أكد مدرب منتخب البرتغال السابق فرناندو سانتوس أن السعودية تحظى بسمعة عالمية في كرة القدم، مؤكداً أن الرؤية الطويلة الأمد والاستثمار الرياضي سيسهمان في استقطاب مزيد من المشاهير إلى الدوري السعودي.
ورأى مدرب بشكتاش التركي الحالي في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» أن استضافة المملكة كأس العالم 2034 سيكون لها تأثير إيجابي في المنطقة كلها.
كما وصف سانتوس أداء المنتخب السعودي خلال نهائيات كأس العالم 2022 بالمتفاني، مؤكداً أن الهدافين صالح الشهري وسالم الدوسري سيبقيان بالذاكرة إلى الأبد. وتطرق إلى أزمة رونالدو في المنتخب البرتغالي حيث قال إن «الدون» هو أفضل لاعب في العالم، وهو يقدم مستوى عالياً في الدوري السعودي.
> كيف تصف خطوتك التدريبية الجديدة في الدوري التركي؟ وما فرص الفريق في التأهل لدوري أبطال أوروبا؟
تلقي الدعوة لقيادة هذا العملاق في كرة القدم التركية شرف كبير. لقد كنا نحلل التشكيلة بهدوء وسكينة. هناك شيء واحد أبقيته دائمًا في حسابي بوصفي مدرباً: الفوز. أنا طموح جداً، وأنا مدرب يقوم بتشكيل الفرق للفوز، ولكنني أدرك أننا وصلنا في منتصف موسم معين تعد فيه بعض الأهداف متأثرة، ونحن بحاجة إلى أن نكون واقعيين بشأن الفرص التي سنحت للفريق للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا. عندما وصلت، كانت المسافة حتى دوري الأبطال بالفعل كبيرة جداً.
> كيف ترى مستقبل المنتخب البرتغالي في ظل كثير من العوامل، خصوصاً مع اقتراب عصر رونالدو على نهايته وتغيير الجهاز الفني بعد سنوات؟
أتمنى الأفضل للمنتخب الوطني البرتغالي. إنه بلدي، وكنت سعيداً جداً أثناء تدريب الفريق. تمكنا من أن نصبح أبطالًا أوروبيين، وفزنا بدوري الأمم، وكنا نمتلك لحظات رائعة. لديّ كثير من الأصدقاء هناك، وآمل أن يحققوا النجاح.
> تعتقد الجماهير أن علاقتك مع رونالدو لم تكن جيدة في الأيام الأخيرة في كأس العالم. هل يمكننا معرفة الحقيقة الكاملة؟
لقد تحدثت بالفعل عن هذا، وأفهم أن كريستيانو لم يكن سعيداً لأنه بدأ مباراتين على مقاعد البدلاء، ولكن يجب أن أقول إنه كان لديه موقف لا تشوبه شائبة تجاه الفريق. كما يظهر في الصور، احتفل كثيراً بالأهداف في مواجهة سويسرا التي فزنا بها 6 - 1، وقدم أفضل ما لديه عندما دخل الملعب. إذا كنا قد فزنا في ربع النهائي، فربما كان سيعود إلى التشكيلة الأساسية. كان قراراً تكتيكياً فقط، وكان أيضاً صعباً جداً بالنسبة لي. كان لديّ وما زلت أكنّ مشاعر كبيرة له، تتجاوز مجرد كرة القدم. اليوم، رونالدو عاد إلى حالة ممتازة، يلعب بانتظام، وهو ما لم يحدث قبل كأس العالم، ويسجل كثيراً من الأهداف. أنا سعيد جداً له.
> من خلال معرفتك ورؤيتك، من تعتقد أنه أفضل لاعب في العالم؟
كثيراً ما قلت وسأقول مرة أخرى: كريستيانو رونالدو هو الأفضل في كل العصور.
> قضيت ما يقرب من 15 عاماً في تدريب المنتخبات الوطنية. ما الاختلافات في العمل بين تدريب المنتخبات الوطنية والأندية؟هما واقعان مختلفان بإيقاعات ومهام مختلفة، ولكن كلاً منهما يتضمن تحديات مثيرة جداً. في المنتخبات الوطنية، كل شيء أكثر ارتباطًا، مع وقت أقل، وغالباً ما يتعلق الأمر بإعادة تأهيل اللاعبين جسدياً، وغرس أفكاري بفاعلية في الوقت القصير المتاح للتدريب. في الأندية، يمكنك القيام بعمل على نطاق أطول، لدينا فريق لإدارته، نعلم مزيداً حول ما يمكننا الاعتماد عليه لأنه في المنتخبات الوطنية لا يعمل اللاعبون معنا كل يوم، في حين أن الاتصال بالأندية مستمر. في المنتخبات الوطنية، يكون هناك مزيد من العمل في مراقبة الألعاب من التدريب واللعب، في حين أن هناك في الأندية بالطبع كثير من جلسات التدريب والمباريات، وهذا هو ما أحب القيام به، وهو تدريب الفرق ومساعدتها في الفوز في المباريات وتحقيق الأهداف.
