«أكوا باور» توقع مذكرات تفاهم بـ500 مليون دولار مع شركات أميركية

رفعت استثماراتها إلى 6 مليارات دولار في سياق دعم استراتيجية تحوّل الطاقة

مقر «أكوا باور» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
مقر «أكوا باور» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

«أكوا باور» توقع مذكرات تفاهم بـ500 مليون دولار مع شركات أميركية

مقر «أكوا باور» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
مقر «أكوا باور» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

وقَّعت شركة «أكوا باور» مذكرات تفاهم بقيمة 500 مليون دولار، مع شركات أميركية، وذلك خلال فعاليات منتدى الاستثمار السعودي الأميركي المنعقد في الرياض بالتزامن مع الزيارة الرسمية لرئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترمب إلى السعودية.

وترفع هذه الاتفاقيات إجمالي الاستثمارات القائمة بين «أكوا باور» والشركات الأميركية إلى ما يزيد على 6 مليارات دولار.

وقالت الشركة إن هذه الخطوة جاءت تعزيزاً للشراكة الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة، والقائمة على تاريخ طويل من التعاون بين البلدين، بهدف دفع عجلة الابتكار والاستثمار في قطاع الطاقة، ودعماً لرؤية السعودية 2030 وطموحها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2060.

وبين رعد السعدي، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة «أكوا باور»: «هذه الشراكات التي نعقدها مع الشركات الأميركية تُمثل استثماراً مباشراً في مستقبل السعودية، وبما يتماشى مع الأهداف الطموحة لرؤية 2030. كما تنسجم هذه الشراكات مع التزامنا بالاستفادة من الابتكارات والخبرات الأميركية لتسريع تطوير حلول الطاقة المتجددة، وتوفير فرص العمل، وتنويع الاقتصاد، وبناء مستقبل مستدام للمملكة».

من جهته، أضاف ماركو أرتشيلي، الرئيس التنفيذي لشركة «أكوا باور»: «لطالما ارتكزت استراتيجيتنا على بناء الشراكات لخلق قيمة مضافة. ولا شك أن الوصول إلى التقنيات المتطورة والخبرات المتخصصة يعتبر عاملاً حاسماً في تنويع محفظتنا، والتوسع نحو أسواقٍ جديدة، وتحقيق أهدافنا بالوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050».

وتشمل أولى الاتفاقيات التعاون بهدف دمج تقنيات متطورة لتتبع الألواح الشمسية في مشاريع الطاقة الكهروضوئية، مما يُسهم في خفض تكاليف الطاقة، وزيادة القدرات الإنتاجية المحلية. كما تتضمن الاتفاقية مع شركة «جنرال إلكتريك فيرنوفا - GE Vernova» المعدات الأساسية لمشاريع توربينات الغاز ذات الدورة المشتركة، وأنظمة نقل وتوزيع الكهرباء في المملكة.

كما تتعاون «أكوا باور» مع شركة «بيكر هيوز - Baker Hughes» لاختبار وتطبيق حلول مبتكرة في إنتاج الهيدروجين الأخضر عبر تطوير تقنيات التحليل الكهربائي، مع تعزيز الكفاءة ومعايير السلامة، وإمكانية التصنيع المحلي لدعم منظومة الابتكار في هذا المجال. كما تشمل الاتفاقيات شراكة مع شركة «كيه بي آر إس تي إس» للتعاون في مشاريع عملاقة باستخدام تقنيات الأمونيا والخدمات الهندسية المتقدمة، مع ضمان الإدارة الفعّالة للبرامج.

وتتعاون «أكوا باور» أيضاً مع شركة «إنرجي ريكفري» في إجراء أبحاث مشتركة تحت عنوان «البحث المشترك لتقنيات تشغيل مُوفِّرة للطاقة لأنظمة مبادلات الضغط في محطات تحلية المياه»، مع التركيز على رفع الكفاءة عبر تقنيات مبادلات الضغط المتطورة، والتي تعتمد على استعادة الطاقة من المياه عالية الضغط الناتجة عن عملية التحلية وإعادة استخدامها، مما يُقلل الاستهلاك الكهربائي، ويدعم الاستدامة.


مقالات ذات صلة

مصر تبحث جاهزية القطاع الخاص لتطبيق آلية الكربون الأوروبية

الاقتصاد بنوك ومؤسسات مالية في أبراج شاهقة تطل على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر تبحث جاهزية القطاع الخاص لتطبيق آلية الكربون الأوروبية

أكدت مصر أن إدماج معايير الاستدامة في استراتيجيات الأعمال لم يعد مجرد التزام بيئي، بل أصبح عاملاً رئيسياً لزيادة معدلات النمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مصنع «تسلا» في شنغهاي بالصين (رويترز)

«تسلا» تعتزم بناء محطة تخزين للطاقة في الصين

أعلنت «تسلا»، المتخصصة في المركبات الكهربائية والمُصنّعة للبطاريات والألواح الشمسية، توقيع عقد في الصين لبناء أول محطة تخزين طاقة تابعة لها لشبكة الكهرباء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد وزير المالية السعودي متحدثاً في منتدى صندوق «أوبك» للتنمية 2025 (الشرق الأوسط)

السعودية تدعو إلى تحرك دولي شامل لمواجهة فقر الطاقة

أكد وزير المالية السعودي أن الإصلاحات الاقتصادية ترتكز على تلبية احتياجات الفرد، وأبرزها مواجهة «فقر الطاقة» الذي يطال 1.2 مليار شخص عالمياً.

«الشرق الأوسط» (فيينا )
الاقتصاد مزرعة طاقة شمسية في صحراء مصر (رويترز)

مصر: إغلاق مالي لمحطة طاقة شمسية بقدرة 1 غيغاواط مع «سكاتك» النرويجية

أفاد بيان لمجلس الوزراء المصري بأنه تم توقيع اتفاقية إغلاق مالي مع شركة سكاتك النرويجية لحلول الطاقة المتجددة لإنشاء محطة للطاقة الشمسية بقدرة واحد غيغاواط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد محطة فحم بميناء هوانغهوا الصيني (رويترز)

واردات الصين من الفحم قد تنخفض 100 مليون طن في 2025

صرّح مسؤول في جماعة صناعية رئيسية بأن واردات الصين من الفحم قد تنخفض بما يصل إلى 100 مليون طن في عام 2025، مما قد يزيد الضغط على مؤشرات الأسعار حول العالم.

«الشرق الأوسط» (بكين)

تراجع الدولار والذهب... هل تتجاوز مصر تداعيات الضربات الإسرائيلية - الإيرانية؟

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير الكهرباء محمود عصمت الثلاثاء بمدينة العلمين (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير الكهرباء محمود عصمت الثلاثاء بمدينة العلمين (الرئاسة المصرية)
TT

تراجع الدولار والذهب... هل تتجاوز مصر تداعيات الضربات الإسرائيلية - الإيرانية؟

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير الكهرباء محمود عصمت الثلاثاء بمدينة العلمين (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير الكهرباء محمود عصمت الثلاثاء بمدينة العلمين (الرئاسة المصرية)

مع دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ، شهدت الأسواق المصرية تحسناً ملموساً عَكَسه تراجع في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، وانخفاض في أسعار الذهب، ما أثار تساؤلات بشأن إمكانية تجاوز القاهرة تداعيات حرب الـ12 يوماً، وتعزيز الآمال بقرب عودة الملاحة بقناة السويس لطبيعتها، وانتظام واردات البلاد من الغاز.

وتراجع سعر الدولار أمام الجنيه في البنوك، الثلاثاء، بنحو 60 قرشاً، ليصل سعر صرف الدولار إلى 50.1 جنيه في البنك المركزي. كما شهد سعر الذهب استقراراً نسبياً، الثلاثاء، بعد تراجعات سجلها، مساء الاثنين، بلغت نحو 25 جنيهاً في سعر الغرام، حسب ما نقلته وسائل إعلام محلية.

كانت الضربات الإسرائيلية - الإيرانية قد أحدثت ارتباكاً في الأسواق المصرية، عَكَسه تراجع في مؤشرات البورصة، وعدم انتظام واردات الغاز، ما كان يثير مخاوف بأزمة كهرباء.

وكثفت الحكومة المصرية خلال الأيام الأخيرة جهودها لتلافي تداعيات نقص واردات الغاز على الكهرباء.

وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعاً، الثلاثاء، مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة محمود عصمت، تناول جهود «رفع جودة وكفاءة الطاقة وترشيدها والتشغيل الاقتصادي لمحطات الكهرباء بما يحقق وفراً في الوقود، وكذا جهود تحسين الشبكة القومية للكهرباء عن طريق مشروعات الربط الكهربائي، ومحاولات تلبية الاحتياجات من الغاز والوقود لتشغيل محطات الكهرباء»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة.

وأكد السيسي «ضرورة تكثيف الجهود الحكومية لجذب الاستثمارات لقطاع الطاقة المتجددة، والعمل على استدامة الإمدادات لشبكة الكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية»، وفق الإفادة.

وكانت وزارة البترول المصرية قد فعَّلت في بداية التصعيد خطة طوارئ، «نظراً للأعمال العسكرية التي نشبت بالمنطقة، وتوقف إمدادات الغاز من الشرق (الغاز الإسرائيلي)»، وشملت الخطة «إيقاف إمدادات الغاز الطبيعي لبعض الأنشطة الصناعية»، بحسب إفادة رسمية وقتها.

«رسالة طمأنينة»

أبدى الخبير الاقتصادي، مصطفى بدرة، تفاؤلاً بانعكاسات اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران على الأسواق. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «اتفاق وقف إطلاق النار بعث رسالة طمأنينة إلى الأسواق انعكست على حركة التداولات وأسعار النفط والذهب وسعر الصرف».

وأضاف: «الأسواق استجابت سريعاً واستقرت»، مشيراً إلى أن هذا الاستقرار، حال استمرّ وقف إطلاق النار، سيساعد مصر على تجاوز تداعيات التصعيد الأخير. وأعرب عن أمله أن «يسهم الاستقرار في تشجيع الاستثمار وعودة حركة الملاحة في قناة السويس إلى طبيعتها والتي تأثرت سلباً بحرب غزة».

سفينة حاويات في أثناء عبورها بقناة السويس (هيئة قناة السويس)

وبلغت خسائر قناة السويس بسبب الاضطرابات في البحر الأحمر وهجمات «الحوثيين» على السفن المارة بمضيق باب المندب، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، نحو 7 مليارات دولار، العام الماضي.

وفي الآونة الأخيرة، تحدثت هيئة قناة السويس عن عودة تدريجية للملاحة بالقناة، تزامناً مع تقديم «حوافز» لتشجيع سفن الحاويات العملاقة على المرور بالقناة.

وقال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، في إفادة رسمية، مساء الجمعة الماضي، إن «عودة سفن الحاويات العملاقة للعبور من قناة السويس يعد أمراً حتمياً نظراً لما تتمتع به القناة من مزايا تنافسية عديدة تجعلها الممر الملاحي الأقصر والأسرع والأكثر أماناً واستدامة».

وأكدت خبيرة الاقتصاد، شيماء سراج عمارة، أن التصعيد الإسرائيلي - الإيراني كانت له تأثيرات آنية على الاقتصاد العالمي، ما انعكس على مصر في ارتفاع أسعار الدولار وتزايد المخاوف من تأثر الملاحة في قناة السويس.

وقالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه مع إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن وقف إطلاق النار بدأت المؤشرات التصاعدية لأسعار الوقود والذهب تتراجع، «ما غيَّر دفة الاقتصاد العالمي الذي كان يتجه وبقوة نحو المزيد من الموجات التضخمية».

وأضافت: «الاقتصاد المصري جزء من المنظومة العالمية، وحتماً سينعكس تحسن المؤشرات العالمية على قدراته، لترتفع معدلات التنمية الاقتصادية، ويتم السيطرة بصورة أفضل على أسعار النقد الأجنبي»، مشيرة إلى أن «استقرار المنطقة يدفع نحو عودة الملاحة في قناة السويس لطبيعتها، ويزيد من تدفقات النقد الأجنبي».

وكان رئيس الوزراء المصري قد حذر في أبريل (نيسان) الماضي من «احتمالية حدوث موجة تضخم وركود اقتصادي عالمي خلال الفترة المقبلة في ظل المشهد الإقليمي المضطرب».