ارتفعت أسهم الصين وهونغ كونغ، الأربعاء، مدعومةً بقوة أداء «وول ستريت» خلال الليلة السابقة، وخطة «علي بابا» لمواصلة الاستثمار «بكثافة» في الذكاء الاصطناعي.
وارتفع مؤشر «سي إس آي 300» الصيني للأسهم القيادية بنسبة 0.8 في المائة بحلول استراحة الغداء، في حين ارتفع مؤشر «شنغهاي المركب» بنسبة 0.1 في المائة. وارتفع مؤشر «هانغ سنغ» القياسي في هونغ كونغ بنسبة 0.5 في المائة، بقيادة أسهم التكنولوجيا.
وواصلت «وول ستريت» ارتفاعها يوم الثلاثاء؛ حيث بدا أن سلسلة من البيانات الاقتصادية تدعم موقف مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» (البنك المركزي) الأميركي لخفض أسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
كما عززت الإيرادات الفصلية لشركة «علي بابا»، التي فاقت التوقعات، وتعهد عملاق التجارة الإلكترونية بالاستثمار «بكثافة» في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
وقالت شركة «يو بي إس» لإدارة الأصول إن الأسهم الصينية لا تزال ذات قيمة جذابة، مع استمرار ارتفاع الاقتصاد الكلي. وأوضح بن شي، رئيس قسم الأسهم الصينية في «يو بي إس»: «نحن بعيدون كل البُعد عن التقلبات الحادة؛ فالمرحلة التالية للأسهم الصينية ستعتمد على العوامل الأساسية».
وأضاف: «لقد تحقق أداء السوق حتى الآن دون اقتصاد قوي للغاية؛ فإذا تعاون الاقتصاد، فسوف يكون هناك مزيد من الصعود في المستقبل».
وقال جيد فو، مدير المحفظة في «يو بي إس»: «نرى أن الصين تفتح صفحة جديدة؛ نمو مدعوم بمحركات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي».
وارتفع مؤشر «سي إس آي» للذكاء الاصطناعي بنسبة 4.2 في المائة، ومؤشر «سي إس آي للحوسبة السحابية للبيانات الضخمة» بنسبة 3.8 في المائة، ومؤشر «ستار» للشرائح بنسبة 2.3 في المائة.
وفي هونغ كونغ، قادت أسهم التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي والسيارات المكاسب.
وقالت لورا وانغ، استراتيجية الأسهم في «مورغان ستانلي»، في مذكرة: «نواصل تسليط الضوء على التحسينات الهيكلية في مشهد سوق الأسهم الصينية للمستثمرين العالميين، مع قناعة راسخة بأنها ستستمر».
وأضافت أن التحسينات في الصين تشمل تحسين حوكمة الشركات، وبيئة أعمال أكثر ملاءمة للقطاع الخاص، وتراجع التوترات الصينية الأميركية، وارتفاع الثقة في عزم بكين على مواجهة أي تباطؤ اقتصادي كبير.
اليوان يواصل الارتفاع
من جانبه، ارتفع اليوان الصيني يوم الأربعاء للجلسة الرابعة على التوالي، مسجلاً أعلى مستوى له في 13 شهراً مقابل الدولار الأميركي، بعد أن وجَّه البنك المركزي السوق نحو الارتفاع، بالتزامن مع ضعف العملة الأميركية؛ حيث عزز المتداولون توقعاتهم بخفض سعر الفائدة من «الاحتياطي الفيدرالي» الشهر المقبل.
وقال متداولون إن قوة اليوان تعكس أيضاً ارتفاع الطلب من الشركات بنهاية العام؛ حيث عادةً ما تُسدد المزيد من إيصالاتها بالدولار لتلبية متطلبات إدارية مختلفة ودفع رواتب موظفيها.
وارتفع اليوان في السوق المحلية إلى 7.0815 يوان للدولار، اعتباراً من الساعة 04:12 بتوقيت غرينتش، وهو أعلى مستوى له منذ 14 أكتوبر (تشرين الأول) 2024. وتبعه نظيره في السوق الخارجية بزيادة قدرها 0.06 في المائة، ليصل إلى 7.0786 يوان للدولار.
وقبل افتتاح السوق، حدَّد بنك الشعب الصيني (المركزي) سعر نقطة المنتصف عند 7.0796 للدولار، وهو أعلى مستوى له منذ 14 أكتوبر 2024، وأكثر بـ29 نقطة من تقديرات «رويترز» البالغة 7.0825 يوان للدولار. ويُسمح لليوان الفوري بالتداول بنسبة 2 في المائة فوق نقطة المنتصف الثابتة يومياً.
وأفاد محللون في بنك التجارة الصيني في مذكرة بأن مجموعة من العوامل الإيجابية -بما في ذلك تصريحات حذرة من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي»، ومكالمة هاتفية بين كبار القادة الصينيين والأميركيين، وآمال في تخفيف التوترات بين روسيا وأوكرانيا- عززت اليوان، وكذلك معنويات السوق.
وأوضحوا أن وتيرة مكاسب اليوان قد تتراجع، «لكن الاتجاه العام للارتفاع مقابل الدولار سيظل ثابتاً لبقية هذا العام». كما أشاروا إلى أن انعكاس مخاطر الدولار/اليوان لمدة شهر واحد، وهو مؤشر يقيس معنويات العملات في سوق الخيارات، حافظ على اتجاهه الهبوطي، ما يُشير إلى أن الأسواق تتوقع مزيداً من الارتفاع لليوان.
وتجاوزت العملة الصينية حرباً تجارية، وتباطؤاً في النمو، وانخفاضاً حادّاً في أسعار الفائدة، وتراجعاً في الاستثمار الأجنبي، متجهةً نحو تحقيق أكبر مكاسب سنوية لها منذ عام 2020 الذي شهد جائحة «كورونا». وعلى الصعيد المحلي، صرَّح المتداولون والمحللون بأنهم سيراقبون اجتماع المكتب السياسي القادم ومؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في ديسمبر بحثاً عن أي تلميحات محتملة بشأن أجندة السياسة للعام المقبل.
