أكتوبر شهر حاسم في طريق استضافة كأس العالم 2034

تكشف عن متطلبات ومعايير التنظيم وآلية التصويت وموعد إعلان الفائز

ملعب وسط جدة تم الانتهاء من تصميمه وقريباً سيبدأ تشييده (الشرق الأوسط)
ملعب وسط جدة تم الانتهاء من تصميمه وقريباً سيبدأ تشييده (الشرق الأوسط)
TT

أكتوبر شهر حاسم في طريق استضافة كأس العالم 2034

ملعب وسط جدة تم الانتهاء من تصميمه وقريباً سيبدأ تشييده (الشرق الأوسط)
ملعب وسط جدة تم الانتهاء من تصميمه وقريباً سيبدأ تشييده (الشرق الأوسط)

سيكون الشهر الحالي حاسما لمستقبل استضافة كأس العالم 2034، إذ حدد الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» يوم 31 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي الموعد الأخير لاستقبال ملفات طلبات تنظيم تلك النسخة.

وأعلنت السعودية ممثلة باتحاد كرة القدم السعودي عن نية الترشح لاستضافة مونديال نسخة 2034 في الوقت الذي تدرس فيه أستراليا تقديم ملف استضافة المونديال في القارة الصفراء أيضاً.

ويتعين على وفد الاتحاد السعودي لكرة القدم السفر إلى زيوريخ في الأيام التي تسبق ما بعد 31 أكتوبر لتقديم المستندات والملفات الخاصة بطلب التقدم الرسمي لاستضافة المونديال ويتوقع أن تشهد لحظات التقديم تغطيات تاريخية من الإعلام العالمي.

وأعلنت، الأربعاء والخميس على التوالي، اتحادات آسيا وغرب آسيا والعربي والخليج دعمها ومساندتها للسعودية في نية الترشح لاستضافة مونديال 2034، كما أعلنت اتحادات أفريقية مثل موريتانيا والسودان وكينيا وجيبوتي دعمها للسعودية وكذلك اتحادات آسيوية مثل قيرقستان وبنغلاديش والفلبين والهند والمالديف، واتحادات عربية مثل لبنان وسوريا وقطر والعراق واليمن والكويت وفلسطين والبحرين والأردن والإمارات وعمان دعمها للمملكة في نيتها للترشح.

انفوغرافيك خاص بالاتحادات القارية والإقليمية والوطنية التي أظهرت دعمها للسعودية (تصميم: سهام العمري)

ويحظى الملف السعودي بدعم كبير من الاتحادات الوطنية في آسيا، وكذلك الاتحاد الأفريقي الذي تربطه علاقة وثيقة بالاتحاد السعودي لكرة القدم، علما بأن مجموع الأعضاء في الاتحادين القاريين نحو 100 عضو من أصل 211 اتحادا وطنيا تنضم تحت لواء الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وتملك السعودية علاقات وثيقة بالعديد من الاتحادات الوطنية في أميركا الشمالية التي تضم نحو 35 اتحادا، وأميركا الجنوبية 10 اتحادات، والاتحاد الأوروبي نحو 53 اتحادا وطنيا.

وبحسب مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» فإن عمليات طلب الترشح لاستضافة كأس العالم تمر بمراحل متعددة، تبدأ بإرسال خطاب رسمي للفيفا بطلب الترشح ثم يعقبه تزويد الاتحاد الدولي لكرة القدم للاتحاد الراغب في الاستضافة بالمتطلبات والشروط الخاصة بتنظيم المونديال، التي من ضمنها الضمانات الحكومية بتوفير كل المعايير الفنية واللوجيستية والمالية الخاصة بالاستضافة، ومن ثم يعقبه تقديم الطلب الرسمي للتنظيم الذي يجب ألا يتجاوز يوم 31 أكتوبر الحالي.

وتشير مصادر «الشرق الأوسط» إلى أن موعد إعلان الفائز باستضافة كأس العالم سيكون في الربع الرابع من عام 2024 المقبل.

وتعمل السعودية على بناء ملاعب لتفي بمعايير «فيفا»، خاصة تلك التي تشير إلى أنه يجب ألا يقل عدد مقاعد المتفرجين عن 40 ألف مقعد، علما بأن السعودية تملك ملعبين يتجاوز عدد المقاعد فيهما 62 ألف مقعد، وتسعى لبناء ملاعب في واجهة الرياض وملعب في القدية، وكذلك ملعب في نيوم وملعب في وسط جدة وملعب في الدمام، وستعمل أيضا على تطوير وتحديث عدة ملاعب في الرياض وجدة والدمام والطائف وبريدة، لتكون متوافقة ومنسجمة مع معايير فيفا الخاصة بكأس العالم.

