«فرصة ذهبية» تقرِّب فاران من الملاعب السعودية

المدافع الفرنسي سيكون أمام مفترق طرق في يناير المقبل

فاران قد يلحق بكتيبة النجوم العالميين في الدوري السعودي عندما يجد الفرصة لذلك (رويترز)
فاران قد يلحق بكتيبة النجوم العالميين في الدوري السعودي عندما يجد الفرصة لذلك (رويترز)
TT

«فرصة ذهبية» تقرِّب فاران من الملاعب السعودية

فاران قد يلحق بكتيبة النجوم العالميين في الدوري السعودي عندما يجد الفرصة لذلك (رويترز)
فاران قد يلحق بكتيبة النجوم العالميين في الدوري السعودي عندما يجد الفرصة لذلك (رويترز)

بين الحين والآخر، يتزايد ارتباط اسم المدافع الفرنسي رافاييل فاران، بالدوري السعودي للمحترفين، إذ تشير التوقعات إلى رحيله قريباً عن ناديه الإنجليزي مانشستر يونايتد.

وعندما يكون في كامل لياقته وفي ذروة قدراته، يعد فاران واحداً من أفضل المدافعين في العالم، علماً بأنه وقّع للفريق المعروف باسم «الشياطين الحمر» في أغسطس (آب) 2021 قادماً من العملاق الملكي ريال مدريد.

وسبق لفاران أن فاز بـ18 لقباً خلال فترة وجوده التي استمرت عقداً من الزمن في العاصمة الإسبانية، بما في ذلك أربعة ألقاب لدوري أبطال أوروبا.

ونشرت صحيفة «مانشستر إيفيننغ نيوز» المختصة بأخبار النادي، تقريراً مطولاً عن وضعية فاران الحالية، قالت فيه إن يونايتد حصل على واحد من أفضل لاعبي الوسط في هذا المجال، الذي قام على الفور بترقية خياراته الدفاعية والفريق ككل. لقد كان توقيع البيان بمثابة رسالة إلى منافسيهم.

وبعد ما يزيد قليلاً على عامين منذ أن التقط فاران صورة شخصية أمام 73 ألفاً من أنصار يونايتد في دائرة وسط ملعب أولد ترافورد، كافح الفرنسي لمساعدة النادي على تحقيق التقدم الذي كان يرغب فيه وقت وصوله. وكان من المأمول أن يكون جلب لاعب بمكانته وكفاءته خطوة رئيسية في مساعدتهم على العودة إلى القمة.

المدافع الفرنسي عرف بأداءه القتالي على البساط الأخضر (أ.ب)

ولسوء حظ يونايتد وفاران، فإن الإصابات، في أغلب الأحيان، أثّرت فيه، بمعنى أنه شارك في 74 مباراة فقط في أقل من 27 شهراً. ولقد كانت مسيرته المتوقفة في أولد ترافورد أمراً مؤسفاً للغاية لكل من اللاعب والنادي.

وعندما يكون لائقاً تماماً، يصبح فاران دون أدنى شك، أفضل مدافع في النادي. إنه لاعب من الطراز الأول، ويونايتد -كما تُظهر الإحصائيات- يميل إلى التعامل معه بشكل أفضل من عدمه.

وفي موسمي 2021 - 2022 و2022 - 2023 تلقى يونايتد 29 هدفاً في جميع المسابقات عندما كان فاران في الملعب، مقارنةً بـ40 هدفاً استقبلها عندما كان خارج الملعب. لا يمكن التقليل من جودته وأهميته، بهذا المعنى.

ومع ذلك، فإن عدم موثوقيته يمثل مشكلة يجب على يونايتد أن يأخذها في الاعتبار، وبالتأكيد الآن بعد أن جرى ربطه بالانتقال مقابل مبلغ كبير إلى المملكة. زعم تقرير في وسائل الإعلام الوطنية في وقت سابق من هذا الأسبوع أن الأندية السعودية تستعد للحصول على توقيعه في نافذة يناير (كانون الثاني) المقبلة وأنهم على استعداد لتقديم «راتب مذهل» له للانضمام إلى أمثال كريستيانو رونالدو وساديو ماني.

وشهد ملف الدوري السعودي للمحترفين ارتفاعاً حاداً خلال الأشهر الـ12 الماضية، حيث أثبتت الموارد المالية الضخمة جاذبيتها للكثير من النجوم الكبار.

