تباطؤ نمو القطاع الخاص الكويتي غير النفطي لأدنى مستوى في عام

امرأة تجلس أمام مياه الخليج على ممشى بحري جرى تجديده مؤخراً بمنطقة الشويخ الساحلية بمدينة الكويت (أ.ف.ب)
امرأة تجلس أمام مياه الخليج على ممشى بحري جرى تجديده مؤخراً بمنطقة الشويخ الساحلية بمدينة الكويت (أ.ف.ب)
TT

تباطؤ نمو القطاع الخاص الكويتي غير النفطي لأدنى مستوى في عام

امرأة تجلس أمام مياه الخليج على ممشى بحري جرى تجديده مؤخراً بمنطقة الشويخ الساحلية بمدينة الكويت (أ.ف.ب)
امرأة تجلس أمام مياه الخليج على ممشى بحري جرى تجديده مؤخراً بمنطقة الشويخ الساحلية بمدينة الكويت (أ.ف.ب)

استمر نشاط القطاع الخاص غير المنتج للنفط في النمو في الكويت، خلال شهر سبتمبر (أيلول) 2025، لكنه سجل أضعف وتيرة توسع له، خلال عام كامل، وفق ما جاء في مؤشر مديري المشتريات، الصادر عن «ستاندرد آند بورز».

جاء هذا التباطؤ نتيجة تراجع معدلات النمو في كل من الإنتاج والطلبات الجديدة، في حين ظلت ضغوط التضخم محدودة.

وسجل مؤشر مديري المشتريات الرئيسي تراجعاً إلى 52.2 نقطة في شهر سبتمبر، مقارنة بـ53.0 نقطة في شهر أغسطس (آب). ورغم أن القراءة تظل فوق مستوى 50.0 نقطة المحايد، للشهر الثالث عشر على التوالي، مما يشير إلى تحسن في أحوال القطاع، لكنها كانت الأقل وضوحاً منذ شهر فبراير (شباط) الماضي.

وتراجعت معدلات التوسع في الإنتاج والطلبات الجديدة، على حد سواء، إلى أضعف مستوياتها خلال عام كامل. وربطت الشركات النمو المستمر بالنشاط الترويجي واستراتيجيات التسعير التنافسية. كما ساعدت الخصومات في تسريع نمو طلبات التصدير الجديدة إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر.

ورغم تباطؤ الأداء الحالي، ظلت الشركات واثقة من أن الإنتاج سيرتفع خلال العام المقبل، وعَزَت هذا التفاؤل إلى الأسعار التنافسية، وتطوير المنتجات الجديدة، والوعي المتزايد بالعلامة التجارية.

ضغوط التوظيف

ظلّ معدل خلق فرص العمل ضعيفاً للغاية، مما شكّل ضغطاً على الطاقة الإنتاجية للشركات:

  • ضعف التوظيف: زادت الشركات مستويات التوظيف لديها بشكل طفيف فقط في سبتمبر، مستشهدة باعتبارات التكلفة.
  • تراكم الأعمال: أدت الوتيرة المحدودة لنمو الوظائف إلى استمرار تراكم الأعمال المعلقة (المشاريع غير المُنجَزة) للشهر الثاني عشر على التوالي، وبالوتيرة نفسها التي شهدها شهر أغسطس.

تكاليف الإنتاج تحت السيطرة

حافظت الكويت على وضع جيد نسبياً فيما يتعلق بضغوط الأسعار، إذ ارتفعت تكاليف مستلزمات الإنتاج الإجمالية بوتيرةٍ أسرع قليلاً في سبتمبر، إلا أنها ظلت ثاني أبطأ وتيرة منذ نهاية عام 2022. كما ارتفعت أسعار مبيعات المنتجات، للشهر السابع على التوالي، لكن وتيرة التضخم ظلت طفيفة، حيث بذلت الشركات جهوداً لحماية هوامش الأرباح.

واستمر نشاط الشراء وتخزين السلع في الارتفاع، مدفوعاً بزيادة الطلبات الجديدة، وفي بعض الحالات باستغلال الأسعار التنافسية لتخزين السلع للمستقبل، لكن معدلات التوسع كانت الأضعف في ستة أشهر.