وبحسب كراسة شروط فيفا الخاصة باستضافة كأس العالم 2030 التي ذهبت للمغرب والبرتغال وإسبانيا فيتعين وجود 14 ملعبا يكون من بينها ملاعب بمقاعد 80 ألف متفرج، وملعب بمقاعد 60 ألف متفرج، وبقية الملاعب بسعة 40 ألف متفرج، وأكثر من 70 معسكرا تدريبيا وفق معايير دولية.

ومن المنتظر أن يتم الانتهاء من أعمال ملعب القدية والملعب الكائن شمال العاصمة الرياض، وكذلك ملعب الدمام، وجميعها ستكون دون مضمار أولمبي، ووفقاً لمواصفات تتلاءم مع متطلبات مباريات كرة القدم وخلق بيئة مثالية لتجربة المشجع قبل حلول 2027. كما سيتم تطوير ملاعب متعددة في الرياض وجدة والدمام، وذلك برفع طاقتها الاستيعابية وإزالة المضمار في بعض منها لتسهم في زيادة السعة وتحسن الرؤية للمعشب الأخضر.

وتأتي خطوة إعلان السعودية نية الترشح لاستضافة الحدث الكروي الكبير لتترجم جهودها الكبيرة والمتزايدة في الساحة الرياضية الدولية على مستوى الأحداث التي تستضيفها والخاصة بمنافسات كرة القدم أو حتى على الأصعدة الرياضية المختلفة كافة.

فيفا حدد متطلبات وشروط وضمانات لطلب استضافة كأس العالم 2034 (رويترز)

وتملك السعودية إرثا كبيراً في واجهة الأحداث الرياضية وحضور منتخب «البلاد» في المحافل العالمية، مثل كأس العالم، بمشاركته في ست نسخ، بدأت من 1994 وحتى المونديال الأخير 2022 وتسجيل انتصار تاريخي على الأرجنتين صُنف إحدى كبرى مفاجآت المونديال عبر تاريخه.

ويسجل الأخضر حضوراً قارياً لافتاً بتحقيقه بطولة كأس آسيا لثلاث مرات ضمن دائرة نخبة المنتخبات القارية التي ظفرت باللقب لأكثر من مرة، إذ تتصدر اليابان القائمة بأربعة ألقاب ثم السعودية وإيران بثلاثة ألقاب لكل منهما.

وسبق للسعودية المشاركة في كأس القارات لثلاث مرات، حينما استضافت البطولة في التسعينات الميلادية، بالإضافة إلى المشاركة في الأولمبياد لأكثر من مرة.

تتأهب السعودية هذا العام لاستضافة حدث كأس العالم للأندية ديسمبر (كانون الأول) المقبل في مدينة جدة للمرة الأولى، فيما فازت بتنظيم نهائيات كأس آسيا 2027 وتنافس على تنظيم نهائيات كأس آسيا للسيدات 2026 وكسب تنظيم دورة الألعاب الآسيوية 2034، وستكون وجهة جديدة للألعاب الآسيوية الشتوية بتنظيم دورة الألعاب الشتوية 2029 في تروجينا – نيوم.

ولا تبدو السعودية غريبة على مسرح الأحداث الدولية، إذ سبق لها اقتراح فكرة تنظيم كأس القارات، التي نظمتها ثلاث مرات في التسعينات الميلادية وتحديداً في 92 و95 و97، كما تعد أول دولة خليجية تستضيف كأس العالم للشباب عام 1989 حيث أقيمت في الرياض وجدة والدمام والطائف.

ياسر المسحل رئيس اتحاد الكرة سيذهب مع وفد لتقديم طلب التقديم (الاتحاد السعودي)

وتنشط السعودية باستضافة كثير من الأحداث الرياضية المختلفة، حتى باتت بوصلة لكثير من الرياضيين حول العالم، إذ استضافت بطولة «فورمولا 1» و«فورمولا إي» وسباق السيارات الكهربائية «إكستريم إي»، و«رالي داكار» وكأس العالم للراليات الصحراوية «الكروس كانتري»، علاوة على الراليات المحلية التي تُقام بصورة مختلفة بين مُدن السعودية ومناطقها الكبيرة.

كما استضافت السعودية العديد من الأحداث الخاصة ببطولات كرة القدم، مثل: كأس السوبر الإيطالية والإسبانية، وكأس مارادونا وكأس السوبر كلاسيكو، بالإضافة لعملها الجاد على استضافة الأحداث الكبيرة على صعيد كرة القدم؛ مثل ترشحها لاستضافة كأس آسيا للسيدات 2026.

القدية ستكون وجهة عالمية وستحظى بملعب عالمي متوافق مع بيئتها الرائعة (القدية)

تسابق السعودية الزمن في تجديد البنية التحتية للملاعب والمنشآت الرياضية والمُدن الرياضية الضخمة لتواكب حجم الاستضافات التي بدأت فيها البلاد وتتوسع موسماً بعد آخر.

