عد سعود الحماد لاعب الهلال ومدير كرته السابق أن الأصوات التي تشكك في القدرات والقيمة الفنية للمدرب البرتغالي خورخي خيسوس هدفها هز الثقة بين المدرب والجماهير رغم وجود أسماء هلالية معروفة وبارزة انجرفت مع هذا التيار السلبي.
وقال الحماد في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «خيسوس مدرب كبير على مستوى المملكة وخارجها، بل إن قيمته واسمه في العالم كبيران جدا، هو كان مطلب كل الهلاليين تقريبا بعد أن قاد الفريق لفترة سابقة كانت ناجحة إلا أنه رحل قبل أن يكمل مشروعه ويحقق ما كان منتظرا منه، ولذا كان الجميع سعيدا بعودته، ومن المهم أن يتم دعم العمل الذي يقوم به لمصلحة الفريق».
وبين أن الهلال يتصدر حاليا الدوري السعودي للمحترفين بقيادة المدرب البرتغالي، وهو أفضل من يقود الفريق حاليا، والهلال الفريق الوحيد الذي لم يتعرض لأي خسارة بعد انقضاء 6 جولات، والفريق قادر على المواصلة في البطولات التي يشارك فيها كافة، سواء المحلية أو القارية.
وزاد بالقول: «المدرب يحضر هذه المرة بوضع مختلف عما كان سابقا ويحتاج وقتا من أجل يظهر أسلوبه على اللاعبين، وهناك أسماء كثيرة من الجدد سواء من المحليين أو العالميين الذين يوجدون في الدوري السعودي، ما يجعله أكثر قوة ومنافسة، والمدرب يقوم بعمل جيد جدا يمكن أن يراه المختصون في هذا الجانب وليس المشجع العادي الذي قد ينجرف وراء العاطفة ولا يقيس الأمور بعقلانية».
وبين أن «أي فريق في العالم يمكن أن يتعادل ويخسر ويتعرض لهزات كبيرة في مشواره، لكن في الهلال لا يمكن القبول بالخسارة من أي فريق بل حتى التعادل غير مقبول وهذا قدر النادي الكبير، ولكن من المهم ألّا تغلب العاطفة على المنطق، حينما ينخفض أداء الفريق يجب أن ندعمه للنهوض ويتم تحفيز اللاعبين... والجمهور هو المحفز الأول».
وأضاف: «هناك أندية لم تحقق جزءا مما حققه الهلال ومع ذلك نجد أن إعلامها وجمهورها يدعمونها في الخسارة قبل الفوز لأن هذا هو ما يساعدها على النهوض، لكن المؤسف أن في الهلال من ينظر للأمور من جانب سلبي حتى في بعض النتائج الإيجابية التي تحصل، وهناك شيء أكثر أسفا وهو أن (يتصدر) بعض النجوم السابقين المشهد في وسائل التواصل الاجتماعي بالتقليل من قيمة الفريق وعمل المدرب واللاعبين وحتى الإدارة التي يقودها رجل كفء بحجم فهد بن نافل، ما يجعلني أرى أنه في أيد أمينة».
وعدّ أن الآراء التي تنادي برحيل المدرب أو بعض اللاعبين يغلب عليها العاطفة، وحتى بعض من يروجها ويعززها أسماء ليست منتمية لنادي الهلال بل تسعى من أجل أن يضعف لمصلحة الفرق التي تشجعها.
واستذكر أن الهلال تعثر في البدايات في كثير من البطولات ومن بينها في البطولة الآسيوية إلا أنه في النهاية وصل للنهائي وحقق اللقب كأكثر فريق سعودي وقاري يحقق البطولة القارية، ولذا يمكن اعتبار أن التشكيك في الفريق والتقليل من شأنه ليس ثقافة هلالية.
وعن رأيه في النقد الذي يطال بعض اللاعبين في صفوف الفريق ومن أبرزهم ياسر الشهراني، قال الحماد: «ياسر نجم سعودي كبير قل مثيله وكان يمثل الهلال والمنتخبات السعودية في فترات متلاحقة وطويلة دون توقف، والجميع يعلم أنه تعرض لإصابة قوية أثناء مشاركته مع المنتخب السعودي في كأس العالم الأخيرة، وهذه الإصابة بكل تأكيد لها تداعيات سلبية كبيرة، ولا يمكن أن يعود اللاعب كما كان قبل الإصابة التي تعرض لها في الرأس، ولكن ما دام أنه يلقى ثقة الجهاز الفني في فريق الهلال وكذلك في المنتخب السعودي بصفته لاعبا أساسيا يجب أن ندعمه، كونه الأفضل حاليا في مركزه سواء في الهلال أو المنتخب، النقد مطلوب ولكن الإساءة هي المرفوضة».
وفيما يخص اللاعب البرازيلي نيمار وما قدمه مع الفريق في المباراتين الماضيتين، في الدوري المحلي أمام الرياض ثم أمام فريق نافباخور الأوزبكي، قال: «نيمار لا يختلف عليه أنه نجم عالمي كبير ومن أفضل النجوم في كرة القدم وقد يكون ضمن أفضل 3 لاعبين في العالم حاليا، لا يمكن الحكم على ما قدمه في مباراتين، سواء ضد الرياض حيث صنع الكثير من الأهداف بعد مشاركته أو أمام الفريق الأوزبكي حيث واجه نقدا كبيرا... اللاعب يحتاج إلى الانسجام مع المجموعة، بل إن الهلال يحتاج إلى الانسجام كمجموعة من اللاعبين، لا يمكن أن يكون الحكم المبكر منصفا على نجم بهذا الحجم وبهذه السرعة».
وعاد الحماد ليصف وضع نجوم الهلال بالقول: «سالم الدوسري كمثال وصل إلى مرحلة متقدمة من النضج والنجومية ولقي إشادة كبيرة من الكثير من نجوم العالم وهو لاعب سعودي له قيمته، ومر بفترات انخفاض في مستواه الفني ولكن المحبين للهلال دعموه ووقفوا معه في أصعب الظروف، وحتى إن أخطأ استفاد من أخطائه وعاد بقوة، ولذا يجب أن نؤمن بحقيقة أن اللاعب بشر يمكن أن يتراجع في الأداء الفني أو يصدر منه خطأ ولكن الأهم أن يجد من يقف معه وهذا حصل مع جميع نجوم العالم».
ودعا الحماد الهلاليين إلى الوقوف بجانب ناديهم والثقة فيه وعدم التقليل من العمل الذي يتم والجهد الذي يبذل، لأن الهلال لم يصل إلى مرحلة التفوق والتقدم الشاسع على بقية المنافسين إلا بدعم أبنائه ومحبيه وجمهوره والوقوف معه بشكل دائم وعدم ترك المجال لمن يحاول التقليل من قيمة النادي ونجومه أن يظهر بمظهر الناقد أو الناصح، بل إن النقد هو إيصال رسائل مباشرة وواضحة وعدم تضمينها الإساءات.
بقيت الإشارة إلى أن عددا من نجوم الهلال السابقين انتقدوا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مدرب الفريق البرتغالي خورخي خيسوس، وخصوصا بعد التعادل في بداية المشوار الآسيوي أمام الفريق الأوزبكي المغمور، حيث عد البعض أن النقد تحول إلى «إسقاط وشتيمة» وتقليل، ما قد يكون له أثر سلبي ويهز الثقة بين المدرب واللاعبين وكذلك الجماهير في ظل قوة المنافسين واشتعال الصراع بين الأندية الجماهيرية الكبيرة على الصعيدين المحلي والقاري.