وقال أندرو هاركر، مدير الاقتصاد في «ستاندرد آند بورز»: «رغم ظهور مزيد من المؤشرات على تباطؤ النمو في القطاع الخاص غير المنتج للنفط في الكويت خلال شهر سبتمبر، فإن معدلات التوسع ظلت قوية، وبالتالي لا يوجد ما يدعو للقلق في هذه المرحلة. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يؤدي تباطؤ النمو إلى تحسين وضع التوظيف، مع بقاء الشركات مترددة في الالتزام بزيادات جوهرية في العمالة، على الرغم من التراكم المستمر للأعمال المعلقة».


مقالات ذات صلة

رئيس «المجلس السعودي الأميركي»: زيارة ولي العهد تُسرّع الشراكة الاستراتيجية

خاص رئيس «المجلس السعودي الأميركي»: زيارة ولي العهد تُسرّع الشراكة الاستراتيجية

رئيس «المجلس السعودي الأميركي»: زيارة ولي العهد تُسرّع الشراكة الاستراتيجية

تأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي إلى الولايات المتحدة في توقيت محوري، حيث تشهد العلاقات الثنائية زخماً غير مسبوق.

هلا صغبيني (الرياض)
خاص أحد مصانع «لينوفو» (الشركة)

خاص «لينوفو»: الشراكة مع «آلات» ستضيف 10 مليارات دولار للاقتصاد السعودي بحلول 2030

بعد إرساء مصنع «لينوفو» في الرياض بشراكة قيمتها مليارا دولار بين شركتي «لينوفو» و«آلات»، دخل المشروع الآن مرحلة التنفيذ، وتوقعات بمساهمة تصل إلى 10 مليارات

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد مستثمران يتابعان تحركات الأسهم في السوق السعودية (أ.ف.ب)

تراجع جماعي في أسواق الخليج وسط ضغوط من الأسهم القيادية

شهدت أسواق المال الخليجية، اليوم، تراجعاً جماعياً في جلسة متقلبة، حيث ضغطت الانخفاضات على الأسهم القيادية خصوصاً في قطاعات البنوك والطاقة والتصنيع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مرافق تابعة لـ«بترورابغ» (صفحة الشركة على «إكس»)

«بترورابغ» السعودية تخفّض خسائرها المتراكمة إلى 39.9 % بعد زيادة رأس المال

أعلنت شركة «رابغ للتكرير والبتروكيماويات (بترورابغ)» السعودية، انخفاض خسائرها المتراكمة إلى 39.94 في المائة من رأس المال، في 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص ممرضة تعمل بأحد أقسام مستشفى في السعودية (واس)

خاص شركات الرعاية الصحية السعودية تحصد 1.25 مليار دولار أرباحاً في 9 أشهر

شهد قطاع الرعاية الصحية، المدرج في السوق المالية السعودية (تداول)، نمواً استثنائياً في الأرباح خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الحالي.

محمد المطيري (الرياض)

أسهم السياحة تهبط بمؤشر نيكي وسط خلاف صيني - ياباني بشأن تايوان

مشاة يمرون أمام شاشة تعرض حركة الأسهم في وسط طوكيو (أ.ف.ب)
مشاة يمرون أمام شاشة تعرض حركة الأسهم في وسط طوكيو (أ.ف.ب)
TT

أسهم السياحة تهبط بمؤشر نيكي وسط خلاف صيني - ياباني بشأن تايوان

مشاة يمرون أمام شاشة تعرض حركة الأسهم في وسط طوكيو (أ.ف.ب)
مشاة يمرون أمام شاشة تعرض حركة الأسهم في وسط طوكيو (أ.ف.ب)

أغلق مؤشر نيكي الياباني على انخفاض طفيف الاثنين، متأثراً بتراجع أسهم الشركات المرتبطة بالسياحة بعد تحذير الصين مواطنيها من السفر إلى اليابان وسط تفاقم الخلاف الدبلوماسي بشأن تايوان.

وأغلق مؤشر نيكي منخفضاً بنسبة 0.1 في المائة عند 50.323.91 نقطة، بعد أن ارتفع بنسبة 0.4 في المائة في وقت سابق من الجلسة. وانخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بنسبة 0.37 في المائة إلى 3.347.53 نقطة.

