تراجع أسعار النفط وضعف هوامش التكرير يخفّضان أرباح «توتال إنرجيز» في الربع الأول

شعار «توتال إنرجيز» يظهر على مبنى في رويل مالميزون قرب باريس (رويترز)
شعار «توتال إنرجيز» يظهر على مبنى في رويل مالميزون قرب باريس (رويترز)
TT

تراجع أسعار النفط وضعف هوامش التكرير يخفّضان أرباح «توتال إنرجيز» في الربع الأول

شعار «توتال إنرجيز» يظهر على مبنى في رويل مالميزون قرب باريس (رويترز)
شعار «توتال إنرجيز» يظهر على مبنى في رويل مالميزون قرب باريس (رويترز)

انخفض صافي الدخل المعدل لشركة «توتال إنرجيز» الفرنسية العملاقة للنفط بنسبة 18 في المائة في الربع الأول، ليصل إلى 4.2 مليار دولار، وهو أقل بقليل من التوقعات، مع ارتفاع الديون وانخفاض الأرباح في جميع قطاعات الأعمال باستثناء الغاز الطبيعي المسال.

وأدت هذه النتائج التي جاءت أقل بقليل من توقعات المحللين البالغة 4.3 مليار دولار، في استطلاع أجرته «إل إس إي جي ريفينيتيف»، إلى انخفاض أسهم الشركة بنسبة 4 في المائة في التعاملات المبكرة، مع احتمال قلق المستثمرين من الارتفاع الأكبر من المتوقع في صافي الدين، وفقاً لمحللين في «آر بي سي» و«جيفريز».

وبلغ الدين 20.1 مليار دولار، مرتفعاً من 10.9 مليار دولار في الربع الأخير من عام 2024، ويُعزى ذلك بشكل رئيسي إلى ارتفاع احتياجات رأس المال العامل موسمياً التي ستنعكس في وقت لاحق من هذا العام، وفق بيان لشركة «توتال إنرجيز».

كما أكدت الشركة خططها لإعادة شراء أسهم تصل إلى ملياري دولار في الربع الثاني، حتى مع انخفاض أسعار خام برنت إلى ما دون 70 دولاراً للبرميل هذا الشهر.

ومع ذلك، كتب المحلل في «جيفريز»، جياكومو روميو، في مذكرة: «حتى على أساس رأس المال العامل العضوي، بلغ التدفق النقدي الحر 2.5 مليار دولار، وهو مبلغ غير كافٍ لتغطية كل من توزيعات الأرباح وعمليات إعادة الشراء».

وأبلغ الرئيس التنفيذي، باتريك بويان، المستثمرين العام الماضي، أنه مستعد للاقتراض، للحفاظ على توزيعات الأرباح وعمليات إعادة الشراء حتى مع انخفاض أسعار النفط.

وعلى الرغم من زيادة إنتاج النفط والغاز بنسبة 4 في المائة عن العام الماضي، انخفضت الأرباح في قطاع أنشطة المنبع بنسبة 6 في المائة بسبب انخفاض أسعار النفط.

وانخفض دخل قطاع التكرير والكيماويات في شركة «توتال إنرجيز» بنسبة 69 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو أقل بقليل مما أشارت إليه الشركة في تحديثها التجاري في وقت سابق من هذا الشهر.

وارتفعت هوامش الربح من تكرير النفط وتحويله إلى وقود في أوروبا خلال الأشهر الستة الماضية، لكنها لا تزال أقل بنسبة 59 في المائة عن العام الماضي، ويُعزى ذلك، بصورة كبيرة، إلى ضعف الطلب والمنافسة الجديدة من المصافي الآسيوية والأفريقية.

وانخفضت أرباح التسويق والخدمات بنسبة 6 في المائة عن العام الماضي، لكنها أقل بنسبة 34 في المائة عن الربع الأخير من عام 2024، وهو ما أرجعته «توتال إنرجيز» إلى موسمية الأعمال.

وارتفعت أرباح الغاز الطبيعي المسال المتكامل بنسبة 6 في المائة على أساس سنوي، لكنها أقل بنسبة 10 في المائة عن الربع الأخير من عام 2024.

