كشفت وزارة الرياضة السعودية، أمس (الأحد)، عن مسار ثانٍ جديد، في طريقها نحو تخصيص الأندية الرياضية السعودية، بعد النجاح في تخصيص الأندية الأربعة الكبار: الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، في يونيو (حزيران) الماضي.
وأعلنت الوزارة بالتنسيق مع «المركز الوطني للتخصيص»، الأحد، البدء في المسار الثاني من مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، الذي أطلقه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد تحقيقاً لمستهدفات «رؤية السعودية 2030»، ولتحفيز القطاع الخاص للمشاركة في بناء وتنمية القطاع الرياضي، بما يحقق الفائدة المرجوة للمنتخبات الوطنية والأندية الرياضية على وجه الخصوص.
ويتضمن المسار الثاني من المشروع تسجيل اهتمام الجهات الراغبة محلياً وعالمياً في الاستثمار بالأندية الرياضية كخطوة أولى للبدء بعملية الطرح، ويمكن للمهتمين والراغبين في الاستثمار بالأندية الرياضية، من مختلف الجهات، زيارة موقع الوزارة لتسجيل البيانات اللازمة.
يُشار إلى أن مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، الذي أُعلن في يونيو (حزيران) الماضي، يقوم على 3 أهداف استراتيجية وجوهرية، تتمثل في توفير بيئة جاذبة للاستثمار في القطاع الرياضي، نحو تحقيق اقتصادٍ رياضي مستدام، علاوة على تحقيق التنظيم، ورفع مستوى الاحترافية والحوكمة الإدارية والمالية في الأندية الرياضية، إضافة إلى العمل على تطوير البنى التحتية، مما ينعكس بشكل إيجابي على تحسين تجربة الجماهير الرياضية.
وكانت وزارة المالية السعودية قد كشفت، الشهر الماضي، مع إعلان الميزانية العامة في المملكة، عن انتهائها من نقل ملكية 14 نادياً رياضياً إلى القطاع الخاص؛ ما يساهم في تعزيزه من ناحية فنية وتجارية، وإعطاء الحرية للعمل (بوصفها مؤسسات تجارية) من أجل تطوير العمل الرياضي إلى الأفضل.
وكان الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء قد أطلق، في 5 يونيو (حزيران) الماضي، مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، بعد اكتمال الإجراءات التنفيذية للمرحلة الأولى، تحقيقاً لمستهدفات «رؤية السعودية 2030» في القطاع الرياضي، الهادفة إلى بناء قطاع رياضي فعال، من خلال تحفيز القطاع الخاص وتمكينه للمساهمة في تنمية القطاع الرياضي، بما يحقق التميز المنشود للمنتخبات الوطنية والأندية الرياضية والممارسين على الأصعدة كافة.
وبحسب البيان الرسمي المنشور على موقع وزارة المالية السعودية عن ميزانية عام 2024، فإن برنامج التخصيص خلال عام 2023 ساهم في رفع مشاركة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي، ليشدد على رحلة التنوع الاقتصادي المستمرة عبر دعم القطاعات الواعدة، إذ تعمل المملكة على رفع مستهدفات السياحة إلى 150 مليون زائر داخلياً وخارجياً بحلول عام 2030، بالإضافة إلى بناء قطاع رياضي فعال من خلال «مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية» تحقيقاً لمستهدفات «رؤية المملكة 2030» في القطاع؛ إذ تشهد هذه القطاعات نمواً متسارعاً يحقق فرصاً متنوعة.
من جهته، أكد محمد الجدعان وزير المالية السعودي، أن الأندية الأربعة الكبار التي نُقِلت إلى «صندوق الاستثمارات العامة» سيعود تخصيصها بإيرادات على الصندوق، وليس الميزانية.
وقال الجدعان، خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقِد عقب إعلان الميزانية في السابع من الشهر الماضي، إن الأندية الأخرى عندما تُخصَّص فسينظر لها، هل ستنقل إلى صندوق الاستثمارات العامة، وهو الغالب، لكن لم يتخذ قرار حتى الآن في ذلك، موضحاً: «لن أتحدث عن تقييمي، وهذا سيُعلن في وقته بإذن الله».
وكان الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة قد أعلن، في يونيو (حزيران) الماضي، عن نقل ملكية أندية الاتحاد والأهلي والنصر والهلال إلى صندوق الاستثمارات العامة، وتحويلها إلى شركات، وذلك ضمن مشروع الاستثمار والتخصيص الذي أطلقه ولي العهد.
وأعلن وزير الرياضة، ضمن مؤتمر مشروع التخصيص للأندية الرياضية، أن «صندوق الاستثمارات العامة» سيستحوذ على 75 في المائة، مقابل 25 في المائة للجمعية العمومية.
وسيتكون مجلس إدارة شركة النادي من عضوين يتم ترشيحهما من قبل الجمعية العمومية و5 أعضاء يتم ترشيحهم من قبل «صندوق الاستثمارات العامة».
ويهدف نقل الأندية وتخصيصها، بشكل عام، إلى تحقيق قفزات نوعية بمختلف الرياضات في المملكة بحلول عام 2030، لصناعة جيل متميز رياضياً على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إضافة إلى تطوير لعبة كرة القدم ومنافساتها بصورة خاصة، للوصول بالدوري السعودي إلى قائمة «أفضل 10 دوريات في العالم»، وزيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنوياً، إلى جانب رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من 3 مليارات إلى أكثر من 8 مليارات ريال.