ويوم الجمعة، حذَّرت الصين طوكيو من هزيمة عسكرية «ساحقة» إذا استخدمت القوة للتدخل في تايوان، وحذَّرت المواطنين الصينيين من زيارة اليابان. وتصاعدت التوترات بين طوكيو وبكين منذ أن صرحت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي في وقت سابق من هذا الشهر بأن أي هجوم صيني على تايوان قد يُشكل «تهديداً للبقاء» ويُثير رداً عسكرياً محتملاً من طوكيو.

ويعتمد تجار التجزئة اليابانيون بشكل كبير على السياح الصينيين، الذين ينفقون مبالغ طائلة على شراء الملابس ومستحضرات التجميل.

وانخفضت أسهم المتاجر الكبرى، حيث انخفضت أسهم شركة «إيسيتان ميتسوكوشي القابضة» بنسبة 11 في المائة. وخسرت شركة «تاكاشيمايا» 6.18 في المائة، بينما انخفضت أسهم شركة «شيسيدو» لمستحضرات التجميل بنسبة 9.08 في المائة.

وخسرت شركة «فاست ريتيلنغ»، المالكة للعلامة التجارية «يونيكلو»، 5.29 في المائة لتصبح أكبر عامل ضغط على مؤشر نيكي.

وقال شويتشي أريساوا، المدير العام لقسم أبحاث الاستثمار في شركة «إيواي كوزمو» للأوراق المالية: «كان رد فعل السوق على تلك الأسهم مبالَغاً فيه بعض الشيء. ربما يكون المستثمرون قد وضعوا في الحسبان جميع الأخبار السيئة المتعلقة بالعلاقة بين الصين واليابان». وأضاف: «لا أعتقد أن موجة بيع تلك الأسهم ستستمر».

ومما قدم بعض الدعم للسوق، ارتفاع أسهم التكنولوجيا مع إقبال المستثمرين على شراء أسهم الرقائق والذكاء الاصطناعي عند انخفاضها.

وصعدت أسهم شركة «طوكيو إلكترون»، المصنّعة لمعدات تصنيع الرقائق، بنسبة 4.55 في المائة لتصبح أكبر داعم لمؤشر نيكي. وارتفعت أسهم مجموعة «سوفت بنك» بنسبة 2.83 في المائة، وقفز سهم «ميتسوي كينزوكو»، الشركة المصنعة لمواد مراكز البيانات، بنسبة 8.87 في المائة. كما ارتفع سهم مجموعة «سوميتومو ميتسوي» المالية بنسبة 4.57 في المائة، بعد أن أعلنت ثاني أكبر مجموعة مصرفية في البلاد عن ارتفاع صافي أرباحها للربع الممتد من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) بنسبة 57 في المائة يوم الجمعة. بينما انخفضت أسهم مجموعة «ميتسوبيشي يو إف جيه» المالية ومجموعة «ميزوهو المالية» بنسبة 1 في المائة و0.26 في المائة على التوالي، على الرغم من ارتفاع صافي أرباحهما الفصلية.

• قفزة حادة لعوائد السندات

من جانبها، ارتفعت عوائد السندات الحكومية اليابانية طويلة الأجل بشكل حاد يوم الاثنين مع تفاقم المخاوف بشأن السياسة المالية التوسعية في عهد رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي؛ ما دفع عائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 20 عاماً إلى أعلى مستوى له في 26 عاماً.

وارتفع عائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 20 عاماً بمقدار 3.5 نقطة أساس ليصل إلى 2.750 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ أغسطس (آب) 1999. وارتفع عائد السندات لأجل 30 عاماً بمقدار 5 نقاط أساس ليصل إلى 3.260 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول). وقفز عائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 40 عاماً بمقدار 5 نقاط أساس ليصل إلى 3.595 في المائة.

وقال كاتسوتوشي إينادومي، كبير الاستراتيجيين في شركة «سوميتومو ميتسوي ترست» لإدارة الأصول: «تلقينا بيانات في وقت سابق يوم الاثنين تُظهر تراجع اقتصاد البلاد؛ ما عزز التوقعات بزيادة الحكومة الإنفاق لدعم النمو». وقد انكمش الاقتصاد الياباني بنسبة تقارب 2 في المائة خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر (أيلول)، حيث أدى انخفاض الصادرات في مواجهة الرسوم الجمركية الأميركية إلى أول انكماش له منذ ستة أرباع، وفقاً لبيانات حكومية يوم الاثنين.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أفادت صحيفة «نيكي» بأن اليابان تدرس إنفاق نحو 17 تريليون ين (110 مليارات دولار) في أول حزمة تحفيز اقتصادي لرئيسة الوزراء الجديدة ساناي تاكايتشي.