> كنت مشرفاً على رونالدو خلال فترة مثالية للاعب، وبلا شك رأيت ميسي وتابعته. مع انتهاء عصريهما الناجح، من تعتقد أنه قادر على ملء الفراغ بعدهما؟
لقد كان لي بالفعل متعة تدريب رونالدو وقيادة البرتغال للفوز باللقبين الوحيدين في تاريخنا. هذه لحظات لا تُنسى سنتذكرها جميعًا إلى الأبد. نحن جميعًا محظوظون لأننا نستطيع مشاهدة لاعبين مثلهم في العمل فترة طويلة. حتى الآن، لا يزالان يلعبان على مستوى عالٍ، لذلك من الأفضل التركيز على ذلك بدلاً من التركيز على إرثهما.
> زميلاك خيسوس وكاسترو يتنافسان على البطولات في السعودية. أخبرنا بقدراتهما وتوقعاتك لهما.
لقد كنت أتابع مباريات الدوري السعودي، خصوصاً بعد الاستثمار القوي الذي قامت به كثير من الأندية. لويس وخورخي يقومان بعمل رائع لأنهما مدربان ممتازان. هناك أيضاً مدرب آخر جيد جداً وهو بيدرو إيمانويل، أعرفهم جميعاً جيداً. إنهم يقومون ببناء فرق تنافسية للغاية، وسيكون الدوري مثيراً جداً لمتابعته.
> رونالدو، نيفيز، أوتافيو - نجوم المنتخب البرتغالي في الدوري السعودي. كيف استقبلتم هذا الخبر؟
في البرتغال، في البداية تلقينا الخبر ببعض المفاجأة، ولكن سُرعان ما فُهم أن هناك استراتيجية متأملة جيداً على المديين المتوسط والطويل. وما أعلمه أن اللاعبين سعداء بالظروف والبلد.
كانت الأندية السعودية نشطة في سوق الانتقالات الصيفية، وكان لها تأثير كبير بوصفها جزءاً من مشروع تطوير الدوري المحلي. كيف تنظر إلى هذه الخطوات من وجهة نظرك؟
كل من يتابع كرة القدم، مثلي، يعلم أن هناك شغفاً هائلاً بكرة القدم في الشرق الأوسط، والسعودية هي بلد ذو تقاليد وسمعة كبيرة في المنطقة والاتحاد الآسيوي وحتى على المستوى العالمي، سواء في الأندية أو في المنتخبات الوطنية. يمكن أن يكون هذا الاستثمار من قبل الأندية السعودية خطوة لجلب مزيد من الجودة والشهرة إلى الدوري.
> بشكل عام، كيف ترى التطور في الدوري السعودي؟
بالتأكيد، هناك كثير من الأشخاص خارج المملكة العربية السعودية الذين بدأوا في الاهتمام ومتابعة مباريات الدوري السعودي، ومع ذلك يأتي الاهتمام من قبل محطات التلفزيون والرؤية الدولية القيمة. ثم، في البلد نفسه، سيكون المشجعون، الذين كانوا مشغولين بشغفهم بأنديتهم، أكثر حماسة، وهذا سيؤدي إلى مشاركة مزيد ومزيد من الشباب في كرة القدم وممارستها، مساهمين بذلك في تطوير الرياضة في البلاد.> إذا قدم لك نادٍ عرضاً لتدريبه في المملكة العربية السعودية، أي نادي ستختار؟
تركيزي التام حالياً هو على بشكتاش، حيث نرغب في أن نقدم أفضل ما لدينا هذا الموسم، وبدء وضع الأسس لتحقيق تنافسية أكبر.
> خلال كأس العالم 2022، كيف رأيت منتخب السعودية أمام الأرجنتين؟ ومن كان أفضل لاعب سعودي في رأيك؟
كانت مباراة رائعة تحمل في طياتها التفاني المطلق من جميع أفراد الفريق. على الرغم من خطر أن نكون غير عادلين مع بعض اللاعبين، ولكن بالطبع، سيظل الهدافان، صالح الشهري وسالم الدوسري، في الذاكرة إلى الأبد، ولكن لاعبين آخرين مثل سعود عبد الحميد وحسان تمبكتي وعلي البليهي ومحمد كنو قد قدموا أداءً جيداً جداً.
> فازت السعودية بحق استضافة كأس العالم 2034. ما رأيك في هذا الأمر؟ وكيف تقرأ تأثيرها في كرة القدم العربية خصوصاً بعد نجاح قطر في استضافة كأس العالم 2022؟
أعتقد أن تقديم المملكة العربية السعودية يأتي جزءاً من استراتيجية الاستثمار في مجال الرياضة في البلاد، وسيكون بالتأكيد عاملًا آخر يسهم في نمو وتطوير كرة القدم ليس فقط في البلاد، بل في المنطقة بأكملها. لقد حصلت على معلومات جيدة جداً حول الاتحاد السعودي لكرة القدم والطريقة الجادة والملتزمة التي يعملون بها. هذه إشارة أخرى في اتجاه نمو كبير، حيث يرغب كثير من الدول والمناطق في العالم في أن يكون لديها دور رائد، وأن تتألق على أعلى مستوى في كرة القدم الدولية.