الخطيب: «الوقفة السعودية» رسمت البسمة على وجوه الجماهير السورية

أكد عبد الرحمن الخطيب، نائب رئيس الاتحاد السوري لكرة القدم، أن وقفة السعودية مع الرياضة السورية وتحديداً منتخب «نسور قاسيون»، مكّنتهم من العودة إلى المنافسة على البطولات والاستحقاقات الدولية وإحياء روح المنافسة في المنتخب من جديد.

وقال الخطيب، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن قانون قيصر والحظر المفروض من الاتحاد الدولي يحول دون توفير الاتحاد السوري متطلباته وتسيير أموره، خصوصاً على صعيد المنتخبات مثمناً جهود ومساعدة قيادة المملكة ووزارة الرياضة السعودية بقيادة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل والاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة ياسر المسحل على جهودهم المستمرة ووقوفهم إلى جانب الاتحاد السوري.

وأكد الخطيب أن المملكة شريك حقيقي في رسم البسمة على وجوه السوريين بمساعدتها في بناء وتجديد المنتخب الأول ليصبح قادراً على المنافسة والوصول إلى بعيد عبر توفير جميع المتطلبات والاحتياجات، لا سيما استضافات جميع المنتخبات السورية بكل فئاتها وصولاً إلى الأندية السورية، وتحمّل جميع النفقات وتأمين البعثات من مباريات رسمية وودية ومعسكرات.

وقال الخطيب إن استبعاد اللاعب عمر السومة عن المنتخب الوطني كان بقرار فني بحت، نافياً أن يكون هناك أي سبب آخر خارج السياق الفني، مشيراً إلى أن مدرب المنتخب الأرجنتيني هيكتور كوبر يعمل حسب الحاجة الفنية ولا يخضع للعاطفة ولما يطلبه المستمعون أو الجمهور.

الخطيب أشاد بالوقفة السعودية مع المنتخب السوري (الشرق الأوسط)

وتابع الخطيب، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أتفهم ردة فعل السومة وتصريحاته التي جاءت في لحظة انفعالية سابقاً وهو قدّم اعتذاره عنها وأعلن عن جهوزيته لخدمة منتخب بلاده في أي وقت، وبناء على طلب كوبر أبلغنا السومة أننا بحاجة له واستطعنا تذليل العقبات واليوم فتحنا صفحة جديدة».

وكانت أزمة قائد منتخب سوريا والمدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر قد وصلت إلى خواتيمها السعيدة بعد استدعائه مجدداً للانضمام إلى تشكيلة المنتخب السوري الذي سيخوض مواجهتين حاسمتين في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027 أمام كوريا الشمالية واليابان في 6 و11 يونيو (حزيران).

ولعلّ هذا الخبر أثلج قلوب الجماهير السورية التي كانت تنتظر عودة السومة بفارغ الصبر، وهذه العودة أعلنها اللاعب عبر حسابه على منصات التواصل الاجتماعي، قبل أن يسحبها ويعيدها ثانية بعد التوصّل إلى تفاهم مع كوبر الذي استبعد اللاعب من بطولة كأس آسيا 2023 التي أُقيمت في قطر مؤخراً وطلب عودته من جديد لتمثيل منتخب بلاده في الاستحقاقين المقبلين.

وعلى الرغم من تجديد الاتحاد السوري الثقة بكوبر بعد بطولة كأس آسيا رغم العديد من الانتقادات التي طالت الأرجنتيني، أكد الخطيب أن الاختبار الحقيقي للمدرب سيكون في المباراتين الأخيرتين من التصفيات وهي مرحلة مفصلية لكوبر مع المنتخب السوري.

أزمة السومة ونسور قاسيون انتهت فصولها أخيرا (الشرق الأوسط)

ورفض الخطيب تحميل اللوم للمدرب في نتائج المنتخب، مؤكداً أنه في بداية التصفيات الحالية وتحديداً في مباراتي كوريا واليابان، اعتمد كوبر على تشكيلة محلية مع بعض اللاعبين المحترفين عربياً وكان المنتخب في مرحلة بناء وتجديد ولم يكن يملك أي خيار آخر، مشيراً إلى أن أداء المنتخب يتحسّن تدريجياً والتطور يسير بشكل تدريجي والإنجاز الذي حصل في كأس آسيا كان خير دليل.

وأضاف: «نعمل اليوم على استدعاء اللاعبين المحترفين في الخارج من أصول سوريا بناء على طلب كوبر لكن الفريق بحاجة للانسجام أكثر وفترة التوقفات الدولية قصيرة ولا تخدمنا كثيراً في هذا الأمر ولن يكون لدينا الوقت الكافي لخوض مباريات ودية أو معسكر قبل موعد المباريات ويمكن القول إن عمر المنتخب الحقيقي هو 4 أشهر ولدينا كل الثقة بالجهازين الفني والإداري واللاعبين لتحقيق الهدف المنشود».

وأوضح الخطيب أن ملف اللاعب لم يغلق وهو مهم وإضافة كبيرة للمنتخب السوري، كما أن استدعاءه من جديد يتوقف على مدى الاستجابة ضمن الأطر والأسس التي يحددها المنتخب.

وقال الخطيب في هذا السياق: «نأمل من خاله الذي هو وكيل أعماله أن يتفهّم خصوصية المنتخبات ويتركه يأخذ قراره بهذا الموضوع، ونحن على تواصل دائم معه وإن شاء الله سنصل إلى حل يرضي جميع الأطراف لكن ليس على حساب وجسم المنتخب السوري لأن جميع اللاعبين سواسية ولا فرق بينهم».

وكان الاتحاد السوري قد أصدر بياناً، في وقت سابق، أعلن فيه أن اللاعب داهود غادر معسكر المنتخب في الدمام قبل مواجهة ميانمار بسبب عدم تلبية طلباته التي ستؤثر على المنتخب الأول، مضيفاً أن مصلحة المنتخب تأتي في المقام الأول.

وكشف الخطيب عن تعاون كبير بين الاتحادين السوري والسعودي والتنسيق المستمر مع الاتحاد الدولي لكرة القدم للاستعانة بالـ«VAR» للدوري السوري للمرة الأولى في التاريخ الذي سيكون جاهزاً مع نهاية شهر مايو (أيار) المقبل.

وقال الخطيب إن الاجتماعات متواصلة مع الاتحاد السعودي ورئيس لجنة الحكام السعودي لتأهيل الكوادر والحكام فنياً وتزويدهم بالخبرة الكافية فنياً وتقنياً.