ولذلك، لا يمكن استبعاد احتمال أن يؤتي الاهتمام السعودي المبلَّغ عنه ثماره في يناير. إذا قدم أحد النجوم البارزين، مثل النصر أو الهلال، عرضاً مغامراً ليونايتد وفاران للنظر فيه، فقد يميل النادي إلى تحليل ذلك ومراقبة مستقبل فاران عن كثب.

ومنذ انضمامه إلى النادي، غاب فاران، الذي سيبلغ 31 عاماً في أبريل (نيسان)، عن 39 تشكيلة من المباريات، وهو ما يعادل أكثر من موسم كامل في الدوري الإنجليزي الممتاز. بالطبع، يمكن لأي لاعب أن يتعرض لإصابة، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، في أي وقت من حياته المهنية، لكنَّ فاران اكتسب سمعة بوصفه غير جدير بالثقة. لقد شارك أساسياً في أربع مباريات فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، على سبيل المثال.

مع أخذ سجل إصاباته الأخير في الاعتبار، قد يميل يونايتد إلى قبول العروض السعودية إذا وصلت إلى عتبة بابهم في الشتاء المقبل.

مانشستر يونايتد سيكون أمام فرصة لا تعوض للاستفادة من صفقة فاران (رويترز)

وعلى الرغم من أن النادي لديه خيار تمديد تعاقده لمدة عام إضافي إذا رغب في ذلك، سينتهي عقده مع أولد ترافورد في يونيو (حزيران) 2025، وفي ذلك الوقت سيكون عمره 32 عاماً. وقد يكون العام المقبل فرصتهم الأخيرة لتأمين مقابل انتقال جذاب.

وكان أحد أكبر إخفاقات يونايتد خلال العقد الماضي هو رفضه بيع اللاعبين في الوقت المناسب. لقد كانوا مذنبين بالسماح للاعبين بتقليص عقودهم الكبيرة ثم المغادرة دون مقابل. ولا يمكنهم تحمل الاستمرار في تكرار هذا الخطأ.

ويونايتد مع مثل هذه المخاوف بشأن هشاشة وضع فاران، سيعد مذنباً بتكرار نفس الخطأ إذا رفض عرضاً سعودياً مربحاً.

ومع ذلك، فإن رجل مدريد السابق نادراً ما يكون لائقاً، مما يعني أن احتمال تقديم عرض جذاب قادم في طريق يونايتد قد يحتاج إلى النظر فيه. هذا هو وضع عقده ومعاناته في اللياقة البدنية، وقد يكون العرض المربح، بهدف الاستثمار في قلب دفاع أصغر سناً وأكثر موثوقية، مغرياً للغاية للتراجع عنه.


مقالات ذات صلة

رينارد... الثعلب الفرنسي يعود من جديد لإيقاظ الصقور من غفوتهم

رياضة سعودية رينارد يملك مكانة كبيرة في قلوب لاعبي الأخضر (الشرق الأوسط)

رينارد... الثعلب الفرنسي يعود من جديد لإيقاظ الصقور من غفوتهم

«لم أنهِ قصتي مع المنتخب السعودي بعد... لقد عُدت»... بهذه الكلمات عبر الفرنسي إيرفي رينارد عن مشاعره بعد إعلان عودته لقيادة «الأخضر» من جديد خلفاً للإيطالي.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية من تدريبات الاتحاد الأخيرة استعدادا للمباراة (الاتحاد)

كأس الملك: الاتحاد المدجج بالنجوم في مهمة حذرة أمام الجندل

تعود عجلة منافسات بطولة كأس الملك للدوران من جديد، الاثنين، إذ ينطلق دور الـ16 بثلاث مواجهات تُقام بنظام خروج المغلوب، فيستضيف الاتحاد نظيره الجندل صاحب أكبر.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية أوباميانغ وفرحة بعد هدفه في مرمى ضمك (تصوير: عيسى الدبيسي)

أوباميانغ يستعيد ثقة القدساويين... والمدرب «لا يفكر في الاتفاق»

بعدما كان محل شك وقلق بالنسبة للقدساويين، بشأن ما سيقدمه مع الفريق العائد من «الأولى»، في منافسات الدوري السعودي للمحترفين، نجح المدرب الإسباني ميشال غونزاليس

علي القطان (الدمام)
رياضة سعودية فرحة هلالية بعد الهدف الأول (تصوير: بشير صالح)

الهلال... فوز ثامن وصدارة «لا تهتز»

واصل فريق الهلال رحلة انتصاراته في الدوري السعودي للمحترفين، وحقق فوزاً ثميناً على حساب ضيفه التعاون بثنائية حملت توقيع الثنائي الصربي ميتروفيتش ومواطنه سافيتش.