وقال إينادومي: «جاء المبلغ الوارد في التقرير ضمن توقعات السوق. ما يهم المستثمرين الآن هو أن الإنفاق قد يفوق ذلك». ودعت تاكايتشي، وهي من أشدّ المؤيدين لسياسات التحفيز الاقتصادي التي أطلقها رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي، إلى زيادة الإنفاق وخفض أسعار الفائدة، قائلة إن اليابان لا تزال تواجه خطر العودة إلى الانكماش.

وبدأ عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 30 عاماً في التراجع من أعلى مستوى قياسي سُجّل في أوائل أكتوبر بعد تولي تاكايتشي منصب رئيس الوزراء، ولكنه شهد اتجاهاً تصاعدياً هذا الشهر مع بدء ظهور تقارير عن حزمة التحفيز في وسائل الإعلام.

وارتفع عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 3 نقاط أساس ليصل إلى 1.730 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ يونيو (حزيران) 2008. كما ارتفع عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 5 سنوات بمقدار نقطة أساس واحدة ليصل إلى 1.255 في المائة. وارتفع عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل عامين بمقدار نقطة أساس واحدة ليصل إلى 0.935 في المائة.


مصر تعلن كشفاً غازياً جديداً في الصحراء الغربية

صورة لعمال في أحد الحقول النفطية المصرية (وزارة البترول المصرية)
صورة لعمال في أحد الحقول النفطية المصرية (وزارة البترول المصرية)
TT

مصر تعلن كشفاً غازياً جديداً في الصحراء الغربية

صورة لعمال في أحد الحقول النفطية المصرية (وزارة البترول المصرية)
صورة لعمال في أحد الحقول النفطية المصرية (وزارة البترول المصرية)

أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية في مصر، يوم الاثنين، عن تحقيق كشف غازي جديد في الصحراء الغربية، بقدرة إنتاجية تُقدّر بنحو 36 مليون قدم مكعب يومياً، في نجاح جديد يضاف إلى إنجازات قطاع البترول خلال الفترة الأخيرة.

وقالت الوزارة إن الكشف الجديد تحقق عبر شركة خالدة للبترول، إحدى أهم الشركات العاملة في المنطقة بالشراكة مع شركة أباتشي العالمية. وتم الحفر في البئر الاستكشافي جمانة-1، حيث أظهرت التسجيلات الكهربائية وجود شواهد قوية للغاز، وأكدت الاختبارات الأولية معدل الإنتاج المذكور.

وأوضحت الوزارة أن أعمال التقييم جارية حالياً لتقدير المخزون المبدئي للبئر، على أن يتم وضعه على خريطة الإنتاج يوم الأربعاء، بما يعزز قدرات مصر الإنتاجية ويدعم خطة الدولة لزيادة الاعتماد على الاكتشافات المحلية.

ويأتي هذا الكشف في إطار جهود وزارة البترول لتعظيم معدلات الإنتاج وتشجيع الاستثمارات الأجنبية في عمليات البحث والاستكشاف، خاصة بعد تطبيق الحوافز الجديدة المخصصة لجذب الشركات العالمية للتنقيب عن الغاز في مناطق الصحراء الغربية.

وأكدت الوزارة أن الاكتشاف يمثل إضافة مهمة لأنشطة شركة أباتشي، خاصة في ظل توسعها في مشروعات تنمية الغاز إلى جانب النفط الخام، مشيرة إلى أن المنطقة ما زالت تمتلك فرصاً واعدة لمزيد من الاكتشافات مع التوسع في عمليات الحفر الاستكشافي.