وتعيش السعودية نهضة شاملة في البلاد، حيث ستكون واحدة من أبرز النقاط المساهمة في قدرتها على تحقيق استضافة مميزة وسائل النقل العام، من شبكة القطارات التي بدأت تحضر للربط بين المُدن السعودية مترامية الأطراف، وزيادة عدد الخطوط الجوية الناقلة في السعودية «محلياً»، إلى شبكات المترو التي اقتربت من العمل في العاصمة الرياض، وكذلك حافلات النقل العام في العاصمة.


مقالات ذات صلة

المسحل: لن نتعذر بالتحكيم «رغم أخطائه» وثقتنا في الصادق مستمرة

رياضة سعودية المسحل قال إن التحكيم الآسيوي ارتكب بعض الأخطاء ضد الأخضر (تصوير: عدنان مهدلي)

المسحل: لن نتعذر بالتحكيم «رغم أخطائه» وثقتنا في الصادق مستمرة

أكد ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، أن أخطاء الحكام أثّرت على مسيرة المنتخب السعودي في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026.

خالد العوني (بريدة)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال تكريمه ماجد عبد الله الفائز بجائزة من جوائز المسؤولية الاجتماعية (الاتحاد السعودي)

ياسر المسحل: حظوظ المنتخب السعودي لا تزال قائمة في بلوغ كأس العالم 2026

قال ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم إن حظوظ الأخضر في نيل البطاقة المباشرة لنهائيات كأس العالم 2026 لا تزال قائمة، موضحاً أن الثقة حاضرة في اللاعبين

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية فابيو ليما (رويترز)

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

تحوّل فابيو ليما البرازيلي المولد رمزاً لحملة الإمارات لما يمكن أن يكون صعودها لكأس العالم لكرة القدم بعد غياب 36 عاماً، بتسجيله 4 أهداف بالفوز الساحق على قطر.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عربية سون هيونغ مين (أ.ف.ب)

سون قائد كوريا الجنوبية: علينا التعلم من منتخب فلسطين

أشاد سون هيونغ مين، قائد كوريا الجنوبية، بصلابة الفريق الفلسطيني، بعدما منح مهاجم توتنهام هوتسبير فريقه نقطة بالتعادل 1 - 1.

«الشرق الأوسط» (عمان)
رياضة عالمية فرحة لاعبي الأرجنتين بهدف مارتينيز (أ.ف.ب)

تصفيات كأس العالم: الأرجنتين تبتعد في الصدارة... والبرازيل تتعثر بنقطة الأوروغواي

قاد المهاجم لاوتارو مارتينيز المنتخب الأرجنتيني إلى الفوز على ضيفه البيروفي بهدف دون رد، الثلاثاء، في الجولة الـ12 من تصفيات أميركا الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (مونتيفيديو)

الدوري السعودي: السلبية تهيمن على مواجهة الرياض والاتفاق

غابت الأهداف عن المواجهة التي جمعت بين الفريقين (تصوير: بشير صالح)
غابت الأهداف عن المواجهة التي جمعت بين الفريقين (تصوير: بشير صالح)
TT

الدوري السعودي: السلبية تهيمن على مواجهة الرياض والاتفاق

غابت الأهداف عن المواجهة التي جمعت بين الفريقين (تصوير: بشير صالح)
غابت الأهداف عن المواجهة التي جمعت بين الفريقين (تصوير: بشير صالح)

واصل فريق الاتفاق رحلة ابتعاده عن نغمة الانتصار، وذلك بعد تعادله أمام مستضيفه فريق الرياض سلباً دون أهداف، في الجولة الحادية عشرة من الدوري السعودي للمحترفين.

وغابت الأهداف عن اللقاء الذي جمع بين الفريقين على ملعب مدينة الأمير فيصل بن فهد الرياضية بالعاصمة الرياض.

وبلغ الاتفاق، الذي يتولى قيادته الإنجليزي ستيفن جيرارد، النقطة 12 في المركز الثاني عشر بلائحة الترتيب، في وقتٍ استمر فيه الرياض كذلك بالبُعد عن الانتصارات، وبلغ بهذا التعادل النقطة 15 في المركز التاسع.

عبد الله الخطيب مدافع الاتفاق خلال مشاركته بعد غياب طويل (تصوير: بشير صالح)

شهدت المباراة من جانب الاتفاق عودة اللاعب عبد الله الخطيب، مدافع الفريق الذي غاب طويلاً بداعي الإصابة، وكان لغيابه تأثير سلبي، إضافة إلى المدافع جاك هيندري، الذي ما زال يواصل الغياب بداعي الإصابة.

لم تبتسم المباراة لفريق الاتفاق، الذي واصل ابتعاده عن الانتصار، منذ الجولة الثالثة التي شهدت آخر انتصاراته، لكن الفريق خرج بنقطة إيجابية وتجنّب الخسارة كما بدا عليه الأمر في آخر مباراتين أمام القادسية والهلال.