن بعثة فريق الهلال عادت إلى الرياض قبل أن تعود مجدداً إلى مدينة العين الإماراتية يوم الاثنين تأهباً للقاء الآسيوي قبل قرار تأجيله إلى يوم الأربعاء بسبب الحالة المطرية التي مرت بها المنطقة، ما جعل الفريق يبتعد عن التدريبات كونه خاض مرانا ترفيهيا (يوم الاثنين) قبل اللقاء الذي تم تأجيله لمدة يوم، وحينها خاض تدريبات استعدادية للمباراة يوم الثلاثاء بالصالة الرياضية بمقر إقامة البعثة لتعذر الذهاب إلى الملعب وتأدية حصة تدريبية.
بعد توديع البطولة الآسيوية يتعين على الأزرق العاصمي حسم لقب الدوري ثم المنافسة بجدية على لقب بطولة كأس الملك من أجل تتويج موسمه المثالي على صعيد النتائج والمستويات ببطولات بدأها بكأس الدرعية للسوبر السعودي، فهل ينجح في ذلك؟