خسائر «البتكوين» تتجاوز 30 %... السعر يتراجع إلى 93714 دولاراً

رجل يستريح في صالة خلال انطلاق مؤتمر «بتكوين هيستوريكو» وهو مؤتمر نظمه المكتب الوطني للبتكوين في السلفادور (رويترز)
رجل يستريح في صالة خلال انطلاق مؤتمر «بتكوين هيستوريكو» وهو مؤتمر نظمه المكتب الوطني للبتكوين في السلفادور (رويترز)
TT

خسائر «البتكوين» تتجاوز 30 %... السعر يتراجع إلى 93714 دولاراً

رجل يستريح في صالة خلال انطلاق مؤتمر «بتكوين هيستوريكو» وهو مؤتمر نظمه المكتب الوطني للبتكوين في السلفادور (رويترز)
رجل يستريح في صالة خلال انطلاق مؤتمر «بتكوين هيستوريكو» وهو مؤتمر نظمه المكتب الوطني للبتكوين في السلفادور (رويترز)

بعد ما يزيد قليلاً عن شهر من وصولها إلى أعلى مستوى تاريخي، محت عملة البتكوين مكاسبها التي تجاوزت 30 في المائة المسجلة منذ بداية العام، مع تلاشي حالة الابتهاج التي سادت بسبب الموقف المؤيد للعملات المشفرة من قبل إدارة الرئيس دونالد ترمب.

هبطت العملة المشفرة المهيمنة إلى ما دون 93714 دولار يوم الأحد، دافعة السعر تحت مستوى الإغلاق الذي سجلته في نهاية العام الماضي، عندما كانت الأسواق المالية تشهد ارتفاعاً عقب فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية.

كانت «البتكوين» قد ارتفعت إلى مستوى قياسي بلغ 126251 دولاراً في 6 أكتوبر (تشرين الأول)، لتبدأ بالانهيار بعد أربعة أيام فقط إثر تعليقات غير متوقعة لترمب حول الرسوم الجمركية، مما أرسل الأسواق العالمية إلى حالة من الاضطراب.

وقلّصت العملة الرقمية خسائرها لتبلغ 94869 دولاراً اعتباراً من الساعة 8:39 صباحاً بتوقيت سنغافورة يوم الاثنين.

على مدار الشهر الماضي، تراجع العديد من أكبر المشترين للبتكوين بهدوء - من مخصصي الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) إلى أمناء الخزائن في الشركات - مما حرم السوق من الدعم القائم على التدفقات الذي ساعد في دفع العملة إلى مستويات قياسية في وقت سابق من هذا العام. في الوقت نفسه، أدى التباطؤ الأخير في أسهم شركات التكنولوجيا سريعة النمو إلى انخفاض في الشهية العامة للمخاطرة.

طوال جزء كبير من العام، كانت المؤسسات هي العمود الفقري لشرعية البتكوين وسعرها. فقد استقطبت الصناديق المتداولة في البورصة مجتمعة أكثر من 25 مليار دولار، وفقاً لبيانات جمعتها «بلومبرغ»، مما رفع الأصول إلى ما يقارب 169 مليار دولار. وساعدت تدفقات التخصيص الثابتة هذه في إعادة صياغة الأصول كأداة لتنويع المحافظ - وكسياج ضد التضخم والانحطاط النقدي والاضطرابات السياسية. لكن هذه الرواية - التي كانت دائماً هشة - بدأت تتآكل مجدداً، مما جعل السوق عرضة لأمر أكثر هدوءاً ولكنه لا يقل زعزعة للاستقرار: عدم المشاركة.

التقلبات سمة دائمة

لطالما كانت دورات الازدهار والكساد سمة ثابتة منذ أن اندفعت «البتكوين» إلى الوعي العام بارتفاع تجاوز 13000 في المائة في عام 2017، ليتبعه انخفاض بنحو 75 في المائة في العام التالي.

«البتكوين»، التي تمثل ما يقرب من 60 في المائة من القيمة السوقية للعملات المشفرة البالغة نحو 3.2 تريليون دولار، قلبت المستثمرين رأساً على عقب طوال العام، حيث انخفضت إلى ما يصل إلى 74400 دولار في أبريل (نيسان) عندما كشف ترمب عن رسومه الجمركية، قبل أن ترتد إلى مستويات قياسية قبيل التراجع الأخير. وجاءت ضربة حديثة في شكل إعلان مفاجئ لترمب عن الرسوم الجمركية أدى إلى تصفية قياسية في 10 أكتوبر.