بعدما وافق الجهازين الفني والطبي بنادي الهلال على إكمال المهاجم ألكسندر ميتروفيتش، برنامجه العلاجي والتأهيلي في بلاده صربيا، تردد اسم الطبيبة الصربية «المعجزة» ماريانا كوفاسيفيتش، كثيراً في أوساط الهلاليين، والتي اشتهرت بإنقاذ الكثير من النجوم وإعادتهم إلى الملاعب في فترة وجيزة أذهلت معها إدارات الأندية الكبرى.
وتعرض ميترو الملقب بـ«السفاح» لإصابة في العضلة الخلفية، وقال الهلال إنه سيسمح له باستكمال تأهيله في عيادة متخصصة في صربيا، حيث سيغادر الجمعة بمتابعة وتنسيق من طبيب الفريق، الإسباني خوان خيمينيز.
وسيلتحق الطبيب الإسباني بميتروفيتش في صربيا يوم 12 من شهر أبريل (نيسان ) الحالي، وذلك للوقوف على سير البرنامج المعد للمهاجم الصربي، الذي أعلن النادي في وقت سابق غيابه عن المشاركة لفترة تصل لستة أسابيع بداية من شهر أبريل.
وبرز اسم الطبيبة الصربية ماريانا، في عالم كرة القدم وذلك من خلال طرقها المبتكرة للتسريع بعلاج الإصابات الرياضية، ما يجعلها هدفاً لعديد النجوم الرياضيين العالميين خلال السنوات الماضية.
ولعل أبرز ما قامت به ماريانا في الموسم الماضي، هو علاج لاعب خط وسط ريال مدريد ومنتخب كرواتيا لوكا مودريتش، والذي أصيب في أوتار الركبة خلال مواجهة فريقه ضد جيرونا بالليغا الإسبانية يوم 25 أبريل (من العام الماضي، وهي الإصابة التي كانت ستغيبه لأربعة أسابيع تقريباً، إلا أن اللاعب لجأ للطبيبة الصربية التي سرعت من عملية شفائه، ليعود للملاعب بعد أقل من أسبوعين، ويخوض ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ضد مانشستر سيتي يوم 9 مايو (أيار).
وماريانا هي طبيبة عملت على إيجاد علاج لجميع إصابات العضلات لدى الرياضيين في أقصر وقت ممكن. في عام 1987، أنهت دراستها في الطب والصيدلة، وبعد ذلك أمضت بضعة أعوام في الولايات المتحدة، وفي عام 2005، تم تعيينها من قبل فريق سيسكا صوفيا البلغاري ومن هناك ذهبت إلى الطاقم الطبي الرسمي لمنتخب غانا.
وتعمل هذه الطبيبة حاليًا بشكل مستقل، لذلك أتيحت لها الفرصة للعمل جنبًا إلى جنب مع العديد من الرياضيين المشهورين، من بينهم واين روني، وفنسنت كومباني، وبابلو زاباليتا، وروبن فان بيرسي، وفرانك لامبارد، وكريستيانو رونالدو، وأليكسيس سانشيز.
وبالمثل، فإن إحدى الحالات الأكثر شهرة لهذه الطبيبة هي حالة لاعب التنس الصربي نوفاك ديوكوفيتش أثناء استعداده لبطولة أستراليا المفتوحة، وصل (نولي) وهو يعاني من بعض الانزعاج الجسدي، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى تمزق يبلغ طوله 3 سم (1.2 بوصة) في أوتار الركبة اليسرى. ولهذا السبب قرر الاستعانة بخدمات كوفاسيفيتش. وبعد أيام قليلة، انتهى الأمر بتتويج لاعب التنس بطلاً لهذه المسابقة المهمة، حيث لعب ست مباريات قوية في أقل من أحد عشر يومًا.
وفي تصريحاته بعد هذا اللقب، علق ديوكوفيتش قائلاً: «لا أستطيع إعطاء تفاصيل ولا أريد ذلك أيضاً، لكني أشكر الدكتورة ماريانا على قدومها إلى هنا لعلاجي. لقد سافرت حول العالم لتأتي إلى هنا، وقد ساعدني عملها وعلاجها خلال الأيام القليلة الماضية».
أما المهاجم الهولندي السابق روبن فان بيرسي، والذي ساعدته كوفاسيفيتش على التخلص من بعض الإصابات، فقال عنها: «إنها غامضة بشأن أساليبها، لكنني أعلم أنها تقوم بتدليكك باستخدام سائل من مشيمة الخيل. لا يمكن أن يؤذي ذلك، وإذا كان مفيدًا، فهو يساعد. لقد كنت على اتصال مع أخصائيي العلاج الطبيعي في أرسنال وسمحوا لي بذلك».
كما ساعدت ماريانا المهاجم الإسباني دييغو كوستا لاعب أتليتكو مدريد، على التعافي من إصابة تعرض لها قبل نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2014 ضد ريال مدريد، وبالفعل خاض اللاعب اللقاء.
ومع هذا العدد الحالات الناجحة، جاء الكثيرون ليسألوا عن مفاتيح العمليات التي تقوم بها هذه الطبيبة، ومع ذلك، لا يُعرف حاليًا سوى القليل جدًا عن العمل الذي تقوم به مع جميع الرياضيين. أحد الجوانب المعروفة هو أن كوفاسيفيتش تستخدم مشيمة الخيل، والتي يتم مزجها مع مكونات أخرى لصنع مرهم لاحقًا يتم تطبيقه على المناطق المصابة.
وكشفت صحيفة «24 تشاسا» البلغارية قبل سنوات قليلة، أن الطبيبة تمتلك تكنولوجيا حديثة للغاية، يبدو أنها من صنع وكالة ناسا الأميركية!.
وهذه ليست سوى بعض الجوانب التي أصبحت معروفة على مر السنين.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الإجراء الدقيق الذي تجريه الدكتورة كوفاسيفيتش على هؤلاء اللاعبين المصابين غير معروف حاليًا، حيث يُذكر أن عملها يعتمد أيضًا على حقن الأحماض الأمينية والمستخلصات العضوية المختلفة في الأنسجة التالفة.
في عام 2009، واجهت كوفاسيفيتش بعض المشاكل القانونية مع النظام القضائي الصربي. وتم فتح تحقيق ضد الطبيبة بسبب الأساليب التي استخدمتها مع مرضاها، ورغم هذه التحقيقات ضدها، خرجت كوفاسيفيتش سالمة من هذا الوضع، حيث أثبتت براءتها وأوضحت أن جميع أساليبها المستخدمة قانونية في الرياضة وفي المجتمع الصحي.
وعلى مر السنين، بدأت كوفاسيفيتش العمل بشكل مستقل، وهو الجانب الذي منحها الفرصة لتصبح واحدة من الأطباء المفضلين للرياضيين الذين يرغبون في تسريع وقت تعافيهم. حاليًا، وكما هو موضح على موقعها الإلكتروني، تتقاضى الدكتورة ماريانا كوفاسيفيتش حوالي 5000 يورو لكل استشارة.
وبينما ادعى بعض اللاعبين نتائج إيجابية، لم يكن الجميع مقتنعين بفعالية العلاج.
ففي عام 2009، سعى فرانك لامبارد، لاعب تشيلسي وقتها، لعلاج إصابته مع كوفاسيفيتش، إلا أنه انسحب بعد ساعة من أول جلسة علاج، مقرراً أن نهجها ليس مناسبًا له وقرر العودة إلى إنجلترا على الفور.