استقرار مخزونات الشركات الأميركية في أبريل

مع تأثير محدود على نمو الناتج المحلي الإجمالي

مخزون داخل مركز توزيع تابع لشركة «أمازون» في روبينزفيل بنيو جيرسي (رويترز)
مخزون داخل مركز توزيع تابع لشركة «أمازون» في روبينزفيل بنيو جيرسي (رويترز)
TT

استقرار مخزونات الشركات الأميركية في أبريل

مخزون داخل مركز توزيع تابع لشركة «أمازون» في روبينزفيل بنيو جيرسي (رويترز)
مخزون داخل مركز توزيع تابع لشركة «أمازون» في روبينزفيل بنيو جيرسي (رويترز)

استقرت مخزونات الشركات الأميركية خلال شهر أبريل (نيسان)، مدفوعة بانخفاض في مخزونات الشركات المصنعة، مما يشير إلى أن المخزونات قد تشكل عبئاً على نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني من العام.

وأفاد مكتب الإحصاء التابع لوزارة التجارة يوم الثلاثاء بأن قراءة المخزونات في أبريل جاءت ثابتة، عقب ارتفاع طفيف نسبته 0.1 في المائة في مارس (آذار)، بما يتماشى مع توقعات الاقتصاديين. وتُعد المخزونات مكوناً رئيسياً في حساب الناتج المحلي الإجمالي، حيث سجلت زيادة بنسبة 2.2 في المائة على أساس سنوي، وفق «رويترز».

وتتميز المخزونات بكونها من أكثر مكونات الناتج المحلي الإجمالي تقلباً. فقد ارتفعت بمعدل سنوي بلغ 163.0 مليار دولار في الربع الأول، نتيجة تخزين الشركات للبضائع تحسباً لفرض رسوم جمركية شاملة على الواردات من قِبل إدارة الرئيس دونالد ترمب، ما أضاف نحو 2.25 نقطة مئوية إلى الناتج المحلي الإجمالي، وهو أعلى مستوى منذ الربع الأخير من عام 2021.

ومع ذلك، طغى على هذا الإسهام انخفاض قياسي في الناتج المحلي الإجمالي بلغ 4.83 نقطة مئوية بسبب التوسع الحاد في العجز التجاري نتيجة تدفق الواردات، مما تسبب في تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2 في المائة في الربع الأخير، وهو أول انكماش خلال ثلاث سنوات.

ومع تقلص الواردات القيادية، تقلص العجز التجاري بشكل ملحوظ حتى الآن في الربع الثاني، ما يرجح أن يمهد الطريق لانتعاش قوي في الناتج المحلي الإجمالي. إلا أن حجم المخزونات سيظل عاملاً محدداً في مدى قوة هذا التعافي.

ويُقدر بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً نمو الاقتصاد بمعدل 3.8 في المائة في الربع الثاني.

وفي التفاصيل، بقيت مخزونات التجزئة ثابتة في أبريل، خلافاً للتوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض بنسبة 0.1 في المائة كما ورد في تقرير سابق صدر الشهر الماضي. كما انخفضت مخزونات السيارات بنسبة 0.3 في المائة في مارس، مع تعديل انخفاض مخزونات السيارات في مارس إلى 0.8 في المائة بدلاً من 0.9 في المائة، وكانت النسبة في فبراير (شباط) 1.5 في المائة.

أما مخزونات التجزئة باستثناء السيارات، والتي تدخل ضمن حساب الناتج المحلي الإجمالي، فقد ارتفعت بنسبة 0.3 في المائة كما أُعلن سابقاً.

وسجلت مخزونات الجملة ارتفاعاً بنسبة 0.2 في المائة في أبريل، مقابل انخفاض بنسبة 0.1 في المائة في مخزونات الشركات المصنعة.

كما انخفضت مبيعات الشركات بنسبة 0.1 في المائة في أبريل، عقب ارتفاعها بنسبة 0.6 في المائة في مارس. وعلى أساس مبيعات أبريل، ستستغرق الشركات حوالي 1.38 شهر لتصفية مخزونها، وهو معدل لم يتغير عن شهر مارس.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد رجل يرتب المنتجات في سوبرماركت «بيست وورلد» بحي ماونت بليزانت في واشنطن (رويترز)

التضخم الأميركي يسجل أعلى مستوى في 4 أشهر تحت وطأة الرسوم

ارتفع التضخم الأميركي الشهر الماضي إلى أعلى مستوى له في أربعة أشهر مع ارتفاع تكلفة البنزين والمواد الغذائية والبقالة مما عكس عدة أشهر من تباطؤ ضغوط الأسعار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جيروم باول خلال شهادته أمام لجنة مجلس الشيوخ لمراجعة تقرير السياسة النقدية نصف السنوي في 25 يونيو 2025 (أ.ف.ب)

باول يطلب مراجعة تكاليف تجديد مقر «الفيدرالي» وسط انتقادات إدارة ترمب

طلب جيروم باول، رئيس «مجلس الاحتياطي الفيدرالي»، من المفتش العام للبنك المركزي الأميركي مراجعة تكاليف تجديد مقر «الاحتياطي الفيدرالي» التاريخي في واشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)

«وول ستريت» تستقر قرب ذروتها وسط ترقب قرارات ترمب الجمركية

استقرت مؤشرات الأسهم الأميركية قرب أعلى مستوياتها يوم الاثنين، بعد تحديثات الرئيس دونالد ترمب الأخيرة حول رسومه الجمركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند بيث هاماك تتحدث خلال مقابلة مع وكالة «رويترز» أبريل 2025 (رويترز)

رئيسة «فيدرالي» كليفلاند: لا حاجة مُلحة لخفض الفائدة مع استمرار التضخم

أكدت بيث هاماك، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، يوم الاثنين، إنها لا ترى حاجة مُلحّة لخفض أسعار الفائدة في الوقت الراهن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تدفقات قياسية بـ 42.8 مليار دولار لأسهم وسندات الأسواق الناشئة في يونيو

لوحة إلكترونية تعرض رسماً بيانياً لتقلبات مؤشرات السوق في بورصة «بي 3» بساو باولو في البرازيل (رويترز)
لوحة إلكترونية تعرض رسماً بيانياً لتقلبات مؤشرات السوق في بورصة «بي 3» بساو باولو في البرازيل (رويترز)
TT

تدفقات قياسية بـ 42.8 مليار دولار لأسهم وسندات الأسواق الناشئة في يونيو

لوحة إلكترونية تعرض رسماً بيانياً لتقلبات مؤشرات السوق في بورصة «بي 3» بساو باولو في البرازيل (رويترز)
لوحة إلكترونية تعرض رسماً بيانياً لتقلبات مؤشرات السوق في بورصة «بي 3» بساو باولو في البرازيل (رويترز)

رفعت تدفقات المستثمرين الأجانب إلى أسواق الدين إجمالي التدفقات إلى أسهم وسندات الأسواق الناشئة لأعلى مستوى لها خلال تسعة أشهر، مسجلة 42.8 مليار دولار في يونيو (حزيران)، في ظل ما تشهده الاقتصادات النامية من «لحظة انتعاش».

وتمثل تدفقات المستثمرين الأجانب في يونيو تسارعاً إيجابياً ملحوظاً مقارنةً بـ 16.8 مليار دولار في مايو (أيار)، وفقاً لبيانات المعهد الدولي للتمويل، وهي أكبر تدفقات شهرية صافية منذ سبتمبر (أيلول) الماضي التي بلغت حينها 63.5 مليار دولار.

وقال جوناثان فورتون، كبير الاقتصاديين في المعهد، في بيان: «ينعكس هذا المزيج النادر من انخفاض أسعار الفائدة العالمية، وضعف الدولار، وقوة أساسيات الاقتصاد الكلي في الأسواق الناشئة نسبياً، مما يخلق بيئة استثمارية متوازنة لا تزداد سخونة ولا تبرد كثيراً لتدفقات رأس المال»، وفق «رويترز».

وبلغت التدفقات إلى محافظ الأسهم 9.9 مليار دولار، وهو أعلى مستوى لها منذ سبتمبر، لكن التدفقات إلى أدوات الدين كانت الأكثر بروزاً، حيث وصلت إلى 32.9 مليار دولار، بعد شهرين من تدفقات لم تتجاوز 9 مليارات دولار.

وظلت الصين المحرك الرئيس لتدفقات السندات، مستقطبة 23.8 مليار دولار وفقاً لحسابات المعهد الدولي للتمويل، بينما شهدت أسواق الدين خارج الصين انتعاشاً ملحوظاً في التدفقات أيضاً.

وأشار المعهد إلى أن الديون المقومة بالعملة المحلية ظلت جاذبة بشكل خاص، مدعومة بضعف الدولار، وارتفاع عوائد الفائدة، وسياسات محلية موثوقة، حيث تصدر البيزو المكسيكي، والريال البرازيلي، والوون الكوري الجنوبي قائمة العملات الأكثر جاذبية.

وسجلت السندات الحكومية بالعملة المحلية عوائد تقارب 12 في المائة منذ بداية العام، وفقاً لمؤشرات «جي بي مورغان»، أي أكثر من ضعف عوائد السندات المقومة بالعملات الصعبة. وفي المقابل، ارتفع مؤشر «إم إس سي آي» لأسهم الأسواق الناشئة بنسبة 13.7 في المائة خلال يونيو، مسجلاً أفضل أداء منذ عام 2017.

وتوقع «غولدمان ساكس» مزيداً من المكاسب، رافعاً توقعاته المستقبلية لمؤشر «إم إس سي آي» على مدى 12 شهراً من 1290 إلى 1370 نقطة.

وقال غولدمان: «نرى مجالاً لمزيد من الارتفاع في النصف الثاني من العام، نظراً للنشاط الاقتصادي القوي نسبياً في الأسواق الناشئة، رغم حالة عدم اليقين المتعلقة بالرسوم الجمركية»، مشيراً إلى استمرار زيادة التدفقات في فئة أصول تعاني من نقص كبير في الملكية.

وأظهرت بيانات المعهد الدولي للتمويل أن المحافظ الاستثمارية الآسيوية على المستوى الإقليمي اجتذبت أكثر من 21 مليار دولار في الشهر الماضي، مدعومة بتدفقات بلغت 6.9 مليار دولار إلى الأسهم الآسيوية، وهي الأعلى خلال العام الحالي.

واستقطبت أميركا اللاتينية 11.3 مليار دولار، في حين شهدت أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط أكبر تدفقات شهرية منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.

ومع ذلك، لا تزال الأسواق تواجه مخاطر تقلبات التجارة وسياسات التعريفات الجمركية الأميركية، لا سيما بعد إعلان الرئيس دونالد ترمب الأسبوع الماضي عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 30 في المائة على معظم واردات الاتحاد الأوروبي والمكسيك، بدءاً من 1 أغسطس (آب)، مع توجيه تحذيرات مماثلة إلى دول أخرى.

وصرح فورتون: «لا تزال السوق تقلل من شأن التداعيات المحتملة لأجندة إدارة ترمب التجارية والتعريفات الجمركية. هذه الإجراءات قد تعطل سلاسل التوريد، وتزيد ضغوط التضخم، وتثير ردود فعل انتقامية، وهي مخاطر لم تُقدَّر بعد في ظل معنويات المخاطرة العالمية الحالية».