وأعلنت شركة «بي بي» البريطانية هذا الأسبوع انخفاضاً في الأرباح بنسبة 48 في المائة، بسبب ضعف أعمال التكرير وتجارة الغاز الطبيعي، في حين سجلت شركة «غالب» البرتغالية انخفاضاً بنسبة 29 في المائة، مشيرةً إلى انخفاض هوامش التكرير وانخفاض أسعار النفط.

وبخلاف «بي بي» و«شل» و«إكوينور»، التزمت «توتال إنرجيز» باستراتيجيتها المتمثلة في زيادة استثماراتها في الطاقة المتجددة بالتزامن مع نمو أعمالها في قطاع النفط والغاز.


مقالات ذات صلة

«وول ستريت» تعود إلى المكاسب وسط أرباح متباينة وتحديات الرسوم

الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

«وول ستريت» تعود إلى المكاسب وسط أرباح متباينة وتحديات الرسوم

استعادت «وول ستريت» بعضاً من مكاسبها الكبيرة التي حقّقتها خلال الأسبوع والشهر الجاري، يوم الجمعة، وسط تقارير أرباح متباينة من شركات مثل «غاب» و«ألتا بيوتي».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شعار شركة «إنفيديا» على مبنى في تايبيه (رويترز)

«إنفيديا» تتغلب على اضطرابات الرسوم... نتائج الربع الأول تفوق التوقعات

تغلبت شركة «إنفيديا»، الرائدة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، على موجة من الاضطرابات الناجمة عن الرسوم الجمركية، محققةً ربعاً آخر من النمو القوي.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)

«وول ستريت» تستقر قبيل صدور نتائج أرباح «إنفيديا»

استقرت مؤشرات الأسهم الأميركية، الأربعاء، بعد أن سجلت مكاسب قوية أعادتها إلى مستوياتها التاريخية، وسط ترقب الأسواق لتقرير أرباح شركة «إنفيديا» الرائدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مستثمران يراقبان أسعار الأسهم على شاشة تداول السعودية (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 26 مليار دولار أرباحاً في الربع الأول

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 97.76 مليار ريال سعودي (26.06 مليار دولار) خلال الربع الأول من عام 2025.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد رسم بياني لمؤشر أسعار سهم «داكس» الألماني في بورصة فرنكفورت (رويترز)

تراجع «الأسهم الأوروبية» بعد 4 أيام من الارتفاع

تراجعت الأسهم الأوروبية، الأربعاء، بعد 4 أيام من الارتفاع المتواصل عقب اتفاقات التجارة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ازدياد الخصم على النفط الإيراني للصين مع استمرار التوترات في الشرق الأوسط

ناقلة النفط «آيس إنرجي» بالعلم الليبيري تحمل النفط الإيراني من ناقلة النفط لانا (بيغاس سابقاً) (أرشيفية - رويترز)
ناقلة النفط «آيس إنرجي» بالعلم الليبيري تحمل النفط الإيراني من ناقلة النفط لانا (بيغاس سابقاً) (أرشيفية - رويترز)
TT

ازدياد الخصم على النفط الإيراني للصين مع استمرار التوترات في الشرق الأوسط

ناقلة النفط «آيس إنرجي» بالعلم الليبيري تحمل النفط الإيراني من ناقلة النفط لانا (بيغاس سابقاً) (أرشيفية - رويترز)
ناقلة النفط «آيس إنرجي» بالعلم الليبيري تحمل النفط الإيراني من ناقلة النفط لانا (بيغاس سابقاً) (أرشيفية - رويترز)

ذكر متعاملون ومحللون أن بائعي النفط الإيراني إلى الصين يُقدمون هذا الشهر خصماً أكبر، وسط مساعٍ لخفض المخزونات، وفي ظل تقليص شركات التكرير المستقلة الصغيرة عمليات الشراء بسبب قفزة أسعار الخام.

وقال 3 متعاملين، وفقاً لـ«رويترز»، إنه يجري تداول النفط الخام الإيراني الخفيف بخصم يتراوح بين 3.30 و3.50 دولار للبرميل عن سعر خام برنت في بورصة «إنتركونتيننتال» للشحن لشهر يوليو (تموز) المقبل، مقارنة بخصم نحو 2.50 دولار في يونيو (حزيران) الحالي.

والمصافي الصغيرة المستقلة المشتري الرئيسي للخام الإيراني في الصين. وتعاني هذه المصافي من ضغوط في الوقت الراهن بسبب ارتفاع أسعار الخام 10 دولارات للبرميل منذ اندلاع الصراع بين إسرائيل وإيران الأسبوع الماضي.

وأوضح المتعاملون أن مصافي التكرير الصغيرة بمركز التكرير في إقليم شاندونغ تتكبد أكبر خسائرها هذا العام.

وتقدر شركة الاستشارات «سابلايم تشاينا إنفورميشن» متوسط الخسائر، بما يصل إلى 353 يواناً (49.15 دولار) للطن هذا الأسبوع.

وتُشير البيانات إلى أن عمليات التكرير في شاندونغ ظلّت منخفضة عند 51 في المائة من القدرة الإنتاجية حتى 18 يونيو، انخفاضاً من 64 في المائة قبل عام.

وفي الوقت نفسه، تظهر تحليلات شركة «فورتيكسا» أن مخزونات النفط الإيراني، بما في ذلك في مواقع التخزين الصينية وفي الناقلات قرب المواني الصينية وقبالتها بانتظار التفريغ، وفي وحدات التخزين العائمة بالقرب من ماليزيا وسنغافورة، تبلغ 70 مليون برميل.

وتُعادل هذه الكميات شهرين من الطلب على النفط الإيراني من الصين، أكبر مشترٍ للنفط الإيراني.

وتُشير بيانات شركة «كبلر» لتتبع ناقلات النفط إلى وجود تغيُّر في الكميات يتجاوز 30 مليون برميل هذا العام في المخازن العائمة. وتُقدر كل من «كبلر» و«فورتيكسا» إجمالي النفط الإيراني في المياه، بما في ذلك في وحدات التخزين العائمة، بنحو 120 مليون برميل، وهو أكبر كمية منذ 2023 على أقل تقدير.

وأدَّت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة على 3 من المصافي الصينية المستقلة إلى تقليص عمليات شراء النفط الإيراني من جانب عدد من المصافي متوسطة الحجم، التي تخشى إدراجها على قائمة العقوبات، وفقاً لـ«رويترز».

وقدّر أحد المتعاملين الإمدادات الإيرانية إلى الصين التي جرى استبدال نفط غير خاضع للعقوبات بها، بـ100 ألف برميل يومياً في النصف الأول من عام 2025، وهو قدر بسيط بالنظر إلى أن الإمدادات الإيرانية للصين، التي تتراوح بين 1.4 و1.5 مليون برميل يومياً.

إلى ذلك، ذكرت وزارة الخزانة الأميركية في إشعار على موقعها الإلكتروني، الجمعة، أن إدارة دونالد ترمب أصدرت عقوبات جديدة متعلقة بإيران، شملت كيانين مقرهما في هونغ كونغ، وأخرى متعلقة بمكافحة الإرهاب.

وأفاد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للوزارة بأن العقوبات تستهدف ما لا يقل عن 20 كياناً و5 أفراد و3 سفن.

وقال جون إيفانز، المحلل في «بي في إم»: «هناك إمدادات أكثر من كافية على مستوى العالم لعام 2025، ولكن ليس في ظل سيناريو احتجاز 20 مليون (برميل يومياً) في بحار شبه الجزيرة العربية، مهما طال أمد ذلك».

وسبق أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة الملاحة ردّاً على الضغوط الغربية، وأي إغلاق للمضيق قد يُقيد التجارة، ويؤثر على أسعار النفط العالمية.

وقالت شركتان لتتبع السفن لـ«رويترز» يوم الخميس، إن إيران تحافظ على إمدادات النفط الخام من خلال تحميل ناقلات النفط واحدة تلو الأخرى ونقل مخازن النفط العائمة إلى أماكن أقرب إلى الصين، وذلك في إطار سعيها للحفاظ على مصدر دخل رئيسي وسط الصراع الإسرائيلي الإيراني.