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية أودير هيلمان مدرب فريق الرائد (تصوير: مشعل القدير)

مدرب الرائد: صالح العمري يستحق تمثيل الأخضر

أعرب البرازيلي أودير هيلمان، المدير الفني لفريق الرائد، عن سعادته بتحقيق الفوز على أرضه، مشيراً إلى أن هذا الانتصار كان مهمّاً.

خالد العوني (بريدة)

رينارد... الثعلب الفرنسي يعود من جديد لإيقاظ الصقور من غفوتهم

رينارد يملك مكانة كبيرة في قلوب لاعبي الأخضر (الشرق الأوسط)
رينارد يملك مكانة كبيرة في قلوب لاعبي الأخضر (الشرق الأوسط)
TT

رينارد... الثعلب الفرنسي يعود من جديد لإيقاظ الصقور من غفوتهم

رينارد يملك مكانة كبيرة في قلوب لاعبي الأخضر (الشرق الأوسط)
رينارد يملك مكانة كبيرة في قلوب لاعبي الأخضر (الشرق الأوسط)

«لم أنهِ قصتي مع المنتخب السعودي بعد... لقد عُدت»... بهذه الكلمات عبر الفرنسي إيرفي رينارد عن مشاعره بعد إعلان عودته لقيادة «الأخضر» من جديد خلفاً للإيطالي روبرتو مانشيني الذي ودّع منصبه باتفاق مشترك مع اتحاد كرة القدم السعودي، الخميس، وذلك بعد سلسلة من النتائج السلبية لـ«الأخضر» في تصفيات مونديال 2026.

ويعرف رينارد كرة القدم السعودية جيداً؛ إذ أمضى في فترته السابقة ثلاث سنوات و205 أيام، ويتأهب اليوم لولاية جديدة تحمل الكثير من الطموحات المشتركة للجانبين، يأتي أبرزها الخروج بأفضل نتيجة إيجابية من مواجهتي أستراليا وإندونيسيا نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل ضمن الجولتين الخامسة والسادسة لتصفيات المونديال.

قصة رينارد التي قال عنها إنها لم تنتهِ بعد، بالتأكيد هي سعيه لقيادة «الأخضر» للمنجزات والبطولات الغائبة، بعد أن سجل تحت قيادته مُنجزاً غير مسبوق في تصفيات المونديال السابق، تمثل أولاً بالتأهل متصدراً عن المجموعة التي تضم اليابان وأستراليا قبل جولتين من النهاية ودون أن يتعرض لأي خسارة.

ويُعلق الكثير من السعوديين آمالهم على أن تمنح عودة رينارد شيئاً من الروح التي غابت في الفترة الماضية، ويظهر «الأخضر» بصورة مثالية في تصفيات المونديال ليعود معها جزء من روح الفريق الذي كان في تصفيات مونديال 2022. وبعد أن ابتعد رينارد عن المشهد في كرة القدم السعودية منذ أكثر من 500 يوم منذ رحيله وحتى عودته، ماذا اختلف؟

لم تحدث الكثير من الأمور باستثناء قلة عدد مشاركة اللاعبين السعوديين باستمرار، وهو الأمر الذي عانى منه مانشيني وتحدث عنه كثيراً في المؤتمرات الصحافية، وكذلك ودّع سلمان الفرج قائد كتيبة «الأخضر» تحت قيادة رينارد، فريقه الهلال وبات حاضراً في فريق نيوم المشارك في دوري الدرجة الأولى، وإلى جواره محمد البريك، في حين انتقل عبد الإله المالكي إلى الاتفاق بنظام الإعارة من الهلال، وودّع صالح الشهري «الأزرق» العاصمي وبات في صفوف الاتحاد، وانتقل فراس البريكان من الفتح إلى الأهلي، وغادر عبد الإله العمري صفوف النصر وبات حاضراً في قائمة الاتحاد.

المدرب الفرنسي عرف بحماسة الشديد أثناء المباريات (أ.ف.ب)

وانتقل سعود عبد الحميد بدوره إلى صفوف روما الإيطالي لخوض تجربة احترافية غير مسبوقة، لكنه حتى الآن لم يتحصل على كثير من فرص المشاركة بصورة أساسية، وانتقل حسان تمبكتي إلى صفوف الهلال قادماً من الشباب.

يعشق رينارد الذي سيحمل الرقم 58 في قائمة المدربين الذين أشرفوا على قيادة «الأخضر» السعودي طيلة تاريخه، الاستقرار؛ فهو يعتمد على عدد من الأسماء، ويعمل معها بصورة مثالية للوصول لأفضل مستويات لهؤلاء اللاعبين وتحقيق أفضل النتائج، كما بدأ في الفترة الأولى التي أشرف فيها على «الأخضر» السعودي.

وستكون قائمة الشهر القادم التي سيكشفها رينارد عنواناً لملامح الفترة التي سيقضيها مجدداً في قيادة «الأخضر» السعودي، خاصة بعد أن عمد مانشيني إلى الاستغناء عن أسماء كثيرة تملك خبرة واسعة، وبدأ مع مجموعة شابة، وأجرى العديد من التغييرات في قائمته؛ إذ غادر القائمة سلمان الفرج قائد المنتخب السعودي الذي كان من أقل اللاعبين مشاركة تحت قيادة مانشيني، واكتفى بحضور وحيد وشارك في مباراتين، وكذلك يغيب ياسر الشهراني ومحمد البريك، وبات صالح الشهري يركن على مقاعد البدلاء كثيراً في المباريات الأخيرة التي أشرف عليها مانشيني.

ويبرز السؤال الأهم حالياً: هل سيعيد رينارد كتيبة النجاح التي حققت معه الانتصارات إلى صفوف «الأخضر» ليبدأ بصورة مختلفة في الفترة المقبلة، أو سيواصل بذات الأسماء الشابة التي تحضر في صفوف «الأخضر» خلال فترة مانشيني؟ويعدّ سلمان الفرج الاسم الأبرز والأكثر تطلعاً من جانب الجماهير لعودته لصفوف «الأخضر»، وخاصة أن الفرج يواصل حضوره المستمر في قائمة نيوم، ويعد أعلى اللاعبين صناعة للفرص مع نهاية الجولة السادسة في الدوري السعودي للدرجة الأولى، وذلك بعدد 12 فرصة، علاوة على مساهمته الفاعلة مع فريقه في صناعة الأهداف.

ولعب الفرج 69 مباراة بقميص «الأخضر»، منها 64 مباراة أساسياً، وكان يحمل شارة قيادة المنتخب السعودي قبل قدوم الإيطالي روبرتو مانشيني الذي ضمه في المعسكرات الأولية قبل أن يكتفي بمشاركة خجولة بمواجهتين بواقع 83 دقيقة.

وخلال حضوره في الفترة الأولى، كان محمد كنو اللاعب المفضل لدى رينارد وقدم تحت إشرافه أفضل المستويات، ويعتبر أكثر اللاعبين مشاركة بعدد 33 مباراة، في حين يأتي سالم الدوسري ثانياً في القائمة، وإلى جواره فراس البريكان بذات عدد المباريات، إلا أن الدوسري يتفوق بعدد الدقائق حتى على محمد كنو صاحب المركز الأول.

وشارك تحت قيادة رينارد خلال السنوات الماضية 63 لاعباً، بحسب موقع المنتخب السعودي؛ إذ يعتبر سالم الدوسري هو هداف الفريق بعدد 13 هدفاً، يليه صالح الشهري بعدد تسعة أهداف، ثم فراس البريكان بستة أهداف، وسلمان الفرج وعبد الله الحمدان وفهد المولد بأربعة أهداف لكل منهم.

بعد تجاوز مواجهتي أستراليا وإندونيسيا، ستتوقف تصفيات مونديال 2026 حتى شهر مارس (آذار) المقبل، مما يمنح الفرصة للفرنسي رينارد لالتقاط الأنفاس، لكن ستحضر بطولة كأس الخليج المقرر إقامتها في الكويت بين شهري ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) القادمين، وهي البطولة التي ستكون مطلباً للجماهير السعودية.