ينشد النصر السعودي انطلاقة مثالية في بطولة دوري أبطال آسيا، عندما يدشن رحلته بمواجهة صعبة خارج أرضه أمام بيرسبوليس الإيراني في ملعب آزادي بالعاصمة الإيرانية طهران ضمن منافسات الجولة الأولى للمجموعة الخامسة.
يدخل النصر معترك البطولة القارية وسط آمال كبيرة يضعها على عاتق نجمه الأسطوري البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد الفريق الذي يسعى للتتويج باللقب الآسيوي الذي لم يحققه الأصفر العاصمي بعد.
ويبدو اختبار النصر الآسيوي صعباً، خاصة وأن المواجهة تقام في إيران بعد سنوات من خوض مباريات الأندية السعودية والإيرانية على ملاعب محايدة، قبل أن يعلن الآسيوي وقف القرار قبل انطلاق النسخة الحالية.
ويسير الأصفر العاصمي تحت قيادة مدربه البرتغالي لويس كاسترو بخطوات واثقة ومستويات متصاعدة نحو الأفضلية بعد بداية مربكة في الدوري السعودي، وتعرضه لخسارتين أمام الاتفاق والتعاون، ليعود ويحقق أربعة انتصارات ساهمت في اقترابه من فرق المقدمة في لائحة الترتيب.
وتجاوز النادي الساعي إلى إحراز اللقب الأول في تاريخه نظيره فريق شباب أهلي دبي الإماراتي في الملحق المؤهل لدور المجموعات، لينضم إلى المجموعة الخامسة التي تعد قوية، وتضم إلى جواره كلاً من بيرسبوليس الإيراني والدحيل القطري واستقلال الطاجيكي.
وعادة ما يجد النصر صعوبة في مواجهات الأندية الإيرانية، إذ لعب 16 مباراة فانتصر في ست وخسر سبعاً وتعادل في ثلاث، كما ودّع البطولة أمام ناديين إيرانيين، أحدهما بيرسبوليس الذي أقصاه بركلات الترجيح في نصف نهائي نسخة 2020، وهي أبعد مرحلة يصلها النصر في تاريخ مشاركاته بدوري أبطال آسيا.
ويدخل النصر المباراة بصفوف مكتملة، معولاً على كوكبة من النجوم يتقدمهم النجم البرتغالي رونالدو والبرازيلي أندرسون تاليسكا، والكرواتي مارسيلو بروزوفيتش، وصولاً إلى السنغالي ساديو مانيه والبرتغالي أوتافيو والإسباني لابورت، والبرازيلي أليكس تيليس، فيما يواصل الإيفواري سيكو فوفانا غيابه بداعي الإصابة.
وسيتعين على لويس كاسترو تقليص قائمته من اللاعبين المحترفين الأجانب إلى خمسة أسماء وإحلال أسماء محلية تبدأ المواجهة وتعوض غيابهم وفقاً لأنظمة الاتحاد الآسيوي للعبة الذي يسمح بمشاركة خمسة محترفين أجانب ولاعب آسيوي.
ولم تتضح ملامح الأسماء التي سيبدأ بها المدرب كاسترو، إلا أنه من المؤكد أن البرتغالي رونالدو سيكون على رأس القائمة الحاضرة في دوري الأبطال الآسيوي.
ويملك رونالدو خبرة عريضة وواسعة في ملاعب البطولات القارية، إذ سبق له تحقيق بطولة دوري أبطال أوروبا مرات عدة حينما كان يمثل ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي في سنوات مضت.
وفي المجموعة نفسها، يحلّ الدحيل القطري ضيفاً على الاستقلال الطاجيكي في العاصمة دوشنبه، إذ يظهر فريق المدرب الأرجنتيني هيرنان كريسبو للمرة الـ12 على التوالي في البطولة منذ عام 2012 (رقم قياسي)، بيد أن الدور نصف النهائي هو أفضل ما حققه.
ويأمل بطل الدوري القطري البناء على النجاح الذي حققه في النسخة السابقة عندما بلغ نهائي الغرب (نصف نهائي البطولة) من أجل الوصول إلى النهائي.
ويعوّل الدحيل على الوافد الجديد البرازيلي فليبي كوتينيو النجم السابق لناديي ليفربول الإنجليزي وبرشلونة الإسباني، إلى جانب هداف النسخة السابقة من دوري أبطال آسيا الكيني مايكل أولونغا.
وفي تركمانستان، يدشن فريق الفيحاء السعودي مشواره بالبطولة القارية للمرة الأولى عبر تاريخه بعدما ظفر البرتقالي بلقب كأس الملك السعودي.
ويحل الفيحاء ضيفاً على نظيره آهال التركماني في مواجهة يسعى معها الفريق الضيف إلى تسجيل بداية إيجابية رغم قلة خبرته الآسيوية كونها المشاركة الأولى له.
ويطمح الفيحاء في تجاوز دور المجموعات، خاصة في ظل الأسماء المميزة التي يضمها الفريق بين صفوفه بعد سوق انتقالات مميزة في السعودي نال البرتقالي نصيبا منها.
ولم يقرر الصربي فوك رازوفيتش أي الأسماء الخمسة التي ستبدأ المواجهة، إلا أنه يملك كثيرا من الخيارات الأجنبية المميزة، يأتي في مقدمة ذلك مواطنه ستوكوفيتش حارس المرمى الذي بات عنصراً فاعلاً ورقماً صعباً في خريطة الفريق.
وتعاقد الفيحاء مؤخراً مع النجم الدولي المغربي عبد الحميد صابيري، إذ يملك خبرة واسعة في ملاعب كرة القدم العالمية والأوروبية، كما يحضر في الصفوف الأولى الزامبي ساكالا والإيفواري كونان الذي سبق له تمثيل النصر، وكذلك البرازيلي رايلر والبوسني سيمروت.
وفي المجموعة الأولى، يعود العين الإماراتي بطل النسخة الأولى من المسابقة بنظامها الجديد في 2003 ووصيف 2005، إلى المنافسة القارية بعد غياب عن آخر نسختين، بطموحات كبيرة في الذهاب بعيداً بقيادة مدربه الهولندي ألفريد شرودر الذي رفع راية التحدي مبكراً.
ويحلّ العين ضيفاً على باختاكور الأوزبكي في طشقند، ضمن منافسات المجموعة الأولى.
وقال شرودر الذي حلّ بديلاً للأوكراني سيرغي ريبروف الراحل لقيادة منتخب بلاده: «أنا سعيد بعودة العين مجدداً إلى دوري أبطال آسيا بعد غياب موسمين، وأدرك جيداً مدى أهمية هذه المسابقة بالنسبة لجمهور ولاعبي الفريق الذي يمتلك تاريخاً كبيراً فيها».