فور إعلان المدرب البرتغالي خورخي خيسوس عن استقالته من تدريب نادي فناربخشة التركي، بدأت التقارير الصحافية في التكهن عن هوية المهمة المقبلة للمدرب المخضرم، خاصة مع تزايد عدد المنتخبات وربما الأندية التي تريد الحصول على خدماته.
خيسوس (68 عاماً) أنهى مهمته بأفضل وجه، عندما قاد فناربخشة لحصد لقب كأس تركيا، بعد الفوز في المباراة النهائية على إسطنبول باشاكشهير بهدفي البلجيكي ميتشي باتشواي، ليمنح بذلك الفريق لقبه الأول في الكأس منذ عشر سنوات.
وأرسل خيسوس رسالة بين السطور عند مغادرته فناربخشة؛ إذ قال: «الآن سأذهب إلى البرتغال وأنتظر لأرى ما إذا كان بإمكاني تحقيق أحد أحلامي». وقد تبدو العبارة غامضة بعض الشيء، إلا أنها تحمل رسالة مباشرة للغاية، وهي أنه في انتظار تولي تدريب منتخب البرازيل.
خيسوس ليس المرشح الأول لتدريب السليساو؛ إذ أعلن رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، ايدينالدو رودريغز في أكثر من مناسبة أن مرشحه الأول لتولي المهمة هو المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، إلا أن الأخير يبدو مرتاحاً في تدريب فريق ريال مدريد ويريد تكملة الموسم المتبقي له في تعاقده مع فريق العاصمة الإسبانية.
وتشير التوقعات إلى أن اجتماعاً مرتقباً سيعقد هذا الأسبوع بين رودريغز وأنشيلوتي، وخلاله سيتم حسم الأمور تماماً، وبما أن الأمور تمضي نحو اعتذار المدرب الإيطالي عن عدم قبول المهمة، فإن حلم خيسوس بتولي تدريب نيمار ورفاقه يبدو في الأفق.
ولم يعين الاتحاد البرازيلي مدرباً للمنتخب الأول خلفاً للمدرب السابق «تيتي»، والذي استقال عقب توديع السليساو لكأس العالم 2022 بقطر من ربع النهائي أمام نظيره الكرواتي؛ إذ يشرف على تدريب المنتخب حالياً المدرب رامون مينزيس مدرب منتخب الشباب.
ويملك خيسوس تجربة مميزة وقريبة في الملاعب البرازيلية؛ إذ قاد فريق فلامنغو لموسم واحد 2019/2020، وأحرز معه خمسة ألقاب في هذا الموسم؛ إذ حصد الفريق بقيادته ألقاب الدوري البرازيلي ودوري مقاطعة ريو دي جانيرو (الكاريوكا) وكأس السوبر البرازيلية، إضافة للقب كوبا ليبرتادوريس (دوري أبطال أميركا الجنوبية) ولقب ريكوبا سودامريكانا (كأس السوبر القارية) أيضاً.
ويعتبر خيسوس أحد أهم المدربين البرتغاليين؛ فبالإضافة لسيرته الناجحة مع فلامنغو، سبق له حصد العديد من الألقاب رفقة الأندية الأخرى التي دربها، مثل بنفيكا وسبورتنغ لشبونة البرتغاليين، وأيضاً الهلال السعودي الذي قاده لفترة قصيرة لا تتجاوز سبعة أشهر، وحصد فيها لقب كأس السوبر السعودي عام 2018.
ويعتبر خيسوس أحد الأسماء المرشحة لتدريب المنتخب السعودي خلفاً للمدرب الفرنسي المستقيل هيرفي رينارد، والذي ترك تدريب «الأخضر» في أواخر مارس (آذار) الماضي لتدريب منتخب سيدات فرنسا. وقال مصدر في الاتحاد السعودي لكرة القدم لوكالة «فرنس برس» الأسبوع الماضي، إن خيسوس من ضمن المرشحين لتدريب المنتخب، إلا أنه لم يتم التوقيع مع أي مدرب بشكل رسمي بعد.
وفي حال تدريبه للمنتخب السعودي، ستكون التجربة الأولى لخيسوس في قيادة المنتخبات، بعد أكثر من ثلاثة عقود في تدريب الأندية.
وكشف ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، في تصريحات نشرت الشهر الماضي، عن دراسة كثير من الملفات للمدير الفني الجديد الذي سيخلف الفرنسي هيرفي رينارد في تدريب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، مشيراً إلى أن الإعلان سيكون خلال شهر يوليو (تموز) المقبل.
وينتظر الأخضر السعودي مهمة صعبة تتمثل في مشاركته في كأس آسيا المقررة بقطر مطلع يناير (كانون الثاني) المقبل؛ إذ وقع حامل لقب «كأس آسيا» 3 مرات في تاريخه في مجموعة تبدو سهلة؛ إذ سيلعب مع تايلاند وقرغيزستان وعمان.
وتتطلع السعودية للبناء على فوزها التاريخي على الأرجنتين بطلة العالم في نهائيات قطر، رغم الخروج من الدور الأول أيضاً، وسبق للأخضر الفوز باللقب أعوام 1984 و1988 و1996، كما لعب على النهائي 3 مرات أعوام 1992 و2000 و2007.
وتولى رينارد (54 عاماً) تدريب المنتخب السعودي في يوليو من عام 2019، وعلى مدى ثلاث سنوات وثمانية أشهر وجد كل الدعم من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وفق تصريحاته لموقع القناة الفرنسية.
وقال مدرب سوشو وليل السابق في حديث مطول لقناة «كانال بلوس» الفرنسية: «كان من الصعب أن أبلغ ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، بقراري ترك تدريب المنتخب. هذا الشخص كان رجلاً استثنائياً، وفعل كل شيء من أجلي، ومن الصعب دائماً قول ذلك لشخص كان لا تشوبه شائبة لمدة أربع سنوات. أحياناً نُشكر على عملٍ ما، لكني هنا كنت من يتقدم